النمرودية المعاصرة

النمرودية المعاصرة
==============
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)} [البقرة: 258
لقد تجلت الوثنية العصرية بابشع صورها فخرجت عن الصورة التقليدية المشاهدة الى صورة خيالية موهومة حتى اصبح عابدوها لا يملكون أي تصور محسوس لها.
هذه الصورة البشعة المتمثلة بالقوانين والدساتير تجاوزت حدود العقل من جميع جوانبه فاذا كان الحاكم البشري في زمن ابراهيم عليه السلام يدعي الاحياء والاماتة والتي هي اخص افعال الخالق سبحانه وتعالى فهو الذي خلق الخلق واحياهم وكرم آدم أن نفخ فيه من روحه بعد ان كان صلصال من حمأ مسنون فهو وحده سبحانه من يملك قرار الموت لخلقه فهذا هو منطق العقل وبداهته في اقامة الحجة على الخلق بان من خلق وأحيى هو الذي يميت فالحكم له سبحانه فمن هذه البديهية اراد ابراهيم عليه السلام ان يحسم مسالة عبودية الخلق لربهم فاراد ان يحاج النمرود منها لكن العتو والجهل كان متغلغلا في نفسية النمرود الطاغية التي تجاوزت حدود المعقول فقال : انا احيي واميت () فظن ان ايتائه الملك من الله عزو وجل أمرا وارادة كونية قدرية تؤهله لان يملك اصدار الاحكام بالموت والحياة على من هم تحت سلطانه فمسالة ازهاق الارواح هي مسالة شرعية ابتلى الله به عباده : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ... نعم الحق هو ان تقتل النفس بناء على امر محييها وخالقها
فنجد في هذا العصر ان النمرودية تجاوزت حدود العقل حتى اصبح الذي يحكم بالموت والحياة حكما شرعيا هي اوثان العصر _ القوانين_فتجد ما يسمى باحكام الاعدام التي اصبحت خاضعة لهذه القوانين لاتفه الاسباب يفصلونها على اهوائهم اذ ان هذا القانون _ وثن العصر- لا وجود له ولا كينونة ليعترض .
فاحكام الموت- الاعدام- اصبحت تصدر باسم وثن العصر – القانون- دون حياء وخوف من الجليل الجبار
وحتى نقرب الى عقول هؤلاء الذين بلغت الوثنية في نفوسهم الى حد الاشراب لو جئنا لك بشاة او جمل وقلنا لك اذبحه باسم القانون فبدلا من ان تقول باسم الله قل باسم القانون هل تفعل ذلك ؟؟؟ الجواب: بحسب المألوف لا
فسبحان الله شاة لا تقتلها باسم القانون اما بشر بالالاف تقتلونهم باسم القانون ؟؟؟؟
ثم يقولون لك نحن مسلمون ..
فاي اسلام هذا ؟؟؟الم يكفكم اجرامكم حتى تنسبوه الى دين العزيز الجبار فقلوبكم اشربت الاوثان فاليها تتجهون وعنها تصدرون فاين عقولكم

الله أكبر ولا عدل إلا من عند الله ولا قوة إلا بالله