يوم علمت ان الرزاق هو الله .

يوم علمت ان الرزاق هو الله .

يا عبد الله ، حين تضيق عليك الدنيا بما رحبت ، تجد ملعقة من ذهب في فمك ، و لكنك لست مرتاح البال تجد الفراش المريح ، و المسكن الفسيح ، و لكن قلبك  في صدرك يضيق ، و تجد للنفس زفرات كلها حيرة 
تقول ، يا ويحي كم فرطت في ديني ، يا ويحي كم انا عن الصراط بعيد . 
تمر عليك الايام كانها سنوات من الجحيم . 
تنام الليل احلاما و ركاما من الآمال 
ترى الفوارس على الخيول تشد اللجام ، و ريح التراب كطيب المسك ، و شجرة الرضوان 
تثقلك آهات الحسرة ، بين الصبح و الليل ،
تصلي و لا تطعم خشوعها ، 
هنالك شيئ ناقص ، هنالك شيء مفقود .
تحمل كتاب الله ، تفتحه على عَجَلٍ ،
تريد نور الآيات ، و سكينة في الذات 
تقرأ : ‏{‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}
تقول سبحان الله ، الرحمان ، الرحيم .
تحزم الامتعة ، لتفارق الديار ، و تطلب ما بعد من الأراضي القفار . 
تسيح في الأرض سبعة أيام ، وما في الزاد غير كتاب منير ، و عطر مسك ، و قراطيس و قلم . 
تقول : ويحي انسيت القوت عمدا ابغي هلاكي ؟ 
و هل يهلك من يطلب رزقا من الرحمان .
تطول الليالي و الأيام ، و طريق المسير . 
هنالك تجد عينا صافية بجبل على سفحه بيت لله ، فيه تحفظ و تتلى آيات الله .
تدخل البيت غريبا ، و بلمح البصر تصير حبيبا ، 
تطعم و تغنم ، و  بعض آيات الله تظفر بها حافظا متدبرا . 
و في ليلة من ليالي القدر ، تقرر العودة للديار ، و تقول هي سياحة للترويح عن قلب مريض . 
تكون بذلك اكملت شهرا ، بلا قوت او زاد ، 
وعلمت فعلا و صدقا  :  ان الرزاق هو الله

بارك الله فيك اخي ابا محمد ، و ثبتك الله على الحق