نصيحة عامة آية ( طلوع الشمس من مغرباها )
بسم الله الرحمن الرحيم
اكتب هذه السطور نصيحة لنفسي ولمن سيقرأها حتى نبادر بالتوبة والعمل الصالح , والذي دعاني لهذا رؤيا صالحة إن شاء الله فقد رأيت وقت الضحى ( كأني ذاهب للعمل فتعجبت من كون السماء مظلمة على غير العادة فعدت وقلت ستطلع الشمس من مغربها , ثم رأيت كأني مع اشخاص بجور مسجد وقد طلعت الشمس وكأننا نريد من المسجد اثبات الاتجاهات كون القبلة ثابته في المسجد فقلت طلعت الشمس السابعة والنصف فقال احد الاشخاص وكأنه من الغافلين طيب فقد طلعت فزجرته ودفعته في صدره وقلت له طلعت من مغربها وقرص الشمس طالع في السماء , ثم مشيت ارقبها وهي ترتفع وكانت بلا شعاع فارتفعت في السماء ثم عادت مرة اخرى للغروب , فسجدة من خشية الله ) .
ثم بحثت في اشراط الساعة وطلوع الشمس من مغربها وكنت اظن كما هو معروف أن طلوع الشمس يكون بعد الدجال , وعيسى ابن مريم كون عيسى لا يقبل إلا الإسلام بعد نزوله ونص الآية ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) فطلوع الشمس من مغربها تغلق به باب التوبة , ولكن بعد تأمل النصوص ظهر لي وجه كونها أول الآيات ظهوراً , وإليك أيه القارئ :
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: " حفظت من رسول الله حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ) .
ودليل أن هذا الحديث الصحيح على ظاهره ما رواه روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض ) . فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الدجال والدابة من الآيات التي لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل , وفي أحاديث خص طلوع الشمس من مغربها بغلق باب التوبة فعلم أنها هي التي تتقدم غيرها كما في نص الحديث من كونها أول الآيات .
فيغلق باب التوبة حتى يقع عليهم عذاب عام في الدنيا كم في هذا الأثر ثم تحصل توبة :
وَرُوِيَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حِينَ تَكُونُ صَيْحَةٌ فَيَهْلِكُ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ أَسْلَمَ أَوْ تَابَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَهَلَكَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ، وَمَنْ تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ، ذَكَرَهُ أَبُو الليث السمر قندي فِي تَفْسِيرِهِ.
يشهد له حديث سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ( بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل ) رواه أحمد .
ثم بعدها آية الدجال يغلق بها باب التوبة , حتى ينزل عيسى بن مريم ويقع عليهم عذاب يأجوج وماجوج , الذين يقتلون أهل الأرض إلا النزر اليسير في الحصون ومن هم مع عيسى عليه السلام, فلا يقبل عيسى إلا الإسلام فيؤمن من يؤمن به من أهل الكتاب .
ثم بعدها خروج الدابة فلا يقبل إيمان بعدها حتى تقوم الساعة يبعث الله الريح تقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى مؤمن ( فَيَقُولُ الْكَافِرُ : قَدْ كُنَّا مَرْعُوبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَلَيْسَ تُقْبَلُ مِنَّا تَوْبَةٌ ، فَيَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْبَهَائِمِ ) كما في الحديث , وعليهم تقوم الساعة .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد , اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد .