رجه أحمد[341] عن عفان، حدثنا عبدالواحد بن زياد.
قالا: حدثنا المختار بن فلفل، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي). قال: فشق ذلك على الناس.
قال: قال: (ولكن المبشرات). قالوا: وما المبشرات؟
قال: (رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة).
هذا لفظ أحمد، وهو عند ابن أبي شيبة مختصر.
وأخرجه الترمذي[342] قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا عفان به.
وعاه السيوطي[343] لابن مردوية أيضاً.
قلت: هذا الحديث مداره على (المختار بن فلفل) وقد وثقه كثيرون، منهم: الإمام أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والعجلي، والنسائي[344].
وذكره ابن حبان في (الثقات)[345] وقال: (يخطئ كثيراً).
وكأن الحافظ ابن حجر لم يلتفت إلى توثيق من تقدم، واعتمد كلام ابن حبان
خاصة، فقال عنه في "التقريب[346] (صدوق له أوهام)!.
وهذا غير مسلًّم[347] فقد صرح خمسة من الأئمة بتوثيقه، فهو ثقة، كما أنه من رجال مسلم، وأخرج الترمذي حديثه هذا، ثم قال[348] "حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل".
وأخرجه الحاكم[349]من هذا الوجه أيضاً، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
16 - حديث جابر: أخرجه أحمد
[350]قال: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، أخبرني جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (رؤيا الرجل المؤمن جزء من النبوة).
قلت: إسناده ضعيف؛ لأجل (ابن لهيعة) الذي اختلط بعد احتراق كتبه
وقال الهيثمي[352] "فيه: ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف".
قلت: الهيثمي معروف بتساهله، وتحسينه لحديث ابن لهيعة فيه نظر، فقد قال الذهبي[353] "العمل على تضعيف حديثه".
17 - حديث سمرة: أخرجه البزار.
[b][354]عن خالد بن يوسف، حدثني أبي - يوسف بن خالد.[/b]
وأخرجه الطبراني[355] عن موسى بن هارون، حدثنا مروان بن جعفر السمري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة.
قالا: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة، حدثنا خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا: "إن أبا بكر يتأول الرؤيا، والرؤيا الصالحة حظ من النبوة" هذا لفظ البزار، وعند الطبراني: ".. تأول الرؤيا، وإن الرؤيا" والباقي سواء.
قلت: إسناده ضعيف، فيه: (سليمان بن سمرة)، و(خبيب)، و(جعفر) هؤلاء الثلاثة لم يوثقهم سوى ابن حبان[356]، وذكر الذهبي[357] في ترجمة (جعفر) حديثاً بالسند المذكور ثم قال: "هذا إسناد مظلم، لا ينهض بحكم".
يضاف إلى هذا أن في سند الزار: (خالد بن يوسف) وأبوه، قال الذهبي[358]: "أما ابوه فهالك، وأما هو فعضيف".
وقال الهيثمي[359]: "إسناد البزار ساقط".
وقال[360] أيضاً: "في إسناد الطبراني من لم أعرفه".
قلت: في إسناد الطبراني أيضاً (مروان بن جعفر السمري، حدثنا محمد بن إبراهيم ابن خبيب) قال أبو حاتم في (مروان السمري): "صدوق صالح الحديث"[361].
لكن نقل ابن حجر[362]عن أبي الفتح الأزدي قوله فيه: "يتكلمون فيه"، ثم قال: "له نسخة عن قراءة محمد بن إبراهيم، فيها ما ينكر، رواها الطبراني" وأورد له أحاديث بالسند المذكور.
المطلب الثاني: الروايات الضعيفة
الروايات السادسة: رواية أربعين أو ستة وأربعين
وردت هذه الرواية من طريق شعبة وهشيم، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين العقيلي، مرفوعاً.
وهي رواية شاذة، تقدم الكلام عنها في الحديث السادس[363]
الرواية السابعة: رواية خمسة وعشرين
وردت هذه الرواية عند الخطيب[364]من طريق أحمد بن الوليد، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة).
وهي رواية شاذة، تقدم الكلام عنها في الحديث التاسع[365]
وعزاها السيوطي[366]لابن النجار.
وذكرها ابن أبي جمرة[367]، ونقلها عنه ابن حجر[368] ولم يخرجاها.
الرواية الثامنة: رواية ستة وعشرين
وردت عند ابن عبدالبر[369] من طريق الحسن بن المثنى بن دجانة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبدالعزيز بن المختار، حدثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (.... ورؤيا المؤمن جزء من ستة وعشرين جزءاً من النبوة).
وهذه رواية شاذة، سبق الكلام عنها في الحديث الأول[370].
كما ذكر النووي[371] رواية "ستة وعشرين" من حديث ابن عمر، ولم يذكر من أخرجها؟.
قال ابن حجر[372]: "إلا أن بعضهم نسب رواية بن عمر هذه لتخريج الطبري".
[b]الرواية التاسعة: رواية تسعة وأربعين[/b]
18 - حديث عبدالله بن عمرو: أخرجه أحمد
[b][373] عن حسن - الأشيب - حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن عبدالرحمن بن جبير، عن عبدالله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾[374]قال: (الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن هي جزء من تسعة وأربعين جزءاً من النبوة...) الحديث.[/b]
وعزاه السيوطي[375]أيضاً لابن جرير، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي.
قال الهيثمي[376] "رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج، وحديثهما حسن وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات".
قلت: السند ضعيف من جهة (ابن لهيعة) خاصة، انظر ما تقدم عند حديث رقم (16).
أما (دراج): فقد قال عنه ابن حجر[377] "صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف" انتهى.
قلت: وليست الرواية هنا من هذا الوجه.
الرواية العاشرة: رواية خمسين
وردت عند البزار[378]والطبراني[379]وابن عبد البر[380]من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن الأعرج، عن سليمان بن عريب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رؤيا الرجل الصالح بشرى من الله، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
قال - أي: سليمان بن عريب - : فحدثت به ابن عباس، فقال: قال العباس بن عبدالمطلب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هي جزء من خمسين جزءاً من النبوة).
وهي عند الطحاوي[381] مختصرة من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج.
وهذه رواية ضعيفة معلولة، تقدم الكلام عنها آخر الحديث الثالث[382].
الرواية الحادية عشرة: رواية ستين
وردت عند أبي يعلى[383] من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن سليمان بن عريب، قال: سمعت أبا هريرة يقول لابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رؤيا المسلم جزء من أربعين جزءاً من النبوة).
قال ابن عباس: (من ستين).
فقال أبو هريرة: تسمعني أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: من ستين؟
فقال ابن عباس[384]: وأنا أقول: قال العباس بن عبدالمطلب.
قال عمرو الناقد: قلت أنا وأصحابنا: فهو عندنا إن شاء الله: العباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
وهذه رواية ضعيفة معلولة كسابقتها، سبق الكلام عنها آخر الحديث الثالث أيضاً[385]
الرواية الثانية عشرة: رواية ستة وسبعين
وردت عن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
أخرجها الطبراني[386]عن علي بن سعيد الرازي، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا الفضل بن موسى، عن مسعر بن كدام، عن الركين، عن أبيه، عن أبن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الرؤيا الصادقة [الصالحة] جزء من ستة وسبعين جزءاً من النبوة).
وهذه رواية ضعيفة منكرة، تقدم الكلام عنها في الحديث العاشر[387]
تلك هي الروايات المسندة التي وقفت عليها في الباب، واستكمالاً للفائدة رأيت إلحاق الروايات التي ذكرها شراح الحديث وغيرهم في مصنفاتهم دون إسناد أو تخريج، وهي:
رواية سبعة وعشرين، واثنين وأربعين، واثنين وسبعين.
وهذه الروايات الثلاث ذكرها ابن أبي جمرة[388]دون تخريج، ونقلها عنه ابن حجر[389]كذلك، ولم أقف عليها في مصدر آخر.
الرواية السادسة عشرة: رواية أربعة وأربعين.
عزاها ابن حجر[390] للطبري، من حديث عبادة، ولم أقف عليها.
الرواية السابعة عشرة: رواية سبعة وأربعين.
ذكرها القرطبي[391] من حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص دون تخريج، ولم أقف عليها.
تنبيهان:
الأول: قال الطبري[392]: "الصواب أن يقال: إن عامة هذه الأحاديث أو أكثرها صحاح، ولكل منها مخرج معقول" انتهى.
وفيه تساهل من جهة التسوية بين أحاديث مختلفة، والحكم على جميعها بالصحة.
الثاني: قال ابن بطال[393]: "أصح ما في هذا الباب أحاديث الستة والأربعين جزءاً، ويتلوها في الصحة حديث السبعين جزءاً، ولم يذكر مسلم في كتابه غير هذين الحديثين.. وأما سائرها فهي من أحاديث الشيوخ" انتهى.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/835/#ixzz3p13irrqv