رأيتُ فيما يرى النائم أني أقفُ أمام جبلٍ طويل كجبلِ أُحد القابع في الأرض المقدسة بثيابٍ رثه وبوجهٍ كونَّ الغبارُ عليه طبقةً متينة وأمي بجانبي تهزني بقوة وتصرخ:
"اقرأ سورة الكهف يا فواز فالمسيح قادمٌ إليك يتربصُ بك يريدكَ أن تكونَ من أنصاره"
وعدتُ إلى البيت منهكاً من أثرِ الصعود على الجبل أبكي وأُرتل:
"الحمد لله الذي أنزل على عبدهِ الكتاب ولم يجعل لهُ عوجا قيماً لينذرَ بأساً شديداً من لدنهُ ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسنا"
وصعدتُ إلى غرفتي وفتحتُ الشبّاك فرأيتُ المسيح يمشي وخلفهُ الكثير من الرجال الواضعين على رؤوسهم قبعاتٍ صغيرة ويرددون بصوتٍ عالٍ:
نزلت إلينا لتعيد لنا مُلكنا الضائع
نزلت إلينا لتقتل كل الغاضبين منا
نزلت إلينا تحملُ في يدك سحر الإله وبركات الأنبياء!.