خليفة الله المهدي وخليفة الرحمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
_____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الله تعالى لمّا أراد أن يخلق الخلق والكون، خلقهم بالرحمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : سبقت رحمتي غضبي رواه مسلم.
قال الله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) سورة الأعراف - 156
وقال تعالى{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} غافر-7
فالرحمة سبقت كلّ شيء، ووسعت كلّ شيءٍ. فما ظهر الخلق والأكوانُ إلاّ بالرّحمة.
فبرحمة الرحمن خلق الله الأكوان، قال الله تعالى : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5].
فعرش الوجود والمخلوقات ما تجلّى إلاّ بالرحمة، برحمة الرّحمن. وهذا هو معنى استواء اسم الرّحمن على العرش.
فمدار العلم والحقائق على علم الأسماء، من فهم الأسماء وعلمها علم الحقائق وأساس الأمور، وتبسّطت الأمور والعقائد لديه كأبسط ما يكون، وذلك لمّا خلق الله آدم عليه السلام جعله خليفة فعلّمه الأسماء قال سبحانه : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} البقرة 31.
فاسم الرحمن هو الإسم الذاتي الجامع الذي به رحم الله الأسماء فتجلّت الخلائق والأكوان بكلمة كن.
فإسم الله هو الإسم العلم الدّال على الذات، وإسم الرحمن هو الإسم الوسيط بين الذات وباقي الأسماء والصّفات.
فاسم الرحمن اسم ذاتيّ صفاتي من هذا الوجه، فهو اسم ذات وبه تعرّف الخلق والإنسان على الله سبحانه. ذاتيّ له وجه إلى الإسم الجامع "الله" الدّال على الذات، وصفاتي له وجه إلى الأكوان والخلق. فاسم الرّحمن هو نسبة التعرّف إلى الله عند الخلق. به خلق الله الأكوان برحمته فرحمها من العدم إلى الوجود، وبه تحدثُ صلة تلك الرّحمة والمعرفة بالله بالنّسبة للخلق.
فالله هو الإسم الدّال على الذات والأحدية والهوية المطلقة والصّمدية والغيب المطلق، والدّال على الواحدية بإطلاقها، وكان اسمُ الرحمن هو الإسم الذي به خلق الله الخلق والأكوان، هو مظهر الكمالات والأوصاف الإلهية فكان استواء الله باسمه الرّحمن على العرش. عرش الكون والخلق. فافهم هذه الحقائق.
لذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي "لولاك يا محمد ما خلقت الأفلاك".
وفي مسند الفردوس للديلمي : عن ابن عباس مرفوعا : (يقول الله عز وجل : وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت الجنة ولولاك ما خلقت الدنيا)
ومما صح عند الحاكم أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمن بمحمد ومُرْ من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقْتُ الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن)
قلنا فباسم الرّحمن خلق الله الأكوان والأفلاك.
لأنّ الله لمّا خلق الكون والخلق، جعل الإنسان خليفة وأودع فيه سرّه ونفخ فيه من روحه، فجعله على صورته.
والعالم هو صورة تجليّات الله تعالى، فما العالم والأكوان سوى تجليّات وآثار الأسماء التي ظهرت بسرّ الذات، فهي تجليّات الذات تجليّات الله سبحانه، فكان العالم صورة الله ، وكان الإنسان هو صورة الله الجامع لسرّ العالم، ولهذا كان خليفة عن الله سبحانه ، كما قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} البقرة 30.
نريدُ هنا بالإنسان أي الإنسان الكامل، هو الخليفة.
والإنسان الكامل في التجليّات والكمال الذي تجلّى هو الذي خصّه الله بتجلّي اسم الرّحمن عليه وهو سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم. الجامع للأخلاق الرّبانية والكمالات الإلهية.
فرسول الله ربّ العالمين هو سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).
ومن هنا نقولُ في عالم الحقائق المكتوم : سيّدنا محمّد هو خليفة الرّحمن. أي خليفة اسم الرّحمن ، بما خصّ الإنسان بهذه الخصيصة وهي الخلافة والصورة الإلهية كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلق الله آدم على صورته "
والأنموذج الأعلى في الكمال الأعلى المتجلّي والوجود الظاهر كما قلنا هو سيّدنا محمّد رسول الله خليفة الرّحمن، مظهر الأسماء والصّفات. فالأسماء والصّفات هي عالم الأكوان والمخلوقات وعالم التعيّن والواحدية في أعلى مظاهرها الرحمانية والكثرة.
فكان أوّل العابدين وسيّد الخلق هو النبيّ الأميّ الأمين ما تجلّى من كمال في الوجود إلاّ كان حليته صلى الله عليه وسلّم فهو خليفة الرّحمن ، الإسم الذي ظهرت أصلاً وبدايةً منه الأكوان والخلائق ، فافهم.
فإذا فهمت هذا الكلام العالي النّفس، فاعلم أنّ خليفة الله هو العبد المطهّر عن الأكوان، العبد الذي حمل سرّ الذات، العبد الذي أعطى كلّ مرتبة خلقية وحقيّة في الوجود حقّها، وتجلّى فيها فهو مظهر الواحدية بإطلاقها في جميع مراتبها وهو سرّ الهوية في كلّ مخلوق وهو الإمام الخليفة الذاتيّ المذكور في الآية الكريمة السابقة إنّي جاعل في الأرض خليفة، فهو مظهر الحقّ تعالى في الأرض والأكوان، إذ هو خليفة اسم الله ، خليفة الله في الأكوان كما كان سيّدنا محمد خليفة اسم الرّحمن.
وهذا الإمام هو الوليّ الخاتم والخليفة المهدي المنتظر المبشّر به الذي يظهر في آخر الزمان ، الذي بشّر به نبيّ الله صلوات الله وسلامه عليه.
فكان خليفة اسم الرّحمن هو النبيّ والرّسول المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم. هو النبيّ الخاتم الذي كان نبيّاً وآدم منجدل بين الماء والطين، نبيّ الأنبياء.
وكان خليفة اسم الله هو الوليّ الخاتم الإمام المهدي عليه السلام، وهو الوليّ بالأصالة كان وليّاً وآدم بين الماء والطّين ، وليّ الأولياء جميعاً : أنبياء وأولياء فولايتهم تابعة لهذا الوليّ الخاتم الذي ختم الولاية.
والولاية هي الأصل فالله ما تسمّى بالنبيّ، ولكن تسمّى بالوليّ 'الوليّ الحميد". لتفهم أنّ الوليّ هو خليفة اسم الله. وهو الحامل لواء الذات. وهو حقيقة الحقائق وسرّ الأسرار، وجميع من ظهر من أنبياء وأولياء هو حقيقتهم وأصلهم.
لذلك يكونُ ختام الدّنيا. فافهم فهو الخليفة، خليفة الله كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي" صحيح صحّحه جمهرة من جهابذة الحفاظ.
___________
فاسمُ الرحمن هو رسول إسم الله في الأكوان. فباسم الرحمن ظهرت الأسماء وآثارها وتجلّى عالم الصفات والخلق. هذا علم الحقائق.
فكلّ الكمال من ألفه لبائه تجلّى في اسم الرحمن، فهو المفيض على عالم الصفات والأكوان.
فمظهر الصفات العليّة والكمالات الإلهية هو اسمُ الرّحمن، لأنّه نقطة التفرّع والبداية ونقطة التجلّي والسقاية لكلّ موجودٍ تجلّى ومخلوق ظهر. فافهم هذه الحقائق.
أمّا اسمُ الله فهو الذات، سرّ الذات العليّة التي هي حقيقة الأسماء والهوية.
ما من تجلٍّ ومخلوق وما من شيء لاح في الوجود وما من مخلوق إلاّ وهويّته الله سبحانه، وله عودة إلى الذات. فهي سرّه.
فاسم الله هو عالم الهويّة والأحدية والواحدية، واسم الرّحمن هو مظهر الواحدية في أعلى مراتبها ونقطة منشأ الكثرة ومجلى الكمالات الإلهية والصفات العليّة.
وبهذا الاعتبار فقد جعل الله الإنسان خليفةً من حيث سرّه الجامع، فهو يحملُ سرّ الأسماء.
والإنسانُ باعتباره خليفة، فهو في الحقيقة خليفة للخليفة الأوّل، صاحب سرّ الذات الذي كان عبدا وخليفة قبل نزول الكتاب وتجلّي الوجود، صاحب الأسماء في كونِ الأسماء عين الذات في مقام الهويّة وسرّ الذات.
فحين ننسبُ تلك الكمالات والحلل للنبيّ الأعظم صلّى الله عليه وسلّم فنحنُ ننسبُها لسرّه المطمطم الذي حملَ هذا الفضل، فالإنسان فضّله الله واصطفاه في الأزل حاملاً لسرّ الذات.
وعليه فسيّد الخلق والأكوان هو اسمُ الرحمن، اي خليفة اسم الرحمن المخصّص بهذا السرّ والفضل وهو سيّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلّم (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشْفَّعٍ).
وقال صلى الله عليه وسلم "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فخر"
فسيّد ولد آدم وسيّد الأكوان والخلق وصاحب المدد لكلّ الكائنات -القاسم لما أعطى الله كما جاء في الخبر- ، هو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم باعتبار السرّ الذي يحمله سرّ اسم الرّحمن، وباعتبار خلافة الإنسان وحقيقته المكتومة التي دار عليها الوجود، وما يعقلها إلاّ العالمون ، وكلّ هذا العلم في كتاب الله تعالى في آياتٍ كثيرة.
كآية الأسماء :{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} البقرة 31.
فعلم الأسماء هو خصيصة الإنسان والخلافة، فافهم هذه الحقائق.
وحينما نقولُ المهدي هو خليفة اسم الله تعالى ، فهو حامل سرّ اسم الله ، أي سرّ الذات الذي لا يحمله غيره أبداً. لأنّ الذات هي أصلُ جميع المراتب من أعلاها إلى أسفلها.
فهو حامل سرّ الله قبل الخلق وظهور الأكوان، قبل اسم الرّحمن الذي هو الإسم الثاني في المرتبة بعد اسم الله. لأنّ أسم الرّحمن له وجهٌ واحد من وجوه اسم الله سبحانه. له وجه المنزلة العليا والكمالات. بخلاف اسم الله فله كلّ وجوه المنازل والمراتب. من أعلاها إلى أسفلها. جميعها بجميع أضدادها وإضافاتها.
فما في الوجود سوى الله وحده لا شريك له، ولكنّنا نتكلّمُ عن عالم الحقائق والأسرار، ومرجعية هذا الإنسان وخصيصة الخلافة التي ميّزها الله به، فكان خليفة في الأرض ، والأرض هي عالم الأكوان والتجليّات اصطلاحاً في عالم الحقائق. وعلماً طبعاً.
ففي عالم الأحدية ما ثمّ إلاّ الأحد فلا نعت ولا إسم ولا وصف ولا شيء يغاير شيء، لا إله إلاّ الله الأحد سبحانه.
فالمهدي خاتم الولاية هو الوليّ، ومسمّى الوليّ هو الله سبحانه، نريدُ بذلك خليفة اسم الله في الأرض.
لذلك كان اسمُ الخليفة المهدي الختم هو : عبد الله. أصالةً لهُ هذا الإسم. لأنّه العبد المحض المطلق لله تعالى.
خليفة اسم الله ، فافهم.
فالألوهية تجمعُ كلّ شيء وكلّ المراتب والمنازل باعتباراتها، فهي حقيقة الحقّ والخلق. فليس الخلق سوى مظهر الحقّ تعالى وتجليّاته سبحانه.
فاسم الله يجمع العبودية والربّوبية على السّواء، وهذا هو مفهومُ الكمال الحقيقيّ، فبالعبودية تنالُ الكمالات الإلهية ويتحقّقُ العبدُ بالشّقين الخلقي والحقّي ويصبحُ كما جاء في الحديث القدسي الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه :
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))
وهذا ما أٍردناه فسمعُ العبد يصبح سمع الله، وبصره بصر الله وسعيه بالله تعالى فافهم.
وهذا حقيقة ما دعا إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
( تخلّقوا بأخلاق الله ))
فهي أخلاق الله وصفات الله تعالى التي يتجلّى بها على عباده المقرّبين والصّالحين فتمحي محاسنه مساويهم، وكمالاته نقصهم وعيوبهم.
واختلف السّالكون والمتحقّقون في هذا التحقّق، سعياً واجتهاداً وإخلاصاً واصطفاءً أزليّاً.
فسيّدُ الكمالات من أفراد بني آدم وسيّدُ الخلق هو الذي جعله الله المثل الأعلى والأنموذج الإنسانيّ الخاتم وهو رسول الله ربّ العالمين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، خليفة اسم الرّحمن الذي بسببه وبه رحم الله الوجود والخلق فظهروا. فافهم.
لكنّ خليفة اسم الله هو عينُ المعنيّ في قوله صلّى الله عليه وسلّم (( تخلقوا بأخلاق الله )).
فهي أخلاق الله، أخلاق خليفة الله، أخلاق اسم الله، فهو صاحب الذات، وحامل سرّ الذات، وخليفة اسم الله في عالم الأكوان. فافهم.
فهو الوليّ الحميد وهو الوليّ قبل خلق آدم، والوليّ قبل النبيّ، فالوليّ هو اسمُ الله ، والنبيّ هو اسمُ الرّحمن. فافهم هذه الحقائق العالية المكتومة.
وهو المعنيّ بقوله صلّى الله عليه وسلّم : "خلق الله آدم على صورته"
في عالم الصور فمن هذا الذي على هذه الصورة الأصلية التي خلق عليها آدم ؟ فهنا الحديث يتحدّثُ عن عالم الصور والتعيّن، وليس عالم الأحدية المطلق والغيب والهوية.
فكان صاحب هذه الصورة هو حامل سرّ الذات، العبد المحض، عبد الله المهدي الوليّ الخاتم. فافهم. خليفة اسم الله.
فكان المهدي خارج الخلق، وخارج الصفات، ومطهّر عن الأكوان، ولغته مختلفة عن الخلق ومحلّه غير محلّهم.
فالكمال عنده مشتقّ من سرّه، سرّ الذات فهو فوق الكمال المتجلّي. فمنه من الذات وسرّها اشتقّ كلّ كمال وجمال وجلال.
لذلك فصورته في حال جذبه هي صورة الجمع بين الأضداد والمراتب جميعها، ليُقيمَ الله به الحجّة على الخلائق، وعلى الأولياء والأنبياء جميعا والملائكة أنّه حامل الصورة الأصليّ في قوله صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورته" فافهم.
فبالصورة صحّت له العلامة، علامة الخلافة الإلهية المحضة والسرّ الذاتي. فهو الدرّة اليتيمة والياقوتة الفريدة لا نظير له على الإطلاق. وبالسجّود صحّت له الإمامة فما سجد الملائكة إلاّ لسرّ آدم وهو سرّ الخليفة الأوّل "المهدي"، نفخة روح الله تعالى، والرّوح هو الخليفة.
هو اللابس الحقيقي وما عداهُ كلابس ثوبي زور، نريدُ ثوبي الحقيّة والخلقية ماعداهُ كلابس ثوبي زور، فهو حامل سرّ اسم الله وهو خليفة الله وهو عبد الله وهو حقيقة الحقائق وهو سرّ الأسرار وهو الذات وأصل كل الأسماء التي تجلّت من سرّ الذات، وهو المعبّر عنه ب "هو" فهو هويّة كلّ مخلوق. فاهم هذه الحقائق العالية النّفس.
والحمد لله ربّ العالمين.
الرئيسية 
