بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من إدارة المنتدى عدم نقل الموضوع لمدة يومين فقط ، لأن أغلب المفتونين في أمر المهدي لا يتابعون قسم المواضيع والمقالات بقدر ما يتابعون هذا القسم ، ذلك بنية نشر الحق لوجه الله تعالى، عسى الله أن يتوب عليهم.
نحن جميعا نبحث عن المهدي عليه السلام، فلنسأل أنفسنا أولا ما هيالغاية من أن يكون المهدي هدف البحث حتى نستحضر النية الصالحة وندركها!
سبب البحث أن المهدي عليه السلام هو هدف البحث لأنه بشرى باقتراب عز الإسلام وأهله والخلافة وسيادة شرع الله، وتوحيد صفوف المسلمين ونهاية خلافهم ، وأيضا لأن الناس اختلفت في الهدف نفسه حتى أصبح فتنة أصابت الباحثين بين ضال ومضلل وفاتن ومفتون.
فنبحث بنية أن يتعلم الناس الخير ويبتعدوا عن طريق الشر وإن كانت قدراتنا ضعيفة في دعوةالناس للحق فإن الله قادر على أن يهديهم أجمعين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
نبدأ البحث بإذن الله
البند الأول: من هو المهدي في القرآن؟
هل هو رسول؟
ليس المهدي برسول!
وإذا بحثنا عن أشبه موقف لبحثنا الآن في القرآن سنجد بحث موسى عن الخضر هو أقرب الشبه لأمرنا، فلنقرأ تلك الآيات بتدبر.
وسنجد الإجابة كاملة موجودة في كتاب الله واضحة خاصة في أمر الخضر عليه السلام.
تبدأ الآيات بتحديد وقت الوصول للمهدي عليه السلام، وعلامة البحث الدالة عليه هو وقت النصب والتعب، وقد عانى الناس من الدنيا " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"
فوقت طلب الناس للتقوى خاصة الباحثين عن الحق هو وقت ظهور الدليل العام للمهدي وهو تحرك الحوت على الرمال حتى يصل البحر وهو كان مشوي وميت أي أن المهدي شخص تائب احترق بذنوبه ومات قلبه ثم أحياه الله عز وجل وجعل له نورا يمشي به بين الناس :" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"
وكلمة سربا أي التوبة وكلمة عجبا أي حاله مع الله وما آتاه الله من الحكمة.
فقد جعل الله علامة ضياع الحوت وتحركه سربا وعجبا علامة للوصول إلى الخضر فكيف تكون علامة للوصول للمهدي عليه السلام؟
كأن الله يخبرنا بأننا في بحثنا إن وجدنا شخصا كان مذنب وتاب وآتاه الله حكمة عجيبة ليست كمثلها شيء لأنها من الله ويعجز عن إدراكها علماء الشرع وهذا في حركة الحوت برا وبحرا بعد إحيائه من موته.
فإن العجب ليس فقط في أن الحوت تحرك وهو ميت بل كذلك العجب في كيفية تحرك الحوت ، وذكر الصخرة دليل القوة، وأنهم أووا إلى صخرة أي أووا إلى القسوة والجهاد لما لاقوه من تعذيب وهذا حال أغلب المسلمين الآن.
فإذا أويتم إلى الجهاد ولم تجدوا زادكم من التقوى ووجدتم الحكمة والتقوى فيمن لم تتوقعوا فقد وجدتم ضالتكم
تكمل الآيات صفات وأحوال المهدي عليه السلام، أولا الخضر عليه السلام قال لموسى عليه السلام إنك لن تستطيع معي صبرا لأن الخضر سيخالف شرع الله في ظاهره وهذا لن يصبر عليه نبي كموسى عليه السلام بقوته وغيرته وتمسكه بشرع الله.
فإن الخضر خرق السفينة وهذا يتعارض مع الشرع وهذه صفة المهدي عليه السلام فيه امور ظاهرة بها سوء حتى يبتعد عنه الحاكم الذي يتخذ كل سفينة غصبا، فهذا عيب في المهدي ولن يقبل المتمسكين بشرع الله بهذا العيب كما فعل موسى عليه السلام لأنهم لا يعلمون حكمة الأمر من الله.
وكأن الخضر يعلم موسى حكمة ما حدث مع موسى عليه السلام من قبل أيضا فإن العيب في لسان موسى كان سببه أن فرعون ظن أن لن يكون رسول لا يفهم بعض كلماته فعاش موسى في مأمن من فرعون وبطشه بسبب عيب في لسانه في الكلام.
ثم يأتي الأمر الآخر وهو أن الخضر فعل كبيرة من الكبائر بل وأعظم الكبائر بعد الشرك بالله وهي قتل النفس بل والنفس الزكية، وهذا ما لا يستطيع موسى الصبر عليه.
وقد أعلم الخضر موسى عليهما السلام أنه سينتج من هذا السوء خير رغم أن الفعل من الكبائر لكن حكمة الله لا تدركها قصر تفكيرنا وحدوده الضيقة.
وكأن الخضر أيضا يخبر موسى عليه السلام بحكمة قتله للنفس وكيف هرب ثم وهبه الله حياة أخرى وزاده وفضله واصطفاه رغم أنه قتل، لكن لحكمة أن يخرج ويعود رسولا لقومه.
وتتضح في قول موسى بعد قتل الرجل وطلبه المغفرة:"ربي ما انعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين" أي بعد اكتشافه لمدى قوته عاهد الله أن تكون قوته لنصرة المظلومين.
والمجمل من هذا الأمر هو أن المهدي عليه السلام قد وقع في الذنوب مثل موسى والخضر عليهما السلام وأن وقوعه بها رغم سوئها شرعا لكنها كانت سببا في تقويمالمهدي عليه السلام ورحلة صعبة في رجوعه إلى الله وقد وهبه الله الخير بعد التوبة والله أعلى وأعلم.
والصفة الأخيرة من صفات المهدي عليه السلام موجودة في بناء الجدار فقد استطعموا القوم فلم يطعموهم ومع ذلك فإن الخضر بنى لهم جدار كان يكاد أن يقع، كذلك تدل في الظاهر للناس أن المهدي يفعل الخير مع من لا يستحق ، وما هو جدار المهدي الذي سيبنيه لمن لا يستحق؟ ومن هما اليتيمين الذين سيحفظ المهدي لهما كنزهما، وما هو هذا الكنز؟