بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وآله .
عقيلة بني هاشم ، العقيلة ، بطلة كربلاء ( زينب ابنة فاطمة الزهراء )
ودور السيدة زينب في المأساة غير مجهول . ، حري بنا أن نقتدى برباطها وقوة جأشها
ودورها الكريم في بني أمتها ..
كان البيت الكريم ينتظر ساعة الوضع في لهفة وترقب ، ومن ورائه عشرات الألوف من الصحابة ،
يترقبون النبأ السعيد وقلوبهم تحف بالسيدة الوالدة إجلالاً ومحبة ،
وألسنتهم تلهج لها بالدعاء الحار
إنها " الزهراء " بنت النبي ، توشك أن تضع في بيت النبوة مولداَ جديداَ لزوجها
الإمام علي - رضي الله عنه -
وحانت الساعة المرتقبة ..
وأذيعت البشرى أن " الزهراء " قد وضعت أنثى باركها جدها صلى الله عليه وسلم ، وأختار لها أسم " زينب "
إحياء لذكرى ابنته الراحلة " زينب " التي كانت قد توفيت قبل ولادة الطفلة بقليل ،
فوجد المصطفى عليها وحزن لفقدها حزناً ثقيلاً .
وما أن ولدت أختها " الزهراء " أنثاها الاولى ، سماها " زينب "
تعالى هتاف المدينة في العام السادس من الهجرة ، للوليدة الغالية " زينب بنت علي بن أبي طالب
"
تلك التي تلاقى فيها أعز ماعرفت قريش والعرب من كريم الأصول ونقي السلالات .
فأمها " الزهراء " : أحبت بنات المصطفى إليه وأشبههن به في خلق و خَلق .
وأبوها " علي بن أبي طالب " وجداها لأمها : محمد رسول الله ، وخديجة بنت خويلد "
صباها :
ونرمق " زينب " وهي تدرج في ساحة البيت الشريف ، محوطة برعاية خاصة من جدها صلى الله عليه وسلم
وعطف سابغ من آلها الكرام ، فنراها على البعد صبية في حضانة " الزهراء "
تتلقى عنها الدروس الأولى في الحياة ، فإذا جاوزت دور الحضانة ألفت أبيها الفارس أمير البيان ،
وأخويها الشقيقين ، والعلماء الفقهاء من الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
الصبى الحزين :
لم تكن " زينب " جاوزت الخامسة ، حين لبى جدها صلى الله عليه وسلم نداء ربه ، وثوى جسده الطاهر حيث قبض
في بيت أم المؤمنين " السيدة عائشة " رضي الله عنها .
أي طائفة من الحزن المبهم قد طاف بها في عامها الخامس فأسمعها صدى الموت ، وأراها
موكب الرحيل ؟
فتنعطف الطفلة إلى أبيها ، فتراه أشد ماكان حزناً وغماً .
ثم ما أن لبث فترة ألى أن أدركت رحمة الله أمها " فاطمة الزهراء " فلحقت بأبيها ، قيل :
بعد ستة أشهر ، وقيل بل ثلاثة ، وقيل أقل من ذاك .
وتكرر المشهد أمام " زينب "
ولكنها في هذة المرة كانت أنضج إدراكاً وأرهف حساً وفقد الأم جدير بأن ينضج
الوعي ويذيق الطفولة مرارة الحزن .
أم أخوتها :
حيث تبدو " زينب " في بيت أبيها ذات مكانة أكبر من سنها : أنضجتها الاحداث ، وهيأتها
لأن تشغل مكان الراحلة الكريمة ، فتكون للحسن والحسين و أم كلثوم ، أماً لا تعوزها عاطفة
الأمومة بكل ما فيها من حنو وإيثار ، وإن أعوزتها التجربة والاختبار .
زواجها :
اختار الإمام علي رضي الله عنه لابنته حيت بلغت مبلغ الزواج ، من رآه جديراً بها
حسباً ونسباً ، فكان " عبد الله بن جعفر " أحق هؤلاء جميعاً بزهرة آل البيت وعقيلة بني هاشم
فأبوه : جعفر بن أبي طالب ، ذو الجناحين وأبو المساكين ، شقيق " علي " وحبيب " النبي "
أبنائها :
أثمر الزواج المبارك ثمرته ، فولدت " زينب بنت الزهراء " لعبد الله من جعفر أربعة بنين
عليا ، ومحمداً ، وعوناً الأكبر ، وعباساً ، كما ولدت فتاتين
حب أبيها لها :
فلم يفرق الزواج بين " زينب " وأبيها وإخوتها ، فقد بلغ من تعلق " الإمام علي " بابنته وابن
أخيه ، أن أبقاهما معه ، حتى إذا ولى أمر المسلمين وانتقل إلى الكوفة انتقلا معه فعاشا في دار
الخلافة .
عقيلة بني هاشم :
تمسك المراجع التاريخية عن وصف صورتها ، إذا هي في خدرها محجبة لا نكاد نلمحها
إلا من وراء ستار ، غير أنها تخرج من خدرها بعد عشر سنين في محنة كربلا .
وريثما تكشف الأحداث عن قوة جنانها وثبات فؤادها ، وتبديها في أنبل صورة من الشجاعة
والإباء والترفع .
ويدون لها ابن الأثير في " أسد الغابة " وابن حجر في " الإصابة " ما اتصلت به الراوية من قوة
برهانها وقوة حجتها وموفور شجاعتها وعقلها .
روى " الجاحظ " في " البيان والتبيين " عن خزيمة الأسدي قال : دخلت الكوفة بعد مقتل الحسين
.. فلم أر خفرة أنطق منها ، كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب .
وكان لها ، فيما تقول بعض الروايات ، مجلس علمي حافل ، تقصده جماعة من النساء اللواتي
يردن التفقه في الدين .
وهكذا اجتمع لها مالم يجتمع لسواها من نساء جيلها ، فكانت " عقيلة بني هاشم " وغلب عليها
هذا اللقب .
مقتل أبيها علي بن أبي طالب :
كانت " زينب " حين شبت فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ، في الثلاثين من عمرها
تعيش مع زوجها وبنيها في دار الخلافة ، وترقب عن كثب وميض تلك الفتنة ،
وتشهد أباها أمير المؤمنين يخوض المعركة تلو المعركة ، ويفرغ من موقعة " الجمل "
ليلقى معاوية في جيش الشام " بصفين " ثم يفرغ منه ليلقى الخوارج في " النهروان "
وهكذا على مدى خمس سنين طوال لم يهدأ فيها يوماً حتى كانت الليلة المشئومة ،
لتسع خلون من شهر رمضان سنة 40 هـ ، وقد خرج الإمام في الفجر يصلي بالناس
في المسجد الأعظم بالكوفة ، و " زينب " في الدار ما تدري إلا وضجة تعلو آتية من ناحية المسجد
وأمسكت " زينب " قلبها في ذعر مبهم ، وأصغت في وجوم وقلق إلى الضجة
وهي تقترب من دار الخلافة شيئاً فشيئاً ، حتى إذا بلغت ساحة الدار ميزت " زينب "
صيحات مروعة ، تعلن ملء الفضاء : أن قد طعن أمير المؤمنين ..
جمعت " زينب " كيانها الموشك على التداعي ، وتحاملت تستقبل أباها الحبيب محمولاً
على الأعناق ، قد أصابته طعنة قاتلة ، من سيف ابن ملجم .
أكبت عليه تقبله وتغسل جرحه بدموعها ، وأختها أم كلثوم إلى جانبها وتصيح بالقاتل :
أي عدو الله لا بأس على أبي ، والله مخزيك .
فدعا الإمام ولديه " الحسن والحسين " وتهيأ لكتابة وصيته ، ومن تلك اللحظة ،
لم تدع زينب فراش أبيها كانت تريد أن تتزود منه قبل الرحيل .
وما أسرع ما رح أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه ولم يكن سوى حلقه من سلسلة الفواجع
التي ألمت بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
الأخ الأكبر الحسن بن علي ، والحزن الأليم :
ثكلت زينب أباها ، وجاء دور شقيقها " الحسن ابن علي " رضي الله عنه .
وانتهي هذا الدور ، دور الحسن بعد عشر سنين تنازل عن الخلافة صلحاً " لمعاوية "
بعد أن شد بعض أهل العراق على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ،
وامتدت يد أحدهم فنزعت مطرفه عن عاتقه ، فبقي جالساً متقلداً السيف بغير رداء ،
وامتدت يد أخرى فأخذت بلجام بغلته وطعنته في فخذه ! .
ومرضت " زينب " أخاها الجريح ، فلما اندمل الجرح نسيت مواجعها إلى حين ،
وانصرف الحسن بعد تنازله عن الخلافة إلى المدينة ، فأقام بها نحو ثماني سنوات ،
فشاع أنه مات مسموما .
وشيعت " زينب " أخاها ، ثم آبت إلى البيت الحزين ، بعد أن أرقدوا فقيدها بالبقيع .
دورها مع أخيها الحسين ، ومعركة كربلاء :
وجاء الدور على الإمام الحسين ، فتهيأت " زينب " لترعى أخاها وهو يرى الأمر يخرج من بيت
النبي إلى بيت أمية ملكاً موروثاً .
واستقبلت " زينب " مع بني هاشم ، خلافة " زيد من معاوية " في شهر رجب سنة 60 هـ ..
أصبحت مكة ذات يوم وقد شاع فيها أن " الحسين " يوشك أن يخرج بآله منها ، يريدون العراق
، فأشفق بنو هاشم على " آل البيت " من تلك الرحلة التي لا يدرون عقباها .
/
فصل الركب من مكة في طريقة إلى الكوفة في أمسية شاحبة راكدة الهواء
وتلفتت " زينب " وراءها مرة مرتين ، ترنو إلى الربوع الغالية ، وفي قلبها شجن !
لقد هاجرت إلى العراق من قبل ، يوم كان لها أب ملء الدنيا ، واليوم هي تسير إلى العراق
مرة أخرى ، مثقلة بمتاعب أعوام زادت على العشرين ، ثكلت فيها أبها وأخاها الحسن
وأدبر صباها والشباب ! ، وتلقي نظرة ملؤها الرحمة على الركب الذي يغذ السير :
هؤلاء هم كل آلها أخوها وبنوها ، وبنو أخويها ، وبنو عمها .. هؤلاء هم آل النبي ،
وزهرة بني هاشم ، ينزحون عن ديارهم إلى مصير مجهول ، لكنه محتوم ! ... ،
" ثم دارت بعض الأحداث الأليمة خلال هذه الفترة إلى أن حدثت وقعة كربلاء " .
وقعة كربلاء :
سمعت " زينب " ضجة الجيش الزاحف عن كثب ، فدنت في رفق من أخيها فقالت :
يا أخي ، أما سمعت الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع " الحسين " رأسه فقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال لي : إنك تروح إلينا ..
فلطمت وجهها ، وصاحت ياويلتاه .. فقال لها الحسين :
ليس لك الويل يا أخية ! اسكني يرحمك الله .
موت الحسين رضي الله عنه ، وآل بيته :
ويصف " علي بن الحسين " الذي أنقذته عمته " زينب " من المذبحة . ذلك المشهد فيقول :
إني والله لجالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها ، وعمتي " زينب " تمرضني ، إذا
اعتزل أبي أصحابه في خباء له وعنده " مولى أبي ذر الغفاري " يعالج سيفة ويصلحه وأبي يقول
يادهر أفٌ من خليلٍ !
كم لك بالإشراق والأصيلِ
من صاحب أو طالب قتيلٍ
والدهر لا يقنع بالبديلِ
وإنما الأمر إلى الجليلِ
وكل حي ، سالك السبيلِ
وأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد ، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي .. فأما
عمتي " زينب " فإنها سمعت ماسمعت ... فلم تملك نفسها وثبت تجر ثوبها حاسرة الرأس
حتى انتهت إلى الحسين فصاحت " واثكلاة .. ليت الموت أعدمني الحياة .. "
وخرجت مغشيا عليها ، فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها : يا أخية
اتقي الله وتعزي بعزاء الله ، واعلمي أن أهل الأرض يموتون ، وأن أهل السماء لا يبقون
وأن كل شيء هالك إلا وجهه ...
يا أخية ، إني أقسم عليكِ فأبري قسمي : لا تشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها
ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت .
وراحت " زينب " ترسل عينيها في جمود شارد إلى الظلام ، فطافت بمضاجع بنيها
وإخوتها ، تتزود لفراق طويل ، وتنفس الصبح ! .. وما أن دارت الحرب وحدثت الأحداث
وأحاط القوم " بالحسين " فأقبل " القاسم بن الحسن بن علي " وهو يومئذ غلام ، يجرى نحو
عمه الحسين ، فجرت " زينب " تريد أن تمنعه ، لكن الغلام أفلت منها حين رأى مجرما يهوى
بالسيف إلى عمه ، ومد " القاسم " يده ليتقى ضرب السيف ، فقطع السيف يده
صرخ الغلام الشهيد وهو يفحص برجيله ،
يا أماه ! .
فأجابته زينب من بعيد وهرعت إليه . وأخذت تتلقى هذا المحتضر من آلها أو ذاك ،
فلا يكاد يلفظ النفس الأخير حتى تحتضن أشلاء آخر ..
وكان فيمن حمل إليها ، ولدها عون بن عبد الله بن جعفر ، وأخواه محمد وعبيد الله ، وإخوتها
: العباس ، وجعفر ، وعبد الله ، وابنا أخيها الحسن : أبو بكر والقاسم ، بنو عمها عقيل
و .. و .. !
ويالها من ساعة رهيبة جعل " الحسين " يقاتل فيها وحده بعد أن قتل عنه ولده وأهل بيته
وأصحابه
ووقفت أخته " زينب " غير بعيد تملأ عينيها منه قبل أن يمضى ، حتى إذا أثخنته الجراح
وأوشك أن يهوى ، فلم تعد تقوى على النظر إليه ، ثم قضى الله أمره ، وكانت النهاية المحتومة ! .
فإلى الجنة مثواه
بطلة كربلاء :
وقيل انتهت القصة !
قصة ثلاثة وسبعين شهيداً ثبتوا يومئذ ساعاتِ ذات عدد أمام أربعة آلاف حتى قتلوا عن آخرهم ! .
ولم يبق من أشخاص القصة الذين ظهروا على المسرح الدامي سوى " السيدة زينب " التي لم تكد
تغيب عنا لحظة طول المشهد الفاجع ، والتي ذهبت وحدها في التاريخ بدور " بطلة كربلاء "
منذ سمعت الصيحة الأولى ، إلى موقفها إلى جانب أخيها وهي يقطى لا تنام ! .
وكانت إلى جانب المريض تمرضه ، والمحتضر تواسيه ، والشهيد تبكيه .
وهي التي شوهدت إلى جانب الحسين رضي الله عنهما منذ بدأ القتل حتى انتهي ..
والعرض مستمر .
موكب الأسرى :
انطلقت من الدار خارجة تعدو في ذعر ، وسيق موكب الأسرى والسبايا ..
وكان فيهم صبيان للحسن بن علي استصغرا فتركا بلا ذبح وأخ لهما ثالث
وفتى مريض من أبناء الحسين هو " علي الأصغر ، زين العابدين " أنقذته
عمته " زينب " بشق النفس ، فكان كل من بقى من سلالة شهيدها الغالي .
ودخل الموكب " الكوفة " فقالت كلمة إلى أهل الكوفة .. قال من سمعها
" فلم أر والله خفرة أنطق منها ، كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
فلا والله ما أتمت حديثها حتى ضج الناس بالبكاء "
مضت حتى بلغت دار الإمارة !! إنها تعرف كل قطعة في هذه الدار ، فلقد كانت دارها
أيام كان أبوها علي أمير المؤمنين ، ملء الدنيا والحياة ..
لكنها تدخل اليوم أسيرة يتيمة ثكلى ، قد فقدت أباها وولدها وبقية آلها ..
تقدمت العقيلة في مهابة تحف بها نساؤها ، فأخذت مجلسها دون أن تلقى بالا إلى الوالي
وأخذتها عيناها وهي تجلس بادية الترفع ، قبل أن يؤذن لها في الجلوس ،
فسألها : من هذه الجالسة ؟
فلم تكلمة ، قال ذلك ثلاثاً ، فلا تكلمه .
وأجابت إحدى إمائها :
هذه زينب ابنة فاطمة الزهراء .. ، ولعلي أختصر ماحدث بينهما لنصل إلى قرب النهاية ..
العودة إلى المدينة :
خرج الحارس بنساء " الحسين " وصبيه إلى المدينة ، وكانت المدينة في تلك الفترة ،
واجمة في تلك الفترة تترقب أنباء سبط النبي صلى الله عليه وسلم ، فما راعها إلا منادِ ينادي :
إن علي بن الحسين قد قدم إليكم مع عماته وأخواته ،
علي بن الحسين ؟ العمات والأخوات ؟ أين ... ؟ وأين !
وأشرف الركب الحزين على الجموع التي خرجت لاستقباله فما رأيت مدينة الرسول أفجع مشهداً
ولا رأت بعد رحيل المصطفى ، مثل ذاك اليوم أكثر باكياَ وباكية !
الرحلة الأخيرة :
أرادت السيدة زينب أن تقضي ما أبقت لها الأيام من عمر في جوار جدها صلى الله عليه وسلم لكن بني أمية
كرهوا ذلك المقام .
وكان وجود " السيدة زينب " في المدينة كافياً لأن يلهب الحزن على الشهداء ، ويؤلب الناس
على الطغاة وطلب الوالى إلى السيدة زينب أن تخرج من المدينة فتقيم حيث تشاء .
فخرجت من مدينة جدها ، ثم لم ترها المدينة بعد ذلك أبدا ، فقد رحلت تريد " مصر "
وأوغل الجرح في قلبها : عميقاً غائراً مميتاً !
بزغ هلال شعبان عام 61 هـ في اللحظه التي وطئت فيها السيدة أرض الكنانة فإذا جموع من الناس
قد احتشدت لاستقبالها أ مير مصر " مسلمة بن مخلد الأنصاري " رضي الله عنه في وفد من أعيان
البلاد وعلمائها ، وحفوا بركبها ، حتى إذا بلغت العاصمة ، مضى بها " مسلمة " إلى داره
فأقامت بها قرابة عام ، لم ترى خلالها إلا عابدة متبتلة . ثم كانت نهاية المطاف .
فماتت عشية يوم الأحد لأربع مضين من شهر رجب عام 62 هـ أرجع الأقوال
وأغمضت العينان اللتان شهدتا مذبحة " كربلاء " وآن للجسد المتعب المضنى أن يستريح .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
واصحابه الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
منقوووول
==================================================
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين
( الا ان نصر الله قريب )