بسم الله
ورد في كتاب المنتخب النفيس في علوم النبي إدريس صفحة 168 هذه الأرجوزة في الملاحم:
من بعد تسع وأربعين لهجرة………في رابع القرن الذي لم يحمدِ
النمسا تحيا حياة بعد ما……… كان طعاماً لحمها للمعتدِ
وتنال أرجاعاً إذا ما خمسة………من السنين مضت بغير تأكدِ
رومانيا بلغار تحرق نفسها…… … يونان ضرب ثم حبل أسودِ
فحياتها تنمو وترجع آخراً… ……النار في أطرافها تتوقّدِ
في سابع الخمسين خوفي محوها ……يا ويل داخلها عدوّ معتدِ
تركية آن الأوان وقد غدت………بين العوالم صفر اليدِ
هيهات هيهات ارتباط ملوكها………من بعد مريخ إلى نجم الجدي
كذا ارتباط الناس لم ينل حتماً ...........لخمسين من أربعين قد بدي
والكون في الإسلام يظهر نوره………شمس مضيئة من أربعين وأزيدِ
هند وصين قد يقوم مقالها………و لها فساد داخل متمرّدِ
عجم وأفغان ليكثر بطشهم………بفسادهم حتى يذوب الجلمدِ
وتقوم بالعجم الحروب وتنتهي………ويل تبور وعند ستين أبتدي
سودان مصر ملكها لم ينظف ………وكذاك سلطتها تدوم لأحمدِ
في الكون هذا ثم خمس بعده ………ضيق وشدة بل جميع تنكدِ
البرتغال فقد توقدّ نارها …………في الدولة العظمى لسبعة شددِ
إن اضمحال مع وبال دائم ………بعد العلو إلى مثاوي الفرقدِ
وكذلك الدنيمارك يلزم أن ترى………في خامس الخمسين وهي تبددِ
بلجيكا تحيا في الشعوب مؤخراً………بعد اضمحال ملكها يترددِ
شام ومكة مع فلسطين لها ………شأن عظيم يا له من موردِ
تتخالف الأقوام فيها بضعة………عدت من الأعوام ليست تهتدي
بغدادنا وكذا العراق وغيره………يدنو بها البطل الهمام الأوحد
بالشام ملك قد يلوح وينجلي………بالشام قوم خائنون وحسّد
أقوام موسى قد تروم مناجحاً………أثر الإباء وطالب لم يردد
وتجول بين معصفر ومدثر………ومبرج ومهرج ومورّد
يا قوم أمر قد يحق لعشرة………وتقوم نار سعيرها تتوقد
شمويل يا حزقيل يا شمعون………بؤساً كما قال الإله كذا اقتدي
بشّر ملوك الشام ثم عراقها………حلب وطرسوس وأم مخلد
تتخالف الأقوام فيها بضعة………من بعد عشر نارها لم تخمد
من بعدها قوم الكمال توافقوا………والدولة العظمى تدوم وتهتدي
وتعيش للسبعين أحسن حالة………من بعدها حرب يفور ويزبد
حتى يتم القرن رابع أرّخو………غرر الزمان البائس المتعوّد
ملك يدوم على الملوك مقامه………حتى يذوب له الحديد الأصلد
ولدولة الإسلام تنمو خامس ………في القرن شبّ ناسك متولد
ملك الحجاز له مقام شامخ………أسباطه بالشام ظلماً تُطرد
لاتين كاثوليكي رومي بعده………أرثوذكس مخلفهم بكل توعد
الروح تفنى والطبيعة تنتشي………تعلو على الأقوام حتى تغتدي
أرض لها زحل وأمر واصب ………بنيانه نحو الفساد مقّيد
هند وروم ثم أمر غالب …………في حادي السبعين قدح المزند
يا قوم سلم للسليم سلامة ………ودماً تسيل وضجة المتجرد
إن الدروز لهم شنيع منازل ………ضرباً وحرباً فعلها لم يحمد
يأتي الشرار كذا اللهيب لها معاً ………أحوال حال بالفنا تتزود
لا تطلب الأديان بل لتجارة ………وقصور عالية وحور أغيد
وكذا البداوة قد تزيد حضارة ………وتموّنا طلب الظلام الأسود
يا ويل يمن من جنوب بلادها ………صنعا محاصد بالحروب ستحصد
في سادس الخمسين قرن رابعٍ………يصفوا الزمان وجمعنا يتوحّد
أهل الكليم يرون حالاً باقياً ………ويطبقوا ملكاً جديداً أمجد
وتساعد القوم الكرام مراكزاً ………ومطالب عند العموم مقلد
إن الصّليب له السعادة والهنا ………أما الهلال فقد بقي صفر اليد
لابد من نيل الهلال مناله ………وكذا مطالبه لنا تتأكّد
في ثامن الخمسين ثم التاسع ………وكذا لستين لنا تتأيّد
غشى صداها يالها من وقعة ………شاب الغراب من الضلال الأسود
في قرن خامس عشر قد أملتها ………خير وأنعام وعيش أرغد
في حادي العشرين موت فجيئة ………نصف الخلائق قد تموت فترتدي
من بعدها عيش رغيداً نور ………سبعون عاماً راحة وتمهد