كللت الحرب الكونية الأولى بالنصر لصالح سليمان عليه السلام وجنوده .. فكانت لهم الغلبة والسيطرة .. حتى توفي سليمان عليه السلام فتمردت الشياطين وأفلتت من عقالها .. وهاجمت المسلمين من الجن والإنس على حد سوءا .. فكان أول ما قامت به الشياطين أن سحرت على ملك سليمان عليه السلام .. ومن ملكه جنوده من الجن والإنس .. فسحروا لهم وسيطروا عليهم خاصة الجن المسلم منهم .. (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)) [البقرة: 102] وبتحرر البنائين من شياطين الجن من أسرهم وتصفيدهم وتخلصهم من السخرة .. كونوا تحالفا كونيا يضم اشياعهم من الإنس والجن .. وهو ما يطلق عليه اليوم مسمى (البناؤون الأحرار) .. فهم كانوا بنائين مصفدين .. فتحرروا من أصفادهم .. وحشدوا قوى الأرض تحت لواءهم من شياطين الجن والإنس استعدادا للضربة الكونية القادمة بقيادة الملك المنتظر خروده (المسيح الدجال) ولا زالت هذه الخطة يسري تنفيذها على قدم وساق منذ وفاة سليمان عليه السلام وحتى يومنا هذا .. فلم تتوقف للحظة واحدة .. فلا يزال أسر الجن المسلمين مستمر .. وتفشى السحر والمس بشكل وبائي على مستوى العالم .. فلم يسلم مسلم أو كافر منه .. ولا صالح ولا طالح .. فهم يحاولون بشتى الطرق إحكام قبضتهم على الجن والإنس المسلمين