السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
وقوله : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }
أى : ألا تحبون - أيها المؤمنون أن يغفر الله لكم ذنوبكم ،
بسبب عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم؟
فالجملة الكريمة ترغيب فى العفو والصفح بأبلغ أسلوب ،
وقد صح أن أبا بكر - رضى الله عنه -
لما سمع الآية قال : بلى والله يا ربنا ، إنا لنحب أن تغفر لنا ،
وأعاد إلى مسطح نفقته ، وفى رواية : أنه - رضى الله عنه -
ضاعف لمسطح نفقته .
قال الآلوسى : " وفى الآية من الحث على مكارم الأخلاق ما فيها .
واستدل بها على فضل الصديق - رضى الله عنه -
لأنه داخل فى أولى الفضل قطعا ، لأنه وحده أو مع جماعة سبب النزول ،
ولا يضر فى ذلك الحكم لجميع المؤمنين كما هو الظاهر . . . " .
ثم ختم - سبحانه - الأية الكريمة بما يرفع من شأن العفو والصفح
فقال : { والله غفور رحيم } .
أى : والله - تعالى - كثيرة المغفرة ، وواسع الرحمة بعباده ،
فكونوا - أيها المؤمنون - أصحاب عفو وصفح عمن أساء إليكم .
وبعد أن أمر - سبحانه - المؤمنين بالعفو والصفح عمن استزلهم الشيطان ،
فخاضوا فى حديث الإفك ثم ندموا وتابوا ،