اولا الادلة الصريحة من القرآن الكريم
1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)) وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم) وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ[
5- قوله تعالى (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
وقوله: ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا ) أي: نصيبا من العذاب( مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) أي: فلا يستعجلون ذلك فإنه واقع بهم لا محالة.( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) يعني: يوم القيامة.] تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
هذه الآية اذا ربطنا بينها وبين اول سورة الطارق (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) وبين اول سورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)) وبين هذا الأثر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ. قال ابن كثير وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حَبْرِ الْأُمَّةِ وَتُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ وَهَكَذَا قَوْلُ مَنْ وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ مَعَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ مِنَ الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ وغيرهما التي أوردوها مِمَّا فِيهِ مَقْنَعٌ، وَدَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنَّ الدُّخَانَ مِنَ الْآيَاتِ الْمُنْتَظَرَةِ مَعَ أَنَّهُ ظَاهِرُ القرآن، قال الله تبارك وتعالى: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ أَيْ بَيِّنٍ وَاضِحٍ يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ، وَعَلَى مَا فَسَّرَ بِهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ خَيَالٌ رَأَوْهُ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنْ شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى: يَغْشَى النَّاسَ أي يتغشاهم ويعميهم، وَلَوْ كَانَ أَمْرًا خَيَالِيًّا يَخُصُّ أَهْلَ مَكَّةَ الْمُشْرِكِينَ لَمَا قِيلَ فِيهِ يَغْشَى النَّاسَ. ]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[ تبين ان(الطارق) او( النجم ثاقب) معه كوكب ذو ذنب(ذنوب) سيهوي جزءا منه على الأرض يسبب دخان يكون عذابا للكافرين وعلامة على خروج الدجال
نلاحظ هنا ان الله سبحانه وتعالى توعد الكافرين بذنوب مثل ذنوب اصحابهم وفي الأثر عن ابن عباس قلقه من كوكب ذو ذنب وانه علامة على الدخان وفي رواية علامة على الدجال لاحظ العلاقة بين كلمتي (ذنوب وذو ذنب) وبين (الدخان والدجال) واذا ربطنا الاربع كلمات ببعضهم يتبين الكثير وهو انه عند اقتراب موعد خروج الدجال يرسل الله سبحانه وتعالى الذنوب او الكوكب ذو الذنب على الكافرين ومن آثار هذا الذنوب الدخان الذي يكون عذابا للكافرين والمنافقين ورحمة للموحدين المؤمنين مما ينهي تفوق الكافرين المادي ونعود من حيث بدأنا فيعود التفوق والنصر للمؤمنين الموحدين مما يغضب الدجال فيخرج من هذه الغضبة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وسنعرض فيما بعد ان شاء الله اقوال علماء الفلك فيما يتوقعون من آثار اقتراب كوكب ذو ذنب من الارض واهمها وابينها الدخان
6- قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10))]محمد[
7- قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
يقول تعالى: ولو ترى - يا محمد-إذ فَزِع هؤلاء المكذبون يوم القيامة، ( فَلا فَوْتَ ) أي: فلا مفر لهم، ولا وزر ولا ملجأ ( وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) أي: لم يكونوا يُمنعون في الهرب بل أخذوا من أول وهلة.
وعن ابن عباس والضحاك: يعني: عذابهم في الدنيا.]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
نلاحظ في قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى) اشارة الى ان العذاب سيأتي بعد موته صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33))(الأنفال)
8- قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65))]الأنعام[
لما قال( ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) عقبه بقوله(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) أي: بعد إنجائه إياكم.]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
9- قوله تعالى (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69))]الاسراء[
10- قوله تعالى (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) )]الاعراف[.