الملاحظ أن كثرة الرؤى واختلاط الغث بالسمين فيها حرمنا كثيراً من الاستفادة الفعلية الحقيقية من الرؤى ، حتى أصبحت الرؤى مشتتة اكثر من كونها مرشدة للإنسان ، وهذا يستلزم غربلة دقيقة وتمحيص لها وترتيب الأفكار بها بطريقة نافعة بعيداً عن الأوهام .
أبدأ بنفسي الآن من خلال تساؤل لنفسي ماذا استفدت أو فهمت من هذه الرؤى ؟ وأرجو من الجميع أن يشاركني نظرته وفهمه حتى نرتب أفكارنا .
ماذا استفاد ( matm1) من الرؤى ؟
طبعاً تجربتي قصيرة وعلمي في هذا المجال محدود ( وإن كنت صاحب شفافية ناقدة للرؤى ) وأنا أضيف تجربتي لأتعلم من الآخرين :
أولاً : أرى أن قسم من الرؤى جاء مشتتاً لأفهامنا لظاهرة المهدي أو بعبارة أخرى هو يتحدث عن أناس مهديين وليس المهدي الحقيقي ، هذه الرؤى في ظني هي رؤى خاصة وليست رؤى عامة وجاءت مبشرة لأصحابها أكثر من كونها مرشدة للأمة ، وهذه الرؤى نجدها تتضارب في الأوصاف بين شاب وشيخ وبين حليق وملتحي إلى غير ذلك من الأوصاف .
ثانياً : هناك رؤى خاصة بالمهدي رضي الله عنه ، وهذه الرؤى كما ذكرت خاصة بالمهدي بمعنى انها رسائل لا يفهم دلالتها المعبرون أنفسهم إنما يدورون حول المعنى دون الولوج للدلالة الحقيقية ، لماذا لأنها رسالات تتعلق بمستوى ثقافة الإمام المهدي ونهج اصطناعه ، وأرى أن بعضها له العلاقة بالهداية نحو أمر معين ، هذا النوع من الرؤى لا سبيل لنا لفهمها لذا نجد دائماً تعبيراتها غير مقنعة ، والسبب لأنها تتعلق بشخص معين وترشده من خلال حياته الخاصة ، هذه الرؤى يعبر عنها بأنها الرسائل ، وهي مصداق لقول النبي عليه السلام الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ، لكن لماذا هذه الرؤى الخاصة لم يرها المهدي نفسه ( إن وجد في زماننا ) هذا أمر لا أعلمه ، لكن الغمامة على القمر في أحد الرؤى قد يفسر جانباً من السبب .
ثالثاً : كل الرؤى التي تشير إلى زمان ومكان خروج المهدي أراها مرمزة ولا تحتمل التوقيت الدلالي وإنما تشير إلى أمور معينة ولعلها لحكمة التشتيت في الحدث ولعل للشيطان نصيب من دلالتها ، لكن ما تطمئن له نفسي أن المهدي لن يعرفه أي واحد منا إلا عند توقيت التمكين له ، وهناك رؤية قديمة جداً قرأتها ( أشبه برؤى دانيال ) تتحدث وتشير إلى ان الرجل الموعود لن يعرفه أحد إلا في اللحظة الحاسمة لذا في تلك الرؤيا جاء كشيء يخرج من البحر فجأة ( أي يكون في طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة ) ومن هذا الوجه تكون كل فراساتنا في أشخاص أو أسماء أو غير ذلك هي من باب الوهم والتشتيت ؛ اما أدعياء المهدية فأقول لهم : المهدية ليست أوصاف أو رؤى أو انتساب لآل البيت المهدية اصطفاء واختيار رباني واصطفاء مرتبط بشكل من أشكال التمكين لمن يختاره الله ومرتبط بدلائل تدل على صدقه هي أكبر من أن تكون حلماً أو بعض الحالات الروحية الخاصة ........ وبيان هذا الموضوع يحتاج لفتح موضوع جديد
لكن ما الحكمة من خفاء المهدي وتشتت الأنظار عنه حتى اللحظة الخيرة .... إنه الحفظ الإلهي لهذه الشخصية كما حفظ موسى عليه السلام بجعله في بيت الملك مرحلة من العمر وبجعله فيه ثقل في اللسان حتى تغيب الأنظار عنه ( سبحان الله فيه ثقل في اللسان وقال عنه فرعون لا يكاد يبين ، وأصبح الوحيد في الأرض الذي يطلق عليه اسم كليم الله )
ثالثاً : ما فهمته من الرؤى أيضاً اننا على أبواب حدث رباني عظيم شبيه بطوفان نوح في عالميته وقد يكون الحدث قبل معرفتنا بالإمام المهدي ، وقد يكون بيننا وبينه قاب قوسين أو أدنى ... وإشارات الرؤى كله تدور حول هذا المحور الخطير الذي يمثل لنا إنذارات نحن عنها غافلون ، وبعض الرؤى تشير غلى قرب الحدث ... لكن متى هو ؟ وبالتالي أرغب من بعض المتابعين أن يجمع كل الرؤى التي تتحدث عن الأمر الرباني ويتم ترتيبها وجمعها لعلنا نفهم تفاصيل الحدث بطريقة منظمة أو على الأقل نفهم مجموع الإنذار والرسالة الربانية لنا ، وأقول لكم هذا الموضوع أهم عندي من موضوع المهدي ومعرفته لعلمي أنه قد يكون قبل المهدي فالنذارة ستباغتنا قبل البشارة .
رابعاً : ما فهمته من مجموع الرؤى المعتلقة بالمهدي انها تحتمل انها تشير إلى رجلين المهدي والقحطاني في ذات الوقت والقحطاني رمزيته في موسى عليه السلام ... والغريب أنه في بعض الرؤى جاءت رمزيته بإبراهيم وهذه الرمزية التي فهمها الكثيرين خطأ فهي إشارة إلى عودة في النسب للجذع الأول الذي خرج منه الغلام الحليم والعليم .
أما المهدي فرمزيته بالقمر ويحتمل أنها كلها تشير إلى رجل واحد وهنا المشكلة لأن احتمالية إشارتها للقحطاني هي الأقوى فيكون هو المراد بالمهدي ولن أخوض في دلالة القحطاني فليس معناه إلا الجهة وليس النسب فالنسب نبوي
خامساً : جاءت إشارات كثيرة في الرؤى أن المهدي ينال تأييدات خاصة وبدأ الخلط هنا هل المهدي نبي أو رسول .... أقول لكم المهدي خليفة ... والكل حتى هذه اللحظة لم يفهم معنى خليفة فالخلافة الحقيقية في الأرض لم تقع ولن تقع إلا ثلاث مرات ( داود وسليمان - محمد عليه السلام - المهدي في آخر الزمان ) وأقصد بها الخلافة التسخيرية ، فدرجة خليفة لم يفهمها البعض الفهم الصحيح .. فهي درجة عليا
أكتفي بما ذكرت منتظراً مشاركاتكم وترتيبكم للأفكار لديكم