| حقائق المهدي الختم المجذوب | |
|
+5novo الاندلسي ابن رواحة محمد القاسم محمد محمد 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد محمد عضو مميز
عدد المساهمات : 278 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : -6 تاريخ التسجيل : 27/04/2014
| موضوع: حقائق المهدي الختم المجذوب الأربعاء يوليو 09, 2014 2:20 am | |
| عمران بيت المقدس خراب يثرب - حقائق الختم المجذوب -
لبسم الله الرحمن الرحيم
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال))
رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في السنن وابن أبي شيبة في المصنف والبغوي في شرح السنة والطحاوي في شرح مشكل الآثار. وقال الحافظ ابن كثير في النهاية : (وهذا إسناد جيد وحديث حسن وعليه نور الصدق وجلالة النبوة).
قلتُ هذا الحديث لهُ دلالتهُ الظاهرة وهي ترتيب الأحداث في آخر الزمان حتى يخرج الدجّال. بدْءًا بعمران بيت المقدس وهو عهد الخلافة المهدية المقدّسة، ينتجُ عنها ويليها خراب يثرب (المدينة المنوّرة) ، ويلي خراب يثرب خروج الملحمة الكبرى المذكورة في السنن وكتب أهل العلم والحديث، ثمّ يلي الملحمة الكبرى فتح القسنطينية وقيل بعد ستة شهور أو سبعة من الملحمة تفتحُ القسطنطينية ، وبعد فتح القسطنطينية الكبرى بسبعة عشر يوما يخرجُ الدجال. كذا روى علماء الحديث وأهل العلم والله أعلم.
فهذا هو ظاهر الحديث النبويّ الشريف، أمّا باطنُهُ فشيءٌ عظيمٌ، ذكرَ فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سيرة سلوك المجذوب، ومراحل الطريق لله سبحانه .. وسوف نوضّح هذه الحقائق إن شاء الله تعالى. توافقاً مع هذا الموضوع المفتوح لهذا الغرض في تبيين حقائق الظواهر والمنازل. وتبيين أنّ سيرة المهدي هي سيرة ذاتيّة تجسّدت أحداثاً على الأرض .. ومن فهمها على حقيقتها ودلالاتها الروحية والمقاصدية والسلوكية فهم حقيقة الطّريق ومراحله.
فقال صلّى الله عليه وسلّم : (1) عمران بيت المقدس خراب يثرب. فعمران بيت المقدس : هنا تعني هي الجذب وبداياته أي الفناء في الذات العليّة إذ ينزلُ الرّوحُ إلى الأقصى أي أنّ روح المهدي المجذوب وقع لها الجذب ودخلت الحضرة القدسيّة (حضرة الرّوح الأعظم)، وهذا الجذب كان كاملاً ما مثّلَهُ سوى الرّوح بنفسه، وهذا الرّوحُ هو ذاتُه الإمام المهدي بعد البيعة والظهور، لذلك تعمُرُ بيت المقدس إذ تصيرُ عاصمة الخلافة كما هو معلوم. فسببُ كونها عاصمةً جعلها تعمُر وتُقصَدُ من كلّ أرجاء وبقاع الأمّة .. فهناك الإمامُ المهدي عليه السلام خليفة الله. وكلّ كاملٍ يقعُ لهُ الجذب لحضرة الرّوح، لأنّه روحُ أهل الكمال جميعهم فهو المسمّى بالحقيقة المحمديّة التي أوّل ما خلق الله وظهرَ فيها بذاته. قال صلّى الله عليه وسلم : ((أوّل ما خلق الله رُوحَ نبيّك يا جابر ثم خلق العرش منه ثم خلق العالم بعد ذلك منه)). فهو روح النبيّ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم الذي ظهر الله فيه بذاته. فلمّا كان المهدي المجذوب شمس المغرب فقد كانت الشمسُ جارية في عرشه بذاتها، لذلك كان هو الخليفة الرّوح بذاته النّازل في بيت المقدس. وانعكستْ سيرته الباطنة على الظاهر. قال الشيخ الأكبر : ((لم تزل الشمس جارية من المشرق إلى المغرب بغيرها ومن المغرب إلى المشرق بنفسها)). فتأمّل فهنا طلعَ الرّوح في سماء المجذوب، فكانَ هو عينُه الشمس والروح بعد كماله لا غير. روح أهل الكمال التي كانت شمسهم عاكسة لا ذاتية، أي جارية بغيرها. فافهم فإنّه ما طلعت الشمس من مغربها كحدث كونيّ إلاّ في آخر الزمان وفي ذلك آيةٌ للمتوسّمين، أنّ هذا الخاتم هو الشمس الذاتية التي كان يطلعُ بها غيرُه طوال فترة الدّنيا.
فقلنا هذا الجذب ونزول الرّوح في بيت المقدس سبّبَ عمرانها. وهذا العمران في بيت المقدس ومنزل الرّوح (حضرة القدس) إذا اشتدّ تسبّبَ في نزوحِ النّاس من يثرب (مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) وهنا في الحقيقة : يُعطي حقيقة الطريق أنّ الجذبَ والفناء في الحضرة الأحدية قد تقدّمَ عند المجذوب، فمتى صارَ العبدُ فانياً في الله سبحانه فهو معدومٌ لذلك لا يُعتدُّ إلاّ بمن عاد إلى البقاء : فالفناء هو : لا إله إلاّ الله وهو الجذب. والبقاء هو: محمّد رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) وهو السّلوك.
فما عادَ العبدُ يسَعُهُ سوى الله سبحانه، فهو فانٍ عن الخلق والوجود، فلا يرى سوى الواحد الأحد سبحانه، لذلك يقعُ خراب يثرب (مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) لأنّ الخلْق ما ظهروا وما تعيّنوا وما خرجوا للوجود إلاّ به صلّى الله عليه وسلّم فهو صاحبُ حضرة الأكوان ومجلى استواء الرّحمن سبحانه. فافهم. وهذه حقيقةُ الفناء وهذه مرحلةٌ يمرُّ بها جميعُ أهل الكمال. وإلاّ فلن يصحّ فناءهم في الله سبحانه. فالفناء هو الإستغراق الكلّي والاستهلاك إلى آخره فلا يبقى فيه بقيّةٌ قليلة أو كثيرة تسعُ غيرَ الله سبحانه.
فيكونُ العبدُ مجذوباً فانياً في ذات الله ويغيبُ عن الخلق أجمعين ... حتى غاب عن صاحب حضرة الأكوان صلّى الله عليه وسلّم، فوقع خراب يثرب نتيجةً لهذا الفناء في ذات الله وحضرته الأحدية .. وهذا جذب عظيمٌ وتامٌّ يُبيّنُ عن حقيقة المجذوب الختم. فانظُرْ فإنّ سيرة الختم المجذوب لا تُسْقِطُ قبابَ الأولياء والصالحين في الأرض وتهدمُها فقط، بل تخرِبُ مع ظهور هذا الوليّ الذاتيّ يثرب مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي ذلك آيةٌ أنّ صاحب الذات والحضرة الأحدية قد ظهرَ، فما بقِيَت قبّةٌ ولا حتّى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيتْ عامرةً. فعمرتْ بيت المقدس منزل الرّوح وخربت يثرب. (ونفتحُ هنا قوساً في ما يحدثُ من هدم لقبابِ الصّالحين، فهو في الحقيقة عملٌ تخريبيّ مضادٌّ لتعظيم الصّالحين ومضادٌّ لرسالة الإسلام التي جاءت بالرّحمة ولمّ الشمل وتوحيد الصّفوف وما جاءت بالقتل والتفريق وترهيب المسلمين والمسالمين، فالتيّار الذي يحملُ هذا التوجّه التدميري باسم التوحيد تيّارٌ بعيد عن روح الإسلام ورسالته وسماحته، فليُحرّر. وإنّما قلنا تُهدمُ قبابُ الصّالحين من آثارِ هذا المجذوب القطب، لأنّ الحقائق تُعطي ذلك، ألا ترى أنّ يثرب هي مدينة النبيّ صلّى الله عليه وسلم ومع ذلك خربت بتصريح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وذلك لما نذكرُهُ من حقائق فناء هذا العبد عن الخلق في الخالق سبحانه فسقطت القباب كما خربت يثرب مدينة خير خلق الله صلى الله عليه وسلّم. فافهم).
فقد عبّرَ هذا العمران لبيت المقدس مع الوقتِ على عمران المجذوب بالحقائق وطيّه لمراحل الطّريق، فتجاوز العصابة اليثربية وفنى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنى في الله سبحانه. وهذا الفناء في الله هو عين عمران بيت المقدس.
فإنّ السّالك إلى الطّريق يبدأُ بالفناء في شيخه فيقودُه ذلك للفناء في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والفناء في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقودُهُ إلى فتح مكّة وتطهيرِ كعبته من أصنامها وشركها، والكعبة هي رمزُ القلب. فإذا طهّر محمّدُهُ (شريعته وطاعاته) قلبَه الذي هو رمز كعبته من أصنام الهوى والسّوى ينفتحُ على قلب السالك نافذةٌ إلى الرّوح، وتبدأُ هناك مرحلة الإسراء الرّوحيّ، من المسجد الحرام (القلب) إلى المسجد الأقصى (الرّوح)، إلى بيت المقدس مكان الرّوح لذلك سمّي الأقصى إشارةً كما قال العارفون إلى بعده المكانيّ عن الجسم. وبالرّوح يقعُ التعرّف الحقيقيّ على صفاتِ الله تعالى ويقعُ العروج الذاتيّ إلى سدرة المنتهى بعد ذلك كما عُرِجَ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
* (2) فلمّا اشتدَّ الجذبُ والفناءُ تلى خراب يثرب : خروج الملحمة الكبرى، التي نقض فيها الرّومُ العهد وجمعوا ثمانين رايةً فما من نصرانيّ يؤمنُ أنّ دينه حقّ إلاّ جاءَ يُقاتِلُ عنه ، ونزلوا على سواحل الشام وأحرقوا السفن على نيّة النّصر أو الموت .. واجتمع المسلمون من سائر الأقطار ورجال المهدي وأقاموا فسطاطهم عند الغوطة قرب دمشق. ثمّ وقعت الملحمة الكبرى في ثلاثة أيام أو أربعة كما هي معروفة واستشهد فيها من المسلمين الثلث وهم أفضل الشهداء عند الله بنصّ الحديث الشريف المرويّ في صحيح مسلم، وانسحب الثلث فراراً وتوليّاً وهؤلاء لا يتوب الله عنهم، وبقي الثلث وهؤلاء لا يُفتنون أبداً بعد ذلك، وينتصِرُ المسلمون في اليوم الثالث أو الرابع بعد موت الثلث وانسحاب الثلث وقول النّصارى دينُنا هو دين الله وهو الدين الحقّ فيغضبُ الله منهم ويقعُ النّصرُ للمسلمين ويأتي الفتحُ المبين. وتُسمى هذه الملحمة مأدبة الطير والوحوش والسباع لأنّه لا يدفنُ فيها مسلم ولا كافر بل تبقى الجثتُ مأدبة للهوام والسباع والطيور.
*وحقيقة هذه الملحمة ودلالتُها : عند اشتدادِ الفناء والجذب هي أوحالُ التوحيد التي يقعُ فيها السّالكُ : لأنّ حقيقة النّصارى أنّهم وقعوا في أوحال التوحيد بقولهم بالتثليت. فما وحّدوا الله سبحانه بل أشركوا وعدّدُوا وثلّثُوا تعالى الله عمّا يشركون، لذلك نزلت {قل هو الله أحد}. حضرتُه سبحانه أحدية لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له. والكلُّ أقمارٌ ونجومٌ من نور الشمس الذاتية. وهنا دلالة على أنّ المجذوب طوى هذه الأوحال بوقوع الملحمة وخرجَ منها موحّداً نقيّاً عارفاً بالحقيقة على مُرادها، متحقّقاً بمعنى وحقيقة قوله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. ولذلك كانت الملحمة الكبرى شهداؤها أفضلُ الشهداء عند الله تعالى لأنّها وقعتْ في عالم الحقائق من أجلِ إخلاص التوحيد والتفريد لله سبحانه، فكانت أجلّ الملاحم وأعلاها وشهداؤها أفضلُ الشهداء عند الله تعالى كما وصفهم الحديث النبويّ الشريف الصّحيح. وفي حديث شهداؤها يشفعُ الواحدُ منهم في سبعمائة من ذويه وهذا أعلى الفضل وأسناه وعند الله المزيد : قال سبحانه وتعالى {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(261)}. سورة البقرة. فمَثَلُ المنفق روحَهُ في سبيل الله أن يجازيه الله تعالى يوم القيامة والجزاء أن يشفع لسبعمائة روحٍ فضلاً من الله ونوالاً والله واسعٌ عليم.
* (3) ويلي الملحمة الكبرى فتح القسطنطينية : وقيل هي القسطنطينية الكبرى المسمّاة روما .. فالحاصلُ أنّ المهدي وجيشه بعد الملحمة الكبرى يسهلُ عليهم غزو الروم وفتح المدائن. فيفتحُ أغلبها بعد الملحمة بالتكبير والتهليل والتحميد وبدون قتال ولا حرب ولا مواجهة ومعه سبعون ألف من أصحابه وأتباعه. حتى يصِلَ الى روما ويفتحها بالتكبير والتهليل من غير حربٍ. فإذا فتحها فهناك تمّ للمجذوب فتح دائرة القلب وهي آخر الدوائر وهي كنيسة النّفس.
وهناك أي في مقام فتح دائرة القلب وكنيسة النّفس، فإنّ الفناءَ يتمُّ للمهدي والجذب، وتبدأُ رحلة عروجه بلقاء الرّوح لقاءً أوّليّاً، ثمّ تبدأُ مواجهتهُ مع الدجّال وجهاً لوجه، فحينَ تفتحُ دائرة النّفس فإنّك تجدُ ذاتك في مواجهة من كان وراء النّفس متسبّباً في نزغاتها وإغوائها، وهو الشيطان في أقوى حضوره وهو إبليس في دائرة النّفس والمعبّر عنه سامريّ النّفس الذي هو الدجّال في دائرة الكثافة والبشرية.
* (4) لذلك يخرجُ الدجّال مباشرةً بعد فتح القسطنطينية .. ويعتصِمُ الرّوح (المهدي) في بيت المقدس، وتنتهي دولة العزّ والسّيف، وتبدأ رحلة العروج السّماوي عند المجذوب فتقعُ المواجهةُ بين المهدي والدجّال وجهاً لوجه (المهدي المجذوب وإبليس). هناك تبدأُ رحلة المهدي في العروج إلى الحقائق والعرفان لأنّه تجاوز القلب إلى لقاء الرّوح -عروس الحضرة- ولكن لقاءً غير كاملٍ . ويخرجُ سامريّ نفسه فاتِناً مفسداً. وتظهرُ فيه الأضداد هذه المرّة بقوّة منازلها لأنّهُ في مرحلة العروج والعرفان إلى عالم الحقائق الذاتية التي يعجزُ عنها غير العارف بالله، بل غير العالم بالله .. فيظهرُ بدجّال لا يعبأ ولا يعيا يجولُ في النّفس ويدخل جميع المدائن إلاّ مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومكّة المشرّفة المعصومتين كنايةً على عصمةِ المهدي، وكنايةً أنّ الدجّال مبتور الوصل الذاتيّ فليس له صلةٌ بروح القدس عند منعه عن مكّة فهوغير ذاتيّ وغير ربّانيّ وليس له صلة بالأخلاق والقيم الإنسانية والإلهية عند منعه من المدينة المنوّرة على صاحبها افضل الصلاة وأزكى التسليم لأنّ الحضرة المحمدية هي حضرة السّلوك والأخلاق والقيم، لذلك كان دجّالاً يدجّلُ الحقّ بالباطل، ويزوّرُ الأخلاق ويفرغها من قيمها ويفسدُ باسم الإصلاح، فاحذر فآخر الزّمان يظهر فيه التدجيل في أعلى دوائره كما ذكرنا مثال الذين يقتلون النّاس ويهدمون القباب ويفجّرون الأبرياء باسم الدين والجهاد والأمور المقدّسة، فهذا هو التدجيل، هو تلبيس الحقّ بالباطل، فاحذر من يخرجُ حاملاً لواء الدجّال وهو يحسبُ أنّه ممّن يحسنون صنعا. أولئك هم الخاسرون والمفسدون.
قلنا فيعجزُ الدجّال عن دخول مكّة المشرّفة والمدينة المنوّرة المقدّستين وكذا مقام المهدي الروح في بيت المقدس حيث يعجزُ الدجّال أن يدخلها ويُلاقي أشدّ الهزائم وأفتكها على أسوارها وأطرافها من طرف المهدي وأعوانه. فقلنا يظهرُ المجذوب بحضرتين : يظهرُ بالدجّال النّفسيّ ويظهرُ بالرّوح المهدي الإمام وعلمه الكامل في المراتب والمشاهد عموما لا التفاصيل. وهو طوال مسيرة جذبه جامعٌ بين الأضداد ولكن حسب رتبها ومنازلها، وعند مرحلة العروج وخروج الدجّال تظهرُ فيه أقطاب الأضداد : الدجّال والمهدي. فالمهدي هو إمام الأئمّة وحامل لواء الحقّ سبحانه والدجّال هو إمام الضلالة والشرّ والباطل. فيتجاوز المجذوب جميع الحقائق الحقيّة والخلقية والمداخل الشيطانية في تلك المواجهة الكبرى بينه وبين إبليس. وهي أكبرُ فتنةٍ تتجلّى على الأرض والبشريّة. لأنّ السّامريّ ليس لهُ فترةٌ يحكمُ فيها إلاّ هذه الفترة وهو رجلٌ خارقٌ يظهرُ بقوّة تُضاهي معجزات الأنبياء عليهم السّلام، بالسّحر وأعوانه من العفاريت والشياطين وبرزخيته فهو هجينٌ بين الإنس والجنّ. فينقُضُ ما جاءَ به الأنبياء من المعجزات التي ظهروا بها كما قال الشيخ الأكبر، لذلك كان أكبر فتنةٍ في التاريخ. وهو استمدّ هذه القوّة في عالم الحقائق، لأنّه كان ظهورره من عالم الحقائق طوال رحلة الأطوار والخلافة الإنسانية فكان لزاماً أن يظهر هذا الدجّال الذي هو صورة الدّنيا وأسبابها وعلمها الماديّ منقطعة عن حضرتها الذاتية وغير ممدودةً بروح قدسها ورحمانيتها التي أقامَ الله عليها الدّنيا فهو عكس الرّحمة وعكس الجمال والأخلاق والفطرة، والذي هو اي الدجّال صورة التجلّي النّفسيّ كما كان إبليس إمام وقطب التجلّي النّفسي والطبائعي والعنصريّ الظلمانيّ كان الدجّال صورة هذا التجلّي النّفسي الإبليسيّ في ثوب البشريّة، فخرج مدّعياً للرّبوبية كذّاباً محتالاً دجّالاً. وظهرً في قطبية المجذوب بحكم صورة المجذوب الموافقة صورة العين والذات الأصلية المتجليّة بالأضداد، وفي ذاتِ الوقتِ طبيعة جسم وعرش المهدي المجذوب الإسرائيليّ الذي يصحّ له به الإسراء اللّيلي والإسراء إلى الله والرحلة إليه دون علم المخلوقات، فيخدعُ الدجّال، كأنّ المجذوب برنامج تحميلي لمشروع الدجّال ليحمله على عاتقه ثمّ يقعُ تطعيم هذا المشروع بروح القدس في عرش المهدي المجذوب فيموت الدجّال، وتشرقُ الأرض بنور ربّها، فافهم هذا المثال، فهو الذي يشرحُ لك طبيعة مهمّة المجذوب، وسبب خروج الدجّال أربعين يوماً. فهي الأربعين سنة قبل كمال المهدي عليه السلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم(( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ)). فهذا مصداقُ مسيرة المجذوب الذي يفتحُ الله له الأمصار ثمّ يفتحُ له الدجّال بلقاء الرّوح ونزول روح الله عليه السّلام. فافهم هذه الحقائق العظمى. فإنّ الحديث النبويّ الشريف لهُ هذه المداليل البعيدة التي تُعبّرُ عن هذه الحقائق.
فتتمّ رحلة المهدي بنزول روح الله عليه السلام فيُقتل دجّاله، ويخرج ياجوج وماجوج وهي مظاهر الانسلاخ من البشرية والتراكمات النفسيّة والخواطر النّفسية التي تهجم على القلب فتلتقمُه التقاماً عند نقطة ضعفه وعجزه الكلّي، فيحرّزُ سيّدنا المسيح عليه السلام عباد الله الى جبل الطور وهناك يقعُ التجلّي الذاتي للمهدي المجذوب .. وهو معنى تحريز العباد إلى جبال الطور. وموت ياجوج وماجوج وطهارة الأرض .. ويقتل الخنزير ويكسر الصليب. ويحكمُ الإسلامُ الأرض جميعاً وتذهبُ وحشيّة السباع والحيوانات فلا تبقى سوى السماحة والرحمة الكاملة. وذلك هو معنى نزول الرّوح الكامل والبقاء الذاتيّ وتجلّي الإسم الأعظم في الأكوان، فكانَ حكمُ روح الله المسيح هو بطونُ المهدي وتجلّي الوجود المنتظر الذي انتظرتهُ الأسماء وعلامةٌ على نهاية الدّنيا وزوالها بذهاب الخاتم الرّوح الخليفة. والله أعلم.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم كثيرا | |
|
| |
محمد القاسم .عضو ذهبى
عدد المساهمات : 838 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 11 تاريخ التسجيل : 13/01/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الأربعاء يوليو 09, 2014 12:07 pm | |
| ياليت قومي يعلمون فاصفح عنهم وقل سلام فسوفيعلمون .صدق الله العظيم وجزاك الله أخيرآ أخي الفاضل عنما نقلت تصديقآ لمانقلت قال تعالي أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها افلايتدبرون القرآن ولوكان م عند غير الله لوجدوا فيه إختلا كثيرآ صدق الله العظيم | |
|
| |
ابن رواحة عضو جديد
عدد المساهمات : 44 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0 تاريخ التسجيل : 12/04/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الأربعاء يوليو 09, 2014 8:39 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كاشارة لمن يفهم العبارة المهدي ليس المجدوب ولكن متلازمان في صحبة ومؤاخات في الله يعيشون معا على قلب واحد في اتنظار الآمر بارك الله فيكم اخي محمد محمد واياك محمد القاسم وزادنا واياكم من علمه وفيوضه | |
|
| |
الاندلسي عضو مميز
عدد المساهمات : 170 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 10 تاريخ التسجيل : 21/04/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة يوليو 11, 2014 12:48 am | |
| سینبؤنا الله بتاویل ما لم نسطع علیه صبرا یا سلام سلّم تمّم کمّل | |
|
| |
novo عضو جديد
عدد المساهمات : 14 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 16 تاريخ التسجيل : 23/07/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الإثنين أغسطس 04, 2014 12:53 am | |
| - محمد محمد كتب:
- عمران بيت المقدس خراب يثرب - حقائق الختم المجذوب -
لبسم الله الرحمن الرحيم
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال))
رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في السنن وابن أبي شيبة في المصنف والبغوي في شرح السنة والطحاوي في شرح مشكل الآثار. وقال الحافظ ابن كثير في النهاية : (وهذا إسناد جيد وحديث حسن وعليه نور الصدق وجلالة النبوة).
قلتُ هذا الحديث لهُ دلالتهُ الظاهرة وهي ترتيب الأحداث في آخر الزمان حتى يخرج الدجّال. بدْءًا بعمران بيت المقدس وهو عهد الخلافة المهدية المقدّسة، ينتجُ عنها ويليها خراب يثرب (المدينة المنوّرة) ، ويلي خراب يثرب خروج الملحمة الكبرى المذكورة في السنن وكتب أهل العلم والحديث، ثمّ يلي الملحمة الكبرى فتح القسنطينية وقيل بعد ستة شهور أو سبعة من الملحمة تفتحُ القسطنطينية ، وبعد فتح القسطنطينية الكبرى بسبعة عشر يوما يخرجُ الدجال. كذا روى علماء الحديث وأهل العلم والله أعلم.
فهذا هو ظاهر الحديث النبويّ الشريف، أمّا باطنُهُ فشيءٌ عظيمٌ، ذكرَ فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سيرة سلوك المجذوب، ومراحل الطريق لله سبحانه .. وسوف نوضّح هذه الحقائق إن شاء الله تعالى. توافقاً مع هذا الموضوع المفتوح لهذا الغرض في تبيين حقائق الظواهر والمنازل. وتبيين أنّ سيرة المهدي هي سيرة ذاتيّة تجسّدت أحداثاً على الأرض .. ومن فهمها على حقيقتها ودلالاتها الروحية والمقاصدية والسلوكية فهم حقيقة الطّريق ومراحله.
فقال صلّى الله عليه وسلّم : (1) عمران بيت المقدس خراب يثرب. فعمران بيت المقدس : هنا تعني هي الجذب وبداياته أي الفناء في الذات العليّة إذ ينزلُ الرّوحُ إلى الأقصى أي أنّ روح المهدي المجذوب وقع لها الجذب ودخلت الحضرة القدسيّة (حضرة الرّوح الأعظم)، وهذا الجذب كان كاملاً ما مثّلَهُ سوى الرّوح بنفسه، وهذا الرّوحُ هو ذاتُه الإمام المهدي بعد البيعة والظهور، لذلك تعمُرُ بيت المقدس إذ تصيرُ عاصمة الخلافة كما هو معلوم. فسببُ كونها عاصمةً جعلها تعمُر وتُقصَدُ من كلّ أرجاء وبقاع الأمّة .. فهناك الإمامُ المهدي عليه السلام خليفة الله. وكلّ كاملٍ يقعُ لهُ الجذب لحضرة الرّوح، لأنّه روحُ أهل الكمال جميعهم فهو المسمّى بالحقيقة المحمديّة التي أوّل ما خلق الله وظهرَ فيها بذاته. قال صلّى الله عليه وسلم : ((أوّل ما خلق الله رُوحَ نبيّك يا جابر ثم خلق العرش منه ثم خلق العالم بعد ذلك منه)). فهو روح النبيّ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم الذي ظهر الله فيه بذاته. فلمّا كان المهدي المجذوب شمس المغرب فقد كانت الشمسُ جارية في عرشه بذاتها، لذلك كان هو الخليفة الرّوح بذاته النّازل في بيت المقدس. وانعكستْ سيرته الباطنة على الظاهر. قال الشيخ الأكبر : ((لم تزل الشمس جارية من المشرق إلى المغرب بغيرها ومن المغرب إلى المشرق بنفسها)). فتأمّل فهنا طلعَ الرّوح في سماء المجذوب، فكانَ هو عينُه الشمس والروح بعد كماله لا غير. روح أهل الكمال التي كانت شمسهم عاكسة لا ذاتية، أي جارية بغيرها. فافهم فإنّه ما طلعت الشمس من مغربها كحدث كونيّ إلاّ في آخر الزمان وفي ذلك آيةٌ للمتوسّمين، أنّ هذا الخاتم هو الشمس الذاتية التي كان يطلعُ بها غيرُه طوال فترة الدّنيا.
فقلنا هذا الجذب ونزول الرّوح في بيت المقدس سبّبَ عمرانها. وهذا العمران في بيت المقدس ومنزل الرّوح (حضرة القدس) إذا اشتدّ تسبّبَ في نزوحِ النّاس من يثرب (مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) وهنا في الحقيقة : يُعطي حقيقة الطريق أنّ الجذبَ والفناء في الحضرة الأحدية قد تقدّمَ عند المجذوب، فمتى صارَ العبدُ فانياً في الله سبحانه فهو معدومٌ لذلك لا يُعتدُّ إلاّ بمن عاد إلى البقاء : فالفناء هو : لا إله إلاّ الله وهو الجذب. والبقاء هو: محمّد رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) وهو السّلوك.
فما عادَ العبدُ يسَعُهُ سوى الله سبحانه، فهو فانٍ عن الخلق والوجود، فلا يرى سوى الواحد الأحد سبحانه، لذلك يقعُ خراب يثرب (مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) لأنّ الخلْق ما ظهروا وما تعيّنوا وما خرجوا للوجود إلاّ به صلّى الله عليه وسلّم فهو صاحبُ حضرة الأكوان ومجلى استواء الرّحمن سبحانه. فافهم. وهذه حقيقةُ الفناء وهذه مرحلةٌ يمرُّ بها جميعُ أهل الكمال. وإلاّ فلن يصحّ فناءهم في الله سبحانه. فالفناء هو الإستغراق الكلّي والاستهلاك إلى آخره فلا يبقى فيه بقيّةٌ قليلة أو كثيرة تسعُ غيرَ الله سبحانه.
فيكونُ العبدُ مجذوباً فانياً في ذات الله ويغيبُ عن الخلق أجمعين ... حتى غاب عن صاحب حضرة الأكوان صلّى الله عليه وسلّم، فوقع خراب يثرب نتيجةً لهذا الفناء في ذات الله وحضرته الأحدية .. وهذا جذب عظيمٌ وتامٌّ يُبيّنُ عن حقيقة المجذوب الختم. فانظُرْ فإنّ سيرة الختم المجذوب لا تُسْقِطُ قبابَ الأولياء والصالحين في الأرض وتهدمُها فقط، بل تخرِبُ مع ظهور هذا الوليّ الذاتيّ يثرب مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي ذلك آيةٌ أنّ صاحب الذات والحضرة الأحدية قد ظهرَ، فما بقِيَت قبّةٌ ولا حتّى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيتْ عامرةً. فعمرتْ بيت المقدس منزل الرّوح وخربت يثرب. (ونفتحُ هنا قوساً في ما يحدثُ من هدم لقبابِ الصّالحين، فهو في الحقيقة عملٌ تخريبيّ مضادٌّ لتعظيم الصّالحين ومضادٌّ لرسالة الإسلام التي جاءت بالرّحمة ولمّ الشمل وتوحيد الصّفوف وما جاءت بالقتل والتفريق وترهيب المسلمين والمسالمين، فالتيّار الذي يحملُ هذا التوجّه التدميري باسم التوحيد تيّارٌ بعيد عن روح الإسلام ورسالته وسماحته، فليُحرّر. وإنّما قلنا تُهدمُ قبابُ الصّالحين من آثارِ هذا المجذوب القطب، لأنّ الحقائق تُعطي ذلك، ألا ترى أنّ يثرب هي مدينة النبيّ صلّى الله عليه وسلم ومع ذلك خربت بتصريح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وذلك لما نذكرُهُ من حقائق فناء هذا العبد عن الخلق في الخالق سبحانه فسقطت القباب كما خربت يثرب مدينة خير خلق الله صلى الله عليه وسلّم. فافهم).
فقد عبّرَ هذا العمران لبيت المقدس مع الوقتِ على عمران المجذوب بالحقائق وطيّه لمراحل الطّريق، فتجاوز العصابة اليثربية وفنى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنى في الله سبحانه. وهذا الفناء في الله هو عين عمران بيت المقدس.
فإنّ السّالك إلى الطّريق يبدأُ بالفناء في شيخه فيقودُه ذلك للفناء في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والفناء في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقودُهُ إلى فتح مكّة وتطهيرِ كعبته من أصنامها وشركها، والكعبة هي رمزُ القلب. فإذا طهّر محمّدُهُ (شريعته وطاعاته) قلبَه الذي هو رمز كعبته من أصنام الهوى والسّوى ينفتحُ على قلب السالك نافذةٌ إلى الرّوح، وتبدأُ هناك مرحلة الإسراء الرّوحيّ، من المسجد الحرام (القلب) إلى المسجد الأقصى (الرّوح)، إلى بيت المقدس مكان الرّوح لذلك سمّي الأقصى إشارةً كما قال العارفون إلى بعده المكانيّ عن الجسم. وبالرّوح يقعُ التعرّف الحقيقيّ على صفاتِ الله تعالى ويقعُ العروج الذاتيّ إلى سدرة المنتهى بعد ذلك كما عُرِجَ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
* (2) فلمّا اشتدَّ الجذبُ والفناءُ تلى خراب يثرب : خروج الملحمة الكبرى، التي نقض فيها الرّومُ العهد وجمعوا ثمانين رايةً فما من نصرانيّ يؤمنُ أنّ دينه حقّ إلاّ جاءَ يُقاتِلُ عنه ، ونزلوا على سواحل الشام وأحرقوا السفن على نيّة النّصر أو الموت .. واجتمع المسلمون من سائر الأقطار ورجال المهدي وأقاموا فسطاطهم عند الغوطة قرب دمشق. ثمّ وقعت الملحمة الكبرى في ثلاثة أيام أو أربعة كما هي معروفة واستشهد فيها من المسلمين الثلث وهم أفضل الشهداء عند الله بنصّ الحديث الشريف المرويّ في صحيح مسلم، وانسحب الثلث فراراً وتوليّاً وهؤلاء لا يتوب الله عنهم، وبقي الثلث وهؤلاء لا يُفتنون أبداً بعد ذلك، وينتصِرُ المسلمون في اليوم الثالث أو الرابع بعد موت الثلث وانسحاب الثلث وقول النّصارى دينُنا هو دين الله وهو الدين الحقّ فيغضبُ الله منهم ويقعُ النّصرُ للمسلمين ويأتي الفتحُ المبين. وتُسمى هذه الملحمة مأدبة الطير والوحوش والسباع لأنّه لا يدفنُ فيها مسلم ولا كافر بل تبقى الجثتُ مأدبة للهوام والسباع والطيور.
*وحقيقة هذه الملحمة ودلالتُها : عند اشتدادِ الفناء والجذب هي أوحالُ التوحيد التي يقعُ فيها السّالكُ : لأنّ حقيقة النّصارى أنّهم وقعوا في أوحال التوحيد بقولهم بالتثليت. فما وحّدوا الله سبحانه بل أشركوا وعدّدُوا وثلّثُوا تعالى الله عمّا يشركون، لذلك نزلت {قل هو الله أحد}. حضرتُه سبحانه أحدية لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له. والكلُّ أقمارٌ ونجومٌ من نور الشمس الذاتية. وهنا دلالة على أنّ المجذوب طوى هذه الأوحال بوقوع الملحمة وخرجَ منها موحّداً نقيّاً عارفاً بالحقيقة على مُرادها، متحقّقاً بمعنى وحقيقة قوله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. ولذلك كانت الملحمة الكبرى شهداؤها أفضلُ الشهداء عند الله تعالى لأنّها وقعتْ في عالم الحقائق من أجلِ إخلاص التوحيد والتفريد لله سبحانه، فكانت أجلّ الملاحم وأعلاها وشهداؤها أفضلُ الشهداء عند الله تعالى كما وصفهم الحديث النبويّ الشريف الصّحيح. وفي حديث شهداؤها يشفعُ الواحدُ منهم في سبعمائة من ذويه وهذا أعلى الفضل وأسناه وعند الله المزيد : قال سبحانه وتعالى {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(261)}. سورة البقرة. فمَثَلُ المنفق روحَهُ في سبيل الله أن يجازيه الله تعالى يوم القيامة والجزاء أن يشفع لسبعمائة روحٍ فضلاً من الله ونوالاً والله واسعٌ عليم.
* (3) ويلي الملحمة الكبرى فتح القسطنطينية : وقيل هي القسطنطينية الكبرى المسمّاة روما .. فالحاصلُ أنّ المهدي وجيشه بعد الملحمة الكبرى يسهلُ عليهم غزو الروم وفتح المدائن. فيفتحُ أغلبها بعد الملحمة بالتكبير والتهليل والتحميد وبدون قتال ولا حرب ولا مواجهة ومعه سبعون ألف من أصحابه وأتباعه. حتى يصِلَ الى روما ويفتحها بالتكبير والتهليل من غير حربٍ. فإذا فتحها فهناك تمّ للمجذوب فتح دائرة القلب وهي آخر الدوائر وهي كنيسة النّفس.
وهناك أي في مقام فتح دائرة القلب وكنيسة النّفس، فإنّ الفناءَ يتمُّ للمهدي والجذب، وتبدأُ رحلة عروجه بلقاء الرّوح لقاءً أوّليّاً، ثمّ تبدأُ مواجهتهُ مع الدجّال وجهاً لوجه، فحينَ تفتحُ دائرة النّفس فإنّك تجدُ ذاتك في مواجهة من كان وراء النّفس متسبّباً في نزغاتها وإغوائها، وهو الشيطان في أقوى حضوره وهو إبليس في دائرة النّفس والمعبّر عنه سامريّ النّفس الذي هو الدجّال في دائرة الكثافة والبشرية.
* (4) لذلك يخرجُ الدجّال مباشرةً بعد فتح القسطنطينية .. ويعتصِمُ الرّوح (المهدي) في بيت المقدس، وتنتهي دولة العزّ والسّيف، وتبدأ رحلة العروج السّماوي عند المجذوب فتقعُ المواجهةُ بين المهدي والدجّال وجهاً لوجه (المهدي المجذوب وإبليس). هناك تبدأُ رحلة المهدي في العروج إلى الحقائق والعرفان لأنّه تجاوز القلب إلى لقاء الرّوح -عروس الحضرة- ولكن لقاءً غير كاملٍ . ويخرجُ سامريّ نفسه فاتِناً مفسداً. وتظهرُ فيه الأضداد هذه المرّة بقوّة منازلها لأنّهُ في مرحلة العروج والعرفان إلى عالم الحقائق الذاتية التي يعجزُ عنها غير العارف بالله، بل غير العالم بالله .. فيظهرُ بدجّال لا يعبأ ولا يعيا يجولُ في النّفس ويدخل جميع المدائن إلاّ مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومكّة المشرّفة المعصومتين كنايةً على عصمةِ المهدي، وكنايةً أنّ الدجّال مبتور الوصل الذاتيّ فليس له صلةٌ بروح القدس عند منعه عن مكّة فهوغير ذاتيّ وغير ربّانيّ وليس له صلة بالأخلاق والقيم الإنسانية والإلهية عند منعه من المدينة المنوّرة على صاحبها افضل الصلاة وأزكى التسليم لأنّ الحضرة المحمدية هي حضرة السّلوك والأخلاق والقيم، لذلك كان دجّالاً يدجّلُ الحقّ بالباطل، ويزوّرُ الأخلاق ويفرغها من قيمها ويفسدُ باسم الإصلاح، فاحذر فآخر الزّمان يظهر فيه التدجيل في أعلى دوائره كما ذكرنا مثال الذين يقتلون النّاس ويهدمون القباب ويفجّرون الأبرياء باسم الدين والجهاد والأمور المقدّسة، فهذا هو التدجيل، هو تلبيس الحقّ بالباطل، فاحذر من يخرجُ حاملاً لواء الدجّال وهو يحسبُ أنّه ممّن يحسنون صنعا. أولئك هم الخاسرون والمفسدون.
قلنا فيعجزُ الدجّال عن دخول مكّة المشرّفة والمدينة المنوّرة المقدّستين وكذا مقام المهدي الروح في بيت المقدس حيث يعجزُ الدجّال أن يدخلها ويُلاقي أشدّ الهزائم وأفتكها على أسوارها وأطرافها من طرف المهدي وأعوانه. فقلنا يظهرُ المجذوب بحضرتين : يظهرُ بالدجّال النّفسيّ ويظهرُ بالرّوح المهدي الإمام وعلمه الكامل في المراتب والمشاهد عموما لا التفاصيل. وهو طوال مسيرة جذبه جامعٌ بين الأضداد ولكن حسب رتبها ومنازلها، وعند مرحلة العروج وخروج الدجّال تظهرُ فيه أقطاب الأضداد : الدجّال والمهدي. فالمهدي هو إمام الأئمّة وحامل لواء الحقّ سبحانه والدجّال هو إمام الضلالة والشرّ والباطل. فيتجاوز المجذوب جميع الحقائق الحقيّة والخلقية والمداخل الشيطانية في تلك المواجهة الكبرى بينه وبين إبليس. وهي أكبرُ فتنةٍ تتجلّى على الأرض والبشريّة. لأنّ السّامريّ ليس لهُ فترةٌ يحكمُ فيها إلاّ هذه الفترة وهو رجلٌ خارقٌ يظهرُ بقوّة تُضاهي معجزات الأنبياء عليهم السّلام، بالسّحر وأعوانه من العفاريت والشياطين وبرزخيته فهو هجينٌ بين الإنس والجنّ. فينقُضُ ما جاءَ به الأنبياء من المعجزات التي ظهروا بها كما قال الشيخ الأكبر، لذلك كان أكبر فتنةٍ في التاريخ. وهو استمدّ هذه القوّة في عالم الحقائق، لأنّه كان ظهورره من عالم الحقائق طوال رحلة الأطوار والخلافة الإنسانية فكان لزاماً أن يظهر هذا الدجّال الذي هو صورة الدّنيا وأسبابها وعلمها الماديّ منقطعة عن حضرتها الذاتية وغير ممدودةً بروح قدسها ورحمانيتها التي أقامَ الله عليها الدّنيا فهو عكس الرّحمة وعكس الجمال والأخلاق والفطرة، والذي هو اي الدجّال صورة التجلّي النّفسيّ كما كان إبليس إمام وقطب التجلّي النّفسي والطبائعي والعنصريّ الظلمانيّ كان الدجّال صورة هذا التجلّي النّفسي الإبليسيّ في ثوب البشريّة، فخرج مدّعياً للرّبوبية كذّاباً محتالاً دجّالاً. وظهرً في قطبية المجذوب بحكم صورة المجذوب الموافقة صورة العين والذات الأصلية المتجليّة بالأضداد، وفي ذاتِ الوقتِ طبيعة جسم وعرش المهدي المجذوب الإسرائيليّ الذي يصحّ له به الإسراء اللّيلي والإسراء إلى الله والرحلة إليه دون علم المخلوقات، فيخدعُ الدجّال، كأنّ المجذوب برنامج تحميلي لمشروع الدجّال ليحمله على عاتقه ثمّ يقعُ تطعيم هذا المشروع بروح القدس في عرش المهدي المجذوب فيموت الدجّال، وتشرقُ الأرض بنور ربّها، فافهم هذا المثال، فهو الذي يشرحُ لك طبيعة مهمّة المجذوب، وسبب خروج الدجّال أربعين يوماً. فهي الأربعين سنة قبل كمال المهدي عليه السلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم(( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ)). فهذا مصداقُ مسيرة المجذوب الذي يفتحُ الله له الأمصار ثمّ يفتحُ له الدجّال بلقاء الرّوح ونزول روح الله عليه السّلام. فافهم هذه الحقائق العظمى. فإنّ الحديث النبويّ الشريف لهُ هذه المداليل البعيدة التي تُعبّرُ عن هذه الحقائق.
فتتمّ رحلة المهدي بنزول روح الله عليه السلام فيُقتل دجّاله، ويخرج ياجوج وماجوج وهي مظاهر الانسلاخ من البشرية والتراكمات النفسيّة والخواطر النّفسية التي تهجم على القلب فتلتقمُه التقاماً عند نقطة ضعفه وعجزه الكلّي، فيحرّزُ سيّدنا المسيح عليه السلام عباد الله الى جبل الطور وهناك يقعُ التجلّي الذاتي للمهدي المجذوب .. وهو معنى تحريز العباد إلى جبال الطور. وموت ياجوج وماجوج وطهارة الأرض .. ويقتل الخنزير ويكسر الصليب. ويحكمُ الإسلامُ الأرض جميعاً وتذهبُ وحشيّة السباع والحيوانات فلا تبقى سوى السماحة والرحمة الكاملة. وذلك هو معنى نزول الرّوح الكامل والبقاء الذاتيّ وتجلّي الإسم الأعظم في الأكوان، فكانَ حكمُ روح الله المسيح هو بطونُ المهدي وتجلّي الوجود المنتظر الذي انتظرتهُ الأسماء وعلامةٌ على نهاية الدّنيا وزوالها بذهاب الخاتم الرّوح الخليفة. والله أعلم.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم كثيرا
كلام حكيم | |
|
| |
التلميذ الاخير عضو جديد
عدد المساهمات : 58 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0 تاريخ التسجيل : 30/07/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 3:47 pm | |
| مع احترامي للكاتب ولكنياشم رائحة صوفية في المقال | |
|
| |
الشباني عضو نشيط
عدد المساهمات : 492 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 5 تاريخ التسجيل : 20/03/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 5:14 pm | |
| بل الرائحة ظاهرة من العنوان ، المجدوب والجدبة ودردبة والله يعفو .. دعوات ﻹحياء الصوفية والقبورية وضلالات العصور المظلمة التي يسخر منها أطفال هذا العصر المشكل ان المنتدى يعج في مواضيعه بمثل هذا التخريف . كل يطلق العنان ﻷفكاره دون حسيب او رقيب او وازع ديني او خشية من الله سبحانه ةتعالى تحت ذريعة حرية الرأي والتفكير | |
|
| |
عمرالبتار الآدارة
عدد المساهمات : 6447 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 465 تاريخ التسجيل : 04/03/2014 العمر : 54
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 6:44 pm | |
| - الشباني كتب:
- بل الرائحة ظاهرة من العنوان ، المجدوب والجدبة ودردبة والله يعفو ..
دعوات ﻹحياء الصوفية والقبورية وضلالات العصور المظلمة التي يسخر منها أطفال هذا العصر المشكل ان المنتدى يعج في مواضيعه بمثل هذا التخريف . كل يطلق العنان ﻷفكاره دون حسيب او رقيب او وازع ديني او خشية من الله سبحانه ةتعالى تحت ذريعة حرية الرأي والتفكير لو تحب اكلم اخي احمد يعينك مشرف عشان تساعدنا بس لو عندك شئ مش عاجبك وضحه بطريقه جيده ومفهومه عشان نساعد في حله لاكن كلامك العام لا قيمه له واما حريه الراي الي مش عجباك مهمه عشان نبين لكل واحد غلطهيعني لو جه واحد بيتكلم كلام مش عاجبك نجد احد الاعضاء الكرام المحترمين بيردوا عليه ويفهموه غلطه لكن مش يجي يعمل ناصح ويذم في المنتدي وخلاصاكررها لك الهدف من المنتدي نبين الحقيقه في كل شييعني لو جه واحد مسيحي واتكلم نقول المنتدي بيخرف وبقي بتاع كفارولا نحمد ربنا انه جه عشان نناقشه ونناظرهارجع لعقلك اخي الشيباني لايعني انك لا تحب احمد ان تتكلم باسم الاسلام وتتحجج بخوفك عليهالاولي بك ان تتناقش مع صاحب الموضوع لو عندك علم وتنصحه لو لم يكن لك علم فل تقل خيرا او تصمت اما لو مش عاجبك المنتدي هناك منتديات اخري كتير تنتظر من يهاجمنا ويكفرنا توكل علي الله واذهب بين الحق هناك سامحني ان كلامي لم يعجبك ولاكن للاسف ان كلامي وردي يماثل كلامك وردك فاختم كلامي بالاعتذار لك ================================================== قال تعالي: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ)) [البقرة: 216]:اللهم صلي وسلم وبارك علي رسول الله محمد خاتم الانبياء وسيد المرسلين | |
|
| |
احمد الله - ابراهيم منشئ المنتدى
عدد المساهمات : 18176 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 42744 تاريخ التسجيل : 12/11/2013 العمر : 51
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 7:04 pm | |
| صحيح بتار يا بتار والله اعلم ================================================== اللهم ارزقنى الحكمه | |
|
| |
عمرالبتار الآدارة
عدد المساهمات : 6447 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 465 تاريخ التسجيل : 04/03/2014 العمر : 54
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 7:12 pm | |
| - التلميذ الاخير كتب:
- مع احترامي للكاتب ولكنياشم رائحة صوفية في المقال
احسنت الرد اخي واعتقد انك الاستاذ الاخير مش التلميذ يسعدني ان تتحاوروا اخواني واحبتي في الله التلميذ الاخير ومحمد محمد والشيباني في حوار يفيد الاعضاء وجزاكم الله خيرا ملاحظه هيا مش صوفيه ولاكن شئ قريب منها والله اعلم ================================================== قال تعالي: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ)) [البقرة: 216]:اللهم صلي وسلم وبارك علي رسول الله محمد خاتم الانبياء وسيد المرسلين | |
|
| |
الشباني عضو نشيط
عدد المساهمات : 492 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 5 تاريخ التسجيل : 20/03/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 7:59 pm | |
| يا احمد يجب تسمية المسميات بأسمائها و إعطاء كل ذي حق حقه . البتار سيف الرسول صلى الله عليه وسلم كان شديدا على الباطل والزور والبدع . المشرف كنت متوقعا جوابك هذا ، ﻷنك أحسست بالاستفزاز ولانك تؤدي عملك كمشرف ولانك ايضا تريد ان تكون اسما على مسمى ، بالنسبة للاخيرة فقد بينتها واتمنى تكون فهمتها ، بالنسبة للثانية وهي من طينة الاولى استفت قلبك واتق الله فالجدبة والحضرة والهرطقات من بناتهما تعرف من دسها في الدين الاسلاني على مر العصور وما انزل الله بها من سلطان ، فالصوفية ةالتصوف تفرع وتشعب وتفرق اصحابه طرقا حتى جاؤوا بالشرك والعياذ بالله ، فانتبه فان مسؤوليتك جسيمة ، فاما التصفيق والتشجيع على هذه الصفهات ..واما رضى الله في الآخرة فاختر .. اما بالنسبة للاولى، فجوابك ابان على ان ردي استفزك ولم اكن اقصد ذلك وهذا يعني نوعا ما انك منافحرعن الطرح الذي جاء به صاحب الكلام اعلاه وبالتالي انت تتعاطف مع المتصوفة اصحاب الحضرة والجذبة الخ الخ والرابعة ، انا لم اذم صاحب الكلام ولا المنتدى ، وفعلا مسجل في منتديات اخرى ...ولا اتبنى فكرة الهجوم والسب والقذف ..أقول ها أنا ذا . اقولها واعيدها ..اتقوا الله ، اتقوا الله ، اتقوا الله . | |
|
| |
عمرالبتار الآدارة
عدد المساهمات : 6447 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 465 تاريخ التسجيل : 04/03/2014 العمر : 54
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب الجمعة أغسطس 29, 2014 9:09 pm | |
| - الشباني كتب:
- يا احمد يجب تسمية المسميات بأسمائها و إعطاء كل ذي حق حقه .
البتار سيف الرسول صلى الله عليه وسلم كان شديدا على الباطل والزور والبدع . المشرف كنت متوقعا جوابك هذا ، ﻷنك أحسست بالاستفزاز ولانك تؤدي عملك كمشرف ولانك ايضا تريد ان تكون اسما على مسمى ، بالنسبة للاخيرة فقد بينتها واتمنى تكون فهمتها ، بالنسبة للثانية وهي من طينة الاولى استفت قلبك واتق الله فالجدبة والحضرة والهرطقات من بناتهما تعرف من دسها في الدين الاسلاني على مر العصور وما انزل الله بها من سلطان ، فالصوفية ةالتصوف تفرع وتشعب وتفرق اصحابه طرقا حتى جاؤوا بالشرك والعياذ بالله ، فانتبه فان مسؤوليتك جسيمة ، فاما التصفيق والتشجيع على هذه الصفهات ..واما رضى الله في الآخرة فاختر .. اما بالنسبة للاولى، فجوابك ابان على ان ردي استفزك ولم اكن اقصد ذلك وهذا يعني نوعا ما انك منافحرعن الطرح الذي جاء به صاحب الكلام اعلاه وبالتالي انت تتعاطف مع المتصوفة اصحاب الحضرة والجذبة الخ الخ والرابعة ، انا لم اذم صاحب الكلام ولا المنتدى ، وفعلا مسجل في منتديات اخرى ...ولا اتبنى فكرة الهجوم والسب والقذف ..أقول ها أنا ذا . اقولها واعيدها ..اتقوا الله ، اتقوا الله ، اتقوا الله . يتبقي ان تعيد قراءه ما كتبت انا من قبل واضح انك بترد علي كلام لم يقال اقراء تاني وربنا يلهمك معني ما انا كتبت كلاميواضح ومحدد ان لم يعجبك كلام العضو رد عليه ان كان عندك رد فقط لاغير فلا تستغل الحريه المعطاه لك بطريقه عكسيه والله اعلم
================================================== قال تعالي: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ)) [البقرة: 216]:اللهم صلي وسلم وبارك علي رسول الله محمد خاتم الانبياء وسيد المرسلين | |
|
| |
محمد محمد عضو مميز
عدد المساهمات : 278 السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : -6 تاريخ التسجيل : 27/04/2014
| موضوع: رد: حقائق المهدي الختم المجذوب السبت سبتمبر 27, 2014 11:03 pm | |
| منقول [size=42]حامل لواء الذات القائم بحقّ حمد الله المهدي 66[/size]
- 66 -
لبسم الله الرحمن الرحيم
سألني بعضهم عن معنى تجلّي الله في النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بالصفات، وتجلّيه في المهدي بالذات.
أقولُ هي مراتب ومسمّيات فقط، إذ لا موجود سواهُ وحده لا شريك له لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم الذي قام به الوجود جميعاً. فتجلّى سبحانه في الوجود والموجودات والكائنات وتسمّى بها اعتباراً فظهرت أسماؤها ومراتبها، وقضى ظهوره وتجلّيه في خلقه، فالله سبحانه متعالٍ عن إدراكنا في أحديّته، فهو الواحدُ الأحدُ لا غير معه ولا شيء سواه موجوداً.
فلولا الحقّ ما كان خلق، ولولا الخلق ما ظهر الحقّ سبحانه، وما عرفه العارفون ولا تعرّف إليه خلقُه سبحانه. فهذا هو التوحيد والتفريد.
الله سبحانه تعرّف إلينا بمظاهر وقوالب تشبيهية ونورانية وتجلّى لنا فيها، فغطس الغاطسون أولو العلم وأربابُ التحقيق في بحر عرفانه وبحر وجوده وبحر توحيده سبحانه فلمّا بلغوا منتهيات العلم والتفريد والتقديس عادوا وليس معهم سوى ما كان معهم، عادوا بالجهل والعجز والحيرة، رغم منتهى العلم الذي توّجهم به الله سبحانه، فشهدوهُ في خلقه، وعرفوا آثار أسمائه وصفاته في خلقه.
فقولنا كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو مظهر الأسماء والصفات، هي رتبةٌ أظهرها اللهُ تدلُّ على تجلّيه من عمائه إلى خلقه وعالم حكمته، رتبةٌ أقامَ عليها أنموذج توحيده وحقيقة شهوده، ليتعرّفَ بها عليه الإنسان الذي جعله الله سرّ هذا الوجود، ووهبه الخلافة فيشهدَ بالله هذا الوجود وهذا الجمال وهذا الكمال وهذه العظمة الغير المتناهية له سبحانه.
نعم .. الله اصطفى الإنسان اصطفاءاً عظيماً، ووهبه الخلافة، والخلافة هي كون الإنسان مخلوق على الصورة، أي ليشهد بالله ويسمع بالله ويرى بالله ما صنع الله وما أبدعه الله وما خلق الله من عجائب وكائنات، ومخلوقات لا تتناهى تدلُّ على عظمته سبحانه.
فلمّا خلق اللهُ الإنسانَ لهذا السرّ العظيم المعظّم، قدّرَ له مراتبَ يترقّى بها الى تلك الرّتبة وتلك المعرفة وتلك الصورة. فجعل رتبة سيّد الوجود ومفتاح باب الشهود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هي بابُ هذه الصورة الأوّلية "خلق الله آدم على صورته". كان اللهُ في غياهب غيبه، فخلق روح النبيّ صلّى الله عليه سلّم ونوره، من نور ذاته، وجعله الصورة الكمالية الصفاتية، التي رحم الله بها الوجود والكائنات، فإنّ رتبته صلّى الله عليه وسلّم هي أسعد السّعادات وأكبر البشارات وغاية الحفاوات، فعرّفتنا بالله تعالى أنّه سبحانه ما خلق الخلق إلاّ برحمته، فيالها من بشارة عظمى، فقرَنَ رتبة الصفات التي منها تجلّى الخلقُ، باسمه الرّحمن، وسمّى محلّ الولادة حيث يتخلَّقُ المولود والمخلوق رحِماً، فمن ذلك الرحِمِ يولد المولود للحياة ويرى نور الوجود، فجعله أشرفَ أسمائه بعد اسمه ذاته "الله"، اسمه الرّحمن وقد تشكّل من الرحم : ن. قال سبحانه على لسان ملائكته بل المقرّبين من ملائكته حملة العرش ومن حولهم : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ.} غافر-7. فقالوا ربنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما. فقدّموا الرحمة على العلم، دلالةً على كونِ الخلق بدأ من الرحمة، وحيثُ الخلْقُ يقتضي معه مسير المخلوق ومصيره بالأقدار المقدّرة عليه في الآزال. فتفهمُ حينها أنّ العلمَ يتلو الرّحمة، فالعلمُ رافقَ الرّحمة في أقدار المخلوقات جميعاً، كما قال الشيخ الاكبر ابن عربي في الفتوحات ما ثمّة بابٌ يفتحُ إلاّ بالرّحمة. فجميعُ الأقضية والأقدار تجلّتْ على مسارِ الرّحمة. فالخلْقُ مبدؤهم الرّحمة ونهايتُهم الرّحمة في نهاية الآباد. فثمّة رحمة رحيمية ظهرتْ ظاهراً، وهناك رحمة تأديبية بطنتْ. ومن هنا تفهم الفرق بين اسم الرّحمن الذي وسع الخلق جميعاً رحمةً ظاهرةً وباطنةً، فتقدّرتْ به الأقدارُ ورافقها العلمُ، حيثُ العلمُ يصحبُ الأقدار والتجليّات مهما تنوّعت. وبين اسم الرّحيم الذي كان رحمةً خالصة. وتفهَمُ معنى قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم. فباسم الله تجلّت البداية بشهودِ الأحدية والواحدية، ثمّ باسم الرحمن تفرّعت الموجودات وظهرت الدائرة الوجودية المفصولة بوترها الوهميّ بين الشقّ الحقّي والشقّ الخلقيّ، ثمّ باسمه الرّحيم عادتْ الموجودات من دائرة الخلق وشهود الشّقاء الوهميّ إلى دائرة المُنعم الموجد سبحانه. وعادت الى شهود صورتها التي خلقت عليها. وهي صورة الخالق سبحانه الواحد الأحد.
إنّ الله سبحانه خلق الخلق فأبدعهم وخلَق العالم وصوَّرهُ ونسجه، ونسج أقدارهُ وتطوّرَهُ، ثمّ جعل على هذا العالم سيّداً، يعودُ العالمُ إليهِ، وجعل هذا السيّد والمخلوق اختصاراً يعودُ إليه جميعُ ما في العالمَ، روحاً ومادةً، فكان هذا المخلوق هو الإنسان، فأنشأهُ الله سبحانه مخلوقاً يختصِرُ العالم فيه جميعه بجميع عوالمه، وتلك هي حقيقة الصورة المعنية في قوله صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورته". وهي الصورة الروحية الشهودية التي بها يشهدُ الإنسانُ جميع ما في العالم، ويتصرَّفُ فيه بإذن الله تعالى. بل يتصرّف في العالم بالله تعالى حين عودته الى شهود صورته التي يرجعُ إليها، فتنمحق الهوية المقيّدة للإنسان، وتتجلّى الهوية المطلقة، التي هي هوية الله تعالى. فلا يُصبِحُ العبدُ إلاّ عبد الله الباقي بالله، المقدّسة ذاته وسرّه. وهذه هي حقيقة الخلافة والصورة.
وجعل الله العوالم برازخ ومسمّيات ومراتب. فكانت رتبة الهوّ حيث التعالي عن التجليّات والتشبيه وهو الذات الساذج، ثمّ رتبة الرّوح الذي تجلّى الله فيه بذاته وهو الكتاب الذي أحصى الله فيه كلّ شيء، وهي مرتبة الألوهية. فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو رتبة الإنسان الكامل الذي تحقّق بالرّوح وعبّر عن صفات الله الكمالية وأسمائه المقدّسة، بصفته المخلوق الأوّل، وبصفته محلّ التجلّي الأقدَس، وبصفته الرّوح والنور الأوّل الذي خلق الله منه كلّ شيءٍ. وهو المسمّى الحقيقة المحمديّة، لأنّها حقيقتُه صلّى الله عليه وسلّم. فكان العبد الأكمل الكامل المثاليّ، جمّله الله سبحانه بالكمال الخلُقيّ الصفاتيّ والكمال الخلْقيّ الشمائليّ، فهو أجمل مخلوقٍ، أجملُ إنسانٍ في شمائله وخلقته صلّى الله عليه وسلّم. وكلّ خلّة وخلقة لها تناسبٌ وارتباطٌ بالخلُق المقابل لها. فكانت شمائله معتدلة غاية الاعتدال، متناسقة غاية التناسق صلوات الله وسلامه عليه. فرتبته الوجودية هي سيّد الوجود، والإنسان الكامل، والعبد الكامل المُسّمى عبد الله وأحمد. محمّد في توجّهه الخلْقي وأحمد في تحقّقه الحقّي. وخصّه الله سبحانه بالصلاة عليه، فهو العبدُ الذي يتلقّى تجليّات الله سبحانه، ومنه تًُقسَمُ تلك التجلّيات والعطايا الإلهية على الخلق والعباد جميعاً، فهو كما قال " وَاللَّهُ الْمُعْطِي، وَأَنَا الْقَاسِمُ" متفق عليه. فهو القاسم لما أعطى الله، وهو المفيض لما فاض به عليه الله سبحانه، فهو العبد الأوّل. في مقامِ العبودية والكمال الإنسانيّ. فمن مشكاته صلّى الله عليه وسلّم يقعُ مقامُ الإنباء، فالأنبياء والرسل جميعا عليه وعليهم الصلاة والسلام منه يقتبسون، وبه يشهدون. ومن دونهم من الأولياء كذلك. ولكن من مشكاة النبوّة والرّحمانية حيث الرّوح والتوجّه الخلقيّ، أمّا مشكاة الولاية والتصرّف والتنزّه عن التجلّي، فيقعُ الشهودُ من مشكاة خاتم الولاية، الذي إليه يرجعُ كلّ شيءٍ. فقوله صلّى الله عليه وسلّم " خلق الله آدم على صورته". فهنا الصورة والمشكاة هي الإسم الله سبحانه، ولا يقعُ التحقّق بهذه الصّورة والمشكاة إلاّ بختمها ختم الولاية، فبه يشهدون ما يشهدون بالصورة. أمّا المشكاة الأولى التي تكونُ من ختم النبوّة فهي مشكاة النبوّة والرّحمانية حيث قال صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورة الرحمن". فتلك هي مشكاة النبيّ الخاتم، وهي مشكاة النبوّة والتوجّه الخلقيّ، أمّا مشكاة الإسم الأعظم والولاية الكبرى فهي مشكاة الخاتم الوليّ. وعليه فجميع الأولياء، وأخصّ هنا الأفراد منهم ومن خرج عن دائرة الأكوان، وتحقّق برتبة الختمية فيشهدُ ما يشهدُه على صورة الله سبحانه بمشكاة الختمية، ختمية الخاتم. إذ لا موجود على التحقيق سواه، فكانت تلك مراتبٌ شهودية تحقّقية، ونماذج، فكانت المشكاة الأولى التي يكونُ بها العبدُ متحقّقا بالإسم الأعظم هي صورة الختم، خلق الله آدم على صورته. وهي صورة الخليفة. وقد قال سبحانه وتعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". فنزّه المثل، وهو الإنسان المخلوق على الصورة حين يعودُ إلى حقيقته وصورته الأولى، يُصبحُ منزّهاً عن التجلّي، أمّياً فوق القوالب التشبيهية والتمثيلية، قابلاً لجميع التجليّات الإلهية الغير المتناهية. فقال ليس كمثله شيء. وذلك يوافق الحديث القدسيّ القائل (( عبدي أطعني تكن مثلي ، تقل للشيء كن فيكون )).
فتفهمُ أنّه لا موجود سواه، والعبدُ حين يرجِعُ إلى مولاه وحقيقته الأولى، وهي العدمُ، فلا يبقى إلاّ الموجود الواحد المعبود. قال الله سبحانه وتعالى "إنّا لله وإنّا إليه راجعون". وأنّ إلى ربّك المنتهى". فرجوعنا إلى الله سبحانه، وهذا الرّجوع هو في الحقيقة تحقّق بمشكاة خاتم الولاية. فكما كانت رتبة الرحمانية ورسالة الرحمة الى الوجود ورتبة الكمال الصفاتي والأسمائي متمثّلةً في سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فكذلك رتبة الإسم الأعظم الله ترجع إلى العبد المحض والوليّ المحض المهدي عليه السلام خاتم الولاية. هو المسمّى الحقّ سبحانه، هو المظهر الإنسانيّ الذاتيّ الأصاليّ لله سبحانه. وسائرُ الخلفاء والأولياء الأفراد الأختام هم ليسو سوى هذا الخاتم في مظاهرهم الإنسانية وصورهم وأشكالهم. بما فيهم النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم.ولكنّهم أختام، إذ لا موجود إلاّ هو .. فقد صاروا الى رتبة الهوية حيث التنزيه عن كلّ شيء. فافهم. فكما كان لرتبة البقاء الذاتي والإنباء مظهر هو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. فكذلك رتبة الهو والذات، حيث الرّوح الذي يظهرُ فيه الله بذاته، هو هذا الرّوح وهذا الخليفة المهدي إليه يرجعُ كلّ شيءٍ. وهو المظهر الأصاليّ والذاتي وصورته هي الصورة الختمية لخاتم الولاية. فكانت شمائله الخلْقية التي وصفته بها النبوّة دقيقةً في تحديد أوصافه وما يعكسِه هذا الختم الوليّ، وقد شرحناها في مقال سابق، من كونه أعلى الجبهة وأقنى الأنف وعلى خدّه الأيمن شامة، فكلّها دالَّةٌ على كبرياء هذا الخاتم وعزّته وعلوّه علوّ الجبهة وقنى الأنف، وأمّا الشامة في خدّه الأيمن فهي محلّ الهوية المطلقة، كما كانت النّقطة معبِّرةً عن الإطلاق وعن الحقيقة وعن العلم كلّه المفاض من غياهبها. وكذا هي رمز الحجر الأسود الذي يبايع كدلالة على بيعة الميثاق الأوّل والعهد الذي أخذه الله من بني آدم. فالمهدي هو الختم المطلق والمظهر الذاتيّ. وذلك لا يعني وجود الغيرية كما أشرنا. فهي رتبٌ، ولذلك جاز للأولياء والخلفاء التحقّق بها، ويشهدون ما يشهدونه على الصورة من مشكاته. فافهم.
وهنا أمورٌ كبرى وبشارات عظمى، في الاصطفاء الإنسانيّ الأكبر، أنّ العبد له التحقّق بمشكاة النبيّ الخاتم وله التحقّق بمشكاة الوليّ الخاتم. وهما الصورتين اللتين أشرنا إليهما. وأنّ المقام المحمود الذي خصّ به صلّى الله عليه وسلّم، هو مقام ختم الولاية حيث الحمدُ يصحُّ للعبد بالتحقّق بجميع التحقّقات والتجليّات ورجوعها إليه من كونه على الصورة. ولمّا كان سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هو الرّسول الخاتم والكامل والأوّل والقاسم والفاتح للوجود فقد كان التحقّق على قدمه لا محالة يُعطي الإنسان المخلوق لواء الختمية والتحقّق بالإسم الأعظم والعروج الى سدرة المنتهى. فكانت البشارة هنا أنّ جميع المتحقّقين بهذه الختمية لهم المقام المحمود. ويجدون ذلك ذوقاً وشهوداً.
ولو شئتَ لرجعتَ إلى بعض تصريحات المشايخ أنّ مقام الوسيلة الذي خصّ به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والذي لا ينبغي إلاّ لرجل واحد، يجدونه، ويجدُ كلّ واحدٍ منهم أنّه الرجل الواحد. لأنّهم حينها يكونون على قلب ذلك الرجل الواحد وهو النبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي تأهّلَ للواء المقام المحمود. إذ لا موجود إلاّ الله سبحانه وتعالى، فهم يرجعون إليه بشهود الأحدية والواحدية، ويجدون ذوق اللواء المحمود والتحقّق بجميع ما تجلّى عليهم، وكيف وهُم على مقام "عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون". ولا تعدّد هناك إذ لا موجود إلاَّهُ سبحانه. وهو المحمود وحده لا شريك له. فيجدون ذوق المقام المحمود.
لا تستغرب كلامنا هذا، لأنّ الله ما خلق الأنموذج الكامل سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم إلاّ ليعودَ إليه العائدون في مقام شهوده، فكان على ربّك حتماَ مقضياً، قضاهُ على نفسه فضلاً وتفضّلاً على خلقه وعلى عبده الإنسان، أن يهبَ المقام المحمود لسيّد الوجود، لأنّه المخلوق الأوّل والعبد الأوّل، وإذا صحّ له ذلك، فتلك هي البشارة الكبرى أنّ جميع السّائرين على قدمه المتحقّقين بحقائقه سيشهدون ما يشهد ويعودون للواحد الأحد، حيث هو وحده الموجود . فافهم.
ولهذا قال الله في الحديث القدسيّ "لولاك ما خلقتُ الأفلاك". فهو الأنموذج الذي تظهرُ به كمالات الله وتجليّاته من غيبها ونقطة هويّتها الى وجودها وتجليّها فخلق الوجود من أجله، ليرجع كلّ شيءٍ إليه. فما ثمّ سواه وحده سبحانه موجوداً، وكلّ شيءٍ مراتب وهمية ومسمّيات، فهو الوليّ وهو النبيّ وهو الصديق وهو الشهيد وهو الصالح وهو المؤمن وهو العبد وهو الخلق في جميع المظاهر، فما ثمّة إلاّ هو، هُوّ مطلق وهُوّ مقيّد. هُوٌّ مطلق هو الله سبحانه وخليفة هذا الهو وحامل سرّه بمظهره الذاتيّ هو الخليفة الختم المهدي عليه السلام. وهناك الهوّ المقيّد الذي هم جميع المخلوقات باختلاف مراتبها ومسمياتها.
يتبع ..
| |
|
| |
| حقائق المهدي الختم المجذوب | |
|