﷽
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استصحب الإخلاص دوماً، والسرية ما أمكن
إن الله لَا يقبل من العمل إلَا ما كان له خالصاً، وهذا مقتضى لَا إله إلَا الله؛ فإنها تستلزم توحيد المقصود؛
قال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ }
وقال سبحانه في الحديث القدسي:
( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) صحيح مسلم
فجرد القصد لله عز وجل وحده، ولَا تقصد بأي عمل من أعمالك شيئاً من الدنيا ولَا ترى به أحداً سوى الله؛ لئلا تتعب وتنصب في العمل ثم يضرب به في وجهك في النهاية، بل ويكون سبباً من أسباب مقت الله لك وغضبه عليك.
ومن الوسائل المعينة على الإخلاص "الْإسرار بالعمل" ما دمت تجد لذلك طريقاً، فذلك أدعى للإخلاص وأرجى للقبول.
قال الحسن: "لقد أدركت أقواما ما كان أحدهم يقدر على فعل شيء في السر فيفعله علانية"
ومن الوسائل أيضا أن يكون لك خبيئة عمل بينك وبين الله لَا يعلم بها أحد من الناس؛ فقد قال ﷺ :
"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ" صَحِيح الْجَامِع
ومن الوسائل كذلك الحرص على أن تكون لك أوقات تخلو فيها بربك، تناجيه وتدعوه وتذكره خاليا عن الناس.
ففي صحيح مسلم ( إن الله يحب الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِي )
▫️ د. شريف طه يونس