السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------
قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم
لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم
وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (118)
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا
وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور (119)
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا
لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط (120) }
--------
يا أيها المؤمنون تنبهوا إلى أنكم في معسكر من غير المؤمنين يقاتلكم ويعاند إيمانكم،
وهؤلاء لا يمكن أن يتركوكم على إيمانكم،
بل لا بد أن يكيدوا لكم، وهذا الكيد يتجلى في أنهم يدسون لكم أشياء، وينفذون إليكم.
فالمنهي عنه ليس أن تتخذ بطانة من المؤمنين،
ولكن المنهي عنه هو أن تتخذ بطانة من غير المؤمنين؛
لأن المؤمن له إيمان يحرسه، أما الكافر فليس له ما يحرسه،
والبطانة من غير المؤمنين لا تقصر
في لحظة واحدة في أنها تريد للمؤمنين الخبال والفساد،
ولا يقف الأمر عند هذا الحد،
بل إنهم يحبون العنت والمشقة للمؤمنين
{ودوا ما عنتم }
والحق سبحانه وتعالى لا يريد لنا العنت،
وفي هذا يقول سبحانه:
{ ولو شآء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم }
[البقرة: 220]
أي أنه سبحانه لو أراد، لكلفكم بأمور كثيرة تحمل المشقة،
لكن الحق سبحانه يسر لكم أيها المؤمنون،
لكن أهل الكفر لا يودون إلا الخبال للمؤمنين،
ويحبون المشقة لهم.
ومن أين تنشأ المشقة؟
إنك حين تكون مؤمنا فأنت تقوم بما فرضه عليك الدين، وهم يحاولون أن ينفخوا في المؤمن
بغير ما يقتضيه هذا الدين،
فتتوزع نفس المؤمن،
وبهذا النفخ تنقسم ملكات المؤمن على نفسها،
وعندما تنقسم الملكات على نفسها فإن القلق والاضطراب يسيطران على الإنسان،
فالقلق والاضطراب ينشآن
عندما لا تعيش الملكات النفسية في سلام وانسجام.