سر استجابة الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

من باب المشاركة و حب الخير للمسلمين أطرح موضوعي هذا الذي بحثت فيه و استقصيت على عدد من الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة و سوف أتحدث معكم بعفوية و بدون ترتيب .
باختصار شديد بدأت البحث عن اسم الله الأعظم الذي إذا سؤل به أجاب و بدون اطالة و جدته فيه اختلاف بين العلماء على ثلاثة أقوال مشهورة و كل منهم لهم دليله الذي يستند إليه و هي ( الحي القيوم ) و ( الرحمن ) و ( الله )
لكن حتى أكن صريح بما في صدري أخذت قوله تعالى ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) جعلت مني أقول هناك سر أبعد من ذلك لأنه سبحانه و تعالى عمم على جميع أسمائه و أما حديث النبي صلى الله عليه و سلم عن الصحابي الذي دعا ( اللهم ! إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، المنان يا بديع السماوات والأرض ! يا ذا الجلال والإكرام ! يا حي يا قيوم ! إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : تدرون بما دعا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ) قلت في نفسي هناك سر وهو في الدعاء نفسه الذي دعا به الصحابي وهو انه طلب الجنة و الاستعاذة من النار وهو ما لن يستطيعه أحد إلا الله . بعكس إذا طلبت شيء مما له صلة بدنياك حتى لو طلبت الهداية أو الاستقامة فضلا عن المال و الولد . ثم بحثت في أوقات استجابة الدعاء و وجدتها ينقصها السر الذي أبحث عنه فقد دعوت في جميع الأوقات المذكورة في الأحاديث مما يطول الحديث عنه .
باختصار و جدت السر في كلمة واحدة تصعب على الكثير و أنا منهم العبد الضعيف وهو ( الاخلاص ) و أنا أقصد الاخلاص الكامل لله سبحانه و تعالى بدون أن يدخله شرك ولو بنسبة ضعيفة في انسان أو الظروف أو الزمن .... الخ .
قال تعالى في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه ) و هذا هو السر الذي يشترك فيه جميع من استجيب لهم دعاء فمن البديهي مثلا أن إذا دعوت الله بوظيفة مثلا ولو واحد في المئة اعتمدت على قلة المتقدمين أو على أني أفضلهم أو على الحظ أو على الواسطة سوف يدعني الله سبحانه و تعالى و لن يقبل سبحانه بأن أشرك به شيئا ... فأنا أعني الاخلاص بدون شيء ولو كان يسيرا ..... و دعاء الصحابي في طلب الجنة و البعد عن النار كان من السهل على كل من يقرأ الدعاء أن يعرف أنه لا يستطيعه الا الله أما غيرها فيخالطه قليلا الشرك الا من وفقه الله فحينما أدعو بالولد و أنا أتعالج أو أعالج زوجتي يكون حتى في داخلي أن الطبيب يجد علاج .
ربما مر بكم دعوات استجيبت لكم ستجدون أنها استجيبت بعد أن تقطعت جميع السبل إلا منه سبحانه . حينها جاء الفرج لأنه في هذه اللحظة كان الاخلاص الكامل لله سبحانه و الانقطاع مما سواه .
قال تعالى ( فادعو الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون )
بل و أزيدكم حتى لو كان كافرا و أخلص في الدعاء لله سبحانه يستجيب له الله قال تعالى ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) وهم حينما كانوا في البحر و هاجت الأمواج و أيقنوا بالهلاك جاء الاخلاص فاستجيبت دعوتنهم .
أسأل الله لي و لكم الاخلاص له سبحانه و الانقطاع عما سواه إنه ولي ذلك و القادر عليه سبحانه و الحمد لله رب العالمين .

مشاركة رقم ١ ولكن قيمة جدا، فجزاك الله خير.

جزاك الله خيرا اخي الفاضل الله يجعلو يمزان حسناتك

اكمل اخى
والله اعلم

استكمالا لما سبق و نزولا عند رغبة مشرف المنتدى

أن الاخلاص لله و اليأس مما سواه لا يستثنى منه أحد و لو كان نبيا مرسلا قال تعالى ( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين )
فالله سبحانه أمرنا بالتوحيد الخالص له سبحانه و البعد عن الشرك و الشرك الخفي منه و هو ما لا يظهر و يكون في باطن النفس البشرية .
و الأصل في العبادات أن تكون قلبية لقوله عليه الصلاة و السلام ( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ) فالعبادات لا تكون أقوال و أفعال حتى تخلص فيها القلوب لله سبحانه و تعالى و الدعاء إحدى هذه العبادات بل هو مخ العبادة لأن فيها التجرد و الحاجة لله جل و علا .
و لو رجعتم الى تاريخ الجهاد الاسلامي تجد أن النصر مرتبط مع قلة عدد المسلمين لأن فيها يظهر الاخلاص و عدم الاعتماد على عدد و عدة المسلمين و لعلكم تذكرون قصة غزوة حنين التي قال الله فيها ( و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين () ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين و أنزل جنودا لم تروها و عذب الذين كفروا و ذلك جزاء الكافرين ) . ففيها من العبر لمن تفكر فيها فقد مر الصحابة بالحالتين الأولى الاعجاب بالكثرة و الركون لها و لو شيئا يسيرا و الثانية فلما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ظهر الاخلاص الكامل لله و الانقطاع عما سواه فأنزل الله جل و علا النصر ...... فالاخلاص هو التوحيد الخالص له سبحانه و تعالى و عدم الالتفات لغيره و لو شيئا يسيرا هينا .
أما السبيل إلى ذلك فهو بعدة طرق و لعل إخوتي يشاركوني البحث حتى يكون فيه بركة التعاون على البر و التقوى :
1- العمل بالأسباب التي أمرنا الله بها و رسوله عليه الصلاة والسلام ثم الانقطاع عنها و عدم تذكرها و الأمل فيها و نسيانها حتى لا يكون هناك مدخلا يبطل عمل الاخلاص .
2- التوجه له سبحانه في قضاء الحوائج و عدم الالتفات لغيره من خلقه فإذا قبل منك سبحانه و هو الكريم سخر لك جميع خلقه فيرضيك .
3- الالحاح في الدعاء لأنه من دواعي الاخلاص و الانقطاع عما سواه ... ولن يلح بقلب صاف و نية سليمة إلا من يأس من جميع الخلق إلا منه جل و علا .
4- الاكثار من لا حول و لا قوة إلا بالله فهي كنز من كنوز الجنة ....... و تذكر أن الأقوال من الأدعية لن تفدك بشيء حتى يتشربها قلبك يقينا .

و دعوني أخبركم بشيء على مستوى الأحداث الشخصية لي ما اجتمع في قلبي الخوف من شيء و الاخلاص لله في الدعاء الا استجيب دعائي .
و نصيحة من محب لكم في الله لا تشكو هما إلا لله سبحانه و تعالى و لو على سبيل الفضفضة فلو عرفت الله حقا لما شكوت إلا له و لما دعوت إلا هو سبحانه و حينها سترى أن الكون يقف بين اثنين فقط لا ثالث لهما هو أنت و من تحب و تأنس به و تتوكل عليه .

و أرجو من الأخوة المشاركة بما عندهم من استدلالات و قصص تخص هذا الموضوع .
و نسأل الله أن يغفر زلاتنا إن أخطأنا و يتوب علينا ........ و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

السلام عليكم و رحمة الله
هذا هو لب العبادة و الايمان و الاحسان الصادق ولله العلم
جزاك الله خيرا

جزاك الله خيراً
احب ان اضيف نقطه قد يغفل عنها بعض القراء من العوام وهي انه حتى لو عرف احد من الناس الاسم الاعظم فهذا لايعني انه سيجاب قطعا لان الله سبحانه وتعالى غير مجبر بل يختار مايشاء ونحن مجرد عبيد نتذلل اليه ونتعبده ونرجو فظله وكرمه
وفي السنه مواضع عده ثبت فيها ان نبينا صلى الله عليه وسلم دعى ربه فلم يستجب له وهو اعلمنا باحسن الدعاء وباسماء الله ، منها على سبيل المثال استغفاره للمنافقين يقول تعالى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )  وعند البخاري انه صلى الله عليه وسلم قال "" لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لزدت عليها ""
والله اعلم