: يعني ظهورها وإثارتها شبهها بالدخان المرتفع ,
والدخن بالتحريك مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقي عليها حطب رطب فكثر دخانها ,
وقيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد قاله في النهاية وإنما قال
( من تحت قدمي رجل من أهل بيتي )
: تنبيها على أنه هو الذي يسعى في إثارتها أو إلى أنه يملك أمرها
( يزعم أنه مني )
: أي في الفعل وإن كان مني في النسب والحاصل أن تلك الفتنة بسببه وأنه باعث على إقامتها
( وليس مني )
أي من أخلائي أو من أهلي في الفعل لأنه لو كان من أهلي لم يهيج الفتنة ونظيره قوله تعالى :
{ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح }
أو ليس من أوليائي في الحقيقة , ويؤيده قوله
( وإنما أوليائي المتقون )
: قال الأردبيلي . فيه إعجاز وعلم للنبوة وفيه أن الاعتبار كل الاعتبار للمتقي وإن بعد عن الرسول في النسب , وأن لا اعتبار للفاسق والفتان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن قرب منه في النسب انتهى .
( ثم يصطلح الناس على رجل )
: أي يجتمعون على بيعة رجل
( كورك )
: بفتح وكسر قاله القاري
( على ضلع )
: بكسر ففتح ويسكن واحد الضلوع أو الأضلاع قاله القاري . قال الخطابي : هو مثل ومعناه الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك . وبالجملة
يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك ولا مستقل به انتهى .
وفي النهاية : أي يصطلحون على أمر واه لا نظام له ولا استقامة
لأن الورك لا يستقيم على الضلع
ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبعده , والورك ما فوق الفخذ انتهى .
وقال القاري :
هذا مثل والمراد أنه لا يكون على ثبات , لأن الورك لثقله لا يثبت على الضلع لدقته ,
والمعنى أنه يكون غير أهل للولاية لقلة علمه وخفة رأيه
انتهى .
وقال الأردبيلي في الأزهار :
يقال في التمثيل للموافقة والملائمة كف في ساعد وللمخالفة والمغايرة ورك على ضلع
انتهى .