۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞

۩ منتدى مختص بتفسير الاحلام والحوار الدينى عن فتن اخر الزمان والمهدى على منهاج أهل السنة والجماعة ۩
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 رواية ثورة الجان

اذهب الى الأسفل 
+2
سلطان آل احمد
حارس المجرة
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حارس المجرة
عضو ماسى
عضو ماسى
حارس المجرة


عدد المساهمات : 1243
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 12
تاريخ التسجيل : 07/04/2014
العمر : 45

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 4:32 am

السلام عليكم

هذه الرواية لم تكتمل ولن تكتمل

""
هذه القصة ربما كانت خيالية تماما وربما حوت بعض الحقيقة ..
ضعها في عقلك كيفما يترأي لك ..
لكن المهم ..
أن كل تشابه بينها وبين الواقع مقصود تماما !..
""

http://www.4shared.com/office/uEpNP91sba/__online.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلطان آل احمد
عضو ماسى
عضو ماسى
سلطان آل احمد


عدد المساهمات : 1436
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 44
تاريخ التسجيل : 27/11/2013
العمر : 24
الموقع : ارضــ الله الـواسعـة

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 4:54 am

وعليكم السلام ورحمة الله 

الرجاء اخي تفريغ المحتوى 
وشكرا

==================================================
بسم الله الرحمن الرحيم 



( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى)


“تأملتُ والدنيا بها العُجْبُ والعَجَبْ تَروحُ بلا عُذرٍ وتأتي بلا سببْ 
فلا ظلُّها دانٍ ولوْ طالَ أمْنُها وسَلْ عنْ هَواها كُلَّ منْ ودَّها خَطَبْ
ومنْ كانَ فيها ذا مقامٍ ودولةٍفخيرٌ له جمعُ الفضائلِ لا الذهب”



رواية ثورة الجان 2hx985d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmedibraahmed.forumegypt.net
حارس المجرة
عضو ماسى
عضو ماسى
حارس المجرة


عدد المساهمات : 1243
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 12
تاريخ التسجيل : 07/04/2014
العمر : 45

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 4:59 am

حجمها اكبر من أن يتم تفريغها .. 50 صفحة وورد بفونت 16
عموما هي في ملف doc لمن اراد نسخها وتفريغها هنا لكن لا انصح بذلك فقرأتها علي برنامج الوورد افضل

==================================================
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }


https://www.facebook.com/GalaxyGuard7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضوء
عضو ماسى
عضو ماسى
avatar


عدد المساهمات : 1038
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 10
تاريخ التسجيل : 11/01/2014

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 5:39 am

اللي يقدر يلخصها لنا ويقول المهم فيها  
اللي يقدر وحاب يلخص 

 Rolling Eyes

==================================================
التوقيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليس مهم
عضو مميز
عضو مميز
avatar


عدد المساهمات : 228
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/03/2014
الموقع : من رأفة الله بنا ان يرزقنا العلم

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 11:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم




.(.. ثورة . الجان ..).






هذه القصة ربما كانت خيالية تماما وربما حوت بعض الحقيقة ..
ضعها في عقلك كيفما يترأي لك ..
لكن المهم ..
أن كل تشابه بينها وبين الواقع مقصود تماما !..


بقلم مهندس / محمد هشام ابوالعلا

2009 - 2010










هبطت الشمس في رحلتها نحو الغروب صابغة السماء بذلك اللون المتدرج المحبب للنفس ..
وارخي الليل اجنحته السوداء علي الفيلا الصغيرة الواقعة علي اطراف المدينة في تلك المنطقة النائية بعيدا عن العمران والطريق الرئيسي ..
وكالعادة بدأت الاضواء في الأشتعال وبدأ النشاط يدب داخل هذا المكان الذي لا يشهد نشاط الا مع هبوط الليل .. فلو صادف ومر احدهم بجوار هذه الفيلا صباحا - وهذا نادر الحدوث - لحسبها مهجورة لا يسكن بها اي انسان ..
نقترب من الفيلا بذلك الاسلوب الذي برع فيه مخرجين أفلام هوليوود حيث تطير الكاميرا في الهواء وكأنها طائر يحلق عبر الفضاء قاصدا مكان معين ومن هنا جاء تسمية هذا الاسلوب في التصوير بأسلوب (عين الطائر) ها نحن نحلق متجهين الي اسفل ونري المنزل كله من اعلي تحيطه حديقة واسعة غير معتني بها مما جعل اشجارها تتشابك بعضها ببعض نقترب اكثر وبعد ان كنا نراها من منظور (عين الطائر) اصبحنا الأن بجوار النافذة ..
ندخل الي الداخل لنطالع رجل في الاربعين من عمره اشيب الفودين يبدوا علي ملامحه الوقار والثراء تلك الملامح التي تشير الي اصل ارستقراطي راقي .. انه (مراد بك الغامدي) من اثري اثرياء المدينة ورث عن جده الغامدي باشا ثروة ضخمة للغاية بدد الكثير منها في ابحاثه الغريبة حول السحر وعالم الجان .. فهو من هؤلا الناس الذين لا يكفون ابدا عن التساؤل عن الجن واساليب السحر وما الحقيقي منها وما الذي يندرج تحت بند الخرافة او الشعوذة ..
والحقيقة ان له ابحاثا هامة جدا في هذا المجال .. ابحاث علمية محترمة تفصل جيدا بين الخرافة والواقع وتضع حدا مميزا بين الشعوذة والسحر الحقيقي .. نال جوائز عن بعضها ونشر البعض في كتب اثارت جدلا واسعا بين النقاد والمهتمين بهذه العلوم .. واسمه اصبح من الأسماء المشهورة في هذا الوسط يتردد كثيرا مقترنا بنظرياته الغريبة التي تثير الكثير من التساؤلات دوما وتحوي من المنطق والاستدلال اكثر مما تحوي من الحقائق حتي ان احدهم وصفه يوما بأنه كاتب ومفكر بارع لكنه لا يملك الكثير من الادلة والبراهين ..

الجو العام للغرفة التي يجلس فيها (مراد ) يشي بالفخامة والرقي .. تماثيل متناثرة في كل ركن تحوي طابع اثري قديم بعضها يثير الرهبة ..
مكتبة ضخمة تحتل حائط بأكمله تحوي الاف الكتب القديمة ذت الجلدة السميكة والكعب الكبير الذي يميز تلك الكتب التي صنعت في الأيام الخوالي حيث كان للوقت ثمن وسعة تسمح بذلك !..
الرجل الوقور يجلس علي كرسي المكتب الأبانوسي الكبير منهمك في دراسة كتاب كبير مصفر الاوراق ذو جلدة غليظة .. مما يوحي انه كتاب اثري ومهم بشكل او بأخر ..

تقترب فتاة شابة من الرجل دون ان يشعر بها لأنهماكه في القراءة ..
بيدها قدحا من القهوة .. تضعه بجواره .. وتضع يدها علي كتفه قائلة :
- اذا لم تحتسي قهوتك ستضطر لشربها باردة ..

يجفل منتبها لها .. فيبتسم ويرد عليها قائلا :
- ابنتي العزيزة .. اشكرك جدا ..

ثم يضيف في حماس :
- انتي تعلمين ان هذا الكتاب معجزة بكل حال وهو يختلف عن اي كتاب اخر حصلت عليه .. يكفي انه خلاصة مئات الكتب التي خطت عبر الاف الاعوام .. اني محظوظ حقا كي استطعت الحصول عليه ..

تبتسم في عدم اهتمام وتجيب :
- والدي العزيز .. لن يكون اكثر مما ضيعت عمرك فيه !..

يفتر حماسه ويحتد قليلا قائلا :
- ضيعت عمري .. وهل قد ضاع عمري ..

يجول في خاطرها كل تلك الابحاث الغريبة التي يقضي والدها وقته في كتابتها والتي كانت سبب في استخفاف الكثيرين في الصحف والمجلات حتي ان احدهم تمادي يوما وسبه واعتبره عجوز مخرف لا يفقه شئ وما يكتبه مجرد خيالات مريضة وهذيان ..

تنظر له في شفقة ولا تجيب ..

يستطرد في انفعال :
- المعرفة في حد ذاتها قيمة تستحق اي ثمن ..

يدخل (فارس) علي هذه الجملة .. فيوجه حديثه ل(نورا) في شئ من الصرامة قائلا :
- (نورا) .. كفي عن مضايقت والدك .. واذهبي لتتدبري امورك .. هيا ..

تنظر لهم في استهتار دون ان تجيب ثم تذهب ..

يقترب من والده ملقيا التحية ويجلس بجواره .. قائلا وهو يبتسم :
- عالمنا الكبير في ماذا يقراء ؟ ..

يجيبه بهدوء مشيرا للكتاب :
- انه خلاصة تاريخ السحر الذي عرفته البشرية حتي الأن .. كتاب يحوي من الكنوز اكثر بكثير مما تحويه بحيرة قارون ذاتها ..

يرد عليه بلهجة ذات مغزي :
- هذا اذا كانت بحيرة قارون تحوي كنوز من الاساس ؟


يضحك قائلا :
- امازلت علي عهدي بك لا تصدق اي شئ دون ادلة علمية وتاريخية وتسعي لألف برهان واثبات للتوثيق .. وربما لا يزول شكك حتي بعد ان تجد كل ذلك !..

يرد بهدوء :
- الامر ابسط من ذلك يا والدي .. فلا يوجد دليل واحد علي ان قارون قد غرق هو وكنوزه في هذه البحيرة بل لا يوجد تاريخيا ما يؤيد انه تواجد في هذه المنطقة حتي !...

اجابه محاولا تبرير فكرته :
- لكن الناس سموها بحيرة قارون منذ سنين وذلك لما يشاع عنها وعن ان كنوز الملك ترقد في اعماقها ..

فرد عليه قائلا :
- ها انت تقول( الناس سموها ) اذن الامر لن يعدو مجرد تسمية نتيجة لأسطورة تناقلتها الاجيال ولا يوجد اي دليل عليها ..

اجابه منهيا الحديث وهو يخرج سيجارة من علبة السجائر علي مكتبه :
- حسنا .. لن ادخل معك في جدال يطول واعرف اننا لن نخرج منه بشئ ..

واشعل السيجارة .. فدوت فرقعة انتفض لها اعقبتها ضحكة مجلجله ..


(نادر) ضاحكا .. وهو يظهر من خلف الستائر ..
- اخبرتك ان التدخين ضار بالصحة ..

(مراد) في غضب وهو يتحرك نحوه :
- تبا لك من ابن عاق .. اذا امسكت بك سأبرحك ضربا ..

(نادر) يركض خارجا من الحجرة وهو يغمز ل(فارس) الذي كتم ضحكته ..
يخرج ابوه راكضا ورائه يريد تأديبه ويتركان (فارس) في غرفة المكتب وحده ..

ينظر (فارس) الي الكتاب في فضول ..
ويجول في نفسه ..
- تري لماذا يهتم ابي كل هذا الاهتمام بهذا الكتاب تحديدا .. انا اعلم انه استاذ في الروحانيات وعلوم ما وراء الطبيعة يقضي عمره بين هذه الكتب .. لكن لم يهتم كل هذا الاهتمام بأي من الكتب التي تذخر بها مكتبته الكبيرة ابدا .. يبدوا ان هذا الكتاب يحوي سر ما ..


اقترب من الكتاب .. تناوله بين يديه واخذ يقلب في صفحاته .. يتحسس جلدته السميكة .. يتـامل النقوش المعدنية المذهبة البارزة عليها .. نقوش كما لو كانت نقشت علي جدران حجرية .. نقوش بارزة غليظة من سبيكة معدن غريبة لها لمعان الذهب لكن ملمسها وشكلها لا يوحي بأنها ذهب علي الاطلاق .. والاغرب جلدة الكتاب التي كانت في منتصفها من جلد غير مدبوغ يتناثر الشعر فيه في اشكال منتظمة وفي الحواف من جلد مدبوغ ومصبوغ ايضا باللون الاسود .. العجيب هنا انه لا يوجد اي فاصل بين الجزء غير المدبوغ والجزء المدبوغ بل انهم يمتزجون معا حتي لا تدري اين يبدا هذا وينتهي ذاك !..

- مهلا !.. ماذا يعني هذا الرمز ؟..

لقد رأيته سابقا في مكان ما .. لكنه لم يكن هاكذا ..
اذكر عندما كنت في مكتبة كلية الاثار ابحث عن صديقة هناك تجري بحث عن تاريخ الحضارات ووجدتها تطالع كتاب يتكلم عن الحضارات القديمة التي عاشت منذ ردح طويل من الزمان .. كان الكتاب يحوي العديد من الصور لأثار الكثير من الحضارات المنسية .. لكن ما لفت نظري حينها تمثال غريب الشكل يجمع بين الانسان والشيطان ويمسك في يده حلقة دائرية عجيبة بها شئ اشبه بالبلورة المثلثة في المنتصف وكان هذا الرمز مرسوم داخل البلورة .. وقد تم تكبيره في صورة اخري منفصلة ..
نعم اذكره جيدا لأني سألتها عنه حينها لما لفت انتباهي .. وقالت لي انه احد الرموز المحيرة التي لم يستطيع احد الجزم بمعناها حتي الأن وان كان يتعلق بأمر رهيب حدث في الماضي ..
اكاد اجزم ان هذا الرمز ينقصه جزء هام ..
نعم ان هذا الفراغ الصغير بجواره المحفور في جلدة الكتاب يؤكد انه ناقص بالفعل ..

غمغم في حيرة :
- تري ماذا يعني ذلك ؟..

اخذ يقلب في الكتاب مرة اخري بشكل اكثر تدقيقا ..
يبحث في الجلدة .. في الكعب .. في كل مكان ..
نعم .. ها هو ذا .. هذا هو الجزء الناقص .. وضعوه اسفل الكعب الكبير للكتاب .. تري هل يمكن انتزاعه ..
قرن تساؤله هذا بأن حاول انتزاع الجزء .. فوجده يتخلخل ويخرج في يده بسهولة ..
ادار الكتاب ليواجهه غلافه السميك الذي يحوي الرمز الناقص ..
وضع الجزء في المكان المخصص له .. انطبق تماما عليه ..
وهنا انفتحت ابواب الجحيم ..
تألق الكتاب بوميض ناري عجيب ..جعله يلقيه علي المكتب في فزع ويتراجع للوراء ..
زاد تألق الكتاب .. ثم طار في سماء الغرفة بعيدا عن المكتب ..
وهبت رياح ساخنة حركة كل شئ في الغرفة .. قبل ان تتكثف في شكل سحب دخانية حول الكتاب .. الذي يزداد تألقه دوما .. حتي اخرج بعض السنة من النيران التفت حوله بعد ان اخذ في الدوران بشكل سريع حول نفسه ..
زادت الرياح واقتلعت بعض التحف من مكانها وطوحت بها بعيدا .. وتناثرة الكتب من المكتبة طائرة في الهواء لترتطم بالحائط او بأي شئ كيفما اتفق وتسقط ارضا ..
وزاد الكتاب تألق .. وتحولت السنة النيران من حوله الي حلقة كاملة تدور في نفس اتجاه دوران الكتاب السريع ..
ثم مالت علي جانبها واصبحت تدور بشكل رأسي حوله ..
اقترن ذلك بأن انبعث منها بعض السنة من اللهب لفحت وجه (فارس) فارتد عنها بعيدا في عنف وهو يتمتم :
- رباه .. اي شئ هذا !..

اخذت النيران تلفح كل ما تطوله حتي قاربت ان تشعل حريقا ..
لكن فجأءة انتهي كل شئ ..
اختفت الحلقة وانطفت النيران ..
تلاشت العاصفة ..
وانقشع الدخان كأن لم يكن ..
وسقط الكتاب ارضا .. بعد ان عاد كتاب برئ اخر !!..

راوده شعور انه اقترف خطاء جسيما لن يمكن اصلاحه بسهولة ..
امر شنيع لن يسعه خياله ابدا .. ولن يمكن لأحد تصوره ..
ولم يدري كم كان محق في هذا الشعور !..
تمالك نفسه .. وحاول السيطرة علي اعصابه دون جدوي ..
دعي الله ان لا يكون ما فعله حماقة لا يمكن اصلاحها ..
وترك الحجرة كلها وفر هاربا ...

***






















بعد ان مررت بهذه التجربة العجيبة مع الكتاب في مكتب ابي والتي كان لها ابلغ الأثر علي .. تغير تفكيري حينها كثيرا ..فقد كنت لا اؤمن بكل هذا الهراء الذي يضيع ابي فيه نقوده وعمره .. وكنت اظن ان الجان لا وجود لهم الا في افلام الرعب وروايات الخيال فقط .. ولا وجود لهم في عالم الواقع .. لكن هذه الحادثة وما تبعها كان له ابلغ الاثر في ان اغير تفكيري تماما .. فما تبعها من احداث قلب حياتي ذاتها رأسا علي عقب .. وشهدت فيه ما لا يوصف من خبرات تخرج من عالم الخيال ممتزجة بالواقع في قوة حتي انها تدمر هذا الحد الفاصل بين العالمين .. عالم الخيال والواقع ..
دعونا لا نسبق الاحداث ولنكمل القصة مسلسلة ..

بعد حادثة المكتب بيومين او يزيد .. بدأت الاحظ ان هناك امور مريبة تحدث لي ..
هناك اوقات تختفي من ذاكرتي بالمعني الحرفي للكلمة ...
كأن اكون في حجرتي بالطابق العلوي مثلا .. ثم اجد نفسي فجاءة في الردهة السفلية !..
متي حدث هذا ؟!..
متي انتقلت من حجرتي الي الردهة ؟!.. لا اعرف !..
وكأن هذا الجزء قد محي من ذاكرتي تماما .. وقد تمادي الامر الي ان اصبح ما افقده يتعدي ساعات كاملة في بعض الاحيان لا ادري فيها اين كنت او ماذا حدث خلالها !..
كدت اصاب بالجنون لما يحدث لي ولا اعرف له تفسيرا ..
فكرت كثيرا ان احكي لوالدي تلك الحادثة الغريبة التي مررت بها مع كتابه .. لكني ترددت كثيرا .. خشية ان اكون اقترفت خطاء جسيما لا يمكن اصلاحه .. لذلك فضلت ان اصمت حتي يبداء هو الحديث عنه ..

في مساء ذلك اليوم كنت اجلس في الحديقة اتأمل النجوم التي تحيط بقرص القمر المكتمل بدرا .. لوحة رائعة الجمال رسمت علي مخمل اسود ناعم لا تملك معها الا ان تتمتم سبحان الله الخالق العظيم والرهبة تملك قلبك ..
كنت انظر للنجوم عالما اني انظر في الزمن ذاته !..
فهذا الضوء الذي اراه الأن والذي يسقط علي شبكية عيني مكونا شكل هذا النجم اللامع البراق قد خرج من النجم منذ ملايين السنين او يزيد !..
هذه الصورة التي اراها الأن هي صورة هذا النجم في الماضي السحيق !.. بل قبل حتي ان يولد هذا الكوكب الذي انا عليه كما هو الحال مع بعض النجوم البعيدة جدا في اعماق الفضاء السحيقة .. عجبا لهذا الكون المطلسم الذي يمتلئ بالأعاجيب التي تكاد تلامس حدود الخيال بل وتتخطاها في بعض الاحيان !..
وسبحان الخالق المصور العظيم ..
خشعت روحي تماما لخالق هذا المنظر الرائع وهذه الافكار عن الكون الفسيح ..
حتي افقت علي شئ ما يلمع في الجوار !!..
رأيت بطرف عيني ضوء يسطع بجوار احدي الاشجار القريبة ..
اجفلت والتفت سريعا فلم اجد شئ ..
تبا للخداع البصري وألاعيب الرؤية ..
انتم تعلمون هذه الأشياء التي تظهر وتختفي فجاءة في ركن الصورة المرئية او تلك المنطقة التي يسمونها النقطة العمياء في طرف العين .. والتي تكون الصورة مشوهة وغير واضحة فيها لأقترابها من نهاية حيز الرؤية .. والتي يعزي البعض كل الخيالات والاشكال المبهمة التي يراها الناس ويفسروها علي انها اشباح الي هذا العيب في الرؤية او مفارقات الخداع البصري المتعددة الاشكال والاصناف ..
هل هذا حقيقي ام ان هناك اشياء اخري في هذا العالم لا نعرف عنها أي شئ ؟..
هل فعلا يوجد ما يسمي بالأشباح واذا كانت موجوده بالفعل فما هي !..
هل هي ارواح الموتي الهائمة بعد ان تحررت من اجسادها وانطلقت تجوب العوالم بحرية كما يقول البعض !..
ام تكون تجسدات لبعض الجان التي يسمونها تارة بالارواح الشريرة وتارة بالاشباح ..
ولماذا لا يكونوا مسافرين عبر الزمن كما قال البعض !..
هناك نظرية وضعت لتفسير امكانية السفر عبر الزمن الي الماضي وافترض فيها العلماء ان العائد للماضي يكون في صورة شبح يستطيع المراقبة فقط دون ان يتدخل في الاحداث وذلك لأنها حدثت بالفعل ولا يمكن تغييرها.. فالماضي لا يمكن تغييره كما اتفق العديد من العلماء .. ولو صحت هذه النظرية لكان كل ما نراه من اشباح ليس الا اشخاص عادوا من المستقبل - بعد اختراع الة الزمن - الي حاضرنا الذي هو بالنسبة لهم ماضي !..

وفجاءة سطع بريق اخر ..
لا .. الامر تعدي مرحلة الخداع البصري .. لقد رأيته جيدا وبشكل مباشر هذه المرة ..
بداء الخوف يتسرب الي قلبي مع المفاجاءة لكني تمالكت نفسي ..
نهضت من مكاني .. اتجهت للشجرة .. درت حولها ..
كل شئ هادئ ..
لا يوجد سوي الشجرة العتيقة بجذعها الضخم وغصونها المتدلية الوارفة ..
وسمة بعض الكائنات المعتادة من مخلوقات الليل تتحرك في ملل غاضبة من هذا الغريب الذي ازعجها واقتحم عالمها دون موعد ..
لا يوجد ما يريب ..
استدرت وعزمت العودة الي مجلسي .. لكني توقفت في مكاني فجاءة عندما سمعتها !..
كان صوت انثوي عذب يناديني بأسمي ..
انتفضت .. واخذت ابحث حولي .. فلم اجد احدا ..
اذن الامر كذلك .. قد جننت تماما اخيرا ..

اتاني الصوت من خلفي :
- لا لم تجن .. انا اناديك بالفعل ..

التفت بسرعه فرأيتها ..
فتاه جملية جدا ملائكية المظهر ترتدي ثوبا رقراقا شفاف من تلك الاثواب التي نراها دائما في رسومات المانجا الاسيوية .. ينسدل شعرها فاحم السواد علي كتفيها حتي يتعدي خاصرتها النحيلة وتتطاير اطرافه مع نسمات الهواء مع طرف ثوبها الحريري الشفاف في توافق بديع ..
كان جمالها ساحرا .. اخذني جمالها حتي انه طغي علي خوفي من ظهورها المفاجئ ..
كانت ساحرة جدا لكنها كانت تشع بالضياء !..

ترددت قليلا وتغلبت علي الصدمة بمعجزة حقا ..
تطايرت خصلة من شعرها مع نسمات الهواء لتسقط فوق عينيها الزرقاوين الساحرتين .. فأعادتها الي مكانها في رقة قائلة :
- اطمئن يا (فارس) ولا تخشئ شئ

استجمعت صوتي محاولا اخراجه .. اردت ان اتكلم في ثقة فوجدت كلامي يخرج مهزوزا :
- من انت ؟

فأجابت بصوتها الساحر :
- انا (سندس) وجئت من اطراف هذا العالم خصيصا من اجلك ..

اجبت في دهشة وقد بداء اثر الخوف يتلاشي قليلا ويحل مكانه التعجب :
- من اجلي انا !..

فقالت :
- نعم من اجلك .. انت لا تعرف ماذا فعلت لي .. واني عاجزة عن الشكر حقا ..

ازدادت دهشتي وانا اقول :
- فعلت لك !.. وكيف ذلك وانا لا اعرف حتي من انتي .. بل ما انتي !!..

ضحكت ضحكة خافتة زادتها جمالا وتألقا ثم اقتربت مني قليلا ..
تراجعت في خوف .. فمدت يدها نحوي قائلة :
- لا تخف .. هات يدك ..

مددت يدي المرتعدة نحوها في تردد وخوف ..
فأمسكت بها في رقة .. واقتربت مني لتنظر في عيني .. يا لا جمال عيناها .. اشعر اني اغوص فيهم وكأنهم بحرا متلاطم الامواج تسحبني دواماته الي اعماقه السحيقة بقوة ..
ثم جاء صوتها يحمل سحر لم اسمع له مثيل ..
- انا هنا من اجلك .. انت من حررتني من سجن الانوار الذي لم يسبق ان تحرر منه احدا من قبل عبر تاريخنا ..

كان لتأثيرها علي مفعول مهدئ .. بمجرد ان لمست يدي يدها حتي شعرت بالهدوء والسكينة تغزو قلبي .. وبالطمأنينة تجتاحه ..
فقلت لها في تعجب :
- من انت ؟.. ومن اين اتيت ؟.. وكيف ذلك ؟.. وما هو سجن الانوار هذا ؟.. وكيف حررتك منه ؟..

ابتسمت وقالت :
- رويدك سأجيبك عن كل شئ ..
واستطردت :
- انا (سندس) .. وقد كنت مسجونة في سجن الانوار لأني اكتشفت مؤامرة من احد وزراء ابي للأستيلاء علي الحكم .. ابي ملك مهاب في عالمنا يشار له بالبنان ويقدره الجميع .. لكن قبل ان اخبره بالمؤامرة التي تحاك ضده .. اختطفني اعوان المتأمرين والقوا بي في سجن الانوار ..

قلت في فضول :
- وما هو سجن الانوار ؟

فأجابت :
- انه سجن رهيب في عالمي .. لا يخرج منه من يدخله ابدا مهما كانت الظروف .. سجن لا يستطيع احد كسر حدوده او الخروج منه ايا كانت قوته وايا كانت الامكانيات التي تساعده .. فحتي لو ..

قاطعتها قائلا :
- ومن اي عالم انت ؟


ابتمست في رقة وقالت :
- انت تعلم جيد من اي عالم انا ..

لم اجيب وان اكتفيت بنظرة متسائلة اليها ..
كنت اتوقع الجواب لكن اخشي قوله ..
وجدتها تقترب مني اكثر ..
وتحيط كتفي بيديها في نعومة ناظرة الي نظرة جعلتني انسي الدنيا بما فيها وقالت :
- عالم الجان

كنت اتوقع الجواب .. لكني صدمت له .. الامر يختلف عندما تلتقي بجنية وجها لوجه حتي لو كنت تتوقع ذلك ..

انتفضت للمستها وكأن حية لدغتني عندما سمعت الاجابة ..
ورددت مبهوتا وانا ابتعد عنها :
- عالم الجان ..

قالت :
- نعم .. عالم الجان .. الذي احدثت فيه ثورة دون ان تعلم ..

قلت مصعوقا :
- انا .. احدثت ثورة .. وفي عالم الجان .. كيف ذلك ؟؟

فأجابت :
- الكتاب الذي اكملت الرمز الناقص فيه .. هذا الكتاب يحوي ....

وفجاءة اهتزت صورتها وكأنها صورة مشوشة علي شاشة تلفاز يعاني من ضعف الاستقبال .. واختفت ..

بحثت عنها دون جدوي .. فقد تلاشت تماما ودون مقدمات ..
اصابتني صدمة قاسية ولدت حيرة كبيرة ..
انا الذي لا اؤمن بوجود الجان ولا بكل ذلك الهراء الذي يدرسه ابي وكثيرا ما كنت اسخر منه لذلك ..
يحدث لي كل ذلك ..
غرقت في تفكير عميق احاول تقويم هذا الارتباك الذي حدث في تفكيري بعد ان زلزل هذا الحادث معتقداتي وانشاء فجوة كبيرة في منطقي لا يمكن اصلاحها بسهولة ..
ولم ادري الي اين قادتني قدمي !..

***

- تريدني ان اصدق انك قابلت جنية رائعة الجمال في الحديقة .. رائع ..

قالتها (نورا) في سخرية مقيته بعد ان رويت لها ما حدث معي ..
من حقها الا تصدق ذلك .. انا ذاتي اعجز عن تصديقه حتي الأن ..
لكن ليس من حقها ان تسخر مني ..

نظرت لها في غضب وقلت :
- اسخري كما تشائين لكن هذا ما حدث ..

وتركتها وعزمت علي الانصراف ..

ظهر ابي علي باب مكتبه وقد لفت نظره حديثنا المحتد ..
فنادي علي :
- (فارس) .. ماذا هنالك .. هل تتشاجر مع اختك ؟

التفت اليه محاولا ان استعيد هدوء اعصابي وقلت :
- لا يا ابي .. هو مجرد نقاش عابر ..

رد علي قائلا :
- اذن تعالي .. اريدك في امر هام

قرن ذلك بأن عاد الي حجرة المكتب مرة اخري .. فتبعته اليها .. وانا اتوقع ان يعنفني غاضبا علي ما تسببت فيه .. دخلت لأجده ممسكا بالكتاب بين يديه بحيث يواجهني غلافه الجلدي السميك بالرموز التي عليه ..

وقال في حدة :
- انت من اكملت هذا الرمز .. اليس كذلك ..

ترددت قليلا .. ثم حسمت امري ان اخبره بكل شئ وليكن ما يكون ..
فقلت :
- نعم يا ابي .. انا من فعلت ذلك .. و سأخبرك بكل ما حدث ..

جلس علي المكتب ودعاني للجلوس قائلا :
- كلي اذان صاغية ..

جلست امامه وبدأت احكي له كل ما حدث لي مع الكتاب ..
ومن البداية ..

***

كانت (نورا) تسير في الحديقة غارقة في تفكير عميق ..
هل يمكن ان يكون ما رواه لي (فارس) صحيح ..
انا اعلم جيدا ان (فارس) لا يكذب وليس من عادته اختلاق القصص السخيفة ..
اذن ما حكاه لي حدث بشكل او بأخر ..
انتفض جسدها كله مرة واحدة عندما قبضت هذه القبضة المعدنية الباردة علي قدمها ..
وصرخت في رعب ..
تخيلت ما ستراه حين تنظر ..
يد معدنية هائلة تخرج من الأرض لتقبض علي رجلها في عنف ووحشية بغية اقتلاعها من مكانها ..
يد مخلبية مرعبة الشكل ..
او ربما تكون انياب شيطان برز وجهه من بين الاعشاب ..
تخيلت الاف الصور المفزعة في ثانية واحدة حتي كادت تسقط مغشية عليها ..

لكنها ما ان تمالكت نفسها حتي تبينت انها احدي فخاخ (نادر) السخيفة التي ينثرها في كل مكان .. تنفست الصعداء ..
كم هو مزعج هذا الوغد الصغير مع حبه للمقالب ..
نزعت الفخ الحديدي المعد كي لا يؤذي بل يسبب الفزع فقط ..
واقسمت ان تلقن هذا الشيطان الصغير درسا لن ينساه ..
فقط حين تراه ..
بالمناسبة اين ذهب هذا الوغد ..
لم يظهر منذ فترة طويلة ..
اخذت تبحث عنه في الحديقة .. وفي الاماكن التي يتواجد فيها بأستمرار يلعب او يمارسة هوايته الشيطانية في صنع المقالب واحالة حياتهم الي جحيم فلم تجده في اي مكان ..


سارت حول الفيلا منادية :
- (نادر) .. اين انت .. هل تسمعني .. (نادر) ..

ما من مجيب ..
دخلت الي المنزل في فزع وبحثت في كل مكان .. لا يوجد له ادني اثر ..
هرعت الي مكتب والدها واقتحمته في عنف صائحة في فزع :
- ابي .. لا اجد (نادر) في اي مكان ..

رد ابوها بقلق وهو يقف معتدلا في سرعة متوجها اليها :
- هل بحثتي جيد ربما يكون في اي مكان يعد فخا ما ؟

قالت :
- لا .. بحثت عنه في كل مكان .. لم اجده في الحديقة ولا غرفته ولا في اي مكان من المنزل ..

قال (فارس) في قلق :
- ماذا يعني ذلك .. اين ذهب الصغير ..

جال الجميع المنزل يبحثون عنه مرة اخري دون جدوي ..
فقد اختفي تماما ولا يوجد له اي اثر ..
خطر بذهن (فارس) انه يمكن ان تكون هناك علاقة بين اختفاء (نادر) وهذه الاحداث التي حدثت له مؤخرا ..
فقرر اخبار ابيه بما حدث معه في الحديقة ولقائه بالجنية ..
نادي الجميع ..
أجلسهم حوله وبدأ يحكي ..

***

في مكان ما من هذا الكوكب الذي نحيا عليه ..
وفي بعد مختلف تمام الاختلاف عن بعدنا هذا ..
وفي عالم متشابك معقد تناقض قوانينه ابسط القوانين التي اعتدناها ..
كان هذا القصر المنيف ..
قصر غريب التصميم .. يشبه كثيرا تلك القصور التي تزخر بها حكايات الف ليلة وليلة .. هذا في الشكل العام فقط !..
بني اغلبه من الرخام الابيض مع مزيج من الكريستال النقي المتألق !..
ومادة اخري غريبة لا تستطيع تبينها لكنها تجمع في شكلها بين الصخر والمخمل الطري !..
نعم فهي تشبه الصخر لكنها تتموج بأستمرار بشكل يوحي بأنها ناعمة لينة وليست صلبة ..
اما اذا دققنا قليلا في التفاصيل لوجدنا العجب ..
برجي القصر الكبيرين المرتفعين .. لا يتصلون بالقصر !..
بل يطيرون في الهواء ويتحركون حوله في مسار شبه دائري حركة بطيئة جدا لا تكاد تلحظها الا العين المدققة ..
وهذا الجناح في الجانب الذي يكاد يختفي خلف احد الابراج السابح في رحلته الابدية حول القصر هذا الجناح تتحرك حوائطه دوما وتمتزج جدرانه بشكل مستمر في تغيير متصل لشكله العام وتصميمه ..
فلا يثبت علي شكل واحد لمدة دقيقة واحدة ..
فهو دائم التغير .. يرسم الف تصميم والف شكل ..

كان القصر محاط بحراسة من كل صنف ولون .. من مخلوقات عجيبة الشكل والمنظر ..
منها من له ثلاث رؤس .. ومنها من له منقار صقر كبير واجنحة مع جسد شبه بشري !..
منها من يحمل سمات الزواحف ومنها من يحمل سمات الحشرات او الحيوانات المختلفة !..
مخلوقات عجيبة الشكل .. تجمع خليط من كل ما تعرفه مع كل ما لم يخطر لك ببال ..
تحيط بالقصر في زي عسكري موحد ..
حاملة اسلحة غريبة ..
كان الجو يوحي بالتوتر والاستعداد لطوارئ ما ..
كما لو ان هناك حربا وشيكة الحدوث ..
وقف بعضهم بجوار تلك البوابة الدائرية العجيبة ..
التي اصبحت فجأة مثلثة الشكل !..
حتي البوابة يتغير شكلها ولا يثبت علي حال ..
تري ما هذا القصر العجيب .. ولمن يكون !..

اقترب هذا الموكب الصغير من الباب.. فانفتحت له بوابة القصر وامتد منها جسر صغير التحم بالممر الرئيسي في سلاسة..
موكب صغير يوحي بأهمية من يقله الي القصر .. سار حتي وصل الي نهاية الممر الطويل وتوقف امام البوابة ..
نزلت من العربة في المنتصف فتاة شابة بارعة الجمال .. تبدوا من الاهتمام المحيط بها كأحدي اميرات الاساطير ..
وكان مظهرها يوحي بذلك بالفعل ..
اقتربت من البوابة .. واجتازتها محاطة بحراسة من نوع خاص ..
تختلف عن تلك التي تقف علي البوابة تماما ..

خطت داخل الممر الواسع في سرعة قاصدة حجرة الملك مباشرة ..
دخلت الحجرة .. فرأت الملك يجلس علي عرشه الفخم المزين بالجواهر والاحجار الكريمة ..
العرش الذي يسبح في الهواء دون ارجل تسنده !!..
في قاعة واسعة اقل ما يقال عنها انها فخمة جدا تمتلئ بكنوز حقيقية ومعمارية وتصاميم مبهرة عجيبة تتحدي كل قوانين الهندسة التي نعرفها ..

ما ان رأها الملك حتي قام من علي عرشه نازلا الدرجات القليلة امامه متجها نحوها في لهفة فاردا ذراعيه وهو يقول :
- (سندس) .. ابنتي العزيزة ..

احتضنها في حنان وحب ابوي جارف ..
كادت دمعة تذرف من عينيها عندما قبل راسها ونظر لها في حنان ..
ثم اقتادها من يدها واجلسها جواره علي كرسي يسبح في الهواء بجانب العرش ..

التفت اليها وقال :
- عندما اخبرني رجال (الكاتو) انهم رصدو تحركك في مكان ما من عالم الانس كدت اطير من الفرحة .. وامرتهم ان يحضروك الي هنا مباشرة ودون ابطاء ..

بدي بعض الضيق علي ملامحها وهي تجيب :
- نعم يا ابي لقد وجدت نفسي هنا قبل ان اعرف ماذا يحدث !..

انتبه لضيقها فتسائل في اهتمام :
- هل تعاملوا معك بشكل غير لائق ؟

ابتسمت واجابت :
- لا .. تعاملوا معي بكل احترام لكن لم يمهلوني حتي انتهي من ما كنت اقوم به ..


فرد عليها قائلا :
- وما الذي كنتي تفعلينه هناك في عالم الانس ؟


فأجابت :
- كنت مع الانسي الذي بداء كل ما نحن فيه .. والذي اخرجني من سجن الانوار واخرج الكائن الرهيب من سجنه ايضا دون ان يعلم بذلك ..

بدء الضيق علي وجهه عندما ذكرت الكائن وتجهم قليلا وهو يقول :
- اذن فهو من اكمل المفتاح ..

قالت في سرعة :
- نعم يا والدي لكن دون قصد منه ودون ان يعلم ..

سبح عقل الملك للماضي البعيد ..
تذكر ما حكي له والده عن هذا الكتاب الذي شارك في اعداده مع حكماء المملكة السبعة ..
الكتاب الذي يحوي كل الاسرار التي يعرفها البشر عن السحر وعالم الجان ..
الكتاب الذي وضعوا فيه كنوز تكفي أي انسي كي يحافظ عليه اكثر من حياته ذاتها ..
كان يجب ان يكون المفتاح بعيد كل البعد عن عالمهم .. لذلك كان لا بد من اخفائه في عالم الانس ..
صكوا مفتاح السجن علي شكل رمز معدني معين ..
رمز ذي معني خاص جدا لديهم ..
ووضعو المفتاح علي غلاف الكتاب ..
ثم اخفو جزء منه علي الكعب ..
بحيث اذا تم ازالة الجزء المخفي ووضعه في مكانه المخصص له لأكمال الرمز يتم فتح السجن .. ثم اتي هذا الانسي كي يكمل الرمز رغم كل التحذيرات من ذلك ..
سحقا له ..

لاحظت (سندس) التغير الذي طراء علي ملامح والدها ..
لا تعرف لماذا شعرت ان ابوها من الممكن ان يؤذي (فارس) بشكل او باخر لفعله ذلك ..
تلك اللمحة من الغضب التي لمحتها علي وجهه عند ذكر (فارس) تجعلها تشعر بالقلق ..
وبمجرد ان طرحت الفكرة في رأسها حتي اصابها الهلع ..
لا تعرف ما اصاب مشاعرها من توتر وما اصاب قلبها من اختلاج عند ذلك ..
تري هل يمكن ان تكون احبت (فارس) مع هذا الوقت القصير جدا الذي قضته معه !..

قطع ابوها سيل افكارها قائلا :
- تعلمين انه يجب ان ينهي كل ذلك طبقا للقواعد التي وضعها الحكماء السبعة منذ زمن سحيق والتي لا يمكن تجاوزها ... فهل هو قادر علي ذلك ؟

افاقت من افكارها وقالت في سرعة :
- نعم سيكون قادرا بأذن الله .. فقط يجب ان نشرح له كل شئ جيدا ونعلمه بكل التفاصيل خاصة انه لا يعرف اي شئ عنا ولا عن عالم السحر .. بل لم يكن يؤمن بوجودنا حتي قبل ان اظهر له واكلمه ..

قال مستنكرا في شئ من السخرية :
- لم يكن يؤمن بوجودنا .. وتريديه ان يخوض حربا ضروسا ضد اقوي شر واجهناه عبر التاريخ كله وفي عالمنا هنا .. بداية مبشرة حقا !..

فأجابت :
- دع امره لي يا والدي وسيكون افضل مما تتوقع خلال اسابيع قليلة فقط بأيام البشر..

اجاب في حزم :
- لا .. لم يعد هناك وقت .. فالكائن الرهيب قد بداء في تكوين جيشه بالفعل ويكسب الاعوان في كل لحظة تمر .. يجب ان يتم حسم الامر بأكبر قدر من السرعة ..

قالت في تردد :
- اذن ماذا تقترح يا ابي ؟

اجاب في صرامة :
- اذهبي واحضريه مباشرة الي هنا .. وليذهب معك اثنان من (الكاتو) ..

نهضت من علي الكرسي وقالت في هدوء :
- سمعا وطاعة يا والدي العزيز ..

نظرت الي فارسين (الكاتو) الاقوياء الذين حضروا لتنفيذ الامر ..
وتذكرت صراعهم المرير مع الكائن الرهيب كما رأته في قاعة العروض ..
كانوا يفعلون كل ما في وسعهم لكن كان تفوق الكائن ملحوظ عليهم ..
رغم انهم من اقوي الفرسان المقاتلين في هذا العالم .. وهم من يتولون حراسته والحفاظ علي امنه وسلامته ويواجهون المتمردين والمجرمين والمردة من الجان بكل ما يملكون من قوة وعتاد ونفوذ ويتفوقون عليهم وينتصرون دوما ..
افاقت من افكارها علي صوت سلاح احد (الكاتو) يغمد في جنبه ..
يبدوا انه كان يتفقد سلاحه واعاده مرة اخري الي حزامه ..
اشارت اليهم ان يتبعوها ..
وانطلقت خارجة من الحجرة يصحبها اثنان من اقوي المخلوقات في هذا العالم ..

***

- هذا كل ما حدث ..

قالها (فارس) بعد ان انهي سرد ما حدث له مع الجنية .. واطرق برأسه في صمت ..

نظر اليه ابوه في تفكير وهو يقول :
- اذن انت من اكملت المفتاح ..

اجابه (فارس) بأيمائه من رأسه تفيد الموافقة ..

فاستطرد في هلع :
- يا الهي الرحيم .. هل تعرف اي هول تسببت فيه في عالم الجان يا بني ؟

اجاب في خفوت :
- لم تكمل لي (سندس) الشرح ثم ..

قاطعته (نورا) في سخرية واستنكار :
- ثم اجتمع البطلان يتحدثون عن عالم الجان .. كأن لم يكن يكفيني واحد في المنزل ليصبحوا اثنان ..

نظر لها ابوها في غضب قائلا :
- الزمي ادبك نحن نتحدث هنا عن اشياء لا مجال فيها للمزاح ..

قالت في حدة وتنمر واضح :
- اي اشياء تلك .. واي جنية هذه التي رأها (فارس) .. هل تظنوني معتوهة او فتاة صغيره كي اصدق هذه الخرافات .. لا يوجد ما يسمي بالجان وحتي ....

فجاءة ودون اي مقدمات ظهرت (سندس) وسط الردهة وحولها مخلوقين يتكون اغلبهم من الطاقة المنيرة في شكل شبه بشري ويرتدون زي عسكري اشبه بأزياء فرسان العصور الوسطي .. طائرين فوق الارض احدهم عن يمين (سندس) والاخر عن شمالها ..

وبمجرد ان رأتهم (نورا) حتي صرخت في رعب :
- لا .. مستحيل .. هذا لا يحدث ..
ثم دارت الدنيا بها وسقطت علي الأريكة فاقدت الوعي ..

التفت (مراد) الي الجنيه وعيناه تتسعان مصدوما بما يري ..
نعم هو قضي حياته في دراست كل شئ عن الجان وعالمهم لكنها المرة الاولي التي يري فيها احدهم بهذا الوضوح ..

بعد ان تغلب (فارس) علي المفاجأة نظر اليها في غضب واضح ..

ونهض مسرعا ليطمئن علي اخته فوجدها بخير فقط هي فقدت الوعي من الصدمة التي لم تتوقعها ..

التفت الي (سندس) وقد انساه قلقه علي اخته مع من يتكلم قائلا بصرامة :
- الم يكن من الممكن ان تأتي بشكل الطف من ذلك قليلا ..

قالت (سندس) بابتسامة ساحرة في شئ من الرصانة :
- عذرا .. لكن الامر عاجل ومهم جدا ..

كان (مراد) والد (فارس) ينظر اليهم غير مصدق ما تراه عينه .. هل حقا هذه التي تتكلم مع ابنه ويرد عليها بكل تلك البساطة جنية من عالم الجان .. ام انه يهذي !..

حاول ان يقول شئ ما لكن لسانه عجز عن الكلام .. فصمت واكتفي بالمتابعه في ذهول ..

التفتت اليه (سندس) وقد لاحظت انه يريد قول شئ ما ..



نظرت اليه وابتسمت وقالت تهدئ من روعه :
- لا تخشي علي ابنك يا عمي .. فقط سيذهب معنا الي والدي لأمر هام ويعود مرة اخري سالما بأذن الله ..

اجابها وقد انحلت عقدة لسانه اخيرا :
- لا اخشي عليه منكم .. فأنا اعرفك جيد يا (سندس) انت وابوك الملك (سوراد) العظيم .. لقد قرأت عنكم كثيرا في كتبي واعرف انكم من الجان الصالح المسلم .. حتي اني اعددت عنكم دراسة كاملة في يوم من الايام ..

تسائلت في اهتمام :
- هل تدرس علوم السحر وعالم الجان ؟

اجاب في سرعة :
- نعم .. قضيت عمري كله ادرس كل ما استطاع البشر الوصول له من علوم واسرار عن السحر وعالمكم ..

قالت في تفكير :
- يبدوا انك ستكون مفيد لنا في ما نحن بصدده .. هل تمانع في الذهاب معنا الي والدي ..


قال في لهفة وكأنه ينتظر ذلك :
- لا مانع لدي ابدا ... لكن (نورا) كيف نتركها وحدها ..

اجابته :
- لا تخشي عليها سأترك معها من يحرسها ..

اضاف وكأنه تذكر امر ما :
- تسارع الاحداث انساني ولدي الصغير .. هو مفقود منذ الصباح ولا نعرف عنه شئ ..

ابتسمت في هدوء وقالت :
- لا تخشي عليه .. سأرسل من يبحث عنه في العالمين ..


رد عليها قائلا :
- حسنا .. بالنسبة ل(نورا) الا يمكن ان نأخذها معنا ؟..

فكرت قليلا ثم قالت :
- لا حاجة لنا بها هناك ثم ان الصدمة ستكون اقوي عليها لو افاقت فوجدت نفسها في عالمنا .. قد تصاب بأنيهار عصبي او ما شابه ..

لم يرد ولكن اشار لها بمعني كما تريدين ..


فأستطردت :
- علي بركة الله ..

واشارت بيدها الي احد الحراس الذي اقترب من (نورا) الفاقدة الوعي ووقف بجوارها وقفة عسكرية صارمة ..
ثم رفعت يديها معا في الهواء وادرتهم بشكل معين فأختفي الجميع عدا (نوار) وحارسها ..
الذي دار حول الردهة بسرعة مخلفا خلفه خيط من النور لف المكان في سياج دائري مضئ ثم توقف في منتصفه تمام وتألق جسده قليلا ثم خبي التألق .. وتوقف عن الحركة تماما ..
وساد الهدوء المكان ..
وسياج النور يبعث ايقاع ضوئي نابض متواصل ..

***



في مكان ما من عالم الجان .. وتحت سمائه الحمراء المشتعلة ..
مكان تحيطه الجبال من كل جانب وتنبت فيه اشجار كئيبة المنظر لا تحوي اوراق ولا ثمار فقط هي اقرب لأغصان جافة وان كانت تتألق ببريق خافت من حين لأخر ..
يرتفع هذا القصر المظلم المخيف ..
قصر كبير شاهق السواد اذا جاز التعبير ..
يبدو وكأنه فجوة صنعت وسط الموجودات من حولها ..
وكأنك امسكت بصورة وقمت بقص وتفريغ جزء منها علي هيئة هذا القصر ثم وضعتها امام عينيك لتنظر من خلالها الي بقعة معتمة الظلام ..
اقرب "لسلوليت" منه لشكل مجسم كامل ..
يلتمع من حين لأخر ببريق عجيب لا يحوي لون !..
وكأن اللون الاسود ذاته هو ما يبرق ..
لا يوجد ما يصف هذا في عالمنا ومفرداتنا .. ولا توجد كلمات تعبر عنه حقا !..
قصر عجيب مظلم مخيف رهيب الشكل ..
تحيطه حراسة من مخلوقات عجيبة الشكل بشعة المظهر .. سوداء مظلمة هي الاخري ككل شئ في هذه البقعة المظلمة ..
داخل القصر لم يكن يختلف كثيرا عن خارجه ..
اذا لم نضع في الحسبان تلك التصاميم التي تتحدي القوانين المعروفة في عالم البشر .. والمنتشرة في كل مكان من عالم الجان ..
غير ذلك لا يوجد ما يختلف ..
نفس الظلام .. والضوء الخافت الذي لا تكاد تعرف من اين يأتي ..
نفس الكأبه والطابع المخيف ..
لكم يذكرني هذا القصر بقلاع مصاصي الدماء في الافلام الكلاسيكية لكن تلك القلاع ارق واجمل منه كثيرا !..
لو اقتربنا قليلا من قاعة العرش لوجدنا كائن غريب الشكل يتكلم مع احد الجان ..
كائن يتكون من شكل هندسي عجيب لم اري كائن حي يشبهه من قبل ..
عبارة عن حلقة من النيران الذهبية المشتعلة التي تتأجج احيانا وتخفت في اخري ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليس مهم
عضو مميز
عضو مميز
avatar


عدد المساهمات : 228
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/03/2014
الموقع : من رأفة الله بنا ان يرزقنا العلم

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 11:15 am

حلقة تحوي عينان ناريتان حمروان تتألق بألف لون في ذات الوقت ..
عينانا تسبحان في الفضاء داخل الحلقة ..
عينان كاسحتان لا يستطيع مخلوق الصمود امامهم لحظة واحدة ..
وتحت العينان يسبح هذا الشكل الغريب الذي هو اقرب لمثلث مقلوب قاعدته لأعلي ..
او سهم يشير للأسفل مفرغ من اعلي علي شكل مثلث مقلوب ..
هذا الشكل لا يكف عن التشكل في استطالة وانكماش ..
ثم ان الوجه كله تغمره هالة سوداء عجيبة دائمة التغير والتشكل في اشكال عشوائية متماثلة ومتعاكسه علي نصفي الوجه حتي انها لا تثبت ابدا علي شكل واحد .. وتعطي العديد من الاشكال العشوائية السوداء المظلمة دوما ..
كان هذا الكائن يسبح في الفضاء مقتربا من محدثه ..


نسمع صوته الذي يزلزل قلوب اشجع الرجال وهو يقول :
- لقد اخطأت يا (سورجريد) .. اخطأت بأن سمحت لهم بالقدوم الي هنا ..

كان يتحدث الي (سورجريد الفريدي) وهو احد اقوي ملوك الجان والذي يسيطر علي العديد من البوابات منها بوابة السر الاعظم التي تحرسها ابنته (مينورة) ويشرف عليها مجلس الحكماء الذي يحكم ويدير عالم الجن كله ..

وعلي الرغم من قوة الملك وسعة نفوذه الا انه تطلع الي هذا الكائن في رهبة وخوف قائلا بتردد وصوته يكاد لا يسمع :
- لم يكن هناك مناص من ذلك يا مولاي (لاجد) العظيم ..

تألقت العينان في وحشية والصوت يأتي من لامكان غاضبا :
- قلت لك الا تذكر هذا الأسم ابدا ما حييت ..

ارتعد (سورجريد) وقال في رعب معتذرا :
- عذرا مولاي .. ذكرته سهوا ..

نظر اليه (لاجد) نظره تجمد الدماء في العروق ثم انساب في الهواء عائدا الي عرشه غريب الشكل ..
هبط علي العرش وقال :
- يجب ان تعمل علي التخلص منهم في اسرع وقت ممكن .. انت تعرف ان هذا الانسي هو الوحيد الذي يستطيع دخول بوابة (السر الاعظم) لأنه من اكمل المفتاح وبذلك حصل علي التصريح .. ولن اسمح بذلك ابدا .. هل فهمت ..

توتر الملك (سورجريد) اكثر وهو يقول :
- لكن يا مولاي هم في حراسة (الكاتو) انفسهم وجيشي مهما بلغ من قوة لن يستطيع التغلب علي (الكاتو) بكل ما يملكون من امكانيات وقوة واعداد لانهائية ..

صاح (لاجد) في صوت جهوري :
- اي كاتو هؤلا .. هل نسيت ما فعلته بهم سابقا .. فليعترضك احدهم وانا اجعله يدفع الثمن غالي ..

رد (سورجريد) قائلا :
- هل يعني هذا انك سترسل معي بعض من حرسك الخاص ..

صمت قليلا وتسارعت اشكال الهالة السوداء حول وجهه دليل علي انه غارق في تفكير عميق .. ثم تألقت العينان بنيران حمراء مخيفة وهو يقول بصوت يأتي من اعماق الجحيم :
- لا .. بل سأدبر لهم ما هو افضل من هذا .. شئ يليق بهم ويجعلهم يعرفون مع من يتعاملون ..

اتسعت عينا الملك (سورجريد) في رعب .. وارتجفت يداه في شكل ملحوظ ..
فقد كان ما يعنيه الكائن الرهيب بقوله هذا اقوي من قدرته علي الاحتمال او التظاهر !..

***

عندما وصل (مراد) بك الغامدي وابنه (فارس) الي القصر ودخلوا قاعة العرش مع الاميرة (سندس) كان الذهول والانبهار هما سيد الموقف تماما ..
كان (مراد) ينظر حوله في انبهار غير مصدق ما تقع عليه عيناه من اعاجيب ..
وكان (فارس) منشغلا بتلك الكرة المائية العجيبة فوق حوض الازهار الاكثر عجبا منها ..
ورود عجيبة تتحرك وتتكلم مع بعضها بصوت هامس ساحر اقرب لغناء حوريات البحر انشاء خلفية موسيقية رائعة في المكان ..
من فوقها تلك الكرة المائية التي تسبح في الهواء وسط القاعة دون ان يكون متصل بها اي شئ ودون وعاء يحملها !..
كانت الحيرة من امر هذه الكرة والفضول لمعرفة كنهها يدفعانه دفعا ليقترب منها ..
فاقترب منها ومد يده في تردد يلمسها ..
وتعجب اكثر من كون يده تشعر بملمس الماء العادي دون شئ يحيطه ..
كيف يتشكل الماء في شكل كروي ويسبح في الفضاء وحده دون معونة !..
واي قوة خفية فعلت ذلك ..

جالت هذه الاسئلة في ذهنه عندما سمع صوت الملك (سوراد) يقول في هدوء :
- مرحبا بكم في قصري ..

التفت اليه (فارس) وقد افاق من ذهوله وشعر انه قام بفعل لا يليق بحضرة الملوك حيث تجاهل وجوده وانشغل بشئ اخر فأعتذر في حرج قائلا :
- معذرة يا سيدي فأن الامر فاق قدرتي علي التخيل !..

اعقبه والده قائلا في تبجيل وهو ينحني في تملق :
- اغفر لنا يا مولاي الملك (سوراد) العظيم

بدي الضيق علي وجه الملك وقال في صوت قوي :
- ارفع رأسك أيها الأنسي العظمة لله وحده .. ولا تنحني لغيره ابدا ..

اعتدل (مراد) في حرج خاصة مع نظرة (فارس) له التي احس فيها بلوم من نوع ما اشعره بالذنب ..

قالت الاميرة (سندس) محاولة تلطيف الجو وتغيير الموضوع :
- تفضلا بالجلوس .. انتم ضيوفنا ونحن اهل كرم ..

تقدم (فارس) ووالده من مجلس الملك مع الاميرة وجلسوا علي المقاعد الطائرة في تعجب من شأنها ..
اشارت الأميرة بيدها اشارة معينة فظهر وسط القاعة جاريتان تحمل احدهما صينية كبيرة مذهبة ومزينة بالاحجار الكريمة عليه ابريق وبعض الكئوس البلورية التي تزينها نقوش رائعة الجمال .. والاخري كانت تحمل طبق فاكهة كبير عليه انواع واصناف من الفاكهة بعضها مألوف وبعضها غريب الشكل ..
تقدمت الجاريتان من المجلس ووضعت كل منهما ما تحمله امام الضيوف وتركته وانصرفت ..
نظر (فارس) في اندهاش الي الصينية وطبق الفاكهة الطائرين في الهواء امامهم دون مائدة تحملهم وتسائل عن تلك القوي الخفية التي تحمل كل شئ هنا ..
نقل سؤاله في حرج الي الملك الذي ابتسم دون ان يجيب ..

فأجابت الأميرة (سندس) :
- هذه الطاقة التي تتسائل عنها يا (فارس) هي نفسها التي تحمل الكرة المائية .. ان هذه الكرة التي كنت مشغول بها تعتمد في عملها علي نوع من الطاقة غير معروف في عالمكم .. وان كان يتشابه في بعض خصائصه تشابه بسيط مع المجالات الكهرومغناطيسية التي تعرفونها .. ونحن نعتمد علي هذه الطاقة في الكثير من الأشياء هنا ..

اشار (فارس) الي الصينية امامه والي الكرسي الذي يجلس عليه وهو يقول :
- مثل هذه الصينية التي تسبح في الهواء وهذا الكرسي الطائر ..

اجابته الأميرة موضحة اكثر وهي تشير اسفل الصينية :
- لو نظرت علي الارض لوجدت دائرة حمراء مرسومة علي رخام الارضية .. هذه الدائرة هي حدود مجال تلك القوي الحاملة ولو وضعت الصينية خارجها لسقطت علي الأرض وتهشم كل ما تحمله ..


قال (فارس) :
- سبحان الله .. ويخلق ما لا تعلمون ..

ساد الصمت قليلا ..
و(مراد) مشغول في تفحص الفواكه غريبة المظهر واللون امامه .. و(فارس) ينظر في تعجب الي ذلك التصميم الهندسي لجدار القاعة المقابل .. تصميم غريب مائل بزاوية مستحيلة وهناك فراغ في منتصفه يتدلي منه شكل هلامي من نفس مادة الجدار .. الغريب ان حجم الشكل لا يتناسب ابدا مع الجزء الصغير الذي يحمله والمتصل بالجدار من اعلي .. ولو كان هذا البناء من الحديد الخالص لم تحمل كل هذا الوزن ابدا !..

حتي بدد الصمت صوت الملك حين قال :
- اهلا بك يا (فارس) انت و والدك الذي احضرته معك ..

اجاب (فارس) في حرج :
- اشكرك يا سيدي .. لكن لم اكن انا من احضرته ..
ونظر الي الاميرة نظرة ذات معني ..

فقالت موجهة الحديث لوالدها :
- نعم .. لقد قررت ان يصحبنا عندما وجدته يدرس علوم السحر وقضي معظم عمره في دراسة كل ما يعرفه البشر عن عالمنا فقدرت انه يستطيع المساعدة بشكل او بأخر في ما نحن بصدده ..

ضحك الملك (سوراد) في شئ من السخرية ثم قال :
- البشر لا يعرفون الا اقل القليل عنا ... ففيما سيفيد هذا !..

اطرقت الاميرة للأرض في حرج ولم تحر جوابا ..
وبدي الضيق علي وجه (فارس) ..

التفت الملك (سوراد) الي (فارس) وقال في صرامة :
- هل تعرف ما تسببت فيه هنا في عالمنا يا (فارس) ..

اجاب (فارس) :
- لا اعرف الكثير فقط اعرف اني تسببت في كارثة دون ان اعلم ..


قال الملك :
- لقد اكملت مفتاح لسجن أخطر قوة في الكون .. قوة شريرة لا يصمد امامها شئ .. كان حكماء المملكة السبعة العظماء قديما ومنذ الاف السنين قد قامو بحبسه في سجن منيع وبصعوبة بالغة بعد ان خاضوا معه حربا راح فيها الاف الضحايا .. ووضع علي السجن الطلاسم لتأمينه .. وصور المفتاح علي هيئة رموز محفورة علي الكتاب وتم اخفائه في عالم الانس كي لا يجدها احد ..

واستطرد في شئ من الحدة :
- الي ان اتيت انت ووجدتها .. واكملت الرمز رغم التحذيرات في الكتاب .. ففتح السجن .. وخرجت هذه القوة تعيث فسادا في عالمي ..

توتر (فارس) قليلا لكنه تماسك واجاب في هدوء :
- لم اقراء التحذيرات .. ولم ادرك قيمة الكتاب الا بعد ان اكملت الرمز .. كان خطاء اعتذر عليه وبشدة وانا علي اتم الاستعداد لتقديم كل ما استطيع من اجل اصلاح ما تسببت فيه ..

رد الملك قائلا :
- يبدوا انك لا تتخيل حجم القوي التي نتحدث عنها .. سأريك المعركة التي خاضها الحكماء قديما كي تدرك ما اتكلم عنه ..

واشار بيده اشارة خاصة .. فتحركت الكرة المائية الي منتصف القاعة تماما واخذت تتضخم حتي احتلت ثلثي فضاء القاعة تقريبا ..
ثم خفتت الاضواء مع تألق الكرة بمزيج من الألوان التي امتزجت لتكون صورة متحركة لمشهد معركة غريبة ..
معركة شرسة رهيبة وسريعة جدا الي درجة تفوق الاستيعاب ..
كان فرسان (الكاتو) يحاربون فرسان اخرين غريبي الشكل يغلفهم السواد في كل ما يرتدون .. كان (الكاتو) يطيرون في الفضاء بسرعات لا تصدق .. ويكرون ويفرون في ردود فعل اسرع من قدرة العين البشرية علي الرؤية .. وكان محاربين الاعداء يجارنوهم في سرعتهم .. وان بدي ان للكاتو الغلبة عليهم وانهم سينتصرون في النهاية ..
الي ان ظهر هذا الكائن في منتصف ساحة القتال وامام الجبل الشاهق المرتفع في اقصي المشهد .. كائن غريب عجيب الشكل هو اقرب لحلقة نارية تسبح فيها عينان ناريتان كاسحتان وتغلفها هالة سوداء متألقة دون ضوء بشكل او بأخر ومتغيرة دوما .. واسفل العينان وفي منتصف الحلقة النارية توجد هذه العلامة الغريبة التي تشبه سهم يشير لأسفل ..
ثم لا شئ اخر !..
ظهر سابحا في الفضاء منطلقا ناحية رجال (الكاتو) ..
ثم توقف وسطهم تماما واخذت الحلقة النارية المحيطه به تتألق وتدور في سرعة كبيرة ..
اطلق رجال (الكاتو) كل انواع اسلحتهم نحوه لكنها لم تؤثر فيه وارتدت عنه في عنف ..
زادت سرعة دوران الحلقة النارية وبدت اشبه بشمس صغيرة وهي تطلق الاف الالسنة النارية نحو رجال (الكاتو) ..
كانت الالسنة النارية تتصرف بشكل عجيب !..
فلم تكن تحرق اي شئ كما يفترض بالنار ان تفعل !..
كانت تطارد المقاتلين وما ان تمس احدهم حتي يتألق جسده ببريق ذهبي ويتحول الي تمثال من مادة اشبه بالزجاج .. سرعان ما يتكسر ويتناثر علي الأرض ..

تذكر (مراد) فورا تلك البلورات التي كانت تتبقي من جلسات تحضير الارواح والتي يجمعها الروحانيون في برطمنات كبيرة ويضعوها في تفاخر علي ارفف مكتباتهم وكل منها يحمل اسم الروح التي خلفتها .. لقد كانت تلك المادة تشبه كثيرا تلك البلورات التي تتناثر من المحاربين عندما يتحولوا الي تماثيل ويسقطوا علي الارض متهشمين الي الف قطعة ..

استمرت المعركة الي ان قضي الكائن علي كل محاربين (الكاتو) .. الكائن الذي عرف الجميع ان اسمه (لاجد) عندما خاطبه احد الحكماء السبعة به ..
كان الحكماء السبعة يقفون حول بوابة دائرية مـتألقه يحمونها ..
ومن الواضح ان هذه البوابة تقود الي شئ شديد الاهمية بالنسبة لهم ..
تضافر الحكماء معا ليكونو كرة نارية كبيرة انطلقت نحو جيش الكائن وانفجرت وسطه فتناثرت الاشلاء المحترقة .. لكن هذا شتت انتباههم قليلا مما اعطي فرصة للكائن من ان يقترب في سرعة من البوابة ويطلق نيرانه ..
انطلق الحكماء مبتعدين عن مرمي النيران في ارتباك ملحوظ ..
سبح الكائن في الهواء ثم توقف قليلا ليقيم الموقف .. وبدي انه كان يفكر في امر ما ثم حسم امره و واصل تقدمه نحو البوابة ..
وكان هذا هو الفخ الذي اعدوه له ..
فبمجرد اقترابه من البوابة حتي برزت من الارض غصون شجرية من مادة سوداء غريبة .. وفي سرعة كبيرة احاطت بالكائن من كل اتجاه وتشابكت حوله في شكل هرمي مكونة سجن محكم له .. شكل هرمي من الاغصان المتشابكة بقوة اخذ في التألق بضوء فيروزي هادي ..

انطلقت صرخة رهيبة من الكائن الذي فوجئ بذلك .. اعقبها قوة عاتية زلزلة الارض من حولهم وكادت تمزق الاغصان المتشابكة للسجن الهرمي .. لكن سرعان ما اقترب هذا الشكل المعدني محلقا في الفضاء .. الشكل الهندسي الذي كان يتحكم فيه احد الحكماء السبعة .. انطلق الشكل المعدني ناحية السجن الهرمي والتصق به ثم تحركت اجزائه لتشكل رمزا خاصا للغاية .. وسقطت منه قطعة صغيرة علي الأرض بعد ان توقف عن الحركة ثم تألق ببريق ساطع .. سرعان ما اعقبه تألق نابض للشكل الهرمي كله .. وتحركت الاغصان المتشابكة معه في شكل نابض وكأنها تموج بالحياة او تحوي قلب ينبض ..

هنا عادت اضواء القاعة للسطوع واختفت الصورة من فوق الكرة التي عادة لحجمها وموقعها السابق مرة اخري سابحة فوق حوض الورود التي تشدوا بأعذب الالحان ..

كانت ملامح الدهشة والذهول تبدوا علي (فارس) و(مراد) ..
حتي ان (مراد) تمتم :
- يا الهي .. ان الأمر يفوق الخيال !..

وغمغم (فارس) :
- كيف يمكن التغلب علي قوة كاسحة مثل تلك !..

نظر لهما الملك (سوراد) وقال :
- الأن وقد عرفتم من تواجهون .. يجب ان تعرفوا بعض التفاصيل ..

نظر (فارس) للملك في اهتمام .. الذي استطرد :
- بعد ان تحرر (لاجد) سعي كي يكون جيشا يستطيع به غزو العالمين والسيطرة عليهم والحصول علي السر الاعظم .. وقد تحالف مع اكثر من ملك في عالمنا وعلي رأسهم الملك (سورجريد الفريدي) اقوي ملوك المملكة الغربية والمسيطر عليها .. وبذلك اصبح لاجد يتحكم في المملكة الغربية كلها بعد ان سيطر تماما علي (سورجريد) وجعله تابعا له ..



تسأل (فارس) في اهتمام :
- هل يمكن مزيد من التفاصيل عن الوضع في عالمكم ومراكز القوي كي لا يبدوا لنا بعض حديثك غامضا ؟..

اعتدل الملك في جلسته وبدي كأنه يتذكر .. ثم قال :
- منذ زمن طويل كان عالمنا يتكون من مجموعة ممالك يتحكم في كل مملكة منهم ملك قوي استطاع السيطرة علي مملكته اما بالقوة العسكرية او بأنتخابه من قبل الشعب او بوسيلة ما !.. ممالك الشمال كانت تتكون في اغلبها من الجن الأبيض كذلك مجموعة الممالك في الغرب .. وممالك الشرق كانت تتكون من الجن الاصفر .. وبعض الممالك في الوسط تتكون من مجموعة مختلطة من كل انواع الجن يغلب عليها الجن الطيار وهو ارقي انواع الجن كما تعلمون ..

بدي الاهتمام علي ملامح الجميع وهم يتابعون شرح الملك (سوراد) لتاريخ عالمه ..

استند الملك بيده علي مسند العرش وهو يستطرد قائلا :
- اتحدت الممالك كلها في الغرب مكونة مملكة كبيرة قوية سموها ممكلة (ريكا العظمي) وهي اكبر ممالك الغرب في عالم الجان .. وهي المتحكمة فيه حتي الأن تضم 52 ولاية يحكم كل منها والي يخضع للملك الذي يحكم المملكة كلها .. ثم تحالفة مملكة (ريكا العظمي) مع مجموعة الممالك المتحدة في الشمال الغربي والتي يطلق عليها (اتحاد الغرب) .. ولم يلبث هذا التحالف ان تحول الي اندماج واتحاد كامل اطلقوا عليه اسم (المملكة الغربية) مكونين بذلك اكبر تكتل اقتصادي وسياسي وعسكري عرفه عالمنا في ذلك الحين..

غمغم (مراد) معلقا علي هذه النقطة قائلا :
- الامر يتشابه كثيرا مع ما يحدث في عالمي ..

تجاهل الملك تعليقه واكمل :
- في هذا الوقت كنا هنا في المملكة الوسطي نعاني من الانقسام والتشتت ولم تفلح اي جهود في توحيدنا معا مما ادي الي سقوط بعض ممالكنا في قبضة المملكة الغربية التي احتلت اراضيها واخذت تذيق شعبها الامرين وتستنفذ كل مواردها محيلة كل دولة تمر عليها الي ركام وحطام وبعض اطلال تشير الي انه كان هناك حضارة ما في هذه البقعة من الارض في يوم من الأيام قبل ان تبيدها حماقة الجن وجنون السلطة والسيطرة والقوة الغاشمة ..

صمت الملك قليلا وبدي الحزن علي ملامحه وهو يسترجع تلك الذكريات الأليمة ..
احترم الجميع صمته فلم يعلق احدهم بكلمة ..
حتي بدد حاجز الصمت قائلا :
- مرت السنين ما بين شد وجذب بيننا وبين (المملكة الغربية) .. حتي اتي ذلك اليوم الذي ظهر فيه الحكماء السبعة .. لا احد يعرف من اين اتوا ولا ما هو اصلهم بدقة .. فقط ظهروا فجاءة ليعملوا علي تجميع شتات المملكة سريعا وتضميد جراحها المثخنة التي تئن .. ونجحوا في ايام قليلة في فعل ما لم ينجح فيه غيرهم في سنين .. نجحوا في جعل الممالك الوسطي كلها تتحد معا مكونين اكبر قوي ضاربة عرفها عالمنا كله عبر تاريخه .. ساعدهم في ذلك حب الجان لهم والاحترام الكبير الذي اكتسبوه في كل مكان ذهبوا اليه .. وتحركهم السريع من مكان لأخر مكتسبين تأييد الجن في كل مكان يدخلونه.. حتي اعادوا تكوين (امبراطورية الشرق) التي تحوي اغلبية كبيرة من الجن المسلم الصالح تتكون من 27 مملكة كبري اغلبهم من الجن الطيار تنقسم كل منهم الي عدة امارات .. يجمع بينهم دين واحد ولغة واحدة .. وعاد للجميع ذكري الامجاد القديمة لأمبراطورية الشرق وما كاد الجان يفرحون بذلك حتي ظهر هذا الكائن الرهيب (لاجد) محيلا حياتنا الي جحيم وبدأ يغزوا ممالكنا واراضينا واحدة تلو الاخري ويفتحها مدمرا كل مكان يدخله وكاد ينتصر علينا لولا ان نجح الحكماء في سجنه كما رأيتم جميعا ..

بدي علي الملك التأثر من تداعي الذكريات وشاب المجلس بعض الوجوم الذي قطعته (سندس) بعد ان لاحظت ارهاق والدها وتأثره قائلة :
- الوقت تأخر ويجب عليكم ان ترتاحوا قليلا من احداث اليوم العصيبة .. فغدا تنتظرنا احداث هامة يجب ان نكون علي اتم الاستعداد لها ..

نهض (فارس) من مكانه وهو يقول :
- معك حق ..

التفت (مراد) الي الملك وهو ينهض من كرسيه قائلا :
- بعد اذنك يا مولاي ..

وسار الجميع تتقدمهم الأميرة (سندس) خارجين من القاعة الفسيحة الي ممر جانبي مزدان علي جانبيه بخيوط بارزة مضيئه ترسم لوحات فنية رائعة الجمال وتبث ضوء ازرق خافت مريح للعين في جنبات الممر ..

تنحنح (مراد) ثم قال موجها كلامه للأميرة :
- بالطبع يوجد مكتبة لديكم هنا في القصر ؟..

اجابته الاميرة :
- نعم وهي من اكبر المكتبات في المملكة كلها
ابتسم وهو يقول :
- هل تسمحي لي بقضاء بعض الوقت فيها ؟..

سألته في دهشة :
- وما حاجتك الي مكتبة الجان !..


قال في هدوء :
- اريد اكمال معلوماتي عن بعض افكار تدور في عقلي ولم تكتمل بعد .. قد تكون ذات فائدة في ما نواجهه الأن .. فقط لو وجدت ما ابحث عنه في المكتبة ..

ردت الاميرة :
- حسنا ..
وتلي قولها ان رفعت يدها في حركة ذات معني ملوحة بها في الهواء ومنادية بصرامة (ريحان) .. فظهر رجل في بداية الممر يبدوا من ملابسه انه كبير الخدم في القصر تقدم نحو الاميرة منحنيا في احترام فأخبرته ان يرافق (مراد) الي مكتبة القصر وان يلبي له كل طلباته ..

ذهب (مراد) و (ريحان) من احد الممرات الجانبية واكمل (فارس) الطريق مع الاميرة حتي نهاية الممر الرئيسي ..
وبمجرد وصولهم الي نهايته حتي اتسعت عينا (فارس) في تعجب ..
فقد كان ما يراه يبعث علي الدهشة حقا ..

***

افاقت (نورا) لتجد نفسها مستلقية علي الاريكة في ردهة منزلهم .. التفتت حولها لتشاهد هذا السياج الضوئي العجيب الذي احاط به محارب (الكاتو) المكان كله .. اعتدلت في حركة عنيفة اثر المفاجاءة .. فركت عينيها غير مصدقة ما تراه .. سارت نحو السياج في دهشة كبيرة لتراه من قريب ..

قالت لنفسها في حيرة كبيرة :
- هل انا احلم ام ان ما حدث حقيقي فعلا ؟.. هل شاهدت ثلاثة من الجن في هذه الردهة فعلا ؟.. ان هذا الضوء الذي يلف الردهة في شكل غريب يؤكد اني لم اكن احلم وان ما شاهدته حقيقي .. اذن اين ذهبوا وماذا يعني هذا الضوء ؟.. رأسي تكاد تنفجر ..

وضعت يدها علي رأسها وقد اصابها دوار بسيط جعلها تترنح قليلا فلمست يدها الاخري السياج الضوئي فتألق فورا وتحول لونه الي اللون الاحمر الناري غامرا الردهة بضوء احمر قوي اصابها بدهشة كبيرة جعلها تنسي الم رأسها وتحدق فيه في حيرة وخوف ..

وسرعان ما خبي التألق وعاد السياج الي لونه الازرق الخافت كما كان مع ظهور محارب (الكاتو) وسط الردهة ناظرا لها في اهتاما وهو يقول بصوت غليظ تشوبه رنة معدنية وبطريقة الية تماما وكأنه شخص الي :
- هل اصابك مكروه

ارتعد جسدها ونظرت اليه في خوف ولم تستطيع الوقوف اكثر من ذلك فارتمت علي اقرب مقعد لها .. تنظر الي محارب (الكاتو) المتألق بضوء ازرق بشكله المخيف وزيه العسكري وهو سابح في الهواء دون ارجل تحمله .. كانت تحاول التكلم لكن الصدمة كانت تعقد لسانها فلا تستطيع اخراج حرف واحد ..

سبح المحارب في الهواء نحوها حتي توقف امامها تماما وقال بلهجة الية :
- انا (كونار) فارس من محاربين (الكاتو) ومكلف بحراستك وحمايتك..

تأملته قليلا واستجمعت شجاعتها لتقول في صوت مذعور مشروخ :
- اين ذهب اخي ووالدي ؟..

اجابها :
- ذهبوا مع الاميرة (سندس) الي قصر الملك (سوراد)

خرج صوتها مكتوم هذه المرة :
- لماذا ؟..

اجاب في الية :
- ليس من اختصاصي التحدث في هذه الأمور

صمتت وهي تفكر .. من المؤكد انهم ذهبوا الي هناك لأمر يتعلق بهذا الكتاب الملعون الذي جلب عليهم كل هذه المصائب كما حكي (فارس) لهم .. كان القلق ينهش اعصابها ولا يجعلها تستطيع التركيز في اي شئ .. والاحداث المتسارعة التي خاضتها تجعلها علي شفا الجنون .. هي التي لا تؤمن بالاشباح وتسخر من كل من يتحدث عنها تتحدث الأن مع احدهم .. ضحكت ضحكة عصبية عالية وهي تقول لنفسها يبدوا اني جننت او كدت فعلا .. ثم تذكرت اخوها (نادر) المتغيب منذ الصباح .. هل حقا هو صباح هذا اليوم .. لماذا تشعر اذن ان شهر مر علي هذه الاحداث .. ان احداث هذا اليوم المتسارعة جعلته اشبه بعام كامل لا يوم عادي ..

التفتت تجاه (كونار) قائلة :
- اخي متغيب منذ الصباح ولا نعرف اين هو واخشي ان يكون تم اختطافه

اجابها دون اي انفعال :
- ارسلت من يبحث عنه في العالمين وسيأتي لنا بالخبر بعد قليل

سارت نحو النافذة .. وقفت تتطلع قليلا الي السماء المرصعة بالنجوم التي تبدد بضوئها ظلام الليل .. قالت لنفسها هل هذا كائن حي ؟ .. لماذا تراه اقرب لشخص الي من تلك التي تذخر بها افلام الخيال العلمي .. يتكلم دون اي مشاعر وبشكل جاف تماما وبلهجة الية بل انها تجزم انها تسمع رنة معدنية ما في صوته وكأنه الة بالفعل .. تري هل كل الجان مثل هذا المعتوه .. هل كلهم اشبه بتلك الالة الصماء التي تقف دون حراك منتظرة الاوامر ..

سمعت صوته يأتي من خلفها قائلا :
- انا كائن حي عاقل مثلك تماما ولست الة

انتفضت وهي تلتفت اليه في حدة .. هل قراء افكارها ام انها غمغمت بالسؤال دون ان تدري وهي مستغرقة في التفكير ..

اجابها :
- استطيع ان اقراء افكارك

اصابها الدهشة والارتباك وهي تقول :
- معذرة .. لكنك حقا غريب جدا بالنسبة لي ومن المنطقي ان اتعجب من شأنك ..

قال بهدوء وبصوت يحمل بعض الانفعال لأول مرة :
- لا يوجد ما يستدعي الاعتذار .. لكننا تدربنا علي التعامل بالية وخشونة وهذا يتناسب مع طبيعة عملنا ..

وما ان اكمل جملته حتي انبعث بعض الدخان من لا مكان وبدي كأنه يتشكل في شكل بشري وما ان انقشع حتي بدي من خلفه شاب في ملابس سوداء تبدوا الصرامة علي ملامحه تقدم من (كونار) قائلا :
- وجدنا الصبي الصغير

اندفعت (نورا) في لهفة قائلة :
- اين هو ؟

فأجابها في صرامة :
- في مكان ليس ببعيد عن هنا في عالمكم هذا لكن هناك من يحتجزه

رددت في قلق وعدم فهم :
- هناك من يحتجزه !..

سأل (كونار) الشاب في صرامة :
- من يحتجزه ؟

فاجابه :
- يحتجزه اثنان من (الدوليزم) يتحفظون عليه فوق احدي المباني القريبة لكنه لا يدرك ذلك ..

رد (كونار) في صرامة :
- اذن لنذهب له

قالت (نورا) بسرعة موجهة حديثها الي (كونار) :
- لا تتركوني هنا خذوني معكم

اجابها بان رفع احدي يديه مشيرا اليها فأنتابها شعور وكأنها ترتفع عن الارض وتطير في الهواء .. ثم انبعث دخان كثيف في المكان حجب الجميع وما ان انقشع حتي بدت الردهة خالية لا تحوي اي مخلوق من اي عالم كان !..
***
سار (مراد) خلف (ريحان) في ذلك الممر الجانبي المؤدي الي مكتبة القصر ثم انحرفوا في ممر اخر حتي انتهوا الي قاعة صغيرة دائرية الشكل يوجد في منتصفها مكعب زجاجي شفاف ما ان توقف ريحان امامه حتي انفتح جزء منه واضاء بضوء فيروزي هادئ ..
اشار (ريحان) الي مراد كي يدخل قائلا :
- المكتبة تقع في قمة احد ابراج القصر وعلينا ان نستقل هذا المصعد كي نصل اليها ..

علت الدهشة وجه (مراد) وهو يشير الي المكعب الزجاجي المضئ قائلا :
- اهذا مصعد !..

ابتسم (ريحان) قائلا :
- نعم .. مصعد اني ..

دخل (مراد) المصعد وهو يتلفت حوله باحثا عن اي ازرار او لوحة تحكم فلم يجد وتسائل كيف يعمل هذا المصعد الغريب ولم يلبث ان حصل علي الاجابة عندما تبعه (ريحان) الي داخل المصعد فأختفت القاعة لتحل مكانها قاعة اخري في لمح البصر ..

قال (مراد) في دهشة وهو يخرج من المصعد خلف (ريحان) :
- كيف حدث ذلك ؟



اجابه ريحان :
- ان هذا المصعد يعمل بتقنية لم تصلوا اليها بعد وان كانت تجري حولها بعض التجارب البدائية لديكم منذ سنين .. تقنية الانتقال الاني .. ما ان ندخل اليه حتي ينتقل انيا من اسفل البرج الي اعلاه مباشرة ودون المرور بأي اماكن وسيطة ..

ساروا معا قليلا حتي وصلوا الي قاعة كبيرة ما ان دخلها مراد حتي توقف مشدوها فأمامه تماما كانت هناك عين كبيرة تحتل جدار القاعة كله .. عين كاملة تبدوا بشرية تماما والمخيف انها تبدوا حية ايضا برموشها المتحركة وانسان العين "النني" الذي يتحرك هنا وهناك ..

ابتسم (ريحان) وقد لاحظ توتر (مراد) وخوفه من العين فقال له مفسرا :
- هذه (عين المعرفة) تحرس مكتبة القصر كي لا يدخلها الا المسموح لهم بذلك فقط .. فالمكتبة تحوي اسرار وعلوم غير مسموح للعامة والخدم هنا الاطلاع عليها .. وفي الحقيقة انا في غاية الشوق اكثر منك لرؤية هذه المكتبة من الداخل فقد سمعت عنها كثيرا طوال عمري ولم يسبق ان دخلتها ابدا ..

سأله (مراد) في تعجب :
- وهل هذه العين حية ام انها عين صناعية تم تصميمها كي تبدوا حية !؟..


اجابه :
- لا .. ليست عين صناعية .. هي كائن حي مثلي ومثلك تماما ..

تمتم (مراد) :
- سبحان الله .. ويخلق ما لا تعلمون ..

تقدم (ريحان) من العين ورفع يده قائلا :
- تحية طيبة عليكي يا (عين المعرفة) .. انا هنا بأمر الأميرة (سندس) لأصحب الزائر الي المكتبة .. فأسمحي لنا بالدخول ..

توقفت العين قليلا لتنظر اليهم في تمعن .. ثم اغمضت جفنيها لينشق من وسطهم فجوة دائرية تبدوا من خلفها قاعة كبيرة غريبة الشكل .. دخل (ريحان) من الفجوة وتبعه (مراد) واختفت الفجوة بمجرد دخولهم وعادت العين كما كانت تراقب المكان من حولها ..

كانت المكتبة من الداخل عبارة عن قاعة شاسعة الاتساع وفسيحة يمكنها ان تحوي مبني كامل مكون من تسعة طوابق بداخلها .. تلتف حولها حلقات من الضوء الابيض اشبه بخيوط الليزر الذي نعرفها في عالمنا الا ان خيوط الليزر لا يمكنها ان تنحني بهذا الشكل الدائري ابدا !.. وتراصت فوق الخيوط الواح حجرية ومخطوطات اثرية وكتب من الكريستال غريب الشكل في صفوف فوق بعضها البعض يصل ارتفاعها الي عشرات الامتار .. وسط القاعة كانت هناك مائدة كبيرة مثلثة الشكل تحتل فراغ القاعة كله ومن حولها عدد كبير من الكراسي الطائرة ..

تقدم (ريحان) من احد الكراسي ودعي (مراد) للجلوس عليه .. وجلس علي كرسي اخر بجواره وما ان فعلوا حتي انزاح جزء من المائدة امامهم كاشفا شاشة كبيرة من الكريستال تتراص عليها تعليمات بلغة الجن ..

قال (ريحان) مفسرا :
- هذا هو سجل البحث في المكتبة .. يمكنك من خلاله البحث عن اي كتاب تريده وطلبه كما يمكنك البحث باستخدام الموضوع او سؤال معين تبغي اجابته ..

رد (مراد) :
- هل هذه لغتكم .. انها تختلف كثيرا عن اللغة التي درستها في عالمي !..


اجابه (ريحان) :
- انها اللغة الحديثة .. ما تعرفونه في عالمك هو مقتطفات من اللغة القديمة فقط ..

قال (مراد) وقد انتبه الي امر هام :
- لكن ماذا تفيدني الكتب وهي مكتوبة بلغة لا اعرفها .. يبدوا ان البحث سيكون اصعب كثيرا مما توقعت .. فقد كنت اعتقد اني سأجد الكتب مكتوبة باللغة القديمة التي اعرفها واجيدها .. لكن هذه اللغة العجيبة فهي اول مرة اراها ولا اعرف منها حرف واحد ..

رد عليه (ريحان) قائلا :
- لا تقلق فلن يكون الامر صعب بالدرجة التي تتوقعها .. هناك كتب كثيرة باللغة القديمة التي تعرفها كما ان هناك كتب مترجمة لكل اللغات المعروفة في عالمي وعالم البشر ..

واضاف وهو يشير الي صفوف الكتب الكريستالية :
- هذه الكتب المصنوعة من الكريستال النقي مترجمة الي كل اللغات .. وهذه الكرات الخضراء المصفوفة اسفلها تحوي عروض مسجلة لأحداث هامة .. لا يوجد كتب هنا مكتوبة بلغة واحدة سوي الكتب القديمة فقط مثل تلك الالواح الحجرية او المخطوطات القديمة ..

واعقب قوله بأن عالج الشاشة الكريستالية امامهم علي المائدة واختار منها عن طريق اللمس عدة خيارات حتي تحولت لغتها الي اللغة العربية ..

ثم ادار الشاشة تجاه (مراد) قائلا :
- الأن تستطيع ان تتعامل مع السجل بنفسك وبلغتك الاصلية ..

غرق مراد في البحث عن ما يريد عبر الشاشة واخرج (ريحان) شاشة اخري ليبحث فيها وسرعان ما وجد العرض الذي يبحث عنه وبمجرد ان طلبه حتي تألقت كرة من كرات العروض الخضراء المصفوفة في احدي الصفوف علي ارتفاع خمسة امتار تقريبا وخرجت من مكانها سابحة في الهواء تجاه (ريحان) واستقرت امامه تماما علي المائدة ..

التفت (ريحان) الي (مراد) قائلا :
- هاكذا نطلب الكتب والعروض فتأتي الينا دون ان نتحرك ..


رد (مراد) في تعجب :
- نظام دقيق عجيب يدل علي ان لديكم علوم كاملة لم نتوصل لها بعد في عالمي ..

وغرق الاثنان في بحور العلم والمعرفة يبحث كل منهم عن ضالته ...

***

تمتم (فارس) مشدوها :
- سبحان الله الخالق العظيم ..

فقد كان يري امامه اعجب واجمل حديقة وقعت عليها عيناه في حياته كلها .. حديقة واسعة مترامية الاطراف تحفها الاشجار المقصوصة في اشكال بديعة وتتوسطها بركة صغيرة من الماء تعلو في منتصفها نافورة من المياه تنطلق فيها المياه مرتفعة بزاوية غريبة جدا وتبدوا وكأنها ستسقط علي المقاعد التي تحيطها لكنها لا تفعل .. وامام البركة يوجد حوض من الازهار الحية العجيبة التي تشدو باعذب الالحان كالتي كانت في قاعة الملك تماما .. وحولها يمرح عدد من الحيوانات الصغيرة جميلة الشكل .. حيوانات لم يري مثلها في حياته ابدا ..

قادته الأميرة الي احد المقاعد حول البركة جلس علي المقعد في تردد وهو ينظر الي الماء من فوقه في دهشة متوقعا ان يسقط فوقه في اي لحظة ..
ضحكت الأميرة وقالت :
- لا تقلق .. لن يسقط الماء فوقك

رد عليها :
- في كل خطوة اخطوها في هذا العالم اري الاعاجيب حتي اني لم اعد اندهش حتي ان تقدمت منا احدي تلك الاشجار ملقية علينا السلام ..

زاد ضحك الاميرة وهي تقول :
- لن تكلمك الاشجار فالاشجار لا تتكلم ابدا في عالمي وعالمك ..

قال مشيرا اللي حوض الازهار :
- لكن الزهور تفعل ..

ردت عليه :
- ومن قال ان هذه زهور ؟..

تسائل في تعجب :
- كيف لا تكون زهور ولها بتلات واوراق وتنبت في حوض .. اذا لم تكن هذه زهور فماذا تكون ؟!..

قالت :
- سأريك ..

واشارت الي حوض الزهور ونادت (سورينا) .. فتوقفت احدي الزهور عن الغناء والتفتت اليها .. دعتها للحضور اليهم .. واتسعت عينا (فارس) في دهشة عندما اقتلعت الزهرة نفسها من الارض وبدي لها يدان من الاوراق وارجل قفزة عليهم من الحوض الي الارض وسارت حتي توقفت امام الاميرة التي ربتت علي بتلاتها في حنان قائلة لـ (فارس) :
- هذه (سورينا) احدي مغنيات القصر ..

قال (فارس) في دهشة :
- هل هي من الجان مثلك ..

اجابة الاميرة :
- ليست مثلي .. بل هي اقرب الي الحيوانات الاليفة التي تقومون بتربيتها في المنازل .. لكنها تتميز بصوتها العذب الجميل عندما تشدوا بأعذب النغمات ولذلك نحن نستخدمها لأضفاء خلفية موسيقية تبعث علي الراحة وتهدئ الاعصاب في اي مكان ..

اخرجت من شنطتها شئ يشبه قطعة من الحلوي واعطته للزهرة (سورينا) التي تناولته منها وقضمت منه قضمة ثم اخذت تتقافز حول المكان في فرح وسعادة وهي تأكل منها وتغني في فرح وسرور ..

قال (فارس) مازحا وهو يشير الي الحيوانات الغريبة حول الحوض :
- جميل .. اتضح ان الزهرة حيوان اليف اذن لابد وان تكون هذه الحيوانات العجيبة نباتات

ضحكت الاميرة قائلة :
- لا هي حيوانات ايضا ..

نظر لها (فارس) في اعجاب فقد كانت تزداد جمالا حين تضحك وبدي مسحور بجمالها الاخاذ نظر الي شعرها الطويل المنسدل علي كتفيها ليصل الي ما بعد خصرها وتأمل عيناها الزرقاوان البديعتان ورموشها الطويلة المنمقة وبشرتها البيضاء المرمرية بملامحها الرقيقة ..

قال لها وهو يـنظر في عينيها بهيام :
- انتي اجمل من رأيت في حياتي كلها ..
ابتسمت في خجل وقالت :
- هل تغازلني

رد عليها :
- ولم لا .. من يري كل هذا الجمال والرقة ولا تتحرك مشاعره فهو صنم وليس بكائن حي ..

ازداد خجلها واطرقت برأسها لأسفل .. فمد يده يتناول يدها بين يديه قائلا :
- لا اعرف ماذا حدث لي .. منذ ان رأيتك لأول مرة وانتي تشغلين كل ذرة من تفكيري ..

رفعت عينيها الساحرتين تجاهه وقالت في خجل :
- اعرف ذلك ..

ترك يديها وقال في دهشة :
- تعرفين .. وكيف عرفتي ؟

اجابته :
- استطيع ان اقراء افكارك .. حسبتك تعلم ان كل الجان يستطيعون ذلك ..

رد في ارتباك قائلا :
- لم اعرف ذلك الا منك الأن .. اذن انتي تستطيعن اختراق عقلي ومعرفة كل ما يحويه ..

ضحكت من ارتباكه وقالت :
- لا ليس لهذه الدرجة .. فقط الافكار الحاضرة في ذهنك والتي تفكر فيها في ذات اللحظة هي ما استطيع التقاطها .. اما ما يحويه عقلك فلا يوجد طريقة للوصول له ابدا دون ارادتك ..

بدي الارتياح علي وجهه وهو يقول :
- حسبت ان اسوار العقل سقطت ولم يعد حصن الاسرار كما كان دوما

واستطرد وقد تذكر :
- لكن لم تفسري لي بعد ما هو سجن الانوار وكيف اخرجتك منه ؟

اجابته :
- سجن الانوار عبارة عن مجموعة انعكاسات زمكانية تجمعت بشكل طبيعي ودون تدخل من احد في مكان بعيد من عالمي ووسط مجموعة من الجبال الشاهقة التي تحدها من كل اتجاه .. وهو اشبه بالمتاهة من يدخله لا يستطيع الخروج منه ابدا ولا سلطة لأحد عليه لأنها ليست من صنع احد .. ولم يكتشف حل لهذه المتاهة او خريطة لها حتي الأن ..
سألها قائلا :
- وماذا تعني الانعكاسات الزمكانية ؟



ردت قائلة :
- هي مجموعة من البوابات في المكان والزمان من يدخلها ينتقل من مكان وزمان الي مكان وزمان اخر مختلف .. تتجمع حول بعضها في شكل اشبه بالمتاهة المتشعبة المتصلة بعضها ببعض ولا يوجد سبيل للخروج منها ابدا ..

قال :
- اذن كيف خرجتي منها ؟

اجابت :
- عندما اكملت مفتاح الكتاب تم فتح سجن (لاجد) والذي كان مسجون باستخدام طاقة رهيبة لم تتوصلوا لها بعد في عالمكم وعندما فتح السجن تفجرت هذه الطاقة بقوة كبيرة وعلي نطاق واسع ادي لحدوث خلل في المتصل الزمكاني خلل لم يدوم الا لحظات قليلة فقط وصادف ان كنت في هذه اللحظة اعبر احدي البوابات الزمكانية داخل سجن الانوار ونتيجة لهذا الاختلال الزمكاني حدث خلل في مسار البوابة وبدلا من ان تنقلني الي مكان اخر داخل حدود سجن الانوار نقلتني الي عالم البشر وبذلك تحررت من السجن ..

قال في دهشة :
- اذن الامر كله لا يعدو كونه مجرد مصادفة

قالت :
- نعم هي مصادفة لكنك تسببت فيها دون ان تدري

ثم نظرت اليه نظرة ذات معني وقالت في رقة :
- لولاك لكنت الأن حبيسة في سجن ابدي لا فكاك منه .. انت فارسي الذي كنت انتظره ..

نظر في عينيها وغرق فيهم واخذ يسأل نفسه هل يمكن ان يحب بهذه السرعة .. ويحب من ؟.. جنية من عالم اخر يختلف تماما عن عالمه .. لا يعرف ما يشعر به حقا هل يكون افتتان وانبهار ممزوج بالاعجاب ام انه الحب الذي لم يجربه من قبل !.. انه في حيرة كبيرة لا يدري الي اين ستقوده ..

ابتسمت وقالت له :
- الحب من اول نظرة حقيقة واقعة نراها كل يوم من حولنا ..

اطرق في خجل لأنها استطاعت قراءة افكاره بهذه السهولة وهذا اليسر .. وما ان رفع وجهه حتي اصتدم بعينيها التي تسلب لبه دوما .. بادلها النظرة بالنظرة وتعانقت الايدي وتلاقت العيون في حديث صامت ابلغ من الف كلمة تحيطهم نغمات الزهور التي تشدو من حولهم وانعكاسات الضوء علي المياه التي تكاد تسقط فوقهم وحفيف اوراق الاشجار التي تتقافز حولها تلك الحيوانات الصغيرة العجيبة جميلة الشكل ودقات قلوبهم تعلن مولد قصة حب بين اثنان من عالمين مختلفين تماما ..

***

ينعكس وهج النيران المتراقصة علي الوجه العجيب للكائن الرهيب (لاجد) فيضفي عليه طابعا مخيف اكثر مما هو عليه .. وكأن هذا الشئ يحتاج الي المزيد كي يصير مرعبا !..
كان يسبح فوق عرشه الغريب النصف دائري وقد تسارعت الهالات السوداء علي وجهه – هذا علي افتراض انه وجهه او انه كله عبارة عن وجه فقط – وزاد تألق النيران في حلقته الدائرية التي تحيطه وتأججت في قوة حتي انها طغت علي انعكاس النيران التي تضئ القاعه بل تخطتها ايضا لتنعكس علي الجدران بوهج متراقص يعلو علي الاضائه ..
لقد كان يفكر في عمق .. ويفكر في شئ يزيده غضبا وحنقا كما هو واضح ..
ثم تحرك فجاءة من علي العرش ليدور دورة سريعة خاطفة غاضبة في القاعة الواسعة مخلفا ورائه خيط من النيران سرعان ما خبي وهو ينادي بصوت جهوري ..
- (سوهار)

دخل علي الفور رجل يرتدي ثياب غريبة الشكل اقرب لثياب الفرسان القدامي لكنها سوداء تماما ويضع علي رأسه خوذة تمتد لتخفي ملامح وجهه ..
انتصب ثابتا امام (لاجد) وقال في صرامة :
- امرك يا مولاي

استدار اليه (لاجد) في حدة قائلا بصوت يجمد الدماء في العروق :
- هل اتخذت كل الترتيبات التي امرتك بها ؟..

اجابه في قوة :
- نعم يا سيدي وكل شئ رهن اشارتك لنبداء التنفيذ

خبي وهج نيران حلقته المشتعلة قليلا وهو يقول في رضي :
- حسنا .. ارسل في طلب (سورجريد) علي الفور وأمر قائد الجيوش ان يرسل لي تقرير باخر المستجدات عن حالة الجيش ..

انحني نصف انحنائه قائلا :
- علم وينفذ سيدي

وانصرف لينفذ ما طلب منه ..
وبمجرد انصرافه خبت النيران في حلقة (لاجد) تماما وكادت تتلاشي مع تسارع الهالات السوداء علي وجهه لتبلغ سرعة لم تبلغها من قبل قط ..

***

دخل قائد الجنود فزعا علي الملك (سوراد) وحالته يرثي لها وتمالك نفسه بصعوبة ليقول في انفعال:
- مولاي الملك ان جيش (لاجد) يتقدم نحونا من الجهة الشمالية

رد الملك في توتر :
- والي اين وصلو ؟

اجابه القائد في سرعة :
- لقد تعدو البحر الكبير وهم علي مشارف حدودنا الأن وقد يستغرق وصولهم اليها يوم او اقل

هب الملك واقفا وهو يقول في صرامة :
- ضع الجيش كله علي اهبة الاستعداد واعلن حالة الطوارئ وارسل بقوات مناسبة الي الحدود لملاقات جيش (لاجد) .. واعمل علي ان تؤخروا الاشتباك اطول فترة ممكنه ..

اجاب القائد :
- فورا مولاي الملك

وانصرف مسرعا وبمجرد انصرافه جلس الملك علي عرشه وضغط علي جزء منه ليستدعي كبير المستشارين ولم تمر ثواني حتي كان يقف امامه رجل اشيب ذو لحية بيضاء يبدو عليه الحكمة والذكاء ..


نظر كبير المستشارين الي الملك (سوراد) قائلا :
- تحت امرك مولاي الملك

قال الملك في هدوء وصرامة :
- جيش (لاجد) علي مشارف حدودنا الشمالية وقد ارسلت اليهم قوات لتعطيلهم واريد رأيك في هذه الحرب التي نحن مقبلون عليها ..

بدي التفكير العميق علي وجه كبير المستشارين ثم قال في هدوء :
- يجب اولا ان نتأكد من التزام (الممالك الشرقية) معنا اولا .. واستعدادها للتدخل اذا ما احتاجنا الي مساعدتها قبل ان نخطو هذه الخطوة .. فأنت تعلم يا مولاي ان جيش (لاجد) جيش قوي جرار لا يستهان به وان قوتنا الحالية وحدها ليست كافية لرده وستكون الحرب غير متكافئه تماما ..

اجابه الملك :
- هذا امر يمكن التيقن منه سريعا .. ساخاطب رئيس مجلس حكم (الممالك الشرقية) فورا .. لكن ماذا عن الاستعانه بجيوش (الكاتو) كما حدث سابقا ؟..


رد كبير المستشارين :
- هذا يتوقف علي موقف (الحكماء السبعة) منا الأن يا مولاي وهذا امر لا يمكن التكهن به الا بأرسال (فارس) اليهم كما هو مقرر ..

قال (سوراد) في قوة :
- اذن ليحضر (فارس) الي هنا علي الفور ..

واعقب قوله بأن اشار بيده اشارة ذات معني فظهر احد فرسان القصر الذي امره ان يبحث عن (فارس) ويحضره اليه علي الفور .. انصرف الفارس لينفذ الاوامر وانشغل الملك (سوراد) في اتصاله برئيس مجلس حكم (الممالك الشرقيه) وتحرك كبير المستشارين ليجلس علي كرسي جوار عرش الملك وهو يعقد حاجبيه في تفكير عميق ويتابع ما يفعله الملك ..


***

عندما وصلت (نورا) مع محارب (الكاتو) ورفيقهم الي سطح هذا المنزل لم تري ما يريب فقط كان اخوها (نادر) يجلس عل مقعد صغير وامامه منضدة متوسطة الحجم عليها بعض الالعاب وقطة سوداء تلهو معه باحدي الالعاب واخري تماثلها شكلا لكنها اكبر قليلا في الحجم تتمسح في قدميه ..
لم تدرك اين هؤلا الذين يحتجزون اخوها كما اخبرهم ذو الثياب السوداء ..
لكنها لم تمهل نفسها وقتا للتفكير .. واندفعت تجاه نادر صائحه في غضب :
- كدنا نموت قلقا عليك .. ماذا تفعل هنا ؟..

الا ان محارب (الكاتو) ظهر فجاءة امامها ومنعها من اكمال طريقها .. وبمجرد ظهوره انتفضت القطتين من مكانهم وتوترة بشكل ملحوظ ..

اشار لها المحارب (كونار) ان تتوقف ثم اشارا الي القطتين قائلا :
- احذري فهم ليسوا قطط كما يبدو لك ..

صمتت في دهشة حين استدار هو للقطط مخاطبا اياها في صرامة :
- اظهرو او تقتلوا ..

انتفضت القطط مرة اخري في عنف قبل ان تتحول في بطئ الي بنتين جميلتين يرتدون وشاح اسود يغطي جسديهما من الاعلي الي الاسفل ملتفا في شكل غريب .. كانو جميلين شكلا الا ان ملامحهم حملت قسوة كبيرة تشف عن ما بداخلهم مع لمحة من خوف وتوتر اثر رؤيتهم لمحارب (الكاتو) الذي نظروا اليه دون كلام او حراك ..

قال لهم (كونار) بصوت جهوري قوي :
- من ارسلكم الي هنا وامركم بأحتجاز الصبي ؟..

بدي عليهم التردد والخوف وارتج عليهم الحديث فصرخ فيهم بصوت مزلزل :
- اجيبو والا لن يكون هناك تحذير اخر ..

انتفضت (نورا) رعبا مما تراه وانكمشت تماما وهي ترتجف .. اما (نادر) فقد شله الذهول تماما فلم يستطيع ان ينطق حرفا وبقي ساهما يرمق الجميع في ذهول الا ان صوت (كونار) الجهوري جعله ينتفض من مكانه ويصرخ في خوف مما جعل (نورا) تخرج من الحالة التي هي فيها وتجري نحوه وتضمه الي صدرها في حنان مربته علي رأسه ..

قالت احدي (الدوليزم) في رعب :
- ارسلنا القائد (سرنار) من الجانب المظلم وامرنا بالتحفظ علي الصبي لحين صدور اوامر اخري ..

بمجرد ان انتهت من قولها اخرج (كونار) من حزامه اداة عجيبة الشكل واشار بها نحوهم فالتف حولهم ضباب احمر سرعان ما تلاشي معهم ..

قالت نورا في خوف :
- هل قتلتهم ؟

اجابها في هدوء وصرامة :
- لا .. لم اقتلهم .. بل ارسلتهم الي سجن القصر

تسائلت في توتر :
- لكننا لم نعرف منهم لماذا كانوا يحتجزون (نادر) ؟..

اجابها :
- الامر واضح .. ان (لاجد) اراد استخدامه ضدنا فأمر احد قادته بأن يرسل اثنين من (الدوليزم) لأحتجازه حتي يري ما يفعل به ..

لم تتكلم وان بدي عدم الفهم في عينيها .. فقد كانت تريد ان تسأل الف سؤال عن كل ما تسمعه وتراه منذ بدأت هذه الاحداث وكانت تعرف انها لن تتلقي اجابة شافية من هذا المحارب الذي لا يتكلم الا بحساب ..

***

دخل (فارس) والاميرة (سندس) الي القاعة الرئيسية في القصر حيث الملك (سوراد) جالسا يجري بعض الاتصالات .. كان يبدو عليهم العجله والارتباك حين قالت (سندس) في توتر :
- اخبرنا احد الفرسان انك تريدنا في امر هام وعاجل يا والدي ؟

انهي الملك اتصاله والتفت اليهم قائلا :
- نعم .. ان (لاجد) قد بدأ هجومه وهو علي مشارف حدودنا الأن ولذلك يجب ان يذهب (فارس) الأن الي بوابة (السر الاعظم) حيث الحكماء السبعة ليعرف موقفهم من استخدام قوات (الكاتو) في هذه الحرب التي نحن مقبلين عليها ..

قال (فارس) في سرعة :
- انا علي استعداد للذهاب فورا فقط اخبروني كيف افعل واين هذه البوابة ؟..

نظر له الملك وجال علي وجهه شبح ابتسامه وأدها سريعا ثم قال لأبنته في سخط ممزوج بسخرية خفيفه :
- ها هو فارسك لا يعرف قدر ما سيلاقيه مرة اخري .. ويظن انه خارج في نزهة

بدي عليها الحنق من سخريته وهي تقول :
- سأذهب معه فلا يمكنه التحرك في عالمنا وحده ..

رد عليها في حدة قائلا :
- افعلوا ما تريدون فقط اريد رأي (الحكماء السبعة) فيما يجري في اسرع وقت ممكن فلن يمكنني تعطيل قوات (لاجد) لفترة طويلة وان دخلنا معهم في حرب لن تكون كفتنا راجحة بأي حال من الاحول الا بتدخل قوات (الكاتو) ..

تسائل فارس :
- لكني رأيتكم تستخدمون محاربي (الكاتو) بالفعل ؟..
اجابه (سوراد) :
- يمكننا استخدام محاربي (الكاتو) في المهام الخاصة وحراسة الشخصيات الهامة وبعض المهام الاخري المحدده لكن لا يمكن تحريك جيوشهم بكامل طاقتهم وعتادهم الا بتصريح مباشر من الحكماء السبعة ..

قال (فارس) في حزم :
- يمكنك الاعتماد علينا يا مولاي

اطال الملك (سوراد) النظر الي (فارس) وكأنه يعيد تقييمه قبل ان يقول في هدوء :
- مصير المملكه مرهون بنجاحكم في مهمتكم انت و(سندس) يا (فارس) ..

شد (فارس) قامته وهو يقول :
- ولن اخذلك ابدا حتي لو كلفني ذلك حياتي نفسها ..

تبدلت نظرة الملك ليظهر فيها القليل من الثقة وهو يرمقهم وهم ينصرفون من امامه غير مدرك انهم مقبلين علي اصعب مهمة يمكن ان يقوم بها مخلوق في هذا العالم كله بكل ما يحويه من ابعاد !..

***


التفت فارس حوله وقد وجد الممرات التي يسير فيها مع (سندس) مألوفة فنظر اليها في تساؤل قائلا :
- هل نعود الي الحديقة مرة اخري ؟

هزت رأسها بالإيجاب فنظر لها متسائلا فقالت مفسره :
- سنذهب الي (
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليس مهم
عضو مميز
عضو مميز
avatar


عدد المساهمات : 228
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/03/2014
الموقع : من رأفة الله بنا ان يرزقنا العلم

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 11:19 am


التفت فارس حوله وقد وجد الممرات التي يسير فيها مع (سندس) مألوفة فنظر اليها في تساؤل قائلا :
- هل نعود الي الحديقة مرة اخري ؟

هزت رأسها بالإيجاب فنظر لها متسائلا فقالت مفسره :
- سنذهب الي (بيجو) ستحبه كثير عندما تراه ..

ردد في دهشة :
- احبه كثيرا !..

ثم استطرد :
- من (بيجو) هذا الذي علي ان احبه ؟..

ضحكت في استمتاع وهو تقول في خبث :
- ستعرف عندما تراه ..

سارو قليلا حتي بلغو الحديقة ثم عبروها الي زاوية بعيدة لم يدخلوها من قبل وبمجرد ان انعطفو فيها حتي توقف (فارس) وقد اخذته الدهشة وهو يحدق مبهور في الكائن الجميل الذي يقف امامه والذي لم يسمع عنه الا في الاساطير وحدها .. فقد كان يقف امام (بيجاسوس) نفسه .. الحصان المجنح شاهق البياض الذي لم يره الا في الافلام الاسطورية .. كان يلوك في فمه بعض العشب - الحصان وليس فارس - وما ان رأهم حتي رفع جناحيه وفردهما ثم اعادهم مرة اخري الي جانبه وكأنه يحيهم ..


نظر لها وعينيه تنطقان دهشة وقال في انبهار :
- (بيجاسوس) .. الحصان المجنح الاسطوري .. لم اتوقع ان يكون احد كائنات عالمك ..

اجابته وابتسامتها تتسع اكثر :
- ستصعق عندما تعلم انه ليس من عالمي بل من عالمك انت !..

ارتد للخلف في دهشة هاتفا :
- ماذا !..

ضحكت من رد فعله وقالت مفسرة :
- الحصان المجنح كان يعيش قديما في عالمك وانقرض ولم يبقي منه الا ذكر في اساطير بعض الحضارات القديمة وبعض الصور التخيلية .. لكننا استطعنا اصطياده قبل ان ينقرض من عالمك ووفرنا له الظروف المناسبة للحياة والتكاثر .. وها هو ذا امامك ..

اقترب مبهورا من الحصان الجميل وربت علي اجنحته شاهقة البياض قائلا :
- كم هو جميل ..

امسكت معرفة الحصان وهي تقول :
- الا تريد تجربته ؟..

اجاب بلهجة ذات مغزي :
- هل تعنين ؟..
قالت :
- نعم .. سنستقله حتي البوابة ..
وقرنت قولها بأن قفزت فوق الحصان واشارت اليه ان يركب معها .. وما ان ركب حتي جذبت معرفته ففرد جناحيه محلقا في الفضاء ..

كانت الرحلة ممتعه ورائعه بحق شاهد فيها معالم هذا العالم العجيب من اعلي وهو يحلق فوقها في السماء .. وسرعان ما وصلوا الي وجهتهم حيث شاهد بوابة كهف واسع في جبل ضخم يشبه في شكله قصر لكنه ضخم الحجم بشكل لا يصدق .. وتذكره عي الفور انه ذلك الكهف الذي شاهد الحكماء السبعة امامه يقاتلون (لاجد) في العرض المرئي الذي شاهده مع الملك ..

هبط الحصان امام بوابة الكهف بجوار حارسين اشداء من (الكاتو) فترجلوا من فوقه والاميرة تقول لأحد الحارسين :
- انا الاميرة (سندس) بنت الملك (سوراد) وأريد مقابلة الحكماء لأمر هام ..

اجابها الحارس في صرامة :
- نعرف بقدومك وهم في انتظارك ..

وقرن قوله بأن افسح لهما الطريق .. فدخلت الي الي الكهف من خلفها (فارس) الذي ما ان خطي خطوة واحدة داخل الكهف حتي توقف والدهشة تملؤه .. فبداخل الكهف كانت هناك مدينة كاملة تحت قبة الكهف الشاسعة الاتساع والتي تضئ بضوء بنفسجي هادئ غلف كل شئ من حولهم .. جذبته الاميرة من ذراعه عندما انتبهت الي توقفه فأكمل السير خلفها حتي استقلوا اداة انتقال غريبة اشبه بقرص نصف كروي يطير فوق الارض يحفه من اعلي حاجز قصير .. انطلق بهم بمجرد ان ركبوه وكأنه يعرف وجهته تماما واخترق طرقات المدينة في سرعة حتي توقف امام قصر منيف من البلور النقي يلتمع بألف ضوء وقد اضفت عليه انعكاسات الاضواء البنفسجية من الجدران طابعا مهيبا ..

وبداخل القصر كان الحكماء السبعة بانتظارهم في قاعة واسعة تشي بالفخامة علي عروش من البلور يرتدون ثياب بيضاء من قطعة واحدة اشبه بثياب الكهان ويمسك كل منهم بعصا تنتهي بشكل غريب مختلف عن الاخر .. كانت الحكمة تبدو علي محياهم بلحاهم البيضاء الطويلة وذلك الذكاء الذي يشع من اعينهم ..

تقدمت الاميرة من المجلس وانحنت قائلة :
- التحية لحكمائنا ورموزنا المبجلة ..


هز احدهم رأسه مجيبا التحية واشار لها بما معناه التكلم .. فواصلت :
- من المؤكد انكم تعرفون خبر الجيش الذي يتربص بحدود المملكة مستعدا للهجوم في اي لحظة .. (لاجد) جمع جيش لا قبل لنا به ووالدي ارسلني للحصول علي موافقتكم باستخدام قوات (الكاتو) لمساعدتنا في صد الهجوم ..

نظر الحكماء بعضهم الي بعض دون كلام وكأنهم يعرفون جيدا ما يفكرون به ولا يحتاجون الي لغة للحديث .. ثم قام احدهم من مجلسه وتقدم نحو (فارس) متجاهلا الاميرة وحديثها تماما ..
نظر له طويلا قبل ان يقول :
- انت البشري الذي يتكلمون عنه في كل مكان اذن ..

لم يحر (فارس) جوابا وان فضل الصمت .. فواصل الحكيم ..
- مهمتك صعبة تكاد تكون مستحيلة .. هل تدرك ذلك ؟..

اجابه في توتر :
- نعم سيدي .. ادرك ذلك وانا علي اتم الاستعداد لبذل قصاري جهدي و ..

قاطعه الحكيم :
- (لاجد) لم يعد جيشه لغزو المملكة فقط بل اعده لغزو عالمك ايضا ..

وقع الخبر علي (فارس) كالصاعقة فهتف في انفعال :
- كيف ذلك !..

اجابه الحكيم في جدية :
- في اللحظة التي سيبداء فيها الهجوم علي المملكة ستكون هناك فرقة خاصة مجهزة تستعد للهجوم علي عالمك .. فطمعه وجشعه لم يجعلاه يكتفي بالسيطرة علي عالم واحد فقط بل هو يسعي للسيطرة علي عالمينا معا ..

قال في صرامة :
- يجب ايقافه بأي ثمن ..


هنا خرجت الاميرة من صمتها لتجيب في سرعة :
- (الكاتو) لا سبيل غيرهم ..

التفت لها الحكيم قائلا :
- لن يستطيع (الكاتو) مع كل جيوشنا التصدي له .. لا يوجد سوي سبيل واحد ..

هنف (فارس) في لهفة :
- ما هو ؟

نقل الحكيم بصره بينهم في هدوء ثم عاد الي عرشه مرة اخري وقال وهو يجلس عليه :
- السبيل الوحيد هو ..

ثم صمت قليلا متطلعا الي اقرانه وكأنه يستشيرهم في امر ما وسرعان ما واصل حديثه قائلا :
- السبيل الوحيد هو ان تحضر (بلورات الدمار) من (هرم العناصر) الموجود في مدينة الغموض .. وحدها يمكنها القضاء علي (لاجد) ومن معه ..

بدي عدم الفهم واضحا علي (فارس) وهو ينقل بصره بين الاميرة والحكيم في تساؤل فقالت الاميرة مفسرة :
- (هرم العناصر) هو بناء هرمي مكون من العناصر الاربعة الاساسية التي تكون عالمينا (الماء - النار - التراب - الهواء) وهي تمتزج معا في صورتها الاولية الخام كمصدر رئيسي غير متحول .. وهذا الهرم يقع في وسط مدينة الغموض التي تعج بالالغاز والاحاجي المستحيلة الحل والتي لا يمكن الوصول اليها الا بعبور (بوابة الظلام ) وهي من اخطر الاماكن في عالمنا وتحرسها الأميرة (مينورة) بنت الملك (سورجريد) الذراع الايمن ل (لاجد) شخصيا ..

سألها في اهتمام :
- وما هي (بلورات الدمار) ؟..

بدي عليها الحيرة لكن الحكيم تدخل قائلا :
- لأ احد يعلم بأمر البلورات غيرنا .. هي مادة نادرة لا وجود لها في الكون كله وقد تكونت في ظروف شديدة الندرة من المستحيل ان تتكرر .. هذه المادة لها قدرة عجيبة علي تدمير اي مادة اخري ترتبط بها او حتي تمسها فبمجرد تلامس جرامات بسيطة منها مع اي مادة اخري ينهار الاثنان مخلفين طاقة جبارة تكفي لتدمير مدينة باكملها ..



قال (فارس) مفكرا :
- المادة المضادة .. انت تتكلم عن المادة المضادة التي ذكرها علماء الفيزياء في عالمي لكن هذه المادة لا وجود لها الا كفرض نظري فقط !..

اجابه الحكيم :
- نعم هي ما يطلق عليه علماؤكم المادة المضادة .. وهي موجوده بداخل (هرم العناصر) ولا سبيل للخلاص من (لاجد) الا بها ..

تسائل فارس في حيرة :
- كيف يكون هذا المخلوق حصينا الي هذه الدرجة ايا كان نوعه ؟.. يجب ان تكونوا علي دراية بنقاط ضعفه فهو احد مخلوقات عالمكم ..

ابتسم الحكيم ثم اجاب في هدوء :
- (لاجد) ليس من عالمنا .. ولا عالمكم .. بل انه ليس من كوكب الارض باكمله !..

واتسعت عينا (فارس) في دهشة ..
فقد كان الجواب صادما ..
لأبعد الحدود ..

***

كان (مراد) غارقا في دراسة كتاب كبير بدي عليه القدم وفجاءة هب من مكانه صارخا كما فعل (ارشميدس) من قبله :
- وجدتها .. وجدتها ..

التفت اليه ريحان وابتسامته تتسع قائلا :
- هل وجدت ما تبحث عنه ؟..

- بل وجدت ما هو افضل من ذلك .. فكرة قد تغير موازين القوي في عالمينا تماما اذا ما تم تنفيذها .. سلاح لا قبل لأحد بمواجهته ..

بدي الاهتمام علي وجه (ريحان) فالتفت اليه قائلا :
- اشرح لي اكثر ..


دار حول الكرسي وهو يشير بيده وكأنه استاذ يلقي محاضرة قائلا :
- كان حلم العلماء من قديم الزمان تصغير الاجهزة التي يتعاملون بها الي اقصي حد ممكن ولذلك تم ابتكار تقنيات (النانو تكنولوجي) في عالمي وجندت اغلب الدول امكانيات كبيره لتطويرها والاستفادة منها وأملهم ان يتم تصغير كل الاجهزة والمعدات فتؤدي الغرض منها ولا تشغل حيزا كبيرا .. حتي علي المستوي العسكري كان لهم احلامهم الخاصة .. تخيل صارخ نووي في حجم القلم العادي او قنبلة ذرية في حجم البرتقالة .. يمكنك نقل جيش كامل في سيارة رياضية صغيرة لأي مكان تريد ..

واستطرد وهو يستند الي الكرسي :
- الأن يمكننا تحقيق كل امالهم وبطريقة مختلفة تماما .. يمكنني باستخدام علومكم ان اولد نوع من الاشعة يستخدم لتصغير وتكبير اي شئ عن طريق ازالة المسافات البينية بين ذراته وتقليصها الي اقصي حد ممكن او العكس ..

اطلت نظرة غباء من عيني (ريحان) وهو يقول :
- لم افهم شئ من كل تلك المصطلحات العلمية التي ذكرتها !..

جلس علي الكرسي وهو يضحك قائلا :
- بأختصار يمكنني تصميم جهاز يطلق اشعة تصغير وتكبير لأي شئ ..

تسائل في غباء :
- وفيما يفيد ذلك ؟..

اجابه وقد اكتشف انه لن يستوعب حديثه ابدا :
- لا عليك .. اريد ان تحضر لي بعض الادوات كي ابداء في اجراء تجاربي فورا ..

- ادوات علمية كتلك التي توجد في المعامل ..

- نعم .. هذا ما اريد ..

- هناك معمل كبير ملحق بالمكتبة بالفعل يمكننا الذهاب اليه لتجري ما تريد من تجارب ..

قال وهو ينهض :
- هيا بنا يا رجل .. ماذا تنتظر اذن !..

وتوجهوا الي المعمل و(مراد) يشتعل حماسا وكله امل في تصميم اختراعه الذي سيقلب موازين المستقبل كثيرا ..
سيقلبها بشكل لم يكن يتخيله !..

***

انطلق عبر الفضاء السرمدي اللانهائي ..
لا يعرف له وطن ولا كوكب ..
كل ما يذكره عن نفسه في عمره الطويل الذي قارب الابدية انه كان ينتقل دوما من كوكب الي اخر .. ومن عالم الي اخر ..
عبر الكون كله ..
اخترق الشموس وفجرها ..
دفع الكوزارات كي تلتهم المجرات ..
دمر عوالم وكواكب باكملها ..
لكنه سأم من كل ذلك فجاءة ..
وقرر ان يستريح ..
قرر ان يجد لنفسه وطن يحيا فيه ..
وكوكب يستقر عليه ..
وما ان اتخذ هذا القرار حتي انطلق الي اقرب كوكب مأهول وجده ..
وبدي وهو يخترق غلافه الجوي كأنه شهاب عادي ..
حتي استقر وسط الصحراء .. في ذلك العالم الجديد ..
وجدعالمين يحيون جنبا الي جنب علي هذ الكوكب فاختار اكثرهم تقدما ليبداء منه ..
افاق (لاجد) من ذكرياته وهو يحدث نفسه ..
- الحمقي ظنوا انهم سجنوني داخل هذا الهرم الساذج الذي صنعوه .. انا الذي حرك المنظومات النجمية واغلق الدوامات الكونية اسجن في هذا الهراء الذي صنعوه ..

وما ان وصل الي هذه النقطة من افكاره حتي اطلق ضحكة مجلجلة ..
ضحكة شيطانية تردد صداها في كل مكان ..
ثم واصل التفكير وكأنه يحدث نفسه ..
بمجرد ان وضعوني وسط هذه الطاقة العجيبة وانطبقت علي اكتشفت امرا عجيبا لم اكن اتخيله .. كان يمكنني ان احول هذا السجن ومن حوله الي اشلاء بضربة واحدة ..
لكني وجدت طاقة عجيبة تسري بداخلي ..
طاقة فجرت قدرات لم اكن اتخيلها ..
وجدت اني استطيع رؤية اي مكان اختاره واسمع ما يدور فيه عبر الكوكب وانا في مكاني ..
بل استطيع التحكم ايضا ..
كما اني قادر علي سماع ما يفكر فيه هؤلاء الحمقي والتدخل في تفكيرهم واقناعهم بما اريد ..
واستنتجت فورا ان كل ذلك بسبب تلك الطاقة العجيبة التي احاطوني بها ..
وخشيت ان ادمر السجن وابتعد عنها فتزول كل تلك القدرات ..
ووجدت ان هذا هو انسب مكان لي كي ابداء في السيطرة علي العالم ..
وبدأت بالفعل .. وتزايد اعواني ومن يدينون بالولاء لي في كل مكان ..
وكنت قد اوشكت علي الانتهاء ..
حتي انفتح السجن فجاءة ..
وتفجرت الطاقة من حولي في كل مكان وبقوة كبيرة جدا اخلت التوازن بين الابعاد نفسها ..
وبالفعل زالت كل القدرات التي اكتسبتها بمجرد زوال تلك الطاقة ..
زالت قبل ان احكم سيطرتي علي هذا العالم بشكل كامل ..
وبهذا وجدت نفسي مضطرا لتكوين جيش ومحاربة باقي الممالك التي لم استطيع السيطرة عليها .. وهنا نويت ان اسيطر علي هذا العالم كله ..
ان احكم سيطرتي علي هذا الكوكب ..
بشكل كامل ..
وبكل ما يحوي من ابعاد ..

***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدحت
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 36
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 16/03/2014

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 12:36 pm

حارس المجرة كتب:
السلام عليكم

هذه الرواية لم تكتمل ولن تكتمل

""
هذه القصة ربما كانت خيالية تماما وربما حوت بعض الحقيقة ..
ضعها في عقلك كيفما يترأي لك ..
لكن المهم ..
أن كل تشابه بينها وبين الواقع مقصود تماما !..
""

http://www.4shared.com/office/uEpNP91sba/__online.html

أخى حارس المجرة

أرجو كتابة النقاط الهامة فقط فى هذة القصة

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حارس المجرة
عضو ماسى
عضو ماسى
حارس المجرة


عدد المساهمات : 1243
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 12
تاريخ التسجيل : 07/04/2014
العمر : 45

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالسبت مايو 03, 2014 1:17 pm

السلام عليكم

ولماذا وضعتها قصة مرمزة إذن .. كنت كتبتها مباشرة واسترحت من هذا المجهود في الكتابة والسيناريو والحوار والحبكة وغيرها !..

==================================================
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }


https://www.facebook.com/GalaxyGuard7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nabana
عضو جديد
عضو جديد
nabana


عدد المساهمات : 64
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 4
تاريخ التسجيل : 29/04/2014

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالإثنين مايو 05, 2014 12:39 am

اين تكملة الرواية حققا فيها ترميز للدجال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حارس المجرة
عضو ماسى
عضو ماسى
حارس المجرة


عدد المساهمات : 1243
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 12
تاريخ التسجيل : 07/04/2014
العمر : 45

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالإثنين مايو 05, 2014 9:30 am

أعتزلت الكتابة لأن الفترة الحالية لم تعد تحتمل تغييب وتخدير بالخيال أكثر مما هو موجود بالفعل
ولذلك فلن تكتمل هذه الرواية
وربما أكتملت علي أرض الواقع ومسرح الحياة قريبا !..
ربما !,,

==================================================
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }


https://www.facebook.com/GalaxyGuard7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nabana
عضو جديد
عضو جديد
nabana


عدد المساهمات : 64
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 4
تاريخ التسجيل : 29/04/2014

رواية ثورة الجان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ثورة الجان   رواية ثورة الجان Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:59 pm

السلام عليك اخي ارجوك شوقتنى والله اكمل هاته الرواية من اجمل ما قرئت نحن في الانتظار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية ثورة الجان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقائق علمية عن الجان كيف يتحرك الجان أشكال الجن وطعامهم ودوابهم علي منصور كيالي ali mansour kayali
» نبي الملحمة وتوراة ( رواية شيعية)
» الجان والارتفاع الی السماء
» الجان والارتفاع الی السماء2
» سحر عميق وغريب لي ملوك الجان؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞  :: الفئه الثانيه مواضيع سريه :: اكتب موضوعا اخى يعتبر من الاسرار التى لايعرفها الا قله :: اسرار لا يعرفها احد-
انتقل الى: