جاء في كتاب التذكرة للإمام
القرطبي تحت عنوان: "باب منه في المهدي ومن أين يخرج وفي علامة خروجه وأنه يبايع
مرتين ويقاتل السفياني ويقتله":" روي من حديث ابن مسعود و غيره من الصحابة أنه يخرج
-المهدي- في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلا راياته
بيض وصفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب : فلا تهزم له راية و قيام هذه
الرايات وانبعاثها من ساحل البحر بموضع يقال له ماسنة من قبل المغرب فيعقد هذه
الرايات مع قوم قد أخذ الله لهم ميثاق النصر والظفر ﴿أولئك حزب الله ألا إن حزب
الله هم المفلحون﴾ الحديث بطوله وفيه : [ فيأتي الناس من كل جانب و مكان فيبايعونه
يومئذ بمكة و هو بين الركن و المقام و هو كاره لهذه المبايعة الثانية بعد البيعة
الأولى التي بايعه الناس بالمغرب ثم إن المهدي يقول: أيها الناس اخرجوا إلى قتال
عدو الله و عدوكم فيجيبونه ولا يعصون له أمرا فيخرج المهدي ومن معه من المسلمين من
مكة إلى الشام لمحاربة عروة بن محمد السفياني وكل من معه من كلب ثم يتبدد جيشه ثم
يوجد عروة السفياني على أعلى شجرة وعلى بحيرة طبرية و الخائب من خاب يومئذ من قتال
كلب ولو بكلمة أو بتكبيرة أو بصيحة].
يفهم من كلام الإمام القرطبي أن
للإمام المهدي الحسني u بيعتين الأولى بالمغرب قبل خروج السفياني والثانية
بمكة.
وروى القرطبي كذلك في التذكرة بغير سند: [ستفتح بعدي جزيرة تسمى
بالأندلس فتغلب عليهم أهل الكفر فيأخذون من أموالهم وأكثر بلدهم و يسبون نساءهم و
أولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفارا و تنجلي
أكثر الناس عن ديارهم و أموالهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبقى إلا أقلها ويكون في
المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم
بعضا فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله r و هو المهدي
القائم في آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة].
قال الإمام القرطبي معلقا على
الحديث:" كل ما وقع في حديث معاوية فقد شاهدنا بتلك البلاد وعاينا معظمه إلا خروج
المهدي".
ونجد أحاديث أخرى صحيحة في صحيح الإمام مسلم تؤكد ما ذهب إليه
الإمام القرطبي فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
r: « لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ
السَّاعَةُ »([1]). ويقصد بالغرب المغرب الأقصى.
وعَنْ نَافِعِ بْنِ
عُتْبَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي غَزْوَةٍ - قَالَ - فَأَتَى
النبي r قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ
عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ r قَاعِدٌ - قَالَ -
فَقَالَتْ لِي نَفْسِي ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لاَ يَغْتَالُونَهُ
- قَالَ - ثُمَّ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ. فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ - قَالَ - فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ
أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ « تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا
اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ
فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ». قَالَ:
فَقَالَ نَافِعٌ يَا جَابِرُ لاَ نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ
الرُّومُ. ([2]).
وهذه الأمور الأربعة المذكورة في الحديث من فتح جزيرة
العرب والروم وفارس والدجال جاء في أحاديث أخرى أن الذي يقوم بها هو الإمام المهدي
رضي الله عنه، فهو الذي يفتح جزيرة العرب وفارس ورومية والدجال.. وهذا يؤكد أن
للإمام المهدي u بيعتين الأولى بالمغرب الأقصى ويبدأ خلالها في إعداد جنده وتربيتهم
والثانية بمكة المكرمة، فالبيعة الأولى بيعة صغرى على الجهاد لتحقيق الخلافة
والثانية وهي الكبرى بمكة على الخلافة.
أما يروج له بعض الشيعة عن خروج
الإمام المهدي من أصبهان فهذا خلط كبير لم يرد فيه حديثا واحدا عن سيدنا رسول صلى
الله عليه وسلم، بل الذي يخرج من أصبهان هو الدجال كما جاء في الحديث الذي رواه
الإمام أحمد في مسنده عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ":يخرج الدجال من
يهودية أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان".
وفي عدة روايات
صريحة "أنه يخرج الدجال من أصبهان أو من قبل أصبهان" .
تنبيه: المتفق عليه
أن الإمام المهدي يخرج ومعه دليل صدقه وبرهان دعوته، وأنه يشبه النبي صلى الله عليه
وسلم في خُلقه وخَلق
هو الإمام الهُمام الذي يملأ الأرض قِسطاً
وعَدلا بعدما مُلئت ظُلماً وجوراً،
هو سيف الله الذي سيسله عن قريب،
يُلوّح
في آفاق السماء،
ومعه العدل والقِسط ،
هو عدو الكفر ،
هو عدو الخوارج
،
هو مُحطم الأصنام ،
هو قاتل الشُرك ،
هو مُبيد الأحزاب ،
هو ولي الله
،
هو حُجة الله ،
هو خليفة الله في خلقه ،
هو الحُجة محمد بن الحسن بن علي
بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن
فاطمة بنت رسول الله
إنّ المهدي عليه السلام الذي تعتقد به الشيعة الاثنا
عشرية ،هو من ولد الحَسن المُجتبى والحُسين الشهيد ،هو من وُلد الحسن من جهة الأم
،ومن وُلد الحسين من جهة الأب ،لأنّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، قد تزوج
بالسيدة فاطمة بنت الحسن السبط عليهم السلام أجمعين .
فيكون الإمام المهدي
عليه السلام من وُلد الحسن والحسين عليهم السلام أجمعين ،لأنّ رسول الله صلى الله
عليه وآله قال للسيدة فاطمة عليها السلام ((المهدي من ولدك يا فاطمة ))
،أي من
الحسن والحسين عليهم السلام أجمعين ،من ولد الحسن من جهة الأم ،ومن ولد الحُسين من
جهة الأب .
وبهذا نقطع السبل أمام كُل من يدعي المهدوية ،فننظر في نسَبه
لنرى هل هو من ولد الحسن والحسين أم لا ؟!!
ولا يُوجد مَهدي يعتقد به
الناس بهذا النسب غير المهدي بن الحسن الذي تعتقد به الشيعة الإمامية وتمتلك الأدلة
التي تفوق حد التواتر بل هي متواتر قبل ولادة الإمام المهدي عليه السلام ،وهي
الفِرقة الوحيدة التي تمتلك هذا التواتر ،والذي يقول بالمهدي من قبل ولادة الإمام
المهدي عليه السلام
يقول ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ص
47:
الطبعة الأولى الصادرة عن دار الحديث
وهي الطبعة المصرية بتحقيق عصام
الدين الصبامطي
سنة الإصدار 1993:
[يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه
وتغير لونه قال: فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال: " إنا أهل بيت اختار
الله لنا الآخرة على الدنيا وإن بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي
قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبز فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون
فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما
ملئت جورا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولوحبوا على الثلج " . ففي هذا السياق إشارة
إلى بني العباس كما تقدم التنبيه على ذلك عند ذكر ابتداء دولتهم في سنة اثنتين
وثلاثين ومائة، وفيه دلالة على أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس وأنه يكون من
أهل البيت من ذرية فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن والحسين،
كما تقدم النص على ذلك في الحديث المروي عن علي بن أبي طالب والله تعالى أعلم.
]
وأكّد ذلك السيوطي في كتابه العرف الوردي في أخبار المهدي
(1/59):
[ بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , إذ أقبل فتية
من بني هاشم, فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - اغرورقت عيناه وتغير لونه,
قال: فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه, فقال:
إنا أهل بيت اختار الله لنا
الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا, حتى يأتي قوم
من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه, فيقاتلون فينصرون فيعطون ما
سألوا, فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا,
فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم, ولو حبوا على الثلج, فإنه المهدي
- قال الحافظ عماد
الدين ابن كثير: في هذا السياق إشارة إلى ملك بني العباس وفيه دلالة على أن المهدي
يكون بعد دولة بني العباس وأنه يكون من أهل البيت من ذرية فاطمة بنت الرسول - صلى
الله عليه وسلم - ثم من ولد الحسن والحسين ]
منقول
ماذا تقول في هذا الأمر أخي أحمد لله.