۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞

۩ منتدى مختص بتفسير الاحلام والحوار الدينى عن فتن اخر الزمان والمهدى على منهاج أهل السنة والجماعة ۩
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أربع صفات غيبية للمهدي من سورة الدخان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BATMAN
عضو جديد
عضو جديد
BATMAN


عدد المساهمات : 85
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 10
تاريخ التسجيل : 23/06/2017

أربع صفات غيبية للمهدي من سورة الدخان Empty
مُساهمةموضوع: أربع صفات غيبية للمهدي من سورة الدخان   أربع صفات غيبية للمهدي من سورة الدخان Emptyالأربعاء يوليو 19, 2017 8:21 pm

موضوع منقول للأهمية والاستفادة وإبداء الآراء ،

سورة الدخان تكشف لنا لأول مرّة عن أربع صِفات غَيْبِيَّة للمهدي 

(المُرْتَقِبْ ، المُذَّكِرْ ، رَسُول البَيّنَة ، المُعَلَّمْ)!



بسم الله الرحمان الرحيم



لا يزال الفقهاء الى يومنا هذا ، يعتمدون على طُرُق آبائهم القديمة في إستنباط الأحكام ، و فهم مَقاصد المعاني و الشريعة في القرآن الكريم ، وذلك ليكون القرآن تابِعاً على الدّوام لهذا الفِقة الجَبري المُرَكَّب من المَورُوث نفسِه ، والذي لا يزال يُباركه الحُكّام و الأمراء المُتَعاقبين على مرّ العُصُور، فأُختُزِلت معانيه ، و حُرّفت أحكامه ، و غُيّبت مَقاصِدُه ، و أُخفيت غاياته ، لبقاء مُلكِهم و تواصل حُكمهم ، بعدما دلّهم الشيطان على شجرة الخُلد و مُلكٍ لا يَبلى ، يَتَوارَثُه أبناؤهم جيلا بعد جيل.

لو جمعنا كل العُلوم القديمة التي إعتمدها المُفسّرون و الفُقهاء في تفسير القرآن ، فإننا نَفْرُقُها الى قِسمَين رئيسيين :

ـ القسم الأول : علــم الصرف و النحو في اللغة
ـ القسم الثاني : علــم أسباب النزول

وهذا تعريف مُوجز للقسمين ،

# تعريف علم الصرف :
هو العلم الذي يختص بـ "الكلمة"، وهو الذي يبحث في جذور الكلمة وأصولها. والصرف هو التغيير والتحويل. و كمثال على ذلك: كلمة "شَرِبَ "، هي فعل وتعني قيام الشخص بهذا الفعل، أمّا الأصل منها فهو " الشُرب"، ويدلنا على الاسم "المصدر"، و هكذا.

# تعريف علم النحو :
هو العلم الذي يبحث في أصل تكوين الجمل ، وقواعد الإعراب في الجمل والكلمات والأحرف ، مثل المُبتدأ ، و الخَبر، و الفاعل ، والمفعول به ، والمضاف ، والمضاف اليه ، والتقديم ، والتأخير ، والإعراب ، والبناء ، الى غير ذلك من الأحكام النحوية.

# تعريف علم أسباب النزول :
هو المعرفة بأسباب نزول الآيات في القرآن ، و ما يتعلّق بها من أحداث و وقائع تاريخية.

ولكن ، السؤال الكبير الذي وَجب على كل مُسلم غَيُور على دينه أن يطرحه : 

هل هذه الأدوات النّقلية كافية لإدراك كل المعاني في القرآن بنفس الدّقة التي وَضَعها الله في هذا الكون ؟

ماذا تعني ؟؟ .. لم أستوعب النصف الأخير من السؤال ؟! 

نعم السؤال كبير ... و مُحيّر لكل شخص يقرأه لأول مرّة ، لأنه يحتاج الى تدبّر شاقّ و صبر !

ولكن سأجيبُكم بما إجتمع لدي من معلومات و أدلة قبل الخوض في جوهر الموضوع وإستخراج صفات المهدي الأربعة.

إن هذه الأدوات النّقلية القديمة تبقى غير كافية ، بل وعاجزة تماما على إدراك المعاني المُتجددة في القرآن بنفس الدّقة التي وضعها الله في هذا الكون المُتجدّد ! 

سأضرب لك مِثالا على ذلك ،

تخيّل أخي المُسلم ، أنك لم تُدرك عصر المِجهَر الإلكتروني ، فهل كنت ستعرف بأن الماء مُكوّن من ذرات الهيدروجين و الأكسجين ؟! طبعا لا.

وهل كنت ستُصدّق أجدَادَك القُدامى حين يقولون لك بأن الماء لا يصلح الا للرَيّ و الشُّرب فقط ، بعدما أثبت لك علم الآخِرين أن الماء يَصلُح أيضا لإنتاج طاقة دفع المحركات الكهربائية ؟! 

طبعا لن تُصدّق مَفهُوم أجدادك القديم للماء ، لأنك اليوم تَملِكُ وسيلة جديدة (المِجهَر الإلكتروني) ، وهم لا يملكونها في السابق. و كلما  تقدّم العلم ، فإن مفهومك للماء سيتطور أكثر ، و يقترب من الحقيقة أكثر فأكثر.
يقترب من الحقيقة أكثر فأكثر.

الإستنتــــاج المعرفـــــي:

كلما تَطوّرت المعرفة و أدواتها ، فإن المفاهيم تتطوّر و المعاني تتَجدَّد ، لأن الله عزّ وجل صَاغَ كتابه بنفس الدّقة التي صَاغَ بها هذا الكون المُتمَدّد و المُتجَدّد ، و لذلك ، نحن مُطالبون  بتفصيل القرآن بنفس الكَيفية والدقّة التي نُفَصّل بها مَوجُودات الكون و الطبيعة ! 

قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}

و على هذا الأساس ، سنكشف لكم في هذا البيان المُوجز عن طُرُق جَديدة في التعامل مع كتاب  الله ، للوصول الى المعاني الخفية للقرآن الكريم ، بأُسلوب عَفوي سَلِسْ مُتحرّر من الآبَائِية و الشّرك الخفيّ.

هذه الطُرُق الجديدة تَختلف عن الطُرُق القديمة (علم الصرف و النحو، أسباب النزول) ، وهي تعتمد بالأساس على عِلمَين مُكَمّلين لبعضهما البعض:

ـ العلم الأول : علــم الــدلالات في اللّغــــة
ـ العلم الثاني : علــم تفصيـــل القرآن بالقرآن

وهذا تعريف مُوجز للعِلمَين ،

# تعريف علم الــدلالات في اللّغــــة:
هو علم لغوي حَديث يبحث في الدلالة اللغوية للألفاظ ، و يتجاوز فهم علم النحو ، فمثلا علم النحو لا يُفرّق بين فعل {جَاءَ} و {أَتَى} من حيث المعنى ! ولكن علم الــدلالات يُفرّق بينهما لأنه لا يَقبل التّرادُف في المعنى.

تطبيق علم الــدلالات في الواقع نجده في لغة البرمجيات الحديثة ، حيث أن كل لفظ في كود برمجي له دلالة خاصة و بالتالي له تأثيراته على الفِعل البرمجي ككل.

أنظروا كيف يدعم علماء الغرب علم الــدلالات في اللغة لتطوير المعرفة الإنسانية ، و نحن المُسلمون ندعم علم النحو القديم جدا لتَجميد المعرفة القرآنية ، و البقاء على ما ألفينا عليه آباءنا ! 

قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}

# تعريف علــم تفصيـــل القرآن بالقرآن:
هذا العلم لا وُجود له أصلا عند علماء أهل السنة و الشيعة ، لأنهم لم يجتهدوا حتى في وضع الأسس الأولى لهذا العلم ، بالرغم من أن له سَندًا معنويًا في قول النبي محمد (ص) {إنّ القرآن ليُصَدّقُ بَعضُه بَعضاً فلا تُكَذّبُوا بَعضَه بِبَعض}

و لكن ، للأسف بقي نَهْجُ النّبي حِبرًا على وَرَق  لعُقود من الزمن ، و لم تقع دِراسات و أبحاث جِدّية في هذا الباب لأنه عمل صعب و شاق ، فإكتفوا بالآثار ، و الجرح و التعديل لرُواة الحديث ، و علم التجويد ، هذا كل شيء !!!

في الحقيقة ، بدَأتُ دِراسة أسُس هذا العلم الجديد ، كإجتهاد شخصي ، و بَقِيَ الكثير لم يُنجَز بعد لأنه يحتاج الى وقت كبير جدا ، و تَفرّغ ، وعون أيضا من طُلاب العلم المَفقُودين في هذا العصر. إليكم التّعريف الفَلسفي المَوضُوعي لعلــم تفصيـــل القرآن بالقرآن:
هو العلم الذي يبحث في مُفردات الألفاظ ومُشتقاتها في القرآن الكريم ، ضِمن نفس السّياق الدَلالي للآية.

يبدو هذا التعريف غامضا بعض الشيء ، و مُصطلحاته غريبة ... ، ولكن على ضوء هذا البيان ، سنحاول طَرح جُزئية من المنهجية العِلمِية التي  توصّلت اليها ، لإستخراج بعض المعاني الخفية في القرآن ، بالإعتماد على الطُرُق الجديدة (علــم الــدلالات و علــم تفصيـــل القرآن بالقرآن)، وذلك بأُسلوب مُبسَّط جِدّا يَفهَمُه الإنسان العادي ، إن شاء الله تعالى.

ندخل الآن الى جوهر الموضوع ، حتى نبحث عن صفات المهدي الأربعة في سورة الدخان ، و نبدأ بطرح سؤال مِحوري في هذا البيان كالآتي:

مَــن المُخَاطَبْ في سورة الدخان ؟! هل هو النبي مُحمّد أم شخصٌ آخر؟ و كيف نستدِلّ عليه ؟

إليكم الجزء الأول من سورة الدخان ، لأن فيها الأدلّة الكافية و الشافية للإجابة على هذا السؤال ، من خلال معاني مُفردات الألفاظ القرآنية التي لها سِياق دلالي على الشخص المُخَاطَبْ باللون الأحمر، كالآتي:

حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8 ) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)
 أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ(14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) ۞ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17).

مُفردات الألفاظ القرآنية ذاتِ السِياق الدلالي على الشخص المُخَاطَبْ هي: 


{فَارْتَقِبْ} ، {تَأْتِي} ، {بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} ، {يَغْشَى النَّاسَ} ، {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، {اكْشِفْ عَنَّا} ، {أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ} ، {جَاءَهُمْ} ، {رَسُولٌ مُّبِينٌ} ، {تَوَلَّوْا عَنْهُ} ، {مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} ، {إِنَّا كَاشِفُو} ، {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} ، {الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ} ، {فَتَنَّا قَبْلَهُمْ}.

ولكن ، لماذا إخترت مُفردات دون أُخرى ؟!

عندما تفهم منهجية الإستدلال على معاني الألفاظ كما سيأتي تِباعا ، فإنك ستستطيع مُستَقبلا الإستدلال على الألفاظ نفسها ذات السّياق الدلالي المُتّصل.

الآن ، عندما نَنظُر الى سياقات الألفاظ القرآنية التي جمعناها من سورة الدخان ، فإننا نَفْرُقُهَا الى سيَاقَين مُتّصِلَين:

- سياق الحَدَث الكوني
- سياق المُذَكّر بالحَدَث الكوني

***********************
1) السياق المُتّصل بالحَدَث الكوني
***********************
 
يشمل المُفردات التالية حسب الترتيب الدلالي:

{تَأْتِي} ← {بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} ← {يَغْشَى النَّاسَ} ← {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ← {اكْشِفْ عَنَّا} ← {إِنَّا كَاشِفُو} ← {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} ← {الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ} ← {فَتَنَّا قَبْلَهُمْ}.
السؤال الإستدلالي على السياق : 
هل غشَّى النّاس في حياة النبي محمد دُخَانٌ مُّبِين فيه عَذَابٌ أَلِيمٌ ، ثم كشف الله عنهم العذاب  قليلا ، ليَعُودوا الى ما كانوا عليه ، قبل أن يبطِش الله بهم البطشة الكبرى ؟

الجواب هو لا طبعا ، لأن السياق الدلالي يتحدث عن علامة كُبرى للساعة تَسبِق الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ (قِيام الساعة).

هل لازالت الشُكوك تُراوِدُك على أن "آية الدُخَانِ المُّبِين" حَدثَت زَمَنَ النبيّ محمد بالرغم من أن التاريخ لم يذكُرها ؟

طيّب ، سنُحاول تقديم أدلّة عِلمية أكثَر دِقّة ، من خلال تفصيل لمَعاني بعض المُفردات القرآنية نَفسها ، كالآتي:

{تَأْتِي} مـــن {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} تعنـــي (أن الحدث الكوني سيأتي في المُستقبل و الرسول في حالة ترقّب قبل وُقوعه).

ولكن المعنى في لفظ {فَارْتَقِبْ} لا يزال مُبْهَمًا ، فهل معنى ذلك أن الرسول سيعيش هذا الحدث الكوني بعد تَرَقُبِه ؟ 

حتى نُجيب على هذا السؤال علينا البحث في القرآن عن الآيات التي فيها لفظ {فارْتَقِبْ} أو مُشتقاته القرآنية ، و التي لها نفس السياق الدلالي للآية الأولى وهو (إرتقاب آية العذاب).

لفظ {فَارْتَقِبْ} مُشتقّ من المُفردات القرآنية التالية: {وَارْتَقِبُوا} ، {فَارْتَقِبْهُمْ} ، {يَتَرَقَّبُ}

{وَارْتَقِبُوا} مـــن {سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} سياقهــــا {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} تعنـــي (أن نبي الله شُعيب قد حَضَر آية العذاب على قومه بعد الترقّب)

{فَارْتَقِبْهُمْ} مـــن {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} سياقهـــا {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} سياقهـــا المُنفصل {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ  رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} تعنـــي (أن نبي الله صالح قد حَضَر آية العذاب على قومه بعد الترقّب).

{يَتَرَقَّبُ} مـــن {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} تعنـــي (إنتظار الفرج أو إنتظار وعد الله)

# جمع المعاني المُتّصلة بلفظ {فَارْتَقِبْ}:

{فَارْتَقِبْ} = {يَتَرَقَّبُ} + {وَارْتَقِبُوا} + {فَارْتَقِبْهُمْ}  = (إنتظار الرسول لوعد الله) + (إنتظار الناس لآية العذاب) + (تحقق آية العذاب بحُضور الرسول بعد الترقّب) 

{فَتَنَّا قَبْلَهُمْ} مــن {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} تعنـــي (أن فتنة الدُخَانِ المُّبِين لم يَسبِقها فتنة مُشابهة لها من حيث العذاب الا فتنة موسى لقوم فرعون) تعنـــي أيضا (أن فتنة الدُخَانِ المُّبِين لم تكن في حياة النبي محمد) تعنـــي أيضا (أن فتنة الدُخَانِ المُّبِين هي من علامات الساعة الكبرى قبل البطشة الكبرى).

{يَغْشَى النَّاسَ} ، من هم الناس ؟ هل هم طائفة ؟ أم هم أهل الأرض جميعا ؟

{النَّاسَ} سياقهـــا المُنفصل {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} سياقهـــا المُنفصل {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًالِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} تعنــي (أن الناس همأهل الأرض قاطبة).

{يَغْشَى النَّاسَ} مـــن {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} تعنــي (أن العذاب الأليم لهذا الدُخَانِ المُّبِينسيُصيب كل أهل الأرض بلا إستثناء لأحد) تعنــي  (أن الدخان الذي سينتشر على كامل كوكب الأرض لن يكون الا نتيجة إحتكاك ذيل النجم الطارق بالغلاف الجوّي).

فهل سبق أنّ غشّى دُخان مُّبِين سماء الأرض كلها في حياة النبيّ محمد ؟! 

كلا و رب الكعبة ، و هذا دليل آخر على أن هذاالحدث الكوني سيكون في آخر الزمان ، وهو آية  المهدي لبني إسرائيل الذين هم في شكّ يلعبون ، فوَصفوه بالمُعلَّم المجنون ، و سنأتي للصفات المعنوية التي ذكرتها سورة الدخان في المهدي.

# جمع المعاني المُتّصلة بالألفاظ ذاتِ الدلالة على الحدث الكوني:

{تَأْتِي} = (الحدث الكوني سيأتي في المُستقبل و الرسول في حالة ترقُّب وُقُوعِه)
{بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} = (تعريف بالحدث الكوني كعلامة كُبرى لقيام الساعة)
{يَغْشَى النَّاسَ} = (يُصِيب أهل الأرض عذاب أليم بسبب هذا الدخان المُنتشرعلى سطحها)
{عَذَابٌ أَلِيمٌ} = (دلالة على شدّة العذاب لأنه مُتواصل و غير مُنقطع)
{اكْشِفْ عَنَّا} = (دعوة الناس ربّهم حتى يكشف عنهم العذاب)
{إِنَّا كَاشِفُو} = (إستجابة الله لدعوة الصالحين منهم بكشف العذاب قليلا)
{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} = (تَوَلّي الناس عن الرسول مرّة أخرى بعد كشف العذاب الذي سيلحقه البطشة الكبرى للساعة).
{الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ} = (أحداث قيام الساعة)
{فَتَنَّا قَبْلَهُمْ} = (تأكيد على أن فتنة الدُخَانِ المُّبِين لم يَسبِقها فتنة مُشابهة لها من حيث العذاب الا فتنة موسى لقوم فرعون).
الإستنتــاج المعرفـــي :

أحداث سورة الدخان تندرج ضِمن أحداث آخر الزمان زَمَنَ المهدي ، و لا تندرج ضِمن الأحداث  المَكّية زَمَنَ النبي، و لذلك خصص الله تعالى سورة بأكملها في القرآن بإسم هذا الحدث الكوني الذي هو "الدُخان" المُعرّف بالألف و اللام.

***************************
2) السياق المُتّصل بالمُذَكّر للحَدَث الكوني
***************************

 يشمل المُفردات التالية حسب الترتيب الدلالي:

{جَاءَهُمْ} ← {رَسُولٌ مُّبِينٌ} ← {تَوَلَّوْا عَنْهُ} ← {مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} ← {فَارْتَقِبْ} ← {أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ}

# الأسئلة الإستدلالية على السياق: 
من هو المُرْتَقِبْ الذي جاءهم بـالذِّكْرَىٰ ؟ و لماذا وصفه الله برسول البيّنة ؟ ثم لماذا تَولّى عنه أكثر الناس ، و وَصَفُوه بالمُعَلَّم المَّجْنُون ؟

للإجابة على هذه الأسئلة، علينا تفصيل المُفردات القرآنية كما فعلنا في السابق للوصول الى المعاني الخفية كالآتي:

{جَاءَهُمْ} مـــن {أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ} سياقهــــا المُنفصل {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} تعنــي (أن الله لا يُصيب قوما بعذاب حتى يبعث فيهم رسولا) تعنــي أيضا (أن لفظ "جَاءَهُمْ" يدل على أن الرسول هو حاضر و موجود بينهم لحما و دما ، و لفظ "فَارْتَقِبْ" يؤكد هذا المعنى كما فصلناه سابقا).

{رَسُولٌ مُّبِينٌ} سياقهــــا {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَلَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} سياقهــــا المُتّصـــل {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} تعنــي (أن هذا المُذكّر هو رَسُول البيّنة ، لأن الله عزّ و جلّ يَسَّرَ الكِتاب بلسانهفجعله "مُبِين" بواسِطة عِلم البيان الرباني"حــم").

{رَسُولٌ مُّبِينٌ} هي صفة ، و لم يأتي هذا الوصف الا في مَوضِع وَحِيد في القرآن (سورة الدخان) ، بمعنى أن هذه الصّفة لن تكون الا لشخص واحد فقط ، بينما ستجد أوصافا أخرى ، وصف الله بها بعض أنبيائه مثل {رَسُولٌ أَمِينٌ} و {رَسُولٌ كَرِيمٌ} ،.. 

و بالتالي {رَسُولٌ مُّبِينٌ} هو وصف مَخصُوصلعابد واحد من عباد الله ، لأنه جاء مرّة واحدة  في القرآن الكريم ، ولم يصف الله به بقية أنبيائه ! ولذلك هذا الشخص سيكون له ميزة فريدة ، وهو أنه صاحب البيان الرباني {حـــم} ، ليكون الكتابُ مَفهُوما للناس كافّة بعدما إختلفوا فيه ، و إنقسموا الى أحزاب و طوائف.

فالبَيان في مقام الرسالة {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} ، هو أعلى درجة ، من البيان في مقام الخلق {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.

ولكن ، أليس الرسول بنبيّ ؟

الجواب هو لا ، لأن "رَسُول" هي صفة و ليست نُبُوّة ! قال تعالى {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، فهل معنى ذلك ، أن هارون هو نبيّمثل موسى ، أم أن له صِفَة "رَسُول" مثل موسى ؟! 

و بالتالي ليس كل من له صِفة "رَسُول" هو نبيّ ! ولكن كل نبيّ له صِفة "رَسُول" بالضرورة. 

=> المهدي هو رسول البيّنة و لكنه ليس بنبي ، لأنه غير معصوم ، و لن ياتي برسالة جديدةلتنسخ ما قبلها من الرسائل ، و انما سيأتي ببيان جديد و فهم للرسالة المحمدية ، لم يسبقه به أحد من العلماء و السلف.

نُواصل تفصيل معاني الألفاظ المُتبقية ذات الدلالة على المُذكّر بالحدث الكوني،

{تَوَلَّوْا عَنْهُ} مـــن {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} سياقهــــا المُنفصل {أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} تعنـــي (أن أكثر  الناس لن يكُونوا طائعين لهذا المُعَلَّم الشاب صاحب البيان "حــم") السبـــــب (هو الكِبْر الذي في نُفوسهم و الحَسد الذي أعمى أبصارهم لأنهم  لم يقبلوا بشاب يُعلّم الشيوخ و كِبار القوم دينَهم الذي حرفوه أجدادهم.)

{مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} سياقهــــا المُتّصــل {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} سياقهــــا {أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّامُرْسِلِينَ} سياقهــــا {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} سياقهــــا {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} تعنـــي (أن الله سيُنزل على عبده المهدي "حم" ليكون الكتاب مُبينًا للناس ، بِنفس الطريقة التي أنزل الله بها "الكتاب" على نبيّه محمد ليُخرج الناس من الظُلُمات الى النور).

لفظ {مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} مُكوّن من مُفرَدتين : {مُعَلَّمٌ} و {مَّجْنُونٌ}

{مُعَلَّمٌ} جاءت بفتح اللام ، أي أن المهدي "مُعلَّمْ" من الله مباشرة و علامتُه هي "حم" ، و بالتالي لن تجد لعِلمه أثرا في كُتب الأولين و الآخرين ، و لذلك سيصِفونه بالجُنون.

{مَّجْنُونٌ} سياقهــــا المُتّصــل {حم * وَالْكِتَابِالْمُبِينِ} سياقهــــا المُنفصل {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِرَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} تعنـــي (أن من نعمة الله على عبده المهدي سيظن بأنه كاهن يتنبأ المُستقبل ، و مجنون بما رأى من آيات ربه الكبرى عند نزول علم البيان "حم" على قلبه بإذن الله).

{مَّجْنُونٌ} سياقهــــا المُتّصــل {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُوَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} تعنـــي (أن بيان المهدي للناس هو أبعد ما يكون عن التصديق ، لأن زيف  الأديان و العلم و الحضارة بلغ ذُرْوَتِهُ في عُقول الناس فأصبح منهج حياتهم و عملهم ، ولذلك سيصفونه بالجُنون عندما يُقدّم لهم الخلافة على منهاج النبوة كالبديل عن النظام العالمي ، الذي تعوَدوا عليه لقرون بالرغم من كل مَساوئه ، لأنهم أحبوا الزُخرف الذي فيه ، فكرهوا زَوال أنْعُمِ الدجّال عنهم ، عندما ذكّرهم المهدي بعذاب الله أنه مُصيبهم إن لم يتّبعوا الذّكر الذي بيّنه لهم).

# جمع المعاني المُتّصلة بالألفاظ ذاتِ الدلالة على المُذكّر بالحدث الكوني:

{جَاءَهُمْ} = (المهدي سيكون حاضرا و موجودا لحمًا و دمًا عند وُقوع الحدث الكوني)

{رَسُولٌ مُّبِينٌ} = (المهدي هو رَسُول البيّنة ، لأن الله عزّ و جلّ يَسَّرَ الكِتاب بلسانه فجعله "مُبِين" بواسِطة عِلم البيان الرباني "حــم")

{تَوَلَّوْا عَنْهُ} = (أكثر الناس لن يكُونوا طائعين لهذا المُعَلَّم الشاب صاحب البيان "حــم" ، لأنهم لم يقبلوا بشاب يُعلّم الشيوخ و كِبار القوم دينَهم الذي حرفوه أجدادهم).

{مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} = (المهدي "مُعلَّمْ" من الله مباشرة و علامتُه هي "حم" ، و بالتالي لن تجد لعِلمه أثرا في كُتب الأولين و الآخرين ، و لذلك سيصِفونه بالجُنون).

{فَارْتَقِبْ} = (المهدي له صفة المُرْتَقِبْ)

{أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ} = (المهدي له صفة المُذَّكِرْ)

الإستنتــاج المعرفـــي :

للمهدي أربع صفات غيبية ذكرها الله في سورة الدخان وهي:

- المُرْتَقِبْ : يترقب وقوع الحدث الكوني وهو رقيبٌ عليهم أي شاهدٌ عليهم.

- المُذَّكِرْ : يُذكّر الناس بعلامات الساعة الكبرى بعلم من الكتاب الذي هو "حم" ، و يُنذرهم عذاب الله و البطشة الكُبرى.

- رَسُول البَيّنَة : يُبيّن للناس كافة ، على إختلاف لغاتهم و ثقافاتهم ، حقيقة الكتاب الذي أُنزل على النبي مُحمّد ، و المعاني الخفية لقوله تعالى {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}.

- المُعَلَّمْ : يُعلم الله المهدي العلم اللدني "حم" ، ليُعلّم الناس الأمور التي خَفِيت عن دينهم و دنياهم ، ليكونوا خُلفاء الله في الأرض بالحق والقسط و العدل.

والله تعالي أعلم وهو أحكم الحاكمين ...

==================================================
يَا لَيْتَنِي مِتُّ
                    قَبْلَ هَٰذَا 
                                    وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أربع صفات غيبية للمهدي من سورة الدخان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات وعلامات للمهدي
» ايات في سورة الجن للمهدي
» تم نشرها بيوليو 2010 رأيت أني اقر سورة – الكافرون، ثم قرأت سورة – النصر –
» أربع رؤى مترابطة
» اطلع قبل أربع تلاتات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞  :: الفئه الثانيه مواضيع سريه :: ஓ منتدى مختص بموضوعات ماذا تعرف عن المهدى ஓ-
انتقل الى: