السلام عليكم 
لاخلاف ان الدكتور المسعري له مستوى علمي ودارس وباحث يجتهد بمنهجية ما استطاع 
ولاخلاف على نقده الغلو في انتظار المهدي مما طرح من الامثلة ..
ولكن
أولا : هذه الامثلة ليست القياس العلمي هنا للتقليل من شأن الموضوع في المهدي ، فلاشأن للموضوع فيمن جهل به وغلا ، وهذا الطرح بهذه الطريقة من شأنه تشجيع على انكار وجود المهدي ونحن نربأ بأعلام أن يشجعوا على انكار نبوءة ولو بشكل غير مباشر وان كان دون قصد .
ثانيا : المسعري تكلم بما يشهد به على انكار التواتر المعنوي دون ان يظهر البينة ويعالج المسألة بمنهجية ، وأيضا طرحها بطريقة تسفيه متناسيا ان من قال بالتواتر هم علماء باحثين في الأمة وليس العامة ، فلايحق له ان يشهد بما ينكر ذلك دون ان يحيل للبحث المنهجي .
ثالثا : قد اوافق ماذهب اليه لو شرح انه ليس هناك تواتر لفظي في احاديث المهدي لقلة ماجاء اللفظ ، ولكن التواتر المعنوي هو ان بمعنى كترة الاحاديث التي تتعلق بمسألة النهائية وعلاقتها برجل ، ومن قال بالتواتر المعنوي هو يقصد ان يجمع معنى عائذ بمعنى رجل يملأها عدلا وقسطا مع ماجاء في المهدي وهنا تتوسع الطرق بما يمكن ان يفيد التواتر المعنوي ، وكان المفترض معالجة هذا واظهار بيانه لا ان يتعامل مع المسألة في فيديو على طريقة خذوه فغلوه ، فكل شهادة يجب توضيح بنائها ان كانت شهادة علمية ، ونحن نجد ان الناس يشهدون له بالعلم وله شهرة فعليه ان لايلقي الشهادة الا ببيانها ..
رابها : ان الاعلام الذين يشار اليهم بالعلم والبنان في هذا الرمن يغفلون عن تغير الاولويات ، فزمن ظهور العلامات الصغرى للساعة من المفترض أن يغير أولويات البحث ليعطي دراسة نبوءات اولوية لم يكن يعطيها علماء السلف لاختلاف اولويات زمانهم ، فنجد هؤلاء الاعلام ومنهم المسعري الآن كما في الفيديو هو مجرد يسفه بكثرة اهتمام الناس في موضوع المهدي ولكن دون ان يحلل الاسباب مكتفيا بإشارة سخرية بأن هذا من جهل الناس ثم ضرب مثال من يصنع منبرا في العراق للمهدي ، وهذا قياس فاسد ، فكثرة اهتمام الناس بموضوع المهدي لاسباب شتى واهمها على الاطلاق تحسس لكثرة العلامات الصغري للساعة والشيء بالشيء يذكر وهذا احد اسباب اهتمام الناس في السنين الاخيرة بالمهدي ، اضافة للتغيرات السياسية الكبيرة ومما تعرضت معه انظمة الحكم المختلفة لعدم الاستقرار وهي التي تشكل عهد الملك مما يستنبط معه قرب عودة الخلافة على منهاج النبوة ، ومن هنا نجد ان اهتمام الناس بالمهدي في السنين الاخيرة له اسباب شتى ، يجب ان تعالج بمنهجية علمية لكي نصل للحكم في المسألة ثم يشهد عليها الاعلام ببينة واضحة ، اما ان يكتفى اي شيخ مشهور بفيديو من هنا يطرح فيه رأيا دون ادلة قوية ومعتمدا على شهرة اسمه ، فهنا الطامة ، وهنا الاختلاف الكبير واسبابه بين الناس ، وهذا الاختلاف ذاته الذي تتسبون به هو من احد علامات قرب المهدي ..
خامسا : تكلم الدكتور في غير فنه حين ذكر ان النبوءات لافاتءة منها الا تصديق النبوة حين تقع ، واقول ياشيخ يادكتور كان من المفترض ان تقول  لا اجد من فائدة في النبوءة الا ذلك وتقف ، لا ان تحصر الفوائد بما تعلم ، فأنت لم تحط خبرا بخفايا حكمة الله ورسوله في النبوءات عموما وفي نبوءات المهدي خصوصا ، فإن هذا بئر قد تعجب من خفايا اسبابه ، وكونه ليس من اولوياتك وليس من اهتمامك لدرجة انك تعترف انه ماجعلك تنظر في المسألة الا كثرة احاديث الناس ، فصدقني انت بحثت في هذا بحثا هامشيا ولم تتعمق بما فيه الكفاية ، او ان التعبير خانك بسبب الطرح الارتجالي في المسألة ، فأنت خير من يعلم ماوراء قول الرسول صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ماسمعتم فرب مبلغ اوعى من سامع ، فلا احد يزعم انه الاوعى الا جهل ، ولا احد يحصر الحكمة فيما انبيء به الله ورسوله فيقول لافائدة منها الا ذلك ، بل ذلك ماتراه انت لا اكثر ، هذا والله اعلم 
وهذا القول لايعني التقليل من شأن الدكتور المسعرى بل على العكس ، فلو كان قائله لاشأن له لما اتعبت نفسي بهذا الرد ، وان الذكرى تنفع المؤمنين  والحمدلله رب العالمين.