يرتبط مفهوم الزمن وتطورة بفكرتي العدد أو العد والإيقاع ، حيث يمثل العد أبسط صور الإيقاع أو النغم ذات الوحدات المتصلة ، فجميع النغمات المتشابهه تكون فيما بينها إتحاداً من مجموعات عدة لها القدرة لتشكل في النهاية أعداداً من نغمات الإصغاء الأولية.
مفهوم العدد والإيقاع يعودان إلى أصل يوناني واحد بمعنى ( يجري ) أما الرابطة بين العدد والزمن فقد أكدها كل من فلاسفة الرياضيات والفلاسفة الطبيعيون. فعلى سبيل المثال عندما حاول أرسطو أن يفرق بين الزمن والحركة وجد نفسه مضطراً لأن يجر( يجذب ) الزمن إلى العدد بمعنى آخر إن الزمن يتم تحويله ( يؤول ) إلى العدد.
[rtl]لو بـحثنا في معجم الرياضيات أو الفيزباء عن مفردة الإيقاع لما وجدناها، وذلك لأن المفهوم لم يُنَظّـر ولم يدرس ولم يعط له حتى تعريف علمي موحد.[/rtl]
[rtl]ولو تأملنا مفهوم الإيقاع لرأيناه مرتبطا بالزمن. والمادة العلمية التي تستعمل الزمن بصفة أساسية هي علم الحركة. وعلم الحركة يربط بين الزمن والمسافة. فالجسم الذي يتحرك في الفضاء له مسار معين، وموقعه متعلق بالزمن، وتحديد سرعته يقتضي معرفة المسافة والزمن، والتسارع له معادلة مبنية على المسافة والزمن. أما الإيقاع فإنه مرتبط بالزمن وحده لا يستعمل الفضاء أو المسافة.القلب الذي يدق لا يقطع أي مسافة والنفَس الذي يدخل الرئتين لا تهمنا منه إلا علاقته بالزمن، وكذلك الشأن بالنسبة لتعاقب الليل والنهار، وتتالي الفصول، ودقات الطبول في الموسيقى، وتتالي السواكن والحركات في الشعر. وغياب الإيقاع من النظريات الرياضية والفيزيائية راجع لغموض المفهوم، وتعدده وكون الكثير من مفاهيمه تؤول إلى مفاهيم تقليدية معروفة، مدروسة مثل التواتر والدورية.[/rtl]
[rtl]- في فنون الأداء الإيقاع هو ضبط توقيت النغمات في القطع الموسيقية، و الأوزان في الأبيات الشعرية، و حركات أعضاء جسم الإنسان في الرقص. ويعني الإيقاع عند الفارابي: تحديد أزمنة النغم بمقادير معينة ونسب محدودة.
قرب الإيقاع من النفس الإنسانية، ولعلاقته الحميمة بحركة الجسم في العمل والرقص والتعبير وانتظام دقات القلب وحركة التنفس والمشي والحفظ في عهد اللغة الشفوية، اعتقد بعض العلماء أن معرفة الإنسان للإيقاع سبقت معرفته للنغم. ودعموا قولهم بالإشارة إلى تطور الإيقاع المدهش لدى الشعوب البدائية، وتطور الحس الإيقاعي عند الأطفال، وتوالي حركات إيقاعية وإعادتها لدى بعض الحيوانات. وقد ارتبط الإيقاع بالرقص والعمل عند الشعوب القديمة والبدائية؛ كما كان له أثر مهم جداً في تطور اللغة وأوزان شعرها. ومعروف أن الشعر مرّ بمرحلة التصق بها وزنه بإيقاع لحنه، تماماً كما نراه من التزام «المغني/الشاعر» الشعبي القالب الغنائي ليزن به أشعاره التي يرتجلها ببداهة وسرعة كما في الزجل الشعبي. لذلك مرت الإيقاعات بمرحلة كان فيها تزاوج حميم ما بين الزمن والمقاطع اللفظية من قصيرة وطويلة. ولعلّ من الممكن القول إن لهذه المرحلة أثرها في وجود بحور ذات أوزان وقوافٍ معينة في اللغة العربية.
[/rtl]
الزمن يتم تحويله لكي يمكن قياسه ، فبدون الحركة لا يمكننا معرفة أو إدراك سريان الزمن ، فلهذا يمكن إعتبار الزمن كجريان سيل مستمر ، ويمكن أيضاً إسناده إلى حركة مستمرة كحركة القمر ، الكواكب وبوجه التحديد القمر والشمس.
قال إستاذ ومعلم نيوتن إسحاق بارو " إن الرياضيين غالباً ما يستخدمون فكرة الزمن ، فوجب عليهم أن يوجدوا معنى آخر للكلمة ، وإلا سيصبحون مشعوذين " بالإضافة إلى أنه لا يجهل الصله الحقيقية بين الزمان والمكان وكان حذراً تماماً في فصلهما ولقد وفق في ذلك. فالحركة هي الدليل بل المفتاح الرئيسي الذي يعرفنا بالزمن وهي التي يمكن قياس الزمن عن طريقها والأكثر من ذلك فإن الزمن يظل متدفقاً حتى لو كنا غير موجودين وهذا ما هو إلا تعبير شرعي عن موضوعية الزمن " فالزمان لا يؤول إلى الحركة بمعناها المطلق ، فهو ليس إلا إتجاهاً إلى السكون ومهما تكون الأشياء متحركة أو ساكنه سواء كنا نائمين أو يقضين فإن الزمان يأخذ مجراه " ويتابع تحليله وتقصيه محاولاً رسم المسار الأبستمولوجي فهو يؤكد على أن معرفته لا يمكن أن تتم أو تدرك بدون الحركة.
وحسب النسبيه فالزمن لم يعد مطلقاً بل نسبياً يختلف قياسه من شيء إلى شيء ، يلتوي ، وينحني ويتمدد ويؤثر ويتأثر بالإضافة إلى إندماجه مع المكان في قالب واحد يعرف بالزمان – المكان أو الزمكان space – time.
لم يعد هناك الزمن المستقل لوحده وليس المكان الذي يبقى بمعزل عن الزمان بل الإثنان وحده واحده. هذه التي لها الدور ومن ثم الفضل في تفسير معظم الظواهر الطبيعية التي كانت حبيسة " المطلق ".
- قال رسل " إن الأمر الهام بالنسبه للفلسفة الحديثة فيما يتعلق بنظرية النسبية ، أنها حطمت الزمان الواحد الذي ينظم الكون بأسره وقضت على المكان الواحد الدائم وأستبدل تبهما الزمان – المكان وهذا التغير له جوانب متعددة حيث يغير فكرتنا عن تركيب العالم الفيزيائي جذرياً.
- يعتبر التجريد الرياضي للزمن أحد المبادئ الأساسية للعلم الحديث ، والذي يصور لنا الزمن كمحل هندسي يطلق عليه عادةً " تموقع الزمن " أما جذورة السيكولوجية فتمتد إلى تصورنا الأول للزمن من حيث بعده الأحادي ، أي ذو إحداثي واحد.
[rtl] يرى زينو صاحب المدرسة الأيليه على أن الزمان والمكان يمكن تقسيمهما إلى وحدات صغيرة لا حصر لها. فالمكان يمكن تقسيمة إلى نقط والزمان إلى عدد لا نهائي من الآنات وأن هذه النقط وتلك الآنات ليست إلا كيانات تجريدية صرفه وهي في المقام الأول تمثل التجريد الرياضي بعينه الذي ينظر إلى موجوداته على أنها كيانات تجريدية بحته من إبداع العقل البشري وحده. !![/rtl]
جاء في النظرية الحدسية للرياضيات للمنطقي والرياضي الهولندي بروير من خلال نسقه الذي صاغه للأعداد الطبيعية على أن هناك تنوعاً بل تعدد الفترات الزمنيه والتي هي الأساس الأولي للحدس عند الفكر البشري. وتمتد جذور الحدسية عند بروير إلى الفيلسوف الألماني كانت الذي إعتبر المفاهيم الحسابية ناتجه من العدد نفسه وذلك من خلال إضافة الوحدات الزمنية المتعاقبة ، فالنسق الكانتي حول الزمان والمكان كان له الأثر الكبير على مشاهير وكبار رياضي النصف الأول من القرن التاسع عشر وبالذات عندما قرأ الرياضي الإيرلندي الشهير هملتون أمام الجمعية الملكية الإيرلندية الآتي " كما أن الهندسة علم رياضي بحت يخص المكان فلابد أن هناك علماً رياضياً آخر يخص الزمان ، هذا العلم هو الجبر " . وإذا كان الجبر علم زماني ، أي ذو أساس زمني كما يقترح هملتون فهو أحادي البعد إذن ويحتوي على سيل من النقط الآنية ، فقد تصادفنا مسائل جبرية أخرى كمسألة الجذور التربيعية أو التخيلية ولقد كان موضوع هملتون منصباً حول كيفية التغلب على هذه الصعوبات وبناءً على ذلك إقترح نظرية العزم المزدوج A1 A2 حيث A1 تمثل العزم الأول و A2 تمثل العزم الثاني بغض النظر عما إذا كانت A1 سابقة أو لاحقة على A2 أو حتى منطبقة عليها ومن هذا الإفتراض توصل إلى نظرية جبرية للأرقام المزدوجة وقادته بالتالي إلى مفهوم جبري يختلف تماماً عن المفهوم الهندسي عرف بالأرقام المركبة ( العدد المركب : هو العدد الذي يمكن وضعه على الصورة أ+ب ت حيث أ ، ب عددان حقيقيان ، ت = جذر – أ وإذا كانت ب = 0 فإن العدد المركب يصبح عدداً حقيقياً وإذا كانت أ = 0 فإن العدد المركب هو عدد تخيلي. أما الرياضي الإنجليزي كالي فيرى أن الرياضيات تكاد تكون خالية تماماً من مفهوم الزمن إلا إذا إستدعى الأمر ذلك. بينما يؤكد لنا الرياضي الألماني جي كانتور في مناقشته حول مسألة الإستمرارية في الرياضيات بأن هذه المسألة غير ممكنه دون الرجوع إلى مسألتي الزمان والمكان والتي هي بالتالي بدهيه ومستقلة عنها تماماً. ولقد أعاد الفيلسوف الكانتي المجدد آرنست كاسير تفسير نظرية كانت حول الحساب لدراسة المتواليات والتي نجد فيها تعبيراً دقيقاً لمتوالية الزمن. ولما كان إهتمام كانت منصباً في الواقع حول تحديد الزمن من الناحية الترانسدلية ( المتعالية ) أي كون الزمن واقع وراء نطاق الخبرة – دالة متسامية – على صورة متوالية منتظمة وعلى حد تعبير كانت نفسه " فبدلاً من أن يكون حدسنا للزمن قائماً على أساس منطقي لمفهومي المتوالية والنظام فهو بالتالي مصدره القوانين الحسابية.
- فلسفة فيثاغورس العددية : العدد هو مصدر كل شيء والعدد أساس الأشياء وينبوعها وتقصي الأشياء لا بد أن يبدأ بالعدد. ورغم ما يحمله هذا العدد من بُعد حسابي إلا أنه يمكن تمثيله هندسياً وبلغ الإهتمام بالعدد في الفيثاغورسية درجة العبادة والتقديس وأصبح العدد كل شيء ورمزاً لكل شيء بما في ذلك إرتباطه بالزمن ولكن هذه النظرة الكلية سرعان ما فندت على يد أفلاطون.
- لقد شهدت أعمال أورسميه التي كان لها دور كبير في هندسة الزمن تقدماً ملحوظاً حول مفهوم " السرعة اللحظية " فهو أول من صاغ فكرة " معدل التغير اللحظي " بالخط المستقيم هو أيضاً أول من طبق الطريقة البيانية بصورة منتظمة في تفسير فكرة " التغير الدالي " الذي لعب فيما بعد دوراً رئيسياً في هندسة الزمن وتجدر الإشارة هنا إلى أن مفهوم الرسم البياني ليس وليد أورسميه بل يعود للقرن العاشر ميلادي. تعرف السرعة بأنها خارج قسمة المسافة إلى الزمن بالرموز ( v = s/t ) والسرعة اللحظية هي معدل تغير المسافة إلى معدل تغير الزمن وتعد هذه الأفكار بمثابة حجر الزاوية لحساب التفاضل والتكامل وبالمقابل قادت هندسة الزمن في القرن الـ 17 إلى تطور ملحوظ في الرياضيات ويعزى ذلك إلى تقدم الطرق والأساليب ( الكينماتيكية) ولوغاريتمات نبير التي نشرت عام 1614م تحت فكرة المقارنة بين نقطتين متحركتين ، ويعد حساب التفاضل والتكامل أروع عمل رياضي عرفته العلوم الطبيعية في هندسة الزمن. ويقودنا التحليل الرياضي المتعلق بلا نهائية الصدمات إلى خيال رياضي صرف ، وقد يضعنا أمام مسألة أخرى ألا وهي التقسيم النهائي للزمن. وكما أن هناك تقسيماً لا نهائياً للزمن فإن هناك تياراً آخر ينفي هذا التقسيم ويعتقد بنهايته وهذا يُعرف بنظرية التحول الزمني التي تنص على : أن هناك نهاية لتقسيم الزمن وربما يكون هذا ناتجاً من الإعتقاد بإنعدام الحركة عندما يكون التقسيم لا نهائياً. ونظرية تقسيم الزمن تنتهي عند الكرونون كوحده متناهيه في الصغر ويطلق عليها ذرة الزمن ، ففكرة التقسيم نابعاً أساساً من تحطيم المادة إلى ذرات والطاقة إلى فوتونات وذلك بفضل النظرية الكوانتيه. لقد تبين لنا أن أحداث الطبيعه لا يمكن أن تتجاوز ذرات الزمن ، بمعنى أي حدث مهما كان لابد أن يستغرق فترة زمنية أقصر من الكرونون. وبناءً على نظرية " ذرية الزمن " بأن التقسيم اللانهائي للزمن مجرد خيال رياضي فحسب ، ومن ثم فليس له أي إرتباط بالعالم الطبيعي!. لقد قدم لنا الإستاذ كرنبانم نقطه جليه حول ذرية كل من الزمان والمكان قائلاً : حيث أن الزمان والمكان مقداران شاملان فإن قيمتهما تنطبق على الأعداد الحقيقية ، وحيث أن مجموع هذه الأعداد يعني الإستمرارية الرياضية ، لذا فذرات كل منهما تقتضي مسبقاً جميع المحتويات التي تشكل المجموع الكلي. لقد أخذ الكثير من مفكري القرون الوسطى بمسألة " ذرية الزمن " وبالذات الفيلسوف اليهودي مياموندس الذي ورد في حديثه الآتي : يحتوي الزمن على ذرات زمنية ، أي أجزاء متعدده ، تكون في النهايه فترات قصيره بحيث لا يمكن تجزئتها فالساعه مثلاً تنقسم إلى ستين دقيقه والدقيقة الى ستين ثانيه والثانية يمكن تجزئتها إلى أجزاء صغيرة وهكذا يستمر التقسيم المتكرر حتى الجزء العاشر أو أكثر إلى أجزاء ستينيه ثم نصل إلى أجزاء لا يمكن تجزئتها ، أي غير قابلة للتقسيم.
- الإطار الفلسفي لمفهوم الزمن. ( الجوانب الرئيسية للزمن ) ، هناك :
1. الزمن الفكري وهو الذي يطلق عليه الزمن النظري وموضوعه التغير والحركة ووجوده في العقل – أي عقل المفكر
- الزمن الإدراكي وهو الذي يسجل دفق أو سيل الزمن بالنسبه للمدرك أي هو الآخر مرتبط بالوعي أو وعي الشخص بصورة خاصة.
3. الزمن الفيزيائي وهو نشاط أو حركة العالم الطبيعي والفلكي فهو عام خلال التصورين السابقين.
4. الزمن المطلق وهو نظير المكان المطلق فهو لا نهائي وغير مرتبط بأي شيء خارجي.
موجز آراء بعض الفلاسفة عن الزمن :
- أفلاطون يرى أن الزمان غيري حقيقي نصيبه كالمكان وليس إلا إنعكاساً للزمن الحقيقي الأزلي الأبدي أما زماننا هذا فهو أرضي ومن ثم غير حقيقي.
- أرسطو يرى أن الزمان مرتبط بالحركة ولا يمكن قياسه إلا من خلال الحركة نفسها.
- ديكارت يرى أن الزمان هو ضوء المكان والمكان ما هو إلا الزمان الطبيعي الآتي ، زمان الموجودات الظاهرية في العالم الخارجي ، الزمان المنقسم إلى آنات والذي نقيس به الحركة. وأن المكان والزمان مقولتان مستقلتان تمام الإستقلال فالمكان هو الإمتداد الهندسي ثلاثي الأبعاد والزمان زمان طبيعي وزمان النفس أو الزمان الحدسي.
- ليبتز يرى أن الزمان يرتبط بالأحداث أو الوقائع ومالأحداث إلا سلسله تعاقبية أي الواحده تلو الأخرى فالزمان ماهو إلا نظام تعاقب الظواهر للحادثات.
- الزمان في النبيه على خلاف ما تتصورة النظرية الكوانتيه ( ميكانيكا الكم ) تفترض الأولى " الأزمنه المتفاصلة التي لن تكون بها خواص التسلسل التي ترسبها حدوسنا عن المسارات المتواصله فقط ظهرت التعددية الزمانيه مع النسبية. بالنسبه للنسبية ثمة عدة أزمات تتوافق بلا ريب وتحفظ أنظمة حدوث موضوعية لكنها مع ذلك لا تحتفظ بأزمنة مطلقة " هذا بالإضافة إلى " أن الوقت نسبي إلا أن مفهوم الأزمنه في مذاهب النسبية ما يزال يتقبل التوصل بوصفه طابقاً جلياً " ( الزمن الفيزيائي )
- يقول هيراقليطس : إن الزمن هو الأول والأخير بين كل الأشياء ، يتضمن كل شيء ووحده يوجد ولا يوجد ، يخرج دائماً مما هو موجود ويعود من الجهه المقابلة لأن اليوم هو الأمس بالنسبة لنا وقد كان الأمس غداً ".
- أزلية الزمن تأتي من ثلاث نواحي كما بسطها إبن رشد عن أرسطو : أولاً ، الصور التي يتركب منها العالم ، فأزلية الزمان والحركة ثانياً ، فأزلية الجواهر الحادثة في عالم الفساد ثالثاً.
- يعبر عن الزمن عادة بأنه " تغير " والتغير يتباطأ ويسرع ويلتوي وينحني ... إلخ ، هذا ما أثبتته التجربة والقياس بالإضافة إلى موضوعية التغير. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
- يقول القديس أوغستين " الزمن كالنهر صنع من حوادث تحصل ، وتياره جارف ، وكل ما يحدث فيه يزول منجراً بمجرد حدوثه.
- يقول كرشنامورتي " كي تتأمل معنى ذلك أن تتجاوز الزمن ، فالزمن هو تلك المسافة التي ينطلق بها الفكر لتحقيق أهدافه ".
- يمكن أن يقال ، أن الزمن لا يمكن تجاوزه بدون عقل ، لأن العقل ماده ، والماده لا يمكن أن توجد بدون زمن بدون مكان ومالعقل إلا ذاكرة من الماضي خلال الحاضر إلى المستقبل.
- " كل ما هو دائم في البداية وكذلك في النهاية لا يمكن أن يبدأ أو ينتهي لأن ما يبدأ ليس في نهايته وما ينتهي ليس في بدايته. ولكن الزمان هو دائماً في بدايته ونهايته لأن الزمان إن هو إلا الآن ، الذي هو نهاية الماضي وبداية المستقبل. إذن الزمان لا يبدأ ولا ينتهي ، وبالتالي الحركة التي عددها الزمان ، لا تبدأ ولا تنتهي " القديس توما الأكويني
- إنتهى الأمر بالزمن عند الدارسين ليتأرجح بين الذاتيه والموضوعية ، وأنفلتت أبعاده لتحقق زمناً جيولوجياً وبيولوجياً وفيزيائياً ورياضياً وكونياً ونفسياً .. إلخ. وصيغت المعادلات الرياضية لحسابه ، لتخبرنا عن وجوده وخصائصه ، إلا أنها " عجزت عن إخبارنا عن ما هيته ".
- لم يخرج الزمان من المنظور الوصفي حتى إلتصق بالعقل والذاكرة وبالتطور ، وبالأشياء وبالوجود ، إنه الوجود لأن الوجود زمان والزمان وجود وهكذا أصبح من المحال تصور زمان بدون وجود أو وجود لازمني ، لأنه أي الزمان وجد مع الوجود ، فليس سابقاً ولا لاحقاً عليه ، لهذا فهو يتمتع بهذه الأزليه والأبدية المستمرة.
رغم ما يحمله الزمن من خصائص فيزيائية وطبولوجيه ، إلا أن اللحظة الفعلية تبقى هي ( الآن ) فالماضي يتلاشى في الآن والمستقبل يولد في الآن ، وهاهي ذي الآن تجمع النقيضين.
الزمن ليس مقصوراً على الإنسان وحده ، فالكائنات جميعها دون إستثناء تتمتع بحس زماني وأكبر دليل على ذلك دورة النور والظلام التي عن طريقها يتعاقب الليل والنهار وهذا يطلق عليه " مرجع زمني لكافة الكائنات ".
الحياة تطور والتطور ليس إلا زمناً.
وهكذا " فالزمان ليس مجرد شيء تستجيب فيه الكائنات العضوية ، بل إنها تستجيب له ، وتستمد منه المعلومات ، وتتركب بواسطته ، فهو بُعد لحياتها بقدر ما تكون أي من الأبعاد المكانية مألوفة لها بل لعلة أن يكون أكثر من ذلك ألفه ".
في فيزياء أرسطو كان مفهوم الزمان أنه مقياس أو وظيفه للحركة. والزمان متعلق بالحركات الفعلية ، أي متعلق بالصيروره.
الزمان كله متصل متشابه الأجزاء ويتضح ويعرف ويتم ويستقيم ويقاس كعماد ونظام بـ (الحركة) ونسبة أو موضع (الحركة) إليه هو بوعاء الزمان أو ظرفه أو (المتى). ولذلك إنما يكون الزمان محصلاً أو ناتجاً بمتى ما تحقق وبان.
-