قَوْله تَعَالَى : { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأ أَوْ مَغَارَات أَوْ مُدَخَّلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }
( وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ) . ( كبر ) أي عظم وشق إعراضهم عن الإيمان والتصديق بما جئت به ، وهو قد كبر عليه إعراضهم ، لكن جاء الشرط معتبرا فيه التبيين والظهور ، وهو مستقبل ، وعطف عليه الشرط الذي لم يقع ، وهو قوله : ( فإن استطعت ) وليس ue]ص: 114 ] مقصودا وحده بالجواب ، فمجموع الشرطين بتأويل الأول لم يقع ، بل المجموع مستقبل ، وإن كان ظاهر أحدهما بانفراده واقعا ، ونظيره ( إن كان قميصه قد من قبل ) ، ( وإن كان قميصه قد من دبر ) . ومعلوم أنه قد وقع أحدهما ، لكن المعنى أن يتبين ويظهر كونه قد من كذا ، وكذا يتأول ما يجيء من دخول ( إن ) الشرطية على صيغة ( كان ) على مذهب جمهور النحاة ، خلافا لأبي العباس المبرد ، فإنه زعم أن ( إن ) إذا دخلت على كان ، بقيت على مضيها بلا تأويل . والنفق السرب في داخل الأرض الذي يتوارى فيه . وقرأ نبيح الغنوي (أن تبتغي نافقا في الأرض ) ، والنافقاء ممدود ، وهو أحد مخارج جحر اليربوع ، وذلك أن اليربوع يخرج من باطن الأرض إلى وجهها ، ويرق ما واجه الأرض ، ويجعل للجحر بابين : أحدهما; النافقاء ، والآخر; القاصعاء ، فإذا رابه أمر من أحدهما ، دفع ذلك الوجه الذي أرقه من أحدهما ، وخرج منه . وقيل : لجحره ثلاثة أبواب . قال السدي : السلم : المصعد . وقال قتادة : الدرج . وقال أبو عبيدة : السبب ، والمرقاة . تقول العرب : اتخذني سلما لحاجتك; أي سببا; ومنه قول كعب بن زهير :
==================================================
اللهم ارزقنى الحكمه