[rtl]عادت الأوضاع في الحرم القدسي الشريف إلى ما كانت عليه قبل الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي فجرت موجة احتجاجات واسعة أجبرتها على التراجع عنها، لكن النار بقيت تحت الرماد تنذر بالاشتعال في أي وقت.[/rtl]
[rtl]ففيما عاد الفلسطينيون إلى المسجد الأقصى من دون قيود إسرائيلية، واصلت في الوقت ذاته مجموعات من المتدينين اليهود الدخول إلى باحات الحرم في فترة السياحة الأجنبية، صباح كل يوم، ما يشكل استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين ويهدد بانفجار الأوضاع في المسجد مجدداً.[/rtl]
[rtl]وسجلت أعداد اليهود الذين دخلوا المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية أرقاماً قياسية لم تسجل منذ أكثر من 5 سنوات، وفقاً للمعطيات التي نشرتها ما تسمى «منظمات الهيكل» الإسرائيلية المتطرفة.[/rtl]
[rtl]ووجهت هذه المنظمات في الأيام الأخيرة دعوات إلى أنصارها للدخول إلى باحات المسجد الذي تطلق عليه هذه المنظمات اسم «جبل الهيكل»، لإحياء ما يسمى ذكرى «خراب الهيكل الثالث». وحلت ذكرى «خراب الهيكل» في الأول من آب (أغسطس) هذا العام، الذي يوافق التاسع من آب وفق التقويم العبري. وأعلنت «منظمات الهيكل» أن أعداد اليهود الذين دخلوا باحات المسجد الأقصى في الأيام الماضية بلغت أرقاماً قياسية لم تسجل منذ أكثر من 5 سنوات، وأوضحت أن عدد اليهود الذين دخلوا صباح أمس بلغ 1046 يهودياً. ودخل هؤلاء على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، بحماية من قوات الاحتلال التي ترافقهم خلال الجولات في المسجد.[/rtl]
[rtl]واعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن «الاقتحامات المتواصلة والمتزايدة للمسجد الأقصى تدل على إصرار سلطات الاحتلال التصعيد في الأقصى من جهة، وإلى أطماع المستوطنين بالمسجد من جهة ثانية».[/rtl]
[rtl]وأضاف أن «سلطات الاحتلال تريد من خلال الاقتحامات تغطية هزيمتها في الأقصى، و(الظهور) بأنهم هم الأقوياء وأصحاب القرار، مستغلة في ذلك الأعياد المختلفة لتنفيذ الاقتحامات». وأكد أن «الاقتحامات اليومية لن تكسبهم أي حق في المسجد».[/rtl]
[rtl]وقال مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين إن «الأوضاع هدأت بعد هذه الجولة، لكنها لن تنتهي إلا بتوقف التدخل الإسرائيلي في المسجد»، مضيفاً أن «الصراع على المسجد لن ينتهي إلا عندما تتوقف المجموعات اليهودية عن الدخول إلى باحاته، وتغادر الشرطة الإسرائيلية بواباته، ويحل محلها حراس دائرة الأوقاف».[/rtl]
[rtl]ويتوقع أن تؤدي السياسات والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس إلى تفجر الأزمة من جديد، ربما في مناطق أخرى غير المسجد. وقال أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت المتخصص في شؤون القدس الدكتور نظمي الجعبة: «هذه الأزمة مرت، لكن هناك مناطق احتكاك أخرى قد تؤدي في أي لحظة إلى وقوع الانفجار». وأضاف أن «إسرائيل تحاول أن تخرج التجمعات الفلسطينية الواقعة في أطراف القدس من المدينة بهدف تقليل عدد السكان الفلسطينيين، مثل قرى كفر عقب وسميراميس وقلنديا وغيرها، والتي يبلغ عدد سكانها 120 ألف فلسطيني». وتابع: «هناك مشاريع قرارات إسرائيلية لضم مستوطنات كبيرة إلى القدس، مثل معاليه أدوميم وبسغات زئيف وغيرها، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي مئة ألف يهودي، وفي حال حدوث ذلك، ستتفجر الأوضاع مجدداً».[/rtl]
[rtl]ويشكل الفلسطينيون 40 في المئة من سكان ما تطلق عليه إسرائيل اسم «القدس الكبرى» التي تشمل القدس الغربية (الإسرائيلية) والقدس الشرقية (الفلسطينية). ووضعت السلطات الإسرائيلية مشاريع لزيادة عدد السكان اليهود وتقليص عدد السكان الفلسطينيين في القدس من 40 في المئة إلى 13 في المئة. وتشمل هذه المشاريع سحب بطاقات الفلسطينيين الذين يعيشون خارج حدود المدينة، حتى لو كان ذلك لأغراض العمل أو الدراسة أو الزواج، وبناء مستوطنات وأحياء استيطانية جديدة، وتقييد البناء في الأحياء الفلسطينية، ورفع أسعار رخص البناء وغيرها.[/rtl]
[rtl]واتخذت الأطراف السياسية ذات العلاقة بالأزمة الأخيرة في المسجد الأقصى مواقف يتوقع أن تترك أثراً على العلاقة بينها مستقبلاً، ما ينذر باستمرار الأزمة بأشكال أخرى.[/rtl]
[rtl]فمن جهة الفلسطينيين، أعلن الرئيس محمود عباس وقف التنسيق الأمني مع السلطات الإسرائيلية حتى إزالة كل الأجهزة والمعدات والإجراءات التي اتخذتها في المسجد. كما قرر توظيف موارد مالية ومهنية في القدس لدعم أهلها ومؤسساتها من جامعات ومستشفيات وغيرها.[/rtl]
[rtl]وتحظر إسرائيل على السلطة الفلسطينية العمل في القدس أو إقامة مؤسسات داخل حدودها. ويتوقع أن يؤدي دعم مؤسسات قائمة، وإقامة مؤسسات وأنشطة جديدة في القدس، إلى حدوث مواجهة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.[/rtl]
[rtl]وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب لـ «الحياة»، إن «هناك مراجعة لكل ملف العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية». وأضاف: «فرض أهالي القدس أنفسهم على الأجندة المحلية والعالمية، وما كان سائداً قبل انفجار الانتفاضة الأخيرة لن يظل قائماً بعدها»، مشيراً إلى نية القيادة الفلسطينية تغيير قواعد العلاقة القائمة مع إسرائيل.[/rtl]
[rtl]وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جمال محيسن: «لن نستأنف التنسيق الأمني مع إسرائيل إلا في حال وجود عملية سياسية ذات معنى».[/rtl]
[rtl]من جانبها، فإن إسرائيل تحاول منع الفلسطينيين في القدس من الاحتفال بالانتصار في هذه الجولة من المواجهة والبناء عليها استعداداً للجولات المقبلة، إذ فرضت سلسلة من القيود على الصلاة في الأقصى عقب الأزمة، في خطوة وصفها المراقبون بأنها محاولة من إسرائيل لتقليل إحساس الفلسطينيين بالانتصار.[/rtl]
[rtl]وقال الجعبة: «سيحاول الطرف الإسرائيلي الخاسر في هذه الأزمة تجميع أوراقه والهجوم على الفلسطينيين وعلى المسجد مجدداً»، متوقعاً المزيد من الإجراءات الإسرائيلية في المسجد وفي القدس.[/rtl]
[rtl]أما الأردن، وهو الطرف الثالث في الأزمة بوصفه الوصي على المقدسات في القدس، فقد أشار إلى نيته تغيير مواقفه من إسرائيل، معلناً أنه لن يسمح بعودة السفيرة الإسرائيلية وطاقم السفارة إلى عمان إلا في حال محاكمة حارس السفارة الذي قتل أردنييْن الأسبوع الماضي.[/rtl]
[rtl]وشهدت العلاقة بين الأردن وإسرائيل أخيراً أزمة مركبة بسبب إجراءاتها في المسجد، وبسبب الاستقبال الاستعراضي من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للحارس القاتل. ويتوقع أن يتخذ الأردن المزيد من المواقف المتشددة في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة في القدس رداً على هذه المواقف.[/rtl]
[rtl]وطغى الجانب الديني على هذه الجولة من المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس، الأمر الذي يتوقع أن تكون له تداعيات مقبلة على المواجهة المفتوحة بين الطرفين.[/rtl]
==================================================
قال تعالي: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ)) [البقرة: 216]:اللهم صلي وسلم وبارك علي رسول الله محمد خاتم الانبياء وسيد المرسلين 
الرئيسية 
