۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
اهلا وسهلا بقدومك لمنتداك اخى الزائر و العضو
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞

۩ منتدى مختص بتفسير الاحلام والحوار الدينى عن فتن اخر الزمان والمهدى على منهاج أهل السنة والجماعة ۩
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:32 pm

سيكون الموضوع عبارة عن أجزاء فنرجوا عدم التداخل أو التعليق إلى حين إعلان الانتهاء من هذه الأجزاء فضلا لا أمرا 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:36 pm

الجزء (1) 
[rtl](حقيقة فتنة السفياني )[/rtl]












إذا كانت سُنن الشورى والمُلك هي أهم وأقوى ما يأسر أو يحرر المجتمعات والأفراد ، وإذا كانت تلك السُنن قد شهدت نقلة كبرى منذ شيوع تطورات العصر الحديث وظهور الثقافة الديمقراطية التي أطلقت قوة دفع باتجاه الإصلاح السياسي ، وذلك في مقابل الثقافة الشمولية التي أطلقت قوة دفع جديدة باتجاه حكم الدبابة ، فما هي أهم متطلبات التأسيس للانتقال من سُنن المُلك إلى سُنن الشورى ؟!. 

لا شك أن المتطلبات كثيرة ، إلا أن أهمها – في تقديرنا – هو إعادة تشكيل الوعي والمواقف ضد المُلك المسلح أو حكم السيف والدبابة ، ليس فقط لأنه يجسد أسوأ صور المُلك ، بل أيضاً لأن ذلك هو المدخل الضروري للتحرر من أسر ثقافة المُلك ، فمرحلة التغلُّب في مواجهة الأمة أو المجتمع هي المرحلة الفاصلة بين فرص الشورى والمُلك المستقر . وإذا ضاعت فرصة الدفع باتجاه حكم الشورى دخل الناس تحت أسر قوانين المُلك ، وقد لا تتوفر لهم فرصة مماثلة إلا بعد قـرون عديدة . 


هناك فتنة تسمى فتنة السفياني ، ولكن أخبارها وردت في أحاديث مرفوعة أو موقوفة . وأكثر ما ورد بشأنها نقله نعيم بن حماد في كتاب الفتن ، وكذلك أبو عمرو الداني ، كما أورد الحاكم في مستدركه بعض الأحاديث ، وورد ذكـر الفتنة في بعض كتب التفسير ، كتفسير القرطبي وتفسير الطبري . هذا عند أهل السنة ، أما لدى الشيعة فأحاديث السفياني كثيرة وواسعة القبول والشيوع .

ومقدماً ، يتعين الإقرار بأن أحاديث الفتن تثير الكثير من التحفظات ، إما لوجـود الحوافظ اللغوية التي تحد من إمكانية قبولها وبالتالي شيوعها ، أو لما تحمله من إيحاءات ودلالات سياسية أو مكانية تحكم فرص قبولها وشيوعها المختلف والمتفاوت بين الناس ، أو بحكم كثرة تفاصيلها وقلة متواترها وعامِّها ، أو بحكم كثرة مخاطر التأويل ومحاذير تنزيل الأخبار على الأشخاص والأحداث . 

هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن أخبار فتنة السفياني على وجه الخصوص تعد أنموذجاً للأخبار التي يمكن أن تحيط بها الموانع والعوائق من جانب والإغراءات والدوافع من جانب آخر ، فهي ذات إيحاءات ودلالات سياسية وطائفية صادمة عند البعض وجاذبة عند آخرين . ولعل كتاب الفتن لنعيم بن حماد يعد أنموذجاً لما تثيره أخبار فتنة السفياني من تحفظات وما يواجه قبولها وشيوعها من عوائق سياسية وطائفية ، فهو كتاب فريد في جمعه لأخبار الفتن ، وصاحبه أحد شيوخ البخاري ومشهود له بالتقى والورع ، وأنه ثقة في نفسه ، غير أنه - كما قيل - كثير الخطأ والوهم ، خصوصاً وأن الأحاديث المرفوعة والموقوفة تحتمل إعادة التصوير والاجتزاء والتقديم والتأخير والتأويل والخلط والوهم واحتمالات الوضع . ولذلك ظلت أخبار السفياني في كتابه فريدة واستثنائية .  

ومرة أخرى ، لا بد من التمييز بين حكم المجموعات المسلحة أو حكام السيف والدبابة في مواجهة المجتمع وبين سائر أنماط المُلك ، فالقتال في مواجهة الأمة أو المجتمع هو أكبر وأخطر جريمة ضد الوعي والقيم والحاضر والمستقبل . وكما أوضحنا فإن مرحلة فرض السيف في بداية عهد بني أمية ومرحلة الثورات العربية الحديثة لا تشبهان غيرهما من زاوية فرص التصحيح ومستوى إجرام أهل السيف والدبابة . ولنتذكر هنا أن الاستبداد السياسي خلال مرحلة فرض السيف في عهد بني أمية بلغ حداً يقال فيه " من قال لي اتق الله ضربت عنقه " أو النهي عن ذكر سيرة عمر لأنها مفسدة للرعية أو التطوع بتقديم الفتاوى حول عدم خضوع الحكام للحساب . وهذه ليست إلا نماذج تنبئ عن بعض جوانب الثقافة السياسية الحاكمة خلال أواخر القرن الأول الهجري

هذا الجو السياسي لا بد أن ينعكس على الثقافة الدينية ويقسمها طائفياً . وكلما استمر واتسع فسيتجذر ويتطور الانقسام الطائفي ويمتلئ بالانحرافات الجمعية ، فالثقافة الطائفية المؤيدة أو الخاضعة ستخفف انحرافات المُلك وتضعف الحواجز والفواصل ضده وتبني الحواجز والفواصل ضد المخالفين الطائفيين الذين لم يبدأ اختلافهم إلا لأسباب سياسية ، والثقافة الطائفية المعارضة ستلجأ إلى الانغلاق وبناء الحواجز والفواصل ضد أهل المُلك ثم ضد كل ما يرتبط بهم وينتمي إليهم ، وسيصل الأمر إلى كبار أهل القيم ، فالنظرة الطائفية غير مؤسسة على القيم الجمعية ، بل مضادة لها .
وكلما امتد المُلك وتجذر فإنه يصنع أو يغذي الفواصل والحواجز و " الحدود النارية " بين فئات الأمة وينقل معاركها وصراعاتها وانقساماتها إلى شؤونها العقائدية لا إلى الشؤون السياسية المؤممة . ومن هنا سبب كثرة وضخامة الحديث عن الفرق العقائدية والغياب عن المشتركات معهم وتضخيم الاختلافات في مقابل ندرة الحديث عن الفرق القيمية وتضخيم المشتركات معهم وتقليل أو تغييب الاختلافات عنهم ، مثل فرق المستبدين والسفاحين والطغاة والدمويين والظلمة والفاسدين والمترفين . بل إن بعض هؤلاء قد يكونون من الرموز المبجلة عند بعض الفرق . فما هو أثر ذلك على الأحاديث والمرويات ذات العلاقة المباشرة بالثقافة السياسية الحاكمة ، خصوصاً وأن تلك الأحاديث والمرويات لم تجمع وتصنف على النحو الشائع في عصرنا إلا في القرن الثالث الهجري ؟!. أي بعد أن اتسع وتجذر الانقسام الطائفي وأعاد تشكيل الآراء والمواقف والأولويات والذاكرة والوجدان وأنشأ سياقات مختلفة للموضوعات القابلة للشيوع والتداول والجديرة بالاهتمام والتركيز أو الحذر والتحوط وأعاد تشكيل مكانة الأشخاص ومصداقيتهم ومعايير موضوعيتهم . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:39 pm

الجزء (2)

في أحاديث السفياني على وجه الخصوص لا بد من أخذ البيئة السياسية والطائفية بعين الاعتبار ، فالروايات والأحاديث المتعلقة بالشأن السياسي تنتقل تلقائياً تحت حكم السيف إلى دائرة غير المفكر فيه أو تحضر تفسيراتها غير السياسية أو تحاط بضغوط المصلحة والفتنة وما إليها . ولعله يكفي النظر إلى أوضح الأحاديث المتعلقة بالشأن السياسي ، مثل حديث الأمر بالعض على سنن الخلفاء بالنواجذ والتحذير الشديد من محدثات الأمور بعدهم ، فهذا الحديث شديد الحضور والشيوع ، ولكن تفسيره السياسي غائب . وبالمثل فإن الأحاديث المتعلقة بنقض عروة الحكم وهلاك الأمة ثابتة وموثقة ، ولكنها تفسر من داخل ثقافة المُلك ، لأن سُننه تأسر الأمة . وبالتالي ، فليس غريباً أن تكون الأحاديث الواردة بشأن فتنة السفياني بمستوى كبير من التفاوت بين السنة والشيعة . وإذا أراد المرء أن يقدم جديداً حول تلك الأحاديث فإن معضلة الحواجز السياسية والطائفية المتراكمة عبر القرون ستواجهه وتملأ طريقه بالعوائق وتهز مصداقية بحثه لدى أي قارئ يقف عند المعايير الطائفية التي تحكم على أحاديث السفياني بالضعف أو الوضع . ومهما حاول أن يعيد دراسة تلك الأحاديث فإنه لن يجد سوى الحصيلة الشائعة ، ولن يكون بوسعه سوى اللجوء إلى المعايير المتباينة أو المتفاوتة لقبول الأحاديث أو رفضها . وإن لجأ إلى إحداها فلن يخرج من دائرة الرؤى الشائعة . وفي مواجهة هذه الصعوبات فإن الباحث إما أن يتوقف عن البحث وتبقى الإفرازات والتداعيات السلبية التي يثيرها تلك الأحاديث بين وقت وآخر ، أو أن يجتهد في الاحتكام إلى معيار إضافي يناسب هذا النوع من النبوءات ويسمح بإعادة اختبار المعايير الطائفية .

ترى ، ما هو المعيار الإضافي الذي يمكن اللجوء إليه في مثل هذه النبوءات ؟.


إنه معيار التحقق الفعلي على أرض الواقع ، فكل النبوءات التي أسهمت العوامل البشرية في تفاوت درجة شيوعها وقبولها يمكن إعادة قياس مدى ثبوتها وصحتها عبر بوابة التحقق الفعلي . وهذا المعيار لا يمكن تطبيقه إلا بعد أن تتجسد النبوءات وتتحقق على أرض الواقع . 


وفي تقديرنا فإن هذا هو الشأن والمنهج الصحيح في كل النبوءات التي تأثر جمع أخبارها بالعوامل السياسية والطائفية وانفتحت أبواب تأويلها ، فتحققها يعد كافياً وحاسماً في إثبات صحتها ، حتى ولو ظهر من مقاييس الصحة النظرية التي اجتهدت فئة من البشر في تطبيقها فيما سبق أن الأحاديث ضعيفة أو موضوعة . ذلك أن الغيب من اختصاص الله وحـده ، وتفاصيل النبوءات التي تصدقها الأحداث لا يمكن أن تكون مختلقة ، فالرواة لا يمكنهم اختراق حُجُب الغيب ، خصوصاً إذا كانت الروايات متعددة الطرق ومتناثرة الجزئيات .




وعلى الرغم مما قد يتبادر إلى الذهن من أن معيار التحقق الفعلي قد يؤدي إلى الحكم بوضع الكثير من الأحاديث الصحيحة فإن العكس هو الصحيح ، فالكثير من الأحاديث التي كان يحكم عليها بالضعف أو الوضع ستنتقل إلى دائرة الصحة . وهذا يدل على مدى تأثير الأبعاد السياسية والطائفية في صياغة وتشكيل المواقف من بعض الأحاديث .




والواقع أن أحاديث النبوءات على وجه الخصوص تحمل مقومات إعادة التحقق منها وإعادة الحكم على المعايير السابقة بشأنها ، لأنها تتحدث عن المستقبل الذي لا يمكن اكتشاف أحداثه مسبقاً . وبالتالي فإن الأخبار الصحيحة ستجد المستقبل بانتظارها حتى ولو ظن أهل الماضي أنها غير صحيحة ، والأخبار الموضوعة لن تجد صورة مستقبلية تؤكد صحتها . ولعل هذا من أهم الأسباب التي تفسر كثرة أحاديث الآحاد في أخبار المستقبل ، فكأن الزمان سيحمل ما يستدعي إعادة الفهم والبحث والتأمل والتدقيق كلما ظهرت العلاقة بين أحداث جديدة وأخبار مسبقة . 




لن نوثق أحاديث السفياني ، فهي كثيرة جداً ومتنوعة ، وتتفاوت الأحكام عليها إلى أقصى الحدود . ومن ثم فإن ما سنطرحه لن يتجاوز فتح الأبواب التي تسمح بإعادة فهمها وضبطها وتمييز صحيحها عبر بوابة التحقق الفعلي . وأهم ما سيسمح بذلك هو تحديد موضوعها ، فالموضوع سيحيل إلى صورة الواقع ، فإن ثبت من المعطيات الواقعية أن مدلولات الأخبار متحققة ومعاشة فلن يكون بالإمكان تفسيرها إلا من بوابة الوحي . أما المعايير النظرية المخالفة فيمكن تفسيرها حينئذ في ضوء العوامل السياسية والطائفية التي صاحبت جمع الأحاديث وحكمت فرص قبولها أو شيوعها . كما أن الوجود المشترك في المصادر الطائفية المتباينة سيكون كاشفاً عن جانب من المشترك الديني الذي تأثر بالانحراف السياسي ثم الانقسام والتباعد الطائفي المتعاظم عبر الزمن . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:42 pm

الجزء (3)


من هنا فإن التأويل الذي سنقدمه موجه إلى الشيعة في المقام الأول ، ثم إلى من لديهم الاستعداد لمراجعة المعايير الطائفية للصحة ، فمعيار التحقق الفعلي يسمح بإعادة اكتشاف المشترك الذي أثرت عليه التطورات والملابسات المختلفة عبر الزمن . وإذا أمكن تقديم تأويل يسمح بتفسير الصورة الإجمالية ويحيل إلى صورة واقعية مجسدة لها فإن الصورة الواقعية ستكون بمثابة مفتاح نحو إعادة فهم التفاصيل والتثبت من صحتها في ضوء التفسير الإجمالي الذي يفترض أنه أحال إلى صورة متحققة أو معاشة . وقد يتم الوقوع في الكثير من الأخطاء على مستوى التفاصيل ، ولكن المعيار الأهم هو المعنى العام ، فإذا فتح ذلك المعنى آفاق تأويل أكبر قدر ممكن من التفاصيل فإنه يمكن معالجة الأخطاء ، ولو على نحو تدريجي وتراكمي . كما أن صحة المعنى العام ستفتح أبواب تطوير التأويل ، وقد يتم اكتشاف بعض التفاصيل والجوانب الجديدة إلى أن تصل الأحداث إلى منتهاها . فما هو المعنى العام أو التفسير الإجمالي الذي يمكن تقديمه حول شخصية السفياني ؟.

لعل من المناسب البدء بتقديم خلاصة للصورة الإجمالية العامة الواردة بشأن تلك الفتنة ، فالسفياني حاكم يظهر من دمشق ، عامة من يتبعـه من كلب ، يواجه قيس ويهزمها ، يقوم بأعمال دموية مروعة في الشام والعراق والحجاز . يواجه أهل خراسان وأهل الرايات السود في آخر الزمان ثم يواجه المهدي .

لننظر إلى المفاتيح التي يمكن أن تسهل مهمة الفهم . ولعل أول المفاتيح التي يمكن الاسترشاد بها هو مفتاح أهمية الشخصيات أو الأحداث إلى الحد الذي اقتضى الإخبار عنها مسبقاً .

إن أخبار الفتن لا تلقي الأضواء على الأحداث الهامشية أو المكررة أو الاعتيادية ، بل تتناول الأحداث الفارقة والشخصيات الاستثنائية التي تثير الانقسام الشديد أو اللبس والخلط الواسع على مستوى الأمة . وبما أن شخصية السفياني هي شخصية حاكم فإن الإخبار عنه يدل على أن الدور الذي سيقوم به والأثر الذي سيحدثه على مستوى الأمة سيكون أكبر وأوسع من كل الحكام الذين ظهروا عبر التاريخ دون أن يرد ذكرهم في الأحاديث النبوية . وقد يظن البعض أن ذكر شخصية السفياني لا ينبع من أهميتها وضخامة الدور الذي ستلعبه على مستوى الأمة ، بل ينبع من الدور الذي سيقوم به صاحبها في مواجهة المهدي . وهذا – في تقديرنا – ظن غير صحيح ، فالمواجهة مع المهدي لا تمثل سوى الفصل الأخير والنهائي في شخصية السفياني ، أما جوهر قصته ومعظم فصول فتنته فتحدث كلها قبل ذلك الفصل الأخير . ومن هنا استحقت شخصيته الإخبار المسبق عنها واستحقت وصف الفتنة الذي ينصرف إلى الأفكار أو الأوضاع التي تحدث انقساماً شديداً أو خلطاً واسعاً على مستوى الأمة . 

وهكذا فإن المفتاح الأول الذي ينبغي الاسترشاد به هو مفتاح أهمية شخصية السفياني وضخامة دوره في إحداث الانقسام أو الخلط . أما المفتاح الثاني والأهم فهو مفتاح الحوافظ اللغوية وضرورتها واتساعها في أي تصوير للفتن التي تشتمل على سلسلة من الأحداث والأوضاع الممتدة . وبسبب وجود تلك الحوافظ فإن رحلة العلم الدقيق بمدلولاتها لا تبدأ قبل تحقق معظم الأحداث وبدء انكسار حالة استحكام الفتنة ، فهذا هو ما يبقي حالة الفتنة التي تتجسد من خلال الخلط واللبس أو الانقسام . ولولا ذلك لكانت أخبار الفتن بمثابة آيات ودلائل تخر لها الأعناق منذ البداية وتشهد بصدق النبوة وتجهض موضوع الفتنة وتهدم منطقه بمجرد بدء الأحداث .

وإذا طبقنا هذا المنهج على ما ورد بشأن شخصية السفياني وفتنته فإن ذلك يقتضي أن الناس لن يعرفوا السفياني منذ البداية ، ولن يتحققوا من مدلولات ما ورد بشأنه إلا بعد استحكام فتنته ووصولها إلى أواخر مراحلها . هذه الفرضية تسمح بأحد احتمالين : إما أن شخصية السفياني لم تظهر بعد ، وحين تظهر لن يعرفها الناس إلا بعد استحكام الفتنة ووصولها إلى أواخر مراحلها . وإما أن شخصية السفياني قد ظهرت بالفعل ، ولكن تصويرها مليء بالحوافظ اللغوية التي تحول دون اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية ، وبذلك تمنع إجهاض وهدم معنى ومضمون الفتنة التي تتضمن بالضرورة قدراً كبيراً من الالتباس والانقسام والتجاذب وبقاء النصوص الكاشفة عن حالة الفتنة ضمن دلالاتها الظنية الخافتة ، وتمنع مصادمة منطق الاختبار والامتحان الذي يقتضي إتاحة الفرصة للمواقف الحرة والتلقائية وعدم دفعها باتجاه الانتهازية والتصنع المسبق .

لننظر أولاً إلى الاحتمال الأول ، وهو أن شخصية السفياني لم تظهر بعد ، وستظهر من دمشق . فهل هذا الاحتمال وارد ؟.


قد يكون وارداً من الناحية النظرية ، ولكننا بمجرد أن ندقق النظر فيه سنجد أنه لن يحدث إلا بعودة بعض معطيات التاريخ على نحو تعود معه مكانة بني سفيان وقوتهم العائلية والتركيبة السياسية والاجتماعية والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية التي تسمح بعودة العراق والحجاز ليكونا تحت سلطة حاكم سفياني يظهر من دمشق . ومهما ظن البعض بأن هذا الاحتمال ممكن ، فإننا نعتقد أنه غير وارد ، فالانتماءات العائلية العربية لم تعد بثقلها وملامحها وبنيتها التاريخية ، خصوصاً العائلة الأموية التي تعرضت في أوائل عهد بني العباس إلى أكبر عملية تصفية طالت حتى الموتى في قبورهم . كما أن الأوضاع والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية لم تعد تسمح بهذا الاحتمال . وحتى لو كان وارداً فإن دلالات الأخبار الواردة بشأن الفتنة ستُكتشف منذ الوهلة الأولى أو بمجرد بدء الأحداث ، وسيتحول الموضوع من فتنة تضطرب فيها الأمة إلى آيات وعلامات تسترشد بها وتجد صورتها المسبقة في أحاديث الرسول على نحو لا مكان فيه للانقسام الواسع أو اللبس الشديد على مستوى الأمة بأسرها . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:44 pm

الجزء (4)


وإذا كان احتمال ظهور حاكم سفياني من دمشق في المستقبل ليحكم الشام والعراق والحجاز ثم لا يتم اكتشاف مدلولات الأخبار الواردة بشأنه حتى أواخر فتنته لم يعد وارداً بحكم كل الاعتبارات التاريخية والواقعية التي أشرنا إليها ، وبحكم مخالفة ذلك الظهور لمعنى ومضمون الفتنة ومخالفة المعاني المباشرة للمنهج المطرد في تصوير أحوال الفتن ، فإنه لم يبق سوى الاحتمال الثاني ، وهو أن تكون شخصية السفياني قد ظهرت بالفعل ، ولكن تصويرها مليء بالحوافظ اللغوية التي تمنع اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية . فهل ظهرت شخصية السفياني بالفعل ؟!.

هنا ينبغي أن نعيد تأمل دلالات الألفاظ ، وفي مقدمتها وصف ذلك الحاكم بأنه سفياني . هل المقصود من هذا الوصف هو التعريف بالنسب العائلي أم أن المقصود هو التعريف بنمط الحكم ؟!.

إذا قلنا بأن المقصود هو التعريف بالنسب العائلي فإن هذا سيعيدنا إلى الاحتمال الأول بكل موانعه التاريخية والواقعية وبكل مخالفته لمعنى ومضمون الفتنة وللمنهج المطرد في تصوير أحوال الفتن . وإذا قلنا بأن المقصود هو التعريف بنمط الحكم فسيقودنا ذلك إلى صورة المُلك . وهنا سنكون أمام صورة ممتدة من أوائل عهد الدولة الأموية إلى وقتنا الراهن . فهل هذه الصورة هي المقصودة ؟!.

كلا ، فالمُلك شهد إفرازات مضيئة خلال الكثير من مراحل التاريخ ، ولم يكن بالإمكان العودة إلى الشورى بعد أن ترسخ المُلك إلا بنقلة واسعة على طريق الوعي والقيم وتحرير الناس من أسر ثقافاتهم وانتماءاتهم الفئوية . وهذا جهد جماعي وتراكمي بعيد المدى ، ويحمل أبعاداً قدرية واسعة ، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وسقف المسؤولية إنما يتحدد بحسب القدرة والاستطاعة . وبالتالي فإن من الصعب القول بأن نبوءة السفياني تنطبق على صورة المُلك عبر كل مراحله . ولكن ، ماذا لو نظرنا فقط إلى المُلك المسلح أو التغلُّب ؟!.


هنا أيضاً سنجد سيرورة المُلك . وطالما أن سقف المُلك هو الحاكم والمتاح فإنه يصعب القول بوجود خيار عملي ممكن غير المُلك الذي هو أفضل – بالتأكيد – من الفوضى والحروب الأهلية . فماذا لو لم يقم المُلك المسلح أو التغلُّب في مواجهة حكم مشابه أو في مواجهة الفوضى والحروب الأهلية ، بل في مواجهة الأمة أو المجتمع ، كأن تكون الولاية للأمة أو أن الفرص لا زالت ممكنة لتحقيق ذلك ثم يفرض عليها حكم السيف أو الدبابة ، أو أن يشيع قبول حاكم بين معظم الناس ثم تخرج إحدى العائلات أو العصابات السياسية لانتزاع الحكم ، أو أن تحدث حالة استفاقة واسعة لدى الأمة رفضاً للاستبداد وبحثاً عن الحرية والعدالة فيواجهها حاكم بالسيف أو الدبابة . هنا لن يكون المُلك في مواجهة مثله أو أسوأ منه ، بل سيكون في مواجهة الأمة أو المجتمع ، وذلك لاستعبادها وإزهاق فرص الإصلاح الباقية أو إطفاء جذوتها المشتعلة . وهذه – في تقديرنا – هي صورة السفياني الذي وردت الأخبار بشأن فتنته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:46 pm

الجزء (5)


لننظر إلى حالة حكام مثل يزيد ومروان بن الحكم وابنه عبدالملك . هل يوجد ما يجمعهم ويميزهم عن غيرهم من الحكام الأمويين وغير الأمويين ؟!.

نعم ، وهو تجسيد صورة الحكام المقاتلين في مواجهة الأمة ، وبصورة تتخطى كل الروادع والاعتبارات الإيمانية والأخلاقية أو تتضمن التعدي على أعظم الرموز وأقدس الأماكن ، فالأول حمل السيف في مواجهة خيار الأمة بدءاً بالحسين وأهل بيته وانتهاء بأهل المدينة ومكة ، والثاني سعى إلى استعادة " ميراث العائلة " بالسيف ، وذلك في مواجهة حكم ممتد إلى معظم الأمة بغير السيف ، والثالث استكمل المهمة وتجرأ على أقدس الأماكن وواجه خيار الأمة في مكة والعراق وسلط عليهم بعض شرار الأمة . فكأن الثلاثة قدموا الصورة السلبية القصوى للمُلك ( المُلك المسلح في مواجهة الأمة أو المجتمع ) . 

هذه الصورة تجمعهم وتميزهم عن غيرهم ، فهناك أولاً حالة فرض لحكم السيف ، وهناك حضور للأمة أو لإرادتها ، ثم هناك المستوى العالي من الدموية والوحشية وهدم مختلف القيود والروادع . وقد أعادت هذه الأبعاد تشكيل وعي الأمة وفقهها السياسي وعلاقتها بالقيم والفضائل الجمعية وحـدود طموحاتها وآمالها على نحو شديد السوء ، وهي صورة لم يظهر ما يشبهها إلا في زمن الثورات العربية ، وبدءاً من المكان ذاته الذي حكموا منه ، وهو الشام .

إنها أولاً صورة النظام الحاكم ، فهناك مجموعة مسلحة قابضة على الحكم ، وهناك حضور للمجتمع أو لإرادته ضمن امتدادات موجة الثورات العربية ، وهناك المستوى العالي من الدموية والوحشية وهدم القيود والروادع لمدة تزيد على ثلاثة أعوام ، خصوصاً وأن الحاكم الجديد يعيش في العصر الحديث الذي يتميز بوجود الأسلحة الفتاكة ذات الأثر الجماعي المدمر ، ويتميز أيضاً بالتطور الكبير الذي شهده الوعي السياسي حول الحقوق ومهام الجيوش وروادع الرأي العام وتطورات الإعلام التي لم تعد تسمح بالكثير من الذرائع والتبريرات القديمة ، كصعوبة العلم أو المتابعة . غير أن صورة السفياني اتسعت منذ دخول المجموعات المسلحة المقاتلة إلى جانب النظام ، فقد أصبحت جزءاً من شخصية السفياني ، ثم إلى المجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم بقوة السلاح ، فهي أيضاً انتقلت إلى تجسيد صورة السفياني ، ثم إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة مواجهة الإرهاب تحت قيادة أبرز المحتلين ، فقد انتقلت أيضاً إلى تجسيد دور الحكام المحاربين للأمة ، وليس من ضمن أهدافهم تحرير الشعوب بل استعبادها ووأد ثوراتها . وبالطبع ، فالصورة ستبدو شديدة الاختلاف من زاوية الشعارات والمرجعيات ، ولكنها شديدة التشابه من زاوية العلاقة بالقيم والعلاقة بالمجتمع أو الأمة . وإذا أسقط المرء الشعارات العلمانية والقومية لدى المجموعة المسلحة الحاكمة لسوريا منذ أكثر من أربعة عقود ، وشعارات الحسين ونصرة المستضعفين لدى المجموعات المسلحة المقاتلة مع النظام ، وشعارات الشريعة والخلافة لدى المجموعات المسلحة التي انتقلت إلى قتال الشعب وإقامة الحكم بقوة السلاح ، وشعار محاربة الإرهاب لدى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة مواجهة الإرهاب ، فإنه لن يجد سوى صورة عصرية ليزيد ومروان وعبدالملك .

إذا جمعنا الصورة الممتدة للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع فسنجدها صورة سياسية نوعية شديدة التشابه فيما بينها وشديدة الاختلاف عن غيرها . وإذا أردنا وضعها ضمن صورة واحدة لا تسمح للسابقين ولا للمعاصرين باكتشافها قبل اكتمال تحققها أو وصولها إلى أواخر مراحلها ، فإنه ينبغي وضع الصورة النوعية داخل إطار موحد وملئه بالحوافظ اللغوية التي لا يمكن تأويلها بدقة وفهم مختلف دلالاتها إلا عند النهايات ، بحيث يكون التأويل وسيلة لإعادة تشكيل الآراء والمواقف في مواجهة حكم السيف والدبابة .

لنحاول أولاً تحديد أهم متطلبات تشكيل صورة رمزية موحدة تجمع الحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع وتكون غير قابلة للاكتشاف الدقيق إلا عند النهايات .


ينبغي أولاً إسقاط فواصل الزمان والمكان ، ثم إعادة انتقاء الأحداث على نحو يسمح بالاقتراب من الصورة الحقيقية إلى أقصى درجة ممكنة ، ولكن دون إتاحة فرص اكتشافها والتحقق منها إلا عند النهايات . وهذه المهمة تقتضي تكثيف الحوافظ اللغوية ، خصوصاً في الجوانب التي يسهل اكتشافها إذا تم استخدام التعبيرات المباشرة . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:48 pm

الجزء (6)


هناك شخصية نوعية واحدة هي شخصية الحاكم المقاتل للأمة أو المجتمع ( وهذا ينطبق على كل الذين يقاتلون من ذات الموقع ) . غير أن النماذج المجسدة لتلك الشخصية يمكن أن تتعدد وتمتد ، مثلما هو الحال قديماً بالنسبة ليزيد ومروان وعبدالملك ، ومثلما هو الحال حديثاً بالنسبة لبشار والمجموعات المسلحة المقاتلة معه والمجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم والأطراف الملكية المشاركة في التحالف الذي تشكل بذريعة محاربة الإرهاب ، فالقضية هي استخدام السيف أو الدبابة في مواجهة المجتمع ، ويمكن أن تظهر شخصيات جديدة ضمن هذا المسار في المستقبل القريب .

ومما يدل على تعدد التطبيقات أن الروايات تتحدث عن أكثر من سفياني ، فهناك من يسمى عثمـان بن عنبسة ، وهناك من يوصف بأنه " السفياني الثاني " ، وهناك من يسمى عبدالله . كما أن بعض الروايات تتحدث عن أموي أو مرواني خارج إطار شخصية السفياني . فكأن السفياني الذي تتحدث عنه النبوءة ليس كل حاكم ينتمي إلى بني أمية ، بل كل حاكم يخوض قتالاً في مواجهة الأمة أو المجتمع ، فتلك هي أسـوأ مراحل المُلك وأشدها إضراراً بالأمة . ومما يؤكد هذا المعنى أيضاً أن صورة الأحداث تبدو شديدة التباعد زمنياً ، فبعضها لا يمكن فهمه أو تصوره إلا في إطار بيئة الحكم الأمـوي التاريخية ، وبعضها يعود إلى آخر الزمان حيث المواجهات مع أهل الرايات السود ومع المهدي . ولو تأملنا كافة مفاتيح الفهم التي تم عرضها فسنجد أنها تقود باتجاه صورة الحاكم المقاتل للأمة أو المجتمع ، فهناك أولاً مفتاح الأهمية الذي يدل على أن شخصية السفياني تتجاوز في أهميتها وتأثيرها أي دور فردي لحاكم وحيد ، وهناك مفتاح الحوافظ اللغوية التي تمنع اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية وتنتقي الصورة الأشد انحرافاً والأكثر سلبية ، وهناك مفتاح الأوضاع التاريخية والتطورات المحلية والإقليمية والدولية التي تمنع المعنى الفردي المباشر لشخصية السفياني . كل هذه المفاتيح تنقلنا إلى الصورة الجمعية الموحدة للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع منذ عهد السفيانيين الأوائل إلى أن تستعيد الأمة ولايتها على الشأن السياسي .

الآن ، كيف يمكن التحقق من صحة التأويل الذي سيتم طرحه ، خصوصاً وأن جزءاً من الصورة لا يزال في علم الغيب ولا يمكن تأويله ؟!.

بأن يتم اختبار مدى تطابق التأويل مع الأحداث التي يفترض أنها تحققت قديماً ، ثم مدى تطابقه مع الأحداث التي يفترض أنها تتحقق حالياً . وبما أن أبواب التأويل لا تنفتح إلا إذا وصلت الفتن إلى أواخر أحداثها أو أشد مراحل استحكامها ، فإنه يفترض أيضاً أن تكون الأحداث المستقبلية قليلة ، وأن تحدث ضمن مسار انقشاع حالة الفتنة أو الخروج منها ، وأن يحمل التأويل المطروح مفاتيح تسمح بتحسين مستوى المعرفة الجزئية والنسبية بشأن تلك الأخبار .

لنبدأ أولاً بما يرتبط بالصورة الجمعية للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع ، فقد ورد في بعض الروايات وصف السفياني بأنه وحش الوجه ضخم الجثة وفي عينيه كسل وفي وجهه آثار الجدري . وفي تقديرنا فإنه بقدر استيعاب منهج تصوير أحوال الفتن التي تشتمل على سلسلة ممتدة من الأحداث والأوضاع وتتضمن بالضرورة قدراً واسعاً من الحوافظ اللغوية التي لا تسمح بفهم الدلالات إلا عند النهايات ، فإنه يمكن فهم الأوصاف المشار إليها في سياق الدلالة على الصورة الجمعية للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع لا في سياق الدلالة على حاكم بعينه . ورغم أن الأوصاف المشار إليها تحتمل تفسيرات متعددة ، فإنها جميعاً تعكس معنى وملامح حكم السيف والدبابة في مواجهة الأمة أو المجتمع ، فالوحشية واضحة الدلالة ، وضخامة الجثة قد تعني طول مدة ظهور حكم السيف والدبابة ، وكسل العينين قد تعني الرؤية القاصرة وقد تعني الضعف في أخـذ الدروس والعبر وقد تعني الاستعلاء والاستخفاف بالأمة ، وآثار الجدري قد تعني كثرة العيوب الظاهرة والواضحة وقد تعني كثرة الضربات والصدمات . وفي كل الأحوال فإنه لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن الأخبار معدة لأغراض الفهم المؤجل الذي يقتضي تكثيف الحوافظ اللغوية كلما تعلق الأمر بجوانب يسهل اكتشافها إذا ضعفت الحوافظ .


في ضوء متطلبات التصوير المجازي المسبق للصورة الأرضية التي كانت غيبية وكان مقصوداً أن تظل محجوبة عن العلم البشري الدقيق حتى أواخر مراحلها ، نستطيع أن نعيد تأمل وفهم الأحاديث الواردة بشأن فتنة السفياني التي أصبحت مدلولاتها – بحسب فهمنا – متحققة ومتجسدة . ولنبدأ بالصورة الإجمالية الواردة في الروايـات ، فالسفياني – كما سبق أن ذكرنا - يظهر من دمشق ، عامة من يتبعه من كلب ، يواجه قيس ويهزمها ، يقوم بأعمال دموية مروعة في الشام والعراق والحجاز . يواجه أهل الرايات السود في آخر الزمان ثم يواجه المهدي . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:51 pm

الجزء (7)


وإذا نظرنا إلى ما يسبق المواجهات الأخيرة للسفياني مع أهل الرايات السود ومع المهدي ، فإننا لن نجد في بقية الصورة سوى مجموعة من الأضواء الكاشفة عن حكم السيف خلال مرحلة فرضه في عهد يزيد ثم استعادته في عهد مروان بن الحكم ثم تثبيته في عهد عبدالملك . ومن هنـا أتى ذكر قبيلة كلب ، حيث ورد أن عامة من يتبع السفياني هم من تلك القبيلة .


وبحسب الواقع التاريخي فقد كانت قبيلة كلب أقوى قبيلة في العصر الأموي ، وقد ازدادت صلتها بمعاوية منذ ولايته على الشام ، وتزوج ابنة أحد أشهر زعمائها ، ورزق منها بابنه يزيد . وقد ورد في بعض الروايات أن أخوال السفياني من كلب .


وفي المقابل ورد ذكر قيس كرمز لبعض القبائل التي يهزمها السفياني . وخلال العهد الأموي وقعت إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الأموي ، بل في كل تاريخ المُلك ، وهي معركة مرج راهط بين الأمويين ومعهم القبائل اليمانية وبين القيسيين الذين كانوا يدافعون عن ولاية عبدالله بن الزبير الذي اختارته معظم الأمة وقدمت له بيعتها وامتد حكمه إلى معظم الأمصار بما في ذلك معظم مناطق الشام ذاتها ، وذلك بعد أن تخلى معاوية بن يزيد عن الحكم ورفض استخلاف أخيه أو أحد أقاربه ، وبذلك قطع حكم السيف وعرضه للزوال ، ولكن كبار بني أمية اجتمعوا واختاروا مروان بن الحكم ، فسعى لاستعادة الحكم الأمـوي بالسيف وواجه القبائل القيسية التي كانت قد أعطت بيعتها لعبدالله بن الزبير وانتصر عليها في معركة مرج راهط وأعاد تأسيس الحكم الأموي .


في بعض الروايات تم وصف السفياني بأنه " ابن آكلة الأكباد " . أي أنه من نسل هند بنت عتبة . وهذا يعد دليلاً إضافياً حول شخصية السفياني التاريخية التي تمتد جذورها إلى بدايات العهد الأموي .


في بعض الروايات ورد أن اسمه عثمان بن عنبسة . ومثل هذا التحديد المباشر لا بد أن يكون مليئاً بالحوافظ اللغوية .


ولو تأملنا أهم سمات الحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع فسنجد أنهما وجود العائلة أو العصابة أو الطائفة المحرضة للحاكم المقاتل أو الملتفة حوله ، والعنف أو الوحشية في مواجهة الأمة أو المجتمع . وعنبسة من أسماء الأسد ، وهو يعكس معنى العنف والوحشية . والعنابس من قريش أولاد أمية بن عبد شمس الستة : حـرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو . أما اسم عثمان فيعني فرخ الثعبان وفرخ الحية ، وهو يعكس معنى الانتماء إلى عائلة أو عصابة أو طائفة ملتفة حول الحاكم المقاتل .


في بعض الروايات أشير إلى مرور جيش السفياني بالمدينة واستحلالها ثلاثة أيام ، وقتل الكثير من الرجال واستهداف الأنصار وبني هاشم . وقد وردت عبارات رمزية كثيرة تدل على هذا المعنى . وهذا هو ما حدث في عهد يزيد ، فقد استبيحت المدينة ثلاثة أيام وقام الجيش بارتكاب مجازر مروعة وجرائم كبرى في مواجهة بقايا الصحابة والتابعين .


ولعل مما قد يثير اللبس أن بعض الأحاديث تشير إلى وقائع متفرقة قد تجمع أحياناً بين أحداث تعود إلى العهد الأموي وأخرى تتصل بآخر الزمان حيث المواجهات مع المهدي . وطالما أن الأحاديث تتناول موضوعاً واحداً فإن مثل هذه اللقطات المتفرقة تعد واردة ومقبولة ، خصوصاً في إطار هذا النوع من النبوءات التي تتناول بعض الأحداث المتناثرة عبر قرون عديدة وفي إطار تصوير الفتن ، حيث تزداد وتتسع دواعي حجب الصورة الفعلية إلى أن تكتمل الصورة الواقعية أو تصل الفتنة إلى أواخر مراحل استحكامها . واستحلال المدينة حدث في عهد يزيد ، ووقوع بعض الأحداث الأخرى في آخر الزمان قد يحدث خلال مرحلة ظهور المهدي ، وقد تكون المدينة بمعناها المعهود أو بمعنى آخر يجسد مدلولاتها . والإشارة إلى بني هاشم أو إلى آل محمد - بمعنى الأتباع إلى قيام الساعة - أو الأنصار أو قيس في مقابل كلب لا يصح فهمها خارج دلالتها الرمزية المعبرة عن المنحازين إلى الأمة والمقاومين لأهل السيف . وقد كان أنصار علي والحسين في موقع المنحازين إلى الأمة والمقاومين لأهل السيف قبل الانفصال عن القيم وعن غالبية الأمة . ومن ثم فقد انتقلت الدلالة في زمن الثورات العربية إلى المنحازين للشعوب والمقاومين لأهل الدبابة
 
في بعض الروايات هناك إشارة إلى تجهيز جيشين إلى المشرق والمدينة . والمدينة قد تطلق ويراد بها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد تطلق ويراد بها دلالتها الرمزية على الحجاز ، مثلما تطلق الكوفة ويراد بها ذات المدينة وتطلق ويراد بها الدلالة الرمزية على العراق .


وبالفعل فقد جهز مروان بن الحكم جيشين أحدهما لإخضاع العراق والآخر لإخضاع الحجاز ، ولكن الجيش الأخير فشل وحال موت مروان دون نجاح الجيش الأول . وقد تم استكمال المهمة في عهد ابنه عبدالملك . غير أنه سبق ذلك ثورة المختار الثقفي الذي طارد قاتلي الحسين وقتلهم وجهز جيشاً لقتال والي الأمويين فهزمه وقتله . وهناك روايات تشير إلى خروج راية من الكوفة ضد السفيانيين فيقتلونهم فلا يفلت منهم إلا مُخبر ويستنقذون ما بأيديهم من السبي والغنائم .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:55 pm

الجزء 8
هناك أخبار كثيرة عما سيحل بشيعة آل البيت في العراق . وجزء كبير من هذه الصورة – في تقديرنا – حدث تاريخياً في زمن عبيد الله بن زياد ، ثم في زمن الحجاج على وجه الخصوص ، فهو من أكثر الفصول دموية وقهراً عبر التاريخ . وهناك روايات تدل على أن الجيش الذي سيتجه نحو الحجاز سيخرج من الكوفة . وهذا أيضاً هو ما حدث في زمن عبدالملك . 


وبما أن صورة السفياني ممتدة ، فإن دلالات الأخبار عما سيحل بشيعة آل البيت ينبغي أن تفهم في إطار الصورة الممتدة ، وفي إطار الهوية القيمية لشيعة آل البيت كمدافعين عن القيم ضد أهل السيف . وقد تتغير المواقع بين وقت وآخر وبين مجتمع وآخر مهما بقيت الشعارات ثابتة ، فالشيعي المعاصر قد يكون في موقع شيعة آل البيت الأوائل ، وقد يكون في موقع السفياني ، وذلك بحسب طبيعة العلاقة بالقيم وبالمجتمع . وذات الأمر بالنسبة للسنِّي المعاصر الذي قد يدافع عن الشعوب وقد يجسد أسوأ صور المُلك المسلح .
 
لننتقل إلى العصر الحديث ، وإلى الشـام أيضاً ، حيث مدلولات الكثير من أخبار السفياني فيما نعتقد ، نظراً لأنها شهدت أشد وأقسى نماذج الحكام المقاتلين للمجتمع ، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في منطقة درعا ، حيث يوجد وادي اليابس ، ثم اتسع القتال في مواجهة المجتمع إلى المجموعات المسلحة المقاتلة مع النظام ثم إلى المجموعات المسلحة الرافعة لراية الدفاع عن الشعب أو رايات الشريعة والخلافة ولكنها انحرفت إلى إقامة الحكم بقوة السلاح ثم إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة الحرب على الإرهاب .

لنبدأ أولاً برئيس المجموعة المسلحة الحاكمة ، فقد ورد في بعض الروايات أن السفياني يقبل من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . ومثل هذا الخبر لا بد أن يكون شديد الرمزية . والحاكم المقاتل في الشام استدعي من الغرب بعد وفاة أخيه ، ونظام حكمه يحرص على الادعاء بأنه علماني ، وحين ازدادت الأخطار عليه ادعى أنه قلعة العلمانية الأخيرة في المنطقة . وقد يشكل على ذلك ما ورد في بعض الروايات من أن " به أثر العبادة " ، حيث ورد أنه " دقيق الساعدين والساقين طويل العنق شديد الصفرة به أثر العبادة " . غير أن جملة " به أثر العبادة " قد يكون المقصود منها أن ثقافة عبادة الفرد أو الحاكم التي تم تأسيسها وترسيخها طوال عهد الأب ستكون ذات تأثير عليه .

واللافت أن دلالة اسم " عثمان بن عنبسة " تنطبق على السفياني الجديد ، ليس فقط من خلال المعنى العام ، بل أيضاً من خلال المعنى الخاص ، فعنبسة من أسماء الأسد ، وعثمان تعني الفرخ أو الإبن ، فهو ابن الأسد . ومنذ بداية عهد الأب تم تشكيل ائتلاف من سبعة أحزاب باسم " الجبهة الوطنية التقدمية " التي يفترض أنها أعلى هيئة سياسية في البلاد ، إلا أنها في الواقع كانت شكلاً لتجميل صورة النظام وتوطيد الحكم الفردي عبر السيطرة على الأحزاب . وقد ورد في بعض الروايات أن السفياني يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود .

في بعض الروايات أشير إلى فتنة أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب . وقد بدأت الثورة السورية بعد التنكيل بصبيان درعا الذين كتبوا على الجدران عبارات مستوحاة من أجواء الثورات العربية .

في بعض الروايات ورد أن السفياني يخـرج من وادي اليابس ( منطقة درعا ) في رايـات حمر ( أي رايات دموية قتالية ) ويظهر على الكور الخمس ( مناطق سوريا ) . أي أن صورة الحاكم المقاتل الدموية تبدأ من درعا وتمتد إلى كل سوريا .

هناك روايات تشير إلى وجود ثلاث قصبات بيده لا يقرع بهن أحداً إلا مات ، وأنه يسير بين يديه الرعب ثلاثين ميلاً ، ويقتل من عصاه وينشرهم بالمناشير ويطبخهم بالقدور ويبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل . وهذا – في تقديرنا – تصوير لما سيحدث نتيجة استخدام أسلحة الحرب الحديثة ضد الناس ، مثل الطائرات والدبابات والمدافع التي تنشر الرعب أمامها عشرات الأميال . ومثل هذه الصورة لم تحدث على أيدي السفيانيين الأوائل ، فقد كانت أسلحة الحرب بدائية وذات أثر فردي ، كما أن الحروب كانت موجهة ضد مصادر تهديد محدودة . أما في عهد السفياني الجديد فالأسلحة أصبحت مختلفة وذات تدمير جماعي ، كما أنها استخدمت ضد ثورة شعبية عامة لمدة تزيد على ثلاثة أعوام وألجأتها إلى السلاح بعد تمسكها الشديد بالسلمية في مواجهة أشد صور عنف وإرهاب الدولة من أول يوم . فضلاً عن أنه ينبغي فهم صورة " القصبات الثلاث " في ضوء اتساع شخصية السفياني ، فالمجموعات المسلحة الخارجية التي قاتلت مع النظام كانت شريكة في حروبه ، بل ربما فاقته وأعادت إليه قوته بعد أن كاد يفقدها . كما أن المجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم أصبحت جزءاً من شخصية السفياني وخرجت تماماً من عالم الثورة والنصرة . والأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة محاربة الإرهاب انتقلت إلى الدور الحربي أو القتالي في مواجهة الشعوب وتحت قيادة أبرز المحتلين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 8:59 pm

الجزء 9


لننظر إلى ما ورد بشأن المجموعات المسلحة التي أصبحت جزءاً من شخصية السفياني . هناك روايات كثيرة عن الرايات السود التي تقبل من المشرق ، والرايات الصفر التي تقبل من المغرب . والرايات السود هي الرايات القتالية ، وقد كان لها أكثر من خروج ، فقد أقبلت من المشرق في أواخر عهد بني أمية وقضت على الحكم الأموي ، وأقبلت أيضاً بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي وحضور القوات الغربية إلى الجزيرة والخليج واحتلال أفغانستان ثم العراق ، وأقبلت أخيراً بعد تصاعد دموية النظام السوري ضد شعبه . أما الرايات الصفر فكان لها خروج قديم من قبل المغرب أثناء تأسيس الدولة الفاطمية الشيعية ، وكثيراً ما يشار إليهم بالبربر . ومرد ذلك أن الدولة الفاطمية تأسست بجيوش قبيلة كتامة البربرية . غير أن للرايات الصفر ظهور حديث من المغرب أيضاً ، ولكن المغرب هنا هو مغرب المنطقة التي يظهر عليها السفياني ( غربي سوريا ) ، حيث ورد في بعض الروايات أن رجفـة ستقع في الشام ( صدامات مسلحة ) يقتـل فيها أكثر من مائة ألف ، وتشهد دخول أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ( وسائل الركوب شهباء الألوان وبدون آذان ، وهذا تشبيه للمركبات القتالية ) والرايات الصفر من قبل المغرب ( مغرب منطقة الرجفة حيث يوجد حزب الله ) .

في بعض الروايات ورد أن خروج السفياني سيكون في شهر رجب ، وفي بعض الروايات ورد أنه إذا دخل العراق من المغرب فستكون تلك إمارته . وفي تقديرنا فإن هذه الروايات تحدد علامات ومواقيت اتساع شخصية السفياني إلى المجموعات المقاتلة مع النظام ، ثم إلى المجموعات التي انحرفت عن النصرة . ولنبدأ بخروج السفياني في شهر رجب .

في شهر رجب دخل أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر من المغرب إلى منطقة الرجفة للقتال مع الحاكم المحارب لشعبه ، حيث بدأت معركة القصير في أوائل شهر رجب 1434هـ ( مايو 2013م ) وأحدثت انقلاباً في الموازين وأعادت قوة النظام . وقد وردت أخبار متنوعة عما سيحل بأهل حمص من البلاء على أيدي أهل الرايات الصفر ، وأخبار كثيرة عن شدة البـلاء الذي سيحل بالناس عند التقاء الرايات السود والرايات الصفر بسرة الشام .

في بعض الروايات ورد ذكر العديد من الرايات التي يواجهها السفياني ، ومن ذلك رايات الأصهب ( يطلق هذا الوصف على من في شعر رأسه حمرة أو شقرة أو ما خالط بياضه حمرة . والصهب هم الروم وغيرهم من الشقر والحمر ) ، والأبقـع ( يطلق هذا الوصف على عدة معان من أبرزها متعدد الألوان ) ، وأن السفياني ينتصر عليهما . ولو تأملنا حال الثورة السورية بعد استعادة النظام لقوته وصعود الأبعاد الطائفية فسنجد أن ذلك أضعف التأثير العلماني والتأثير الثوري . وراية الأصهب – في تقديرنا – ترمز إلى البعد العلماني . أما راية الأبقع فترمز – في تقديرنا – إلى البعد الثوري ، فكأن المجموعات الملتزمة بغاية الثورة من خلال نصرة الشعب تمثل جماهير الشعب المتنوعة والمتعددة والمختلفة . وقد ورد في بعض الروايات أن " مادة الأبقع تأتي من مصر " ، وقد كانت الثورة المصرية قوية التأثير على المحيط العربي ، وخصوصاً في سوريا .

هناك روايات عن خسف بقرية بدمشق ( ويمكن أن يكون ضرب منطقة الغوطة بالأسلحة الكيميائية هو المقصود ) وسقوط طائفة من غربي مسجدها أو من حائـط مسجدها الغربي ( ويمكن أن يكون سقوط يبرود هو المقصود . ورغم أنها تقع إلى الشمال من مدينة دمشق ، إلا أنها من أهم معابر جبـال القلمون التي تفصل بين دمشق ولبنان ، وبسقوطها تمت استعادة ذلك الفاصـل أو الحائط الغربي ) .

لننتقل إلى دخول السفياني من المغرب إلى أرض العراق ، وبدء إمارته ، فقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال " إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يُؤبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، هم أصحاب الدولة ، لا يفون بعهد ولا ميثاق ، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ، أسماؤهم الكنى ، ونسبتهم القرى ، وشعورهم مرخاة كشعور النساء ، حتى يختلفوا فيما بينهم ، ثم يؤتي الله الحق من يشاء ".

بإعلان " الخلافة " في بداية شهر رمضان 1435هـ ( يونيو 2014م ) أصبح تنظيم الدولة جزءاً من شخصية السفياني . وقد روي عن حذيفة أنه قال " إذا دخـل السفياني أرض مصرٍ ( بلد من البلدان )  ، قام فيها أربعة أشهر ، يقتل ويسبي أهلها ، فيومئذ تقوم النائحات ، باكية تبكي على استحلال فروجها ، وباكية تبكي على ذلها بعد عزها ، وباكية تبكي شوقاً إلى قبورها " . وقد استقطب تنظيم الدولة كل فقه العنف والتكفير والاستباحة على نحو لا يكاد يوجد له نظير . وبحسب فهمنا فقد تبدلت هذه الصورة بعد أربعة أشهر من بدئها ، لأنه حينئذ تشكل الحلف الجديد الرافع لشعارات الحرب على الإرهاب وبدأت الحرب ضد تنظيم الدولة من حيث الشعارات ولكنها ضد كل الأطراف المدافعة عن الشعوب وغير الشريكة في الحلف أو غير الملتحقة به ولصالح النظام السوري والمجموعات المقاتلة معه ولصالح المشروع الطائفي في العراق والدول الراعية له ، ولم يعد تنظيم الدولة في موقعه الذي كان عليه قبل بدء حملة الحلف ، بل أصبح بين موقع الخروج والجهاد ، وانتقلت صفة السفياني إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف ، فقد أصبحت في موضع الحكام المحاربين أو المقاتلين ، ليس من أجل حرية الشعوب ، بل من أجل وأد ثوراتها تحت قيادة أبرز المحتلين . أما تنظيم الدولة ففقد – بحسب فهمنا – صفة السفياني واكتسب صفة الخوارج بقدر بقائه ضمن دائرة التكفير والعنف أو صفة الجهاد بقدر البعد عن التكفير والمُلك .





[rtl][url=file:///C:/Users/ASUS PC/Downloads/tajdeedat.doc#_ftnref3][3][/url]-. ورد هذا المعنى للمصر – في تقديرنا – في حديث آخر ، حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " سيكون من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطاناً يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام ، فذلك أول الملاحم ". رواه نعيم بن حماد والمتقي الهندي وابن عساكر وغيرهم . وهذا الحديث – بحسب فهمنا – ينبئ عن أحداث غزو الكويت واستدعاء القوات الغربية لإعادتها . وفي تقديرنا فإن جملة " من بني أمية " تؤكد ما عرضناه حول شخصية السفياني ، وأنها لا تنطبق على أي أموي ، فالحاكم العائلي غير المحارب لشعبه يظل مثل مختلف الوارثين من بني أمية ممن لم يواجهوا الأمة بالسيف . أما كلمة " بمصر " فتعني " ببلد من البلدان أو بمصر من الأمصار " . وجملة " أول الملاحم " – في تقديرنا – لا تعني أولى المواجهات بين المسلمين والغربيين ، بل تعني أولاها ضمن سلسلة متتابعة . [/rtl]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 9:02 pm

الجزء 10 وهو الأخير 


نتوقف عند هذا الحد ، فبقية الأخبار تتعلق بالأحداث المستقبلية التي لا يمكن تأويلها إلا بعد أن تحدث . غير أن صحة التأويل الذي تم طرحه تتطلب أن تكون تلك الأحداث قليلة ، وأن يحمل التأويل المطروح مفاتيح تسمح بتحسين مستوى المعرفة الجزئية والنسبية بشأن تلك الأحداث . وبما أن أبواب التأويل لا تنفتح إلا عند النهايات فإنه يفترض أن الأحداث الباقية ستحدث ضمن مسار انكسار حالة الفتنة ، وبالتالي فستكون قصيرة ولكنها مليئة بالتفاصيل الأكثر قابلية للاكتشاف ، وقد تنتقل صفة السفياني إلى حكام آخرين وبلدان مختلفة وقد تتبدل الأدوار . ولو تأملنا ما ورد في الروايات حول بقية أحداث فتنة السفياني فسنجد أنها تدور حول مخاض وتداعيات ظهور المهدي المنتظر . وفي تقديرنا فإن التأويل الذي طرحناه يشتمل على الكثير من المفاتيح التي يمكن أن تسهل مهمة تأويل ما يتحقق من الأخبار المستقبلية ، فضلاً عن تعزيز فرص تصحيح ما قد يكون خاطئاً مما تم طرحه .

منقول حرفيا للكاتب ابراهيم الخليفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 9:05 pm

مما سبق يتبين بما لايدع مجالا للشك أننا الآن نعيش اللحظات الأخيرة لظهور المهدي !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن أمينة
عضو ماسى
عضو ماسى
ابن أمينة


عدد المساهمات : 1526
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 141
تاريخ التسجيل : 27/08/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:14 am

أحمد محمد كتب:
مما سبق يتبين بما لايدع مجالا للشك أننا الآن نعيش اللحظات الأخيرة لظهور المهدي !
لعلها اللحظات قبل الاخيرة ..
بقي لحظة ذروة الفتنة
والتي مثل هذه المقالات من زيوتها القوية

فهذا الطرح بصياغته الدقيقة وبمقدماته المبهرة انما هو يفتح باب خطير ، فيظهر(سفيانية الطرح) اي بتبين انه كلمة حق اريد بها باطل

والباطل المعني هو في فهم سؤال : من سيمنع ان يتم تأويل النبوءة بالمهدي أيضا بأنه ((جماعة) ومن ائتلف معها) وليس رجل ، أي كما اقتنعت (الغالبية) بأن السفياني هو مختلف الجماعات المسلحة في الشام والعراق ؟

وبكلام آخر ، فإن اقتنع الناس ان هؤلاء هم السفياني فيمكن للبعض من الجماعات أن يزعموا أن أصحاب ((السلمية) والمظاهرات الثورية) من بعدهم هم المهدي !

لاادري ان كانت هذه الفكرة غائبة عن رجل يمكلك قوة هذا الطرح ، أو أنه لايشعر أن ايحاءات (شيطنة) تريد خبص النبوءة كما خلط الاوراق في الكوتشينة ،

الحقيقة ان النبوءة في السفياني لانحتاج هذا التأويل لنثبت وقوعها ، وان كان هذا حقاً فماكان من حاجة لنشرها الآن للعامة كان يمكن ان تبقي في نطاق شهود نخبة ، أما أن تنشر

فإني اخشى ان هناك مؤامرة مباشرة من انس او غير مباشرة من ايحاءات شياطين ، وهي أنه يصور كل هؤلاء بأنهم السفياني للتدليل على أن من يقضى عليهم من جماعة او آذتلاف هم تلقائيا المهدي

إن الاوراق بالفعل بدأت تختلط وإني أجد هذه الطرح ينبيء بأحداث قادمة في القريب والله أعلم 

على أي حال انه نقل موفق نافع آخي الكريم .. واسمح اثري مشاركتك  بمقال منشور بإسم هذا الكاتب الذي نسأل من هو ، وأظن أنه قد راسلني احدهم بهذا الاسم قبل سنتين وله كتاب محفوظ على النت برابط خاص وقد كان أيضا مثير وهو من أعطاني رابطه لأقرأه ولكنه اختفى من المنتدى لأنه لايحد عقولاً تحسن الحوار ، لابد ان ابحث عن ذلك الكتاب ..


لكن هذا هو مقاله الآخر :-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن أمينة
عضو ماسى
عضو ماسى
ابن أمينة


عدد المساهمات : 1526
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 141
تاريخ التسجيل : 27/08/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:17 am

طائفة الدولة البوليسية: مصر أنموذجاً
2014-1-14 | إبراهيم الخليفة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا تقوم الدولة البوليسية ولا تستمر إلا عبر شيطنة وقمع الغالبية وتجميل وتقريب وتمكين الأقلية التي تخدمها. والقوى الثقافية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والقضائية في أية دولة بوليسية لا تتشكل ولا تصل إلى مواقعها إلا من داخل القوانين البوليسية وتحت السقف البوليسي.
كل القيادات والكوادر تمر عبر "الفلاتـر" البوليسية، سواء كان جهاز أمن الدولة أو غيره من الأجهزة. وهـذه "الفلاتر" تجعل الدولة البوليسية شبه محتكرة لأفراد أو مجموعات أو فئات تحقق المواصفات الخادمة للدولة البوليسية فتنفتح أمامها أوسع الفرص في الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وجهاز الإدارة والميادين الاقتصادية والثقافية والفنية والدينية.
وبتراكم هذا البناء على مدى عقود تتشكل "طائفة" معبأة بثقافة وهوية ومعايير ومصالح الدولة البوليسية هي "طائفة الدولة البوليسية". وهذه الطائفة لا تجمعها روابط القيم بل تجمعها روابط المصالح مع الدولة البوليسية.
وقد تحمل القيم، ولكن شريطة وجود المعادلة البوليسية التي تضمن شيطنة وإقصاء الغالبية على نحو يحفظ لتلك الطائفة فرصها وامتيازاتها ومكانتها التي توفرها الدولة البوليسية.
وإذا تردى أداء الدولة البوليسية وضاق حجم استيعابها لطائفتها أو "أهلها وعشيرتها"، فإنها ستنتج قوى معارضة من داخلها تحمل ذات هويتها وثقافتها ومحدداتها ومواصفاتها ومعاييرها، وقد يصبح بعضها ضمن قوى الثورة، كما حدث في ثورة يناير.
ولكن تلك القوى ستظل متشبعة بما تظنه من أن القوى الثقافية والسياسية والاقتصادية والإعلامية الظاهرة على السطح هي قوى المجتمع، في حين أنها القوى التي أنتجتها الدولة البوليسية أو سمحت بها قوانينها وسقفها، وقد لا تملك من معايير الكفاءة الفعلية سوى أهليتها لخدمة الدولة البوليسية، ومن أهم شروط الأهلية في أية دولة بوليسية: الانفصال عن الغالبية المقموعة والمستقلة.
ولذلك، فإن هذه المعارضة "البوليسية" سرعان ما تُصدم بصورة المجتمع الحقيقية بمجرد ظهور نتائج صندوق الانتخاب الحر، لأنها متشبعة بصورة مجتمع الدولة البوليسية التي تُظهر الأقلية المحظية والمعارضة المنتمية إلى ذات "الطائفة" البوليسية، وتغيِّب الغالبية المقموعة والمستقلة أو تقدمها من بوابة الشيطنة.
ولو سئلت هذه القوى عن هوية المجتمع المصري وعن الغالبية والأقلية، فستكون شديدة الوهم أو الرغبة بشأنها، لأنها متشبعة بثقافة وصورة مجتمع الدولة البوليسية. وإذا أتت الانتخابات المتكررة بقوة من خارج "طائفة الدولة البوليسية"، فإن القوى المحظية والمعارضة من ذات الطائفة سرعان ما تتحد لشيطنة هذه القوة.
وقد يحدث ذلك لأسباب تتعلق بالديمقراطية والثورة، إلا أنه سيحدث أيضاً لأسباب تتعلق ببنية الدولة البوليسية وثقافتها وهويتها والمراكز والمواقع التي أنتجتها على مدى عقود، فكل ذلك يوفر لطائفة الدولة البوليسية فرصاً وامتيازات كبرى سيقطعها أو يهددها صندوق الانتخاب الذي يأتي بقوى من خارج "الطائفة".
قد يستغرب المرء حجم العلاقات العائلية أو الفئوية بين أعضاء النيابة أو القضاء أو شاغلي المواقع القيادية في أجهزة الإدارة، خصوصاً في بلد يصل عدد سكانه إلى نحو تسعين مليوناً، ولكنه حين يدرك أن المحددات البوليسية الصارمة تضيق فرص من هم خارج الدولة البوليسية وتقوي مراكز من أصبحوا داخلها، فإنه سيفهم سر هيمنة تلك العلاقات.
وقد يستغرب المرء كل الحملات التي اندلعت في وجه بعض أبرز رموز تيار استقلال القضاء، بدءاً بنائب الرئيس الذي ظل يدافع عن التوافق والمصلحة العامة حتى وهو يغادر منصبه، مروراً بوزير العدل، وانتهاء برئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وحركة "قضاة من أجل مصر"، رغم أنهم من أعظم وأنبل ما أنتجته مصر.
ولكنه حين يدرك أن الدولة البوليسية لا تقوم ولا تستمر إلا بشيطنة وإقصاء الغالبية غير البوليسية، وأنها تنشئ طائفة تتمتع بالكثير من الفرص والامتيازات وترتبط بالكثير من العلاقات المصلحية، فإنه سيكتشف أن عقيدة الدولة البوليسية حول شيطنة وإقصاء الغالبية قد انتقلت إلى طائفتها بمجرد أن أصبح صندوق الانتخاب يفرز غير الطائفة. ومن زاوية هؤلاء أصبح المستقلون والمنحازون إلى صندوق الانتخاب الحر خطراً يهدد فرص وامتيازات كل أبناء "طائفة الدولة البوليسية".
قد يبدو مدهشاً كل ذلك التعامل الحاني مع أركان النظام البوليسي الذين قادوا نظام الاستبداد والفساد أو أسهموا فيه على مدى نحو ثلاثة عقود، وسلسلة أحكام البراءة التي حصلوا عليها، في مقابل التعامل الوحشي الهائل مع أبرز المنتخبين الذين لم يظلوا في الحكم غير عام ولم ينهبوا الثروات ولم يكن لهم أي وجود ضمن الأجهزة السيادية، واستُحلت أموالهم وممتلكاتهم التي لم يكتسبوها من نهب ثروات المجتمع كحال أهل الفساد.
ولكنه يمكن فهم الكثير من المفارقات والمتناقضات بمجرد وضع معادلة "طائفة الدولة البوليسية" نصب الأعين، فأركان النظام البوليسي كانوا من "الطائفة" ويحاكمون أمام نيابة "الطائفة" وقضائها، بينما المنتخبون كانوا من خارجها.
مهما بحث المرء عن الجامع بين أعضاء جبهة الإنقاذ، فإنه لن يجد ما هو أهم من عقيدة الدولة البوليسية التي انتقلت إلى الجبهة بعد النتائج المتكررة لصندوق الانتخاب.
ومهما تم البحث عن السبب الأهم لحل مجلس الشعب ومعارك الدستور والقضاء و"فزاعة" الأخونة وكل الدعاية السوداء التي تم بثها خلال رحلة المسار الدستوري والضيق الشديد بقناة الجزيرة، بعد أن كانت "أيقونة" الثورة، والحملة ضد التجربة التركية رغم أنها كانت جذابة وملهمة، وصعود الحملة ضد حماس إلى حدود غير مسبوقة، فإنه لن يجد ما هو أهم من عقيدة الدولة البوليسية التي انتقلت إلى كل طرف ينتمي إلى "طائفة الدولة البوليسية" ولم يخدمه صندوق الانتخاب.
حين ينكسر طوق الدولة البوليسية ويعمل صندوق الانتخاب الحر، فإنه ينتج هوية المجتمع الفعلية لا البوليسية وقوى المجتمع الحقيقية لا البوليسية.
فما الذي ستفعله القوى المتشبعة بهوية الدولة البوليسية أو التي استفادت من قوانينها وسقفها وفرصها وامتيازاتها؟
ستلجأ إلى ذات آلية الدولة البوليسية في شيطنة الغالبية، وستعود مباشرة إلى خندق الدولة البوليسية وتحالفاتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.
تماماً مثلما كان كبار رموز آل البيت –رغم كل مقامهم وفضلهم–  موضع شيطنة كبرى أثناء تأسيس المُلك في عهد بني أمية، وكان يدعى عليهم أو يشتمون من على المنابر وكان المنحازون لهم يطاردون ويقمعون، فمن يحمل السيف أو الدبابة لا يرى خطراً أكبر من خطر الغالبية، ولذلك فهو يشيطن من يمكن أن يمثلهم أو يحركهم، ويملك من القوة والنفوذ ما يسمح له بفرض ذلك بكل وسائل الإرهاب المادي والمعنوي، وباستثمار قدرات المنافقين والمتزلفين والنفعيين والوصوليين.
[size=16]لو سألنا الانقلابيين عن سر الحلف الانقلابي الخليجي، فقد يتحدثون عن أي شيء إلا الحقيقة السياسية الكبرى، وهي أنهم جميعاً يواجهون خطر الغالبية غير البوليسية، ولذلك جمعتهم ثقافة الشيطنة اللازمة لتثبيت حكم العائلة أو الدبابة.

وبما أن الإخوان فازوا في كل الجولات الانتخابية، فإن الشيطنة ستتم عبر الوسيط الإخواني، وقد تسهم هذه الشيطنة في تضليل الكثيرين، لأنها تحجب أو تغيِّب حقيقة وجود الغالبية اللازمة لإنتاج الديمقراطية خلف صورة الشيطنة، وحقيقة أن أنضج الإفرازات السياسية والقانونية المنفصلة عن الدولة البوليسية أو المقاومة لها، مثل تيار استقلال القضاء وحزب غد الثورة وحزب الوسط ثم الحركات الثورية وشباب ثورة يناير في مرحلة لاحقة، موجودة ضمن قوة الغالبية التي تواجه الشيطنة، وأن أسوأ الإفرازات السياسية والقانونية التي كانت جزءاً من أهرام الاستبداد في عهد الدولة البوليسية موجودة ضمن قوى الانقلاب.
لا يوجد ضمن قوى الانقلاب قوة حاملة أو جاذبة للغالبية غير البوليسية التي هي شرط إنتاج وخدمة الديمقراطية والثورة ضد الدولة البوليسية، بل كلها قوى طاردة لتلك الغالبية، لأنها معبأة ضد ثقافة الغالبية أو جزء من الدولة البوليسية أو متصالحة معها أو مستفيدة منها.
ومهما بدا أنها عديدة ومتنوعة، فإنه لا يوجد بينها قوة كبرى إلا قوة الدولة البوليسية، سواء من خلال أجهزة الدولة البوليسية أو من خلال أتباع النظام الذي قامت ضده الثورة.
ما هو الجامع بين الكنسية والحزب السلفي المشارك في الانقلاب؟ وأية ديمقراطية وثورة ضد الدولة البوليسية يمكن أن تجمعهما بينما كانا ضد ثورة يناير؟
ما هو الجامع بين الأزهر والكنيسة والحزب السلفي المشارك في الانقلاب وأتباع النظام الذي قامت ضده ثورة يناير؟!
الجامع أنهم كانوا جميعاً ضد ثورة يناير!!
ما هو الوزن السياسي والثقل الاجتماعي لحركة تمرد وللناصريين واليساريين، وما مدى انفصالهم عن الدولة البوليسية، وأية غالبية غير بوليسية يمثلونها أو يخدمونها؟! ثم ما هو الجامع الثقافي أو السياسي بينهم وبين أنظمة الدولة الخليجية المستميتة في دعم الانقلاب والدفاع عنه؟!
وإذا كان الانقلابيون قد بدأوا بإقصاء الإخوان ثم شيطنة أو إقصاء تيار استقلال القضاء وحزب غد الثورة وحزب الوسط والجماعة الإسلامية والتيارات السلفية المستقلة، ثم انتقلوا إلى شيطنة الحركات الثورية ثم شباب ثورة يناير، فما الذي تبقى للانقلاب من القوى الديمقراطية وغير البوليسية؟!
لم يبق سوى الأطراف المحمولة بقوة الدبابة. وهذه القوى لن تنتج سوى ثقافة وسلوك الدهماء الخالية من العقل أو الحكمة أو القيم الإنسانية السامية، لأنها معبأة ضد الغالبية غير البوليسية ولأنها تفرض رؤيتها ومواقعها ومصالحها بقوة السلاح.   
لننظر إلى مشهد ما قبل الانقلاب من زاوية المجتمع، فخمسة انتخابات واستفتاءات في أقوى أجواء المد الثوري والإرادة الحرة أتت بهوية المجتمع الغالبة، وبقوة المجتمع السياسية الكبرى (الإخوان).
وبمجرد أن ينظر المرء إلى صورة الإخوان في إطار نتائج كل الانتخابات والاستفتاءات فسيدرك أن قوة الإخوان حاملة أو جاذبة لقوة الغالبية غير البوليسية اللازمة لإنتاج أية ديمقراطية.
وهذا لا يعني أن الإخوان هم الغالبية، ولا يعني أنهم يحملون الصورة المطلوبة للديمقراطية، ولكنهم القوة الحاملة للغالبية غير البوليسية أو الجاذبة لها. وهذا هو شرط إنتاج وتطوير الديمقراطية في أي مجتمع. وبمجرد شيطنة هذه القوة، فإنه سيتم –ضمناً– شيطنة الغالبية غير البوليسية اللازمة لإنتاج وتطوير الديمقراطية، وتجميل الأقلية البوليسية اللازمة لهدم الديمقراطية.
وهذا هو ما حدث قبل الانقلاب وبعده، فقد تم تغييب أو تشويه أبرز القوى غير البوليسية والمستقلة ضمن رحلة المسار الدستوري، مثل تيار استقلال القضاء وحزب غد الثورة وحزب الوسط، لأنها تظهر حقيقة الإخوان كقوة سياسية حاملة لقوة الغالبية غير البوليسية أو جاذبة لها، وتم تجميل أبرز القوى المضادة لسلطة الغالبية، مثل نائب عام الدولة البوليسية ورئيس نادي القضاة ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية.
فضلاً عن أن كل القـوى "المدنية" غير المنفصلة عن الدولة البوليسية تحولت بمجرد ظهور النتائج المتكررة لصندوق الانتخاب الحر إلى قوى حاملة لعقيدة الدولة البوليسية أو جاذبة لها أو منتجة لقوى بوليسية جديدة، مثل حركة تمرد.
وإذا تعاظمت هذه الرحلة من الشيطنة والتجميل، فإن من السهل أن تبدي الأطراف الحاملة لعقيدة الدولة البوليسية أو الجاذبة لها فرحة كبرى وهي تلقي بكل ما أنتجه الشعب ديمقراطياً خلال نحو عامين في سلة المهملات، فقد غيبت أو شوهت فكرة الغالبية غير البوليسية التي هي شرط الديمقراطية وغيَّبت أو جمَّلت صورة الأطراف التي تحمل أو تجذب القوى البوليسية.
وبعد الانقلاب صعد تشويه صورة الغالبية غير البوليسية إلى أقصى حدوده، وذلك من خلال اختزال كل المشهد الرافض للانقلاب عند الإخوان والغياب عن كل حالة الإرهاب المادي والمعنوي التي تواجه رافضي الانقلاب والأطراف الصامتة، وتجميل صورة الأطراف المؤيدة للانقلاب، حتى وإن كانت بوليسية أو غير ديمقراطية أو فاشية أو بغير ثقل سياسي أو وزن اجتماعي، فضلاً عن غياب الوعي بطبيعة "طائفة الدولة البوليسية" التي استفادت من الانقلاب إلى أقصى الحدود.
ومهما حاول الانقلابيون تصوير المشكلة على أنها مشكلة الدولة مع الإخوان، فإنها مشكلة الغالبية غير البوليسية مع الاستبداد. ولذلك فقد انتقل الانقلابيون من الإخوان إلى حزب الوسط وحزب غد الثورة وتيار استقلال القضاء، ثم إلى الحركات الثورية وشباب ثورة يناير.
وستظل مشكلة المستبدين دوماً هي مشكلة الغالبية غير البوليسية، وستظل أداتهم هي تشويهها وشيطنتها والتمكين لطائفة الدولة البوليسية وتجميلها.
قد يتحدث أهل الانقلاب عن ثورة يناير، لأنهم لا ينظرون من زاوية الغالبية غير البوليسية التي ينتجها أو يجذبها صندوق الانتخاب الحر، و"طائفة الدولة البوليسية" التي تنتجها الدبابة مباشرة أو خـلال وقت وجيز.
ولو نظروا من هذه الزاوية لأدركوا أن ما حدث منذ الانقلاب هو أكبر وأوضح هدم للديمقراطية والثورة، ليس فقط لأنه أعاد "طائفة الدولة البوليسية"، بل أيضاً لأن ذلك حدث في مواجهة "الغالبية غير البوليسية" التي هي شرط إنتاج وخدمة الديمقراطية والثورة ضد الدولة البوليسية في أي مجتمع.
لننظر إلى أهم آليات الدولة البوليسية التي تكاد تغيب عن خطاب المتحدثين عن "ثورة يونيو"، وهي آلية "الإرهاب المعنوي".
قد لا تحتاج أية دولة بوليسية إلا إلى القليل من القتل والقمع والاعتقال، فمتى ما تحققت حالة الإرهاب المعنوي فقد أصبح كل شيء بيد الدولة البوليسية.
من دون طلقة رصاص واحدة يمكن رؤية عشرات القنوات المرئية وهي تنتقل من عالم إعلام الحريات والرأي والرأي الآخر ومحاصرة أهل الحكم إلى عالم إعلام القمع والرأي الواحد وتمجيد الحاكم وإرهاب المعارضين والناقدين، وذلك بمجرد شيوع حالة الإرهاب المعنوي.
ومن دون طلقة رصاص واحدة يمكن رؤية القضاء وهو يتحول من قضاء مشاكس ومستقل وقادر على المقاومة إلى قضاء مهادن وتابع وأداة بيد الحاكم، وذلك بمجرد شيوع حالة الإرهاب المعنوي.
ويمكن رؤية الجمعيات الحقوقية ونقابات الصحفيين والمحامين وهي تتحول من النطق باسم المجتمع إلى النطق باسم الحاكم بمجرد شيوع حالة الإرهاب المعنوي. ولا أداة في عالم السياسة يمكن أن تحقق حالة الإرهاب المعنوي في يوم أو بعض يوم إلا الدبابة.
قد يستغرب البعض تلك الحملة التي انطلقت ضد "رمز ثورة يونيو" وأحد أبرز المشاركين في الانقلاب والدافعين باتجاهه، ومن كان اسمه أبرز الأسماء المطروحة كرئيس انتقالي.
غير أنه بمجرد الوعي بأن الدبابة أشاعت حالة الإرهاب المعنوي بمجرد دخولها إلى الميدان السياسي، وفتحت أمام مؤيديها والمستفيدين منها أوسع فرص الظهور والوصول وإرهاب المعارضين والناقدين، فإنه يمكن فهم بعض أسرار تلك الحملة.
وقد يستغرب البعض تلك العودة السريعة لبعض رموز النظام الذي قامت ضده ثورة يناير وانتقال حملة التشويه والشيطنة إلى الحركات الثورية وإلى بعض أبرز شباب ثورة يناير.
غير أنه بمجرد استعادة معادلة "طائفة الدولة البوليسية" في مقابل الغالبية غير البوليسية والنظر إلى أسلحة الإرهاب المعنوي كأهم آليات الدولة البوليسية، فإنه يمكن فهم سر العودة السريعة لبعض رموز النظام القديم، وسر الحملة ضد الحركات الثورية وشباب ثورة يناير، فطائفة الدولة البوليسية تستعيد مواقعها وأدواتها وتنقي صفوفها ممن شاركوا في حشد يونيو ظناً بأنهم يصنعون موجة ثورية ثانية بينما هم كانوا يعيدون "طائفة الدولة البوليسية" إلى مواقعها وامتيازاتها وفرصها.
لو صدرت دعوات وفتاوى القتل الجماعي التي ظهرت منذ الانقلاب أو عرضت تسجيلات أمن الدولة للناشطين وشباب ثورة يناير في أية دولة تحترم القانون لاقتيد أصحاب تلك الدعوات والفتاوى والتسجيلات إلى المحاكم ولصدرت بحقهم أشد العقوبات، ولكنهم مطلوبون في عالم صناعة الإرهاب المعنوي، ولذلك تفتح لهم أوسع أبواب الظهور، وتقدم الجوائز لبعضهم.
ولا يكاد يوجد في المشهد الانقلابي ما هو أوضح من أسلحة الإرهاب المعنوي المسلطة في وجه أي ناقد أو معارض أو متحفظ أو متسائل أو متردد.
وبالطبع، فإن أهل النفاق والشيطنة سيكونون من أهم وأبرز من يخدمون حالة الإرهاب المعنوي. وهذه الحالة تأتي ضمناً بطائفة الدولة البوليسية من كل ميدان.[/size]


تم غلق التعليقات على هذا الخبر

يسري ابو فول

رؤيه معمقه وامينه ودقيقه للحراك و الحاله المصريه لا تتوفر- ويا للعجب - لكثير مما اعرف من رموز مصر ومثقفيها وحكامها ...مدنيين او عسكريين....طول العهد بالفساد و الاستبداد...خلط المشهد و غبش البصيره حتي لدي كثير من اهل الحل و العقد و صانعي القرار انفسهم.....حتي امست (النخبه) المصريه بالمواصفات التي ترون و تعلمون......تحيه واجبه للكاتب
[size]


أحمد حمودة - مصر

[/size]
تقول الحكمة الشرعية : حبك الشيء يعمي ويصم . وحب المؤسسات الحاكمة في مصر للاستبداد مُستندة للعسكر والأمن حقيقة تاريخية وردت في القران الكريم : ( هل أتاك حديث الجنود ) . ولديها عمى تاريخي وأزلي عن نتائج هذه الغطرسة والسياسة القمعية , والنتيجة المحتمة والتي لا ريب فيها هي سقوط الإنقلاب والإنقلابيين بسيناريوهات تليق وتاريخ العسكر بمصر ، ومن سينجو من نار الثورة القادمة ولهيبها , سيختنق بدخانها ولابد . ودماء شهداء رابعة والحرس والمنصة ستكون أشـد لعنة على السيسي وأعوانه من لعنة دماء شهداء السجن الحربي الناصري ومحاكم الدجوي العسكرية على عبد الناصر ومشيره وقيادات مجلسه العسكري الذين دخلوا مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 12:21 pm

مع تحفظي على تعليقك السابق ولكن تفضل هذا رابط الكتاب 

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن أمينة
عضو ماسى
عضو ماسى
ابن أمينة


عدد المساهمات : 1526
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 141
تاريخ التسجيل : 27/08/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 10:02 pm

أسأل الله ان يهدينا ويهديه وأن يعز به الاسلام وأن يعي فخ الديمقراطية والاحزاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن أمينة
عضو ماسى
عضو ماسى
ابن أمينة


عدد المساهمات : 1526
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 141
تاريخ التسجيل : 27/08/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 10:03 pm

اشكرك على الرابط اخي الكريم محمد احمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 4:06 am

موضوع هام أنصح وبشدة بقرائته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساري
.عضو ذهبى
.عضو ذهبى
avatar


عدد المساهمات : 665
السٌّمعَة ( اضغط علامه + او -) : 15
تاريخ التسجيل : 27/03/2014

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)    حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 11:08 am

سأقول كلمتين سريعات...الأخبار بإمكانكم متابعتها لن أنقلها للموقع بما أن البعض يعتبرها فتنة ويقوم بشطبها...لكن تأكدوا أن ملايين من العرب سيحاربوا الى جانب اسرائيل "المسيح الدجال" دفاعاً عن ملوكهم ورؤسائهم ضد من يسمونهم بالشيعة الروافض والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السفياني من هو؟
» السفياني
» السفياني
» جيش السفياني
» السفياني كما يصف الشيعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتدى احمد الله - ابراهيم لتفسير الاحلام ۞  :: الفئه الثانيه مواضيع سريه :: ۞ منتدى المقالات والموضوعات الخاصه بفتن اخر الزمان وعيسى والدجال ۞-
انتقل الى: