وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخى الكريم
مساكن جهينة قديماً وحديثاً :
قال ابن خلدون في تاريخه :
(فجهينة ما بين الينبع ويثرب إلى الآن في متسع من برية الحجاز , وفي
شماليها إلى عقبة أيلة مواطن بلي ..) .
وقال اهمداني في ( صفة جزيرة العرب ) :
( مساكن جهينة بين المدينة ووادي القرى في العيص , وينفرد دار جهينة
من حدود رضوى والأشعر إلى واد ما بين نجد والحجاز ).
وجاء في معجم قبائل الحجاز :
( جهينة بن زيد : حي عظيم من قضاعة ... كانت منازلهم بين ينبع والمدينة
إلى وادي الصفراء جنوباً , والعيص وديار بلي شمالاً على الضفة الشرقية
للبحر الأحمر ... وتقيم جهينة اليوم في وادي ينبع وشماله إلى العيص
وأملج ( الحوارء ) , وتقع مدينة ينبع في دائرة ديارهم ) .
ومن جبال جهينة التي ذكرها المؤرخون قديماً : الأشعر والأجرد ,
وقد وصف البكري في معجمه اماكن جهينة وصفاً دقيقاً وفيه :
( فنزلت جهينة تلك البلاد , فصارت نحواً من عشرين بطناً , وتفرقت
قبائل جهينة في تلك الجبال , وهي الأشعر , والأجرد , وقدس ,
وآرة , ورضوى , وصندد , وانتشروا في أوديتها وشعابها , وفيها
العيون والنخيل والزيتون والعسل , وأسهلوا إلى بطن إضم وهو
وادعظيم ( يعرف اليوم بوادي الحمض ) تدفع فيه أودية ويفرغ في
البحر , ونزلوا ذا خشب , ويندد , والحاضرة , ولقفا , والفيض ,
وبواط , والمصلى , وبدراص , وودان , وينبع , والحوراء ,
ونزلوا ما أقبل من العرج والخبتين والرويثة والروحاء , ثم
استطالوا على الساحل وامتدوا في التهائم وغيرها ..)
وجاء في معجم معالم الحجاز :
( الأجرد جبل ضخم غرب المدينة , يطيف به إضم من الشرق والشمال ,
يبعد عن المدينة قرابة 70 كم , طريقه على طول وادي إضم غرباً ,
وبالنسبة للأشعر يقع الأجرد في الشمال الغربي يفصل بينهما ريع
بواط مسيله الغربي في ينبع , والشرقي في إضم , وسكانه
اليوم عروة من جهينة ) .
ومن أودية الأجرد الوادي الذي غيّر اسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
وفد عليه بنو غيان من جهينة فغيّر اسمهم إلى رشدان وواديهم إلى رشاد .
قال البكري في معجمه :
( فمن أودية الأجرد مبكثة , وهو تلقاء وادي بواط , ويلي مبكثة رشاد ,
وهو يصب في إضم , وكان اسمه غوى فيما تزعم جهينة ,
فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم رشاداً ) .
أما (الأشعر) فهو الجبل الثاني من جبال جهينة المشهورة , سمي بهذا الاسم
لكثرة شجره , كما سمي الأجرد بهذا لإنجراده من النبات .
وقال : ( والأشعر أحد جبلي جهينة , سمي بذلك لكثرة شجره وهو يمان وراء
المدينة , والأجرد شآم ).
وجبل رضوى : من جبال جهينة المشهورة , وهو جبل ضخم شامخ على يمين
الذاهب إلى ينبع , وعلى الضفة الشرقية لوادي ينبع ,
قال البكري المتوفي سنة 487هـ :
( وهذان الجبلان _ يعني نهد ورضوى ينبتان الشوحط والنبع
والقرظ , وفيهما جميعاً مياه وأوشال لا تجاوز الشقة , تخرج من شواهقه
لا يعلم متفجرها ...) .
المصدر / (( جهينة في عهد النبوة - الفضيلة والصحبة - ))
لـ : د : فهد بن سعد الزايدي الجهني
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية
بفرع جامعة أم القرى بالطائف
==================================================
بسم الله الرحمن الرحيم (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) 80 سورة الأنعام