abdeslem عضو مميز
عدد المساهمات : 191 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0 تاريخ التسجيل : 17/03/2015 العمر : 45 الموقع : الجزائر
| موضوع: موضوع منقول بتصرف الأحد أبريل 05, 2015 5:50 am | |
| مسألة (الالهام و التحديث و الكشف) مما يراه بعض الناس الصالحون يقظة لا في المنام، من المبشرات، أو من الأمور الغيبية. هل هو من الله ؟ و هل حكمه -على وجه الاطلاق- حكم الرؤى المنامية ؟ نقول بداية -بعد الاستعانة بالله- ان هذا الامر (رؤى اليقظة من المبشرات) هي مما يراه بعض الصالحين المصطفين، بتواتر. و لا يمكن تكذيب كل من رآه في ذلك و لا الزعم أنه -كله- من الشيطان أو حديث نفس. فهو مما وقع في السابق لبعض الصحابة كعمر رضي الله عنه، بالقصة المشهورة عن ارشاده الصحابي سارية الى الجبل، و عمر فوق المنبر فر فع له الله صورة المعركة كرامة منه و فضلا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب)). متفق عليه. و الحديث يذكر أن هذا الامر قد حدث لبعض الصالحين من الامم التي سبقتنا، و أنه يحدث كذلك في أمة الاسلام ، و أن من المحدثين عمر رضي الله عنه.فالالهام و التحديث مما يراه المؤمن الصالح من المبشرات، حكمه الجواز، و حكمه أنه من فضل الله تعالى على من يصطفيه من عباده. و لا يسع من آمن بكرم الله العظيم، و بقدرته على كل شيء، نكرانه أو التشكيك فيه.لكن لابد من بعض الملاحظات و الاستثناءات المهمة جدا في هذا الصدد.أولا ليس كل ما يراه المؤمن في يقظته هو من الالهام و التحديث ، أو من الله. مثلما أنه ليس كل ما نراه في المنام هو رؤيا صالحة.فقد يرى الانسان يقظة أشياء تصور ما يطمح اليه و يرغب فيه، أو مما يكثر الانشغال بالتفكير فيه، أو مما يعزم على عمله في المستقبل القريب،مما يصطلح عليه ب"أحلام اليقظة" و كل هذا من حديث النفس و ليس من الله.كذلك قد يرى يقظة مسائل يتخيلها الذهن الباطن للانسان مما يخالف الشرع و الدين على وجه الاجمال ، أو مما يكون فيه ترهيب للرائي و افزاع له (كصور الوحوش المهاجمة او الحشرات او الحيات و العقارب و غير ذلك) فهذا كله من الشيطان، و يشتد بتواتر لدى من يعاني مسا شيطانيا بسبب سحر أو بخلافه من أسباب المس الكثيرة. و اذا رأى -بدون قصد منه و لا سابق تفكير و عزم و نية - بشكل فجئي لقطة أو مجموعة من اللقطات السريعة الخاطفة (و هو في حال اليقظة لا المنام) فحواها تبشير للرائي خاصة أو للأمة عامة بأمر غيبي مستقبلي، فهذا من أعظم المبشرات للرائي أنه على صلاح كبير باذن الله، و ما رآه سيتحقق كما رآه باذن الله، و لا يكاد يحتاج تعبيرا و تأويلا. والله اعلم | |
|