الانفراد بالذات يحقق تنقية للروح
=http%3A%2F%2Fwww.alghad.com%2Farticles%2F859461%3Fs%3D057213192d3b2b22b6200c2fe3fee233-99&p[images][0]=http%3A%2F%2Fwww.alghad.com%2Ffile.php%3Ffileid%3D260784%26width%3D100%26height%3D100&p[title]=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA+%D9%8A%D8%AD%D9%82%D9%82+%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A9+%D9%84%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD&p[summary]=%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%86+%D9%85%D9%86%D8%A7+%D9%85%D9%86+%D9%8A%D8%AA%D9%85%D9%86%D9%88%D9%86+%D9%84%D9%88+%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7+%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86+%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%8C+%D9%88%D9%87%D8%B0%D9%87+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%BA%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%AD%D8%B3%D8%A8+%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%8A+%D8%B9%D9%84%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3+%D8%AA%D8%B9%D9%83%D8%B3+%D9%85%D8%AF%D9%89+%D8%AA%D8%B1%D8%AF%D9%8A+%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%86%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A%D8%A9+%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9]FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment
تم نشره في الجمعة 20 آذار / مارس 2015. 01:00 صباحاً
مريم نصر
عمان- كثيرون منا من يتمنون لو كانوا وحيدين لفترة في صحراء خالية من البشر، وهذه الرغبة بحسب اختصاصيي علم النفس تعكس مدى تردي صحتنا العاطفية والنفسية، وعليه فإن على الإنسان أن يتعلم كيف يخلق لنفسه جزيرة منعزلة يقصدها كلما شعر بالرغبة في الانعزال أثناء حياته اليومية.
فالعزلة لفترة من الوقت تحدث فرقا شاسعا في حياتنا، وعلى الجميع أن يتعلم إتقان هذا الفن ويطبقه.
والأمر ليس سهلا بل يشكل تحديا حقيقيا. ويقول مؤلف كتاب "العناية بالروح" توماس مور "كل إنسان مهما كان مشغولا ومهما كانت ظروفه يستطيع أن يخلق وقتا لنفسه، لكن هنالك أشخاص بطبيعتهم يخدعون أنفسهم ويعتقدون أن كل وقت فراغ يملكونه يجب أن يفعلوا فيه شيئا سواء لخدمة الآخرين أو لخدمة عمله أو عائلته".
فحياتنا المعاصرة فرضت نوعا من السلوك جعل النجاح مرتبطا بالإنجازات المادية، وأغلب النساء وخصوصا الأمهات يشعرن بذلك فهن على الأغلب يشعرن بالذنب إذا ما تركن ما بأيديهن وحصلن على وقت لأنفسهن لفعل لا شيء بكل بساطة.
فكل شخص يملك وقتا إضافيا يقوم إما بإجراء مكالمة هاتفية أو يشاهد التلفاز أو يقوم بتكنيس الأسطح بالمكنسة الكهربائية، ونفعل أي شيء لتجنب البقاء وحيدين مع أنفسنا ربما خوفا من اكتشاف الذات واكتشاف عيوبنا وعيوب المحيطين بنا.
وهذا الأمر وهذا الخوف يمنع المرء من أن ينمو عاطفيا أو أن يجدد نفسه.
فالإنسان يبدع حين يكون وحيدا، ويقول الكاتب جون ابدايك الحائز على بوليتزر والذي ألف نحو 51 كتابا منها العديد حول أهمية العزلة في الإبداع "المرء حين يقضي وقتا لنفسه فقط ويجالس نفسه ويقطع ارتباطه بمن حولة لفترة من الزمن هو الذي يشعر بالإلهام الحقيقي، ما يجعله قادرا على الإبداع".
وللعزلة فوائد لا تحصى منها الشفاء مما يتعبنا نفسيا، والقدرة على التفكير والرؤية بوضوح، ويقول مور "كل شيء في حياتنا المعاصرة تدفع بنا إلى السطحية وتبعدنا عما في داخلنا، لذا علينا نحن تحدي هذا الأمر وتكريس وقت خاص للروح وللنفس وتحقيق التوازن".
وهذا الوقت، كما يسميه الشاعر مايو سارتون "الوقت المفتوح"؛ حيث لا التزامات سوى للروح ولما بداخلنا سواء بالتأمل أو الصلاة أو حتى أن يحظى المرء بفترة سكون وحده ليركز على تنفسه وسماع مطالب صوته الداخلي.
والعزلة تشبه الإجازة في فوائدها وخلالها يكتشف المرء ما يسعده وما يحزنه وما يريحه. وفيما يلي طرق تمكن المرء من الحصول على العزلة المطلوبة:
على المرء أن يحدد موعدا للعزلة على الأجندة وأن يكون حازما ومتمسكا بهذا الوقت الذي يكرسه لنفسه فقط يفعل به ما يشاء ويعتزل عن كل من حوله وأن يبقى وحيدا سواء ليتمشى أو ليذهب إلى متحف فنون أو حتى ليجلس في شرفة منزله. وكثيرون يقولون لأصدقائهم "لماذا لا ترافقني"، وهذا أمر غير سليم ولا يحقق الهدف من العزلة.
ثم على المرء أن يكون واضحا بشأن احتياجاته وأن يطالب بالعزلة بشكل واضح؛ فمثلا يمكن للزوجة بدلا من أن تخبر زوجها أنها تحتاج لوقت لنفسها أن تقول "أحتاج للخروج من الثانية حتى الخامسة هل يمكنك مجالسة الأطفال؟"، وعلى المرأة أن تمنح هذا الوقت أيضا لزوجها أن يختلي مع ذاته ويفعل في هذا الوقت ما يشاء من أنشطة تريحه.
ويمكن للمرء تخصيص وقت لذاته خلال اليوم، فمثلا أن يحصل على يوم إجازة ويذهب إلى حديقة ما وهو وقت مناسب؛ إذ يكون أغلب الناس في عملهم والحديقة خالية من الزوار، أو أن يأخذ استراحة الغداء في العمل إلى مكان منعزل ويضيء الفترة مع ذاته ليفكر. وعلى المرء أن يمارس فعل لا شيء وأن لا يرهق المرء نفسه بالتفكير فيما يجلب له الراحة، لأن التخطيط للعزلة يعني أن المرء عاد للعمل. فأسلم طريقة هي اختيار الأوقات بشكل عفوي وأن يقوم المرء بما يحلو له لجلب الراحة لروحه.